
#الجزءالثاني
نمت وحلمت حلم غريب، حلمت اني واقف في شقة عم إبراهيم مع آدم إبنه وكنا بنلعب فى الصالة
واللى حصل قدامي كان صعب.. الباب خبط قام عم إبراهيم وفتح الباب، عشان يلاقي في وشه ناس ضخمة لابسين بدل هجموا عليهم كلهم بسرعة وتحت تهديد السلاح إن اللى هيصرخ هيضرب بالرصاص، كتفوهم كلهم حتي آدم الطفل الصغير مترحمش من إيديهم، بدأوا يرشوا في كل حتة حاجة زي البنزين، كانوا بيفضوا جراكن في كل ركن في البيت كانوا مش قادرين يصرخوا بسبب اللزق اللى على بوقهم، وفي لحظة أترمى عود كبريت على الأرض وسط دموع وصراخ مكتوم.. البيت بقى قطعة من جهنم في لحظة.
وصحيت من النوم وأنا تعبان من اللى شوفته، كنت بعيط من اللى شوفته إمبارح.. دخل عليا والدى وأنا بعيط وسألنى بعيط ليه؟
حكتله كل حاجة شوفتها إمبارح بس والدى رغم إنه بان عليه الحزن، لكنه طبطب عليا وأخدني في حضنه وهو بيقولى
_ متزعلش يا سعد، أكيد يا يبنى ربك هينتقم من اللى عمل كده أشد إنتقام في الدنيا قبل الآخرة
بصيت لوالدى وأنا لسه بعيط وقولتله
_ هو أنا هفضل أشوفهم علي طول يا بابا؟
= لا يا حبيبي مش هتشوفهم كل يوم… متخفش مش هيحصل تاني
سبنى في اليوم ده ولقيته خرج من البيت، والغريبة إنه راح على العمارة المحروقة ودخلها، مكنتش فاهم
بس هو مطولش جوه، خرج ووشه أصفر كنت أول مرة أشوف والدى في الحالة دي
رجع علي البيت ولما والدتى سألته مالك فيك إى؟
رد وقالها الآتى
_ من شوية سعد حكالى إنه شاف حلم غريب كان فيه إبراهيم وعيلته وإنه شاف اللى حصل فيهم
ساعتها فكرت تفكيرين، الأول إن دي خيالات طفل صغير، والتانى إنها رسالة بس ليا أنا مش لإبنى وعشان كده روحت على العمارة ولما روحت شقة إبراهيم شوفته
=شوفت مين؟
_ شوفت إبراهيم.. شوفته واقف قدامي وبيطلب منى أجبله حقه وأبلغ عن اللى عمل كده، أنا مش مصدق إنى شوفته بس ده اللى حصل
=طيب وناوى على إى؟
_ أنا عايز أجيب حقه، بس هستنى ظروف البلد تستقر الأول عشان أقدر أبلغ
….
ومن بعدها أقدر أقول إن الأمور هديت شوية، مكنتش بشوف حاجة ولا أحلام غريبة، لحد ما في يوم جات نفس العربية بتاعت مسعد بيه
وقتها الناس كلها كانت واقفة على رجليها ومش عارفين هو راجع تاني ليه؟
لكن اللى نزل من العربية وقتها كان شاب صغير في السن وسيم شوية، وقرب من الناس وقال
_ مساء الخير يا جماعة، إى الأخبار؟
أنا هشام مسعد السيوفي، أنا عارف إنكم عارفين مين هو مسعد السيوفي، والدى للأسف توفاه الله أتصاب بمرض نادر وتوفى من أسبوع، وأنا على علم بكل حاجة أتفق عليها والدى معاكم قبل ما يتوفى ودلوقتي أنا جاي عشان أجدد الأتفاق ده، تاخدوا الفلوس وتسيبوا العماير عشان نبدأ شغلنا
وهنا رد عليه والدى وقاله
= لا يا بيه إنسي الكلام ده خلاص، محدش فينا هيبيع إحنا رجعنا في كلامنا
_ ممكن أعرف السبب؟… إى اللى أتغير عشان ترجعوا في كلامكم
= مفيش سبب، إحنا أحرار محدش فينا هيبيع ومتنساش إن الأمور في البلد دلوقتي مشدودة يعني مش هتقدر تعمل حاجة
_ أعمل حاجة؟!… حاجة زى إى؟
= متلفش وتدور عليا يا بيه، إنت عارف كل حاجة عملها والدك ومن الحاجات دي إنه حرق الناس اللى هنا في العمارة دي عشان رفضوا العرض
_ إنت مجنون صح؟… إنت أزاي تتهم والدي بإتهام زي كده، إنت متعرفش إحنا ممكن نعمل فيك إى؟
= هتعملوا إى يعني؟!… #كلنا يعني، أعملوا اللى تعملوه، ضربوا الأعور على عينه أحنا مش خايفين منك واللى عندك أعمله
….
الراجل اللي إسمه هشام كان بيبص لوالدى بصة كلها شر.. كان عايز ياكله بسنانه
لكنه ركب العربية ومشي، وبمجرد ما مشي والدى بص للناس اللى كانت واقفة وبتشوف الحوار اللى داير وقالهم
_ أسمعوني يا ناس، أحنا طول عمرنا جيران وأهل وحبايب وأقرب ناس لبعض واقفين في ضهر بعض ولازم النهاردة تعرفوا إن إبراهيم وعيلته ممتوش بسبب ماس كهربا زي ما قالوا البهوات لأ
إبراهيم وعيلته #، #على إيد الراجل اللي مات ده اللى إسمه مسعد السيوفي
#عشان قالوا لأ مش هنبيع، وعوض أضرب وإتهان عشان قال مش هبيع، دول هما الرجالة اللى عندها كرامة اللى وقفت في وش الظلم وقالت لأ
وأحنا كمان لازم نقول لأ، أحنا مش هنبيع مش هنبيع
رد واحد من الناس على والدى وقاله
=طيب وأفترض رفضنا نبيع، هما هيسبونا في حالنا
_ هيعملوا إى يعني، #كل الناس دى مش هيقدر وبعدين دلوقتي الوضع إتغير خلينا إيد واحدة على الاقل عشان إبراهيم وعيلته اللى الناس دول #من غير رحمة
…
الناس بدأت تقتنع وتصدق كلام والدى، وقالوا خلاص مش هنبيع ومش هنسمح لحد يأذينا بسوء
أحنا إيد واحدة من دلوقتي
لكن بعد يومين رجع الراجل ده اللي إسمه هشام وبدأوا يرمموا العمارة المحروقة.. كان جايب ناس شغالة بإيديها وسنانها عشان تسلمه العمارة دي فى أقرب وقت
وأثناء ما هو واقف بيتابع الشغل، رحلوا والدى وبعض الناس من بلدنا وإتكلم والدى وقال
_ ممكن نعرف إى اللى رجعك تاني؟
= راجع أرمم العمارة بتاعتى
_بتاعتك؟!… بتاعتك إزاي عدم المؤاخذة؟
= اه بتاعتى ومعايا ما يثبت ده، ده ومش كده وبس ده في ناس من عيلتى كمان هتسكن فيها
_ كمان، طيب هايل جداً، بس ده أخرك يا هشام يا سيوفى، لكن مش هتعرف تعمل حاجة تانى صدقنى
= تعجبنى ثقتك في نفسك بس للاسف مش هتدوم كتير
…
وهما بيتكلموا لقيوا العامل اللى واقف فوق السقالة بيقول
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ووقع من فوق السقالة على الأرض محطش منطق، مات، العامل ده اللى شاف حاجة صعبة قبل ما يموت ومن الواضح إن إبراهيم مش هيسيب حقه حتي لو كان مات
….
الأسعاف جيه وأخد الراجل اللي مات ده، وكأنه ولا حاجة واللى أسمه هشام ده بكل جحود قال للعمال
_إى هتقفوا تتفرجوا، يلا كل واحد على شغله واللى حصل ده كأنه محصلش مسمعش سيرته