منوعات

انتقا,م الأرواح بقلم احمد القاضى

العمال كانوا ناس غلابة على باب الله، ناس مغلوبة على أمرها وفعلا رجعوا العمارة وكملوا شغلهم وفي ظرف أسبوع، العمارة كانت جاهزة
كانت أحلى عمارة من حيث الشكل، الراجل ده صرف عليها كتير عشان تطلع بالجمال ده
وبعدها بيوم واحد، كان جاب ناس من عيلته وقعدهم في العمارة، وأخدها خلاص بوضع اليد حتى لو مفيش عقد، ولو كان والدى بلغ كان سيبقي الوضع على ما هو عليه
وقولنا خلاص هما هيقعدوا في العمارة وكل واحد هيبقي في حاله، لكن اللى حصل كان غير متوقع
أنا فاكر اليوم ده كويس، كانت الساعة 3 الفجر، قلقت وقومت من النوم من غير سبب، قومت عشان أدخل الحمام لقيت والدى صاحى وبيقرأ قرآن، دخلت الحمام وخلصت
ولسه هكلم والدى سمعنا صوت صرخة، كانت صرخة عالية جداً، والدى طلع يبص من الشباك لقي في ست طالعة وبتقول
الحقوني الحقوني هتموتنى الحقوني

سألت والدى وقولتله

_ هو فى إى.. الست دي بتصرخ ليه؟

= ملناش دعوة يبنى يمكن متخانقة مع حد من أهلها

_ طيب أنا هدخل أكمل نومى

ودخلت أوضتى عشان أكمل نومى، حطيت راسي على المخدة ونمت، ولتانى مرة أشوف حلم
شوفت نفسي في شقة عم إبراهيم بس المرة دي كانت متغيرة واللى موجودين فيها مش عم إبراهيم وعيلته لأ، دول الجيران الجداد
لقيت واحدة ست قاعدة في الصالة، بيتهيألى إنها نفس الست اللي كانت بتصرخ من شوية
فجأة في صوت طلع من الحمام، كأن في حاجة وقعت أو أتكسرت
قامت الست من مكانها، وراحت ناحية الحمام عشان تشوف فى إى؟!
وبمجرد ما فتحت الحمام، رجعت لورا وهي بتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ظهرت ست او هيكل عظمى لست عضمها إسود محروق كانت بتقرب من الست دي، اللى جريت على الشباك وفضلت تصوت عشان حد يلحقها، ده المشهد اللى شوفناه أنا ووالدى من الشباك، لكن بمجرد ما الست اتلفتت وشافت الهيكل ده واقف في وشها مستحملتش مسكت قلبها وهى مبرقة ووقعت على الأرض وماتت

صحيت من النوم على صوت دوشة تحت في الشارع وصوت عربية الأسعاف كان بيدوى في الشارع، نزلت الشارع ووالدى كان تحت، وسمعت بنت واقفة عند عربية الأسعاف بتتكلم في التليفون وهي بتعيط وبتقول

_ إيوة يا هشام، جدتك ماتت يا هشام ماتت، تعالى خدنا من هنا المكان ده مش طبيعي في حاجة غلط كلنا بنشوف حاجات وحشه هنا، أرجوك يا هشام تعالى خدنا من هنا

رجالة الإسعاف كانوا مخرجين جثة في كيس بلاستيك وشوفت وشها، هي نفس الست اللي كانت بتصوت واللى شوفتها في الحلم، بصيت لوالدى وقولتله أنا شوفت ماتت إزاي
بس هو بصلى وأبتسم، كأنه عارف إن ده كان هيحصل

وفات كام يوم على الحادث ده، وبدأت الدنيا تهدى وترجع لطيبعتها
لكن واضح إنها كانت مجرد هدنة، كان فات خمس ايام على موت الست دى
وشوفنا شاب كان واقف في البلكونة وبيقول

أنا مش عارف طاوعنا هشام ليه وجينا علي هنا، اللي كان بيتكلم كان أيمن اللى كان واقف في البلكونة ومش عارف إى واقف وراه
لكنه إتلفت، ولما شاف صرخ بعلو صوته ووقع من الدور السادس ومات.

_طيب هو شاف إى يا سعد؟

= والله ما عارف أقولك شاف شبح ولا روح أتعذبت هنا ورجعت تنتقم

_ بس إنت المرة دى محلمتش باللى حصل؟

= لأ مشوفتش حاجة، بس لتانى مرة المشهد بيتكرر الأسعاف وناس منهم بيكلموا هشام بيه عشان ياجى ياخدهم من هنا، وأنهم مش قادرين يقعدوا

لكن في اليوم ده بليل حصلت أكتر حاجة مرعبة شوفتها في حياتي، يومها الكل صحى علي صوت صريخ وزعاق من أهل العمارة، لما فتحنا الشبابيك لقينا أهل هشام بيه نزلين يجروا من العمارة وبيقولوا البنت أتلبست، وقتها كنت واقف في الشباك بس شوفتها، نفس البنت اللي كانت واقفة عند عربية الإسعاف، عينيها كانت بيضة تماماً وبتتحرك على إيديها ورجليها زي الحيوانات، كنت شايف ده من الشباك بسبب قرب البلكونة بتاعتهم مننا

..
وفى الوقت وصل هشام بيه، لقى أهله كلهم واقفين في الشارع، قالهم واقفين كده ليه؟
متخفوش مفيش حاجة هتحصلكم تعالوا معايا، أخدهم ودخل العمارة وسط توسلات منهم إنهم يمشوا ويرجعوا بيتهم القديم،لكن هو كان مصمم إنهم لازم يقعدوا في العمارة
وفعلا طلعوا العمارة مع هشام بيه، اللى أول ما شاف المنظر ده قدامه، البنت وعينيها البيضة تراجع لورا وهو بيقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ردت عليه البنت بصوت مش صوتها وقالت

_ بتستعيذ بالله منى يا هشام.. بعد كل اللي عملتوه شايفين نفسكم ملايكة واحنا شياطين

= إنتى مين وعاوزة منى إى؟

_ أنا.. أنا كنت مستنى اللحظة دي يا هشام، اللحظة اللى إنت هتدخل فيها العمارة دي عشان أعمل فيك زي ما عملتوا فينا

= عملنا إى، أحنا معملناش حاجة؟

_ لا عملتوا، حرقتوا عيلة بأكملها عشان بس رفضت طلبكم، عشان رفضنا نسيب المكان حرقتوه باللى فيه حتي مرحمتوش العيال الصغيرة وإنتوا شايفنهم بيتحرقوا قدام عينيكم

= أنا مليش دعوة بحاجة، أنا معملتش حاجة، بابا اللى عمل كل حاجة

_ لا يا هشام، إنت كنت صاحب الفكرة والتنفيذ إنت اللى أقترحت على أبوك #وكأننا حشرات ملهمش تمن، لا ومش كده وبس ده إنت كنت ناوي #كل الناس دى عشان رجعوا في كلامهم ومش هيبيعوا

= خلاص انا مش هعمل حاجة أنا هاخدهم ونمشي من المكان ده، والله ما هعمل حاجة

_ خلاص يا هشام فات الأوان، إنت دلوقتى هتدوق بس جزاء من جنس العمل

وفي لحظة نار بدأت تمسك في كل حتة في الشقة الأبواب والشبابيك والبلكونات أتقفلوا كلهم وكل اللى كنا سمعينه مجرد صرخات، صرخات هشام وعيلته وهما بيتحرقوا والنار بتاكل في لحمهم
النار فضلت ماسكة في العمارة يوم كامل، حولت الجثث لرماد إسود، وبس ومن يومها وهي موجودة لا جيه أمر بهدها ولا حد عنده الشجاعة إنه يقرب منها

قصة غريبة أوى يا سعد، ويمكن أغرب ما فيها موضوع الأرواح او الأشباح ده أنا مش بقتنع بيه بصراحة، بس في النهاية دى الدنيا داين تدان

أتغديت مع سعد وأهله ومنعم صلح العربية واخدتها ومشيت، وكنت بسأل نفسي سؤال واحد بس
هو اللى أنا سمعته ده بجد ولا كانت مجرد قصة مختلقة من سعد؟.. أنا هقول الله أعلم

تمت

#احمد_القاضي
#رعب_القاضي

انت في الصفحة 5 من 5 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل