منوعات

فرصه اخيره بقلم ندى اشرف

#فرصة_أخيرة (2).
بقلم| ندى أشرف
٭٭٭★٭٭٭
في منزل محمد والد حسام وتحديدًا في شرفة المنزل حيث يجلس بصحبة زوجته يتشاركوا فلجانًا من القهوة ويتحدثوا بشأن وحيدهم الذي أثار جنون الجميع من أفعاله وكثرة المشاكل التي دائما ما يتسبب فيها في كل مكان يحضره..
نطق محمد بحيرة بعد أن ارتشف رشفة من القهوة :
– هنعمل إيه مع ابنك ده اللي دايما مطلع عين مراته وازاي هنخليهم يتصالحوا وترجع بيتها؟
أجابت بضيق:
– والله أنا ما عارفة حاجه وكل ما أكلمه يزعق ويتعصب ولا كإنه مش هوا الغلطان!

تنهد بهدوء ثم قال:
– والله أنا في بالي فكرة كده نلم الشمل بيها من تاني بس لسة يعني بدرس تفاصيلها وبشوف هنفذها ازاي..
تسائلت بشغف:
– ايه؟ فكرة إيه دي بقى..

أجاب بحماس:
– إيه رأيك نحجز فيلا في مصيف أسبوع ونخليهم يطلعوا معانا ووجودهم مع بعض في المصيف هيخليهم يتقربوا من بعض تاني واهو تبقى فرصة للأستاذ يصالحها فيها..

تسائلت بحيرة:
– طب وازاي هنقنعها بالموضوع ده؟
أجاب بثقه:
– أنا هقدر أقنعها، ندى بنت مؤدبة وجميلة ودايما بتكبرني وعمرها ما كسرتلي كلمة..
عشان كده كان نفسي الغبي ده يشيلها جوا عينه، دا لو دور فالدنيا كلها مش هيلاقي واحدة في أخلاقها وأدبها.. بس على مين أنا واقفله لو يفكر بس يضايقها مايلومش غير نفسه!
أجابت:
– صدقت والله ياحاج ندى ونعم التربية لكن نقول إيه على نصيبنا، الحمد لله…
ثم استطردت قولها بضيق:
– انا بس نفسي أشوفلهم حتت عيل قبل ما أمـ,ـوت..

أجاب بضيق:
– ياشيخه حرام عليكِ اللي بتقوليه ده ربنا هيرزقهم اكيد بس الصبر.. وبعدين تسيبيني لمين، دا انتي الحب كله.. ولا إيه؟
ضحكت بخجل ثم أجابت:
– ماتكسفنيش بقى ياحاج.. الله.

ضحك ضحكة توردت لها وجنتيه وازداد فيها نور وجهه ثم قال:
– بقى بعد العمر دا كله ولسة بتتكسفي مني.. هوا أنا حبيتك من شوية.. انتِ نصيبي الحلو من الدنيا ياأم حسام..
أجابت بفرحة ممزوجه بالخجل⁦:
– متحرمش منك ياحبيبي ويديم نبض قلبك ليا..
ثم استطردت قولها بتوتر:
– أنا رايحه أشوف الكيكة نسيتها هتتحرق..
قالتها ثم ذهبت تلقائيًا فنادى فيها بصوت جهوري يملؤه الشعور بالسعادة قائلًا:
– اهربي اهربي.. هو أنا هتوه عنك؟ هجيبك…

٭٭٭★٭٭٭
كانت ندى جالسة تقرأ كتابًا عن نفسية الرجل والمرأة فقاطعها اتصال من والد حسام أجابت:
– السلام عليكم ازيك يا بابا
– وعليكم السلام، بخير يابنتي والحمد لله.. كنت عايزك في موضوع كده
– خير ياحبيبي اؤمرني
– الأمر لله وحده.. أنا هقولك بس بتمنى توافقي وماتعنديش.
– انا مش هقدر أرجع شقتي خالص دلوقتي يابابا، مش مستعدة نفسيًا لكده..
– لا لا مش بكلمك عشان كده، انا حجزت مصيف الاسبوع الجاي نتجمع فيه كلنا احنا وانتوا ووالدتك.. وطبعا حسام.
– معلش يا بابا أعفيني من الرحلة دي..
– انا مش مستعد أقبل أي أعذار، قدامك أسبوع تجهزي فيه نفسك وانتي ووالدتك، يلا مع السلامة.
تنهدت بحيرة ثم أجابت:
– مع السلامة.
كانت تشعر بالراحه والسعادة لهذا الأمر فهي تشتاق له بشدة ولكنها تكابر، أخدت تفكر في الأمر قليلًا وتوعدت له بالانتقام ثم عادت تُكمل قراءة..
أما حسام فكما أخبر والده ندى بالرحلة أخبره هو الآخر ووافق بشده فهو في أشد احتياج لأي سبب يجمعه بـ ندى من جديد..
٭٭٭★٭٭٭
بعد مرور أسبوع اجتمعوا وفي طريقهم الى المصيف..
كانت ندى دائما تحاول اختلاس النظر الى حسام ثم تغض بصرها عنه سريعًا قبل أن يلاحظ نظرات الاشتياق في عينيها..
وصلوا الى الفيلا فقال محمد موجهًا حديثه الى ندى وحسام:
– يلا ياولاد أطلعوا انتوا فوق مكانكوا وغيروا هدومكوا لحد ما يخلصوا الفطار وننادي عليكم..
توجهت ندى للأعلى مباشرة بدون أي رد فهي حتى تتجنب الحديث أمامه، ثم دلفت الى الغرفة الكبيرة وأغلقت الباب خلفها قبل أن يصل إليها حسام.
شعر بالغضب من هذا التصرف وحاول أن يفتح الباب لكنه محكم الإغلاق..
طرق برفق ثم قال بهدوء:
– افتحي يا ندى عيب كده مش هنسمع الناس صوتنا من أولها
أجابت بدلع وهي تنوي استفزازه:
– لاء..
فقال بنفس النبرة الهادئة التي يتخللها الغضب:
– بقولك افتحي بدل ما أكسر الباب ده على دماغك دلوقتي
اتسعت حدقتا عينيها ثم أجابت:
– بقى كده؟ طب مش هفتح ووريني هتكسر الباب على دماغي ازاي يا بتاع البنات انت.

اشتعلت رأسه غضبًا من هذا العناد وشد على قبضة يده يكتم غيظه في قلبه قائلًا:
– ماشي يا ندى.. لما نشوف أخرة شغل العيال ده إيه.
ثم توجه الى الغرفة المجاورة يستبدل فيها ملابسه وجلس ينتظر خروجها من غرفتها..

أما هي فأخذت ترتب ملابسها في الخزانة بغيظ وهي تردد بغضب:
– “افتحي بدل ما أكسر الباب على دماغك” .. مجنون ده ولا إيه هوا ناسي اللي عمله فيا..
ثم قامت بارتداء فستان فضفاض له ألوان مبهجة تسر الأعين وقامت بوضع القليل من مساحيق التجميل التي زادتها جمالًا والعطر الذي يعشقه حسام رغبةً في اثارة غضبه وغيرته لأنه سبق وحذرها أن تمتنع عن استخدام هذا العطر أمام أي شخص غيره…

فتحت الباب بهدوء كي لا يلحظها لكنه عرف بخروجها من رائحة العطر التي سبقتها الى كل مكان حولها.. فخرج سريعًا ثم جذبها من ذراعها وكادت أن تصرخ من صدمتها بوجوده، فكتم فمها بيديه وسحبها داخل الغرفة الكبيرة وفي يده الأخرى يحمل أغراضه التي يجب ترتيبها.
وفور دخولهما الغرفة أغلق الباب ثم تركها ودفعته عنها بقوة قائلة بغيظ:
– إنت اتجننت؟ ازاي تعمل كده! انت خضتني ووقعت قلبي
اقترب منها بشدة حتى اختلطت أنفاسهما ثم قال:
– بتعندي معايا أنا يا ندى؟ بتقفلي الباب في وشي وتعصي أمري! من إمتى ده..
نظرت بعيدًا عنه قائلة بتوتر وخوف:
– والله انا مش بعصي أمر حد.. ابقى خلي البنت بتاعتك دي تطيع أمرك هيا، وبعدين ابعد خليني انزل أساعدهم في الفطار.
تسائل بغضب:
– بردو هتقولي بنت بتاعتي! انتِ ليه رافضة تسمعيني أساسًا.. إيه مصدقتي تلاقي حجة تبعدي بيها عني؟
نظرت في عينيه بحقد قائلة:
– آه.. إنت تخون ويهون عليك العشرة وانا أطلع اللي مصدقت ألاقي حجه أبعد بيها، إنت حرفيًا متستاهلش وجودي في حياتك..
ثم أبعدته عنها بقوة دون أي مقاومةً منه فابتعد عنها ثم قال:
– بقولك إيه.. هتفضلي في العند ده كتير يبقى هجيبلك ضُرة!
ردت بغضب:
– نعم!! إنت اتجننت ولا إيه؟ أنا تجيبلي ضرة..
ابتسم ببرود قائلًا:
– آه رُب ضرة نافعه، اهي تسد مكانك بردو.
أحتقن وجهها غضبًا واحمرت وجنتاها من الغيظ حتى كادت أن تهرب الدموع من عينيها ثم قالت:
– طيب خليك راجل وأعملها يا حسام، تبقى ولا حاجه لو معملتهاش.. بس أكون أنا مش في حياتك.. اتفقنا؟
نظر لها بحنان وقد أثارت غيرتها عليه وقهرتها منه عاطفته، أراد لو بإمكانه احتضانها وإخبارها بأنه لا يريد من الدنيا سواها ولا يمكن لأي امرأة أن تشغل مكان هي تملؤه بأكمله..

صمت قليلًا وهو يطيل النظر في عينيها ثم تنهد وقال:
– إنتِ عارفة إن أنا راجل وأقدر أعمل أي حاجه في الدنيا تتخيليها أو ماتتخيليهاش..
عموما أنا مش هنا عشان اتخانق معاكي.
ثم نظر الى حقيبته قائلًا وهو يشير إليها:
– هدومي هنا ياريت ترتبيها لو سمحتي وماتتأخريش عشان الفطار.

ثم ذهب مغادرًا المكان ليستنشق الهواء ويهدئ قليلًا.
هربت العبرات من عينيها فور خروجه وهي تشعر بالغضب قائلة:
– ياريتني ما حبيتك ولا عرفتك أصلا يا حسام.. مستحيل تكون بتحبني وتوجع قلبي بالشكل ده.. بس ماشي أنا هوريك.
ثم ذهبت متوجهة الى الحمام لغسل وجهها وهي تنوي له الشرور…

أنهت ما بيدها ثم توجهت للطابق السفلي مباشرة الى المطبخ وجدت والدتها ووالدة حسام يحضرن الطعام فقالت بهدوء:
– مش محتاجين مساعدة؟ الله عالروايح الحلوة دي، بجد تسلم ايديكوا
أجابت والدتها بسعادة:
– الله يسلم قلبك ياحبيبتي.. ثم تسائلت:
– ها إيه أخبارك مع حسام؟..
نظرت لها والده حسام في إنتظار رد يطمئن قلبها..
توترت قليلًا ثم ابتسمت فأجابت:
– الحمد لله إحنا تمام أظن إن الرحلة دي هتصلح كل حاجه بينا.. ماتشغلوش بالكوا خالص تمام؟
تنهدت كلاً منهن براحة وعادوا يحضرن الطعام بسعادة..
أما ندى فذهبت الى الخارج تبحث عن حسام لتخبره بما قالت كي يُحسن التصرف أمامهم..

وجدته جالس بالقرب من البسين وبجانبه كأسًا من العصير المثلج وينظر بهاتفه فنادت به قائلة:
– يا حسام..
انتفض قلبه لهذا الصوت الذي ينادي بإسمه ولكنه ظل كما هو على وضعه تصنعًا منه بأنه لم يسمعها فقالت:
– والله! هتعمل مش سامعني ولا ايه؟
نظر لها بتصنع قائلًا:
– ها..! انتِ هنا من إمتى؟.. تصدقي مأخدتش بالي من وجودك خالص!
احتقن وجهها غضبًا ثم قالت:
– أنا مش جاية أحكي في حاجه يعني اكيد مش فارقلي بس عايزة أتفق معاك اتفاق..
عاد لينظر في هاتفه قائلًا بعدم اهتمام مصطنع:
– ها خير..؟
قالت بغضب:
– لما أكون بكلمك تبصلي مش بشحت منك أنا!
أغلق هاتفه ووضعه بجانبه قائلًا ببرود:
– أولاً صوتك مايعلاش تمام؟ ها قولي عايزة إيه..
تنهدت بضيق قائلة في نفسها: ” صبرني يارب هو الغلطان في حقي وبيطلع عيني بكل بجاحه..”
ثم نطقت قائلة بهدوء:
– طبعا انت شايف باباك وأمهاتنا مشغولين بينا ازاي وبيحزنهم وضعنا..
بما إني متدبسة فيك لجل عيونهم فـ أي مشاكل بينا خليها بينا وبس وبلاش نبين قدامهم إن علاقتنا ببعض لسة متوترة..
هعاملك قدامهم زي الطبيعي بس بلاش تصدق إني بعمل كده عشانك اوكي؟!

اه ونسيت اقولك أن هتنام فالاوضة الصغيرة وهتسيبلي الكبيرة..

اعتدل في جلسته ثم قال:
– نعم؟ واشمعنى بقى ان شاء الله! قدامك حل من اتنين..
يا إما هنام أنا فيها وانتِ التانية ياإما ننام في نفس الأوضة وهتنازل وأخليكِ تنامي في حضني.. ها قولتي إيه؟

أجابت:
– دا في أحلامك إن كنت فاكر هتقدر تقرب مني واللي في دماغي هنفذه، برضاك أو غصب عنك..

قام عن مجلسه غاضبًا بشدة وكاد أن يثبت لها عكس ما تقول لولا أن قاطع حديثهم الناري والدته تناديهم لتناول وجبة الفطور فهدأ من روعه واحتضن ندى بإحدى ذراعية بحجة التظاهر بأن علاقتهم قوية ثم قال:
– حاضر ياماما دقيقة بس ونكون عندك
أجابت:
– طيب بسرعه ياحبيبي.. ثم دلفت للداخل من جديد
انتظرت ندى لحظة عودتها للداخل ثم دفعته بعيداً عنها وذهبت خلف والدته وتركته خلفها يكاد يحرق المكان من حوله لشدة غضبه!…
٭٭٭★٭٭٭
#فرصة_أخيرة (2)
بقلم| ندى أشرف
يتبع.⁦❤️⁩

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل