منوعات

فرصه اخيره بقلم ندى اشرف

قصة فرصة أخيرة (5 والأخيرة).
بقلم| ندى أشرف
٭٭٭★٭٭٭
بعد الانتهاء من يوم عمل شاق اجتمع الصديقان على طاولة بإحدى المطاعم الفخمة، قطع حديثهم الجرسون يتسائل عما سيطلبونه من طعام الغداء..
وبعدما طلب كلا منهما ما تحلو له نفسه تحدث خالد متسائلاً:
– بقى ندى سابتك تتغدى برا كده عادي؟
أجاب:
– أيوة ياسيدي، ودتها عند امها أصلا عشان تعبانة شوية وعايزة تروح لها.. المهم سيبك، مافيش جديد في موضوعك ده!
– ولا أي حاجه، مطبق من امبارح بفكر وموصلتش لأي حاجه..
– ومريم رأيها إيه في الموضوع ده؟
– مريم هتتجنن، وغالبًا كده مش مصدقاني.. فاكرة اني بكذب عليها والبت عجباني فبقولها كده عشان اتحجج.. ما هيا الآية اتقلبت خلاص.
تسائل حسام متعجبًا:
– يعني ايه الآية اتقلبت مش فاهمك..
أجاب بضيق:
– يعني البنات هيا اللي بتوعد وتخلف مع اول عريس جاهز تبيع وتتحجج بأهلها..
اجاب بتفهم:
– آهااا فهمت فهمت..
عموماً اللي انت عملته امبارح مع ريم هيخليها ترفضك.. بما إنك عكس كل الصفات اللي هيا طالباها.
تسائل خالد بقلق:
– طب ولو وافقت.. مش متطمنلها، دي بتقولي أبشر بطريقة كده قلقتني، دا انا بقولها كل العيوب دي تقولي طيب كويس فيك ميزة اهي انك صريح!

أجاب حسام ضاحكًا:
– يعم هترفض متقلقش.. يلا الأكل جه اهو خلينا ناكل ونمشي عايز اتطمن على ندى.
٭٭٭

*في منزل والدة ندى*

دلفت والدتها إليها وبيدها حساء الدجاج الساخن مع الخضار قائلة:
– يلا يا حبيبتي حضرتلك شوية شوربة يسندوا قلبك..
أجابت بتعب:
– لأ يا ماما مش قادرة وبعدين ريحتها وجعتلي بطني ابعديها عني..
أجابت متعجبة:
– يابنتي وجعتلك بطنك ايه بس دا هيا اللي هتخففك بدل ما انتي مرضانة كده وخسيتي

أجابت بابتسامة بلهاء:
– بجد يا ماما خسيت!
ردت:
– لا حول ولا قوة إلا بالله، إنتي مجنونة يابنتي؟ هوا انتي فاكرة لما تخسي من التعب دي حاجه حلوة.. اسمعي كلامي ويلا خدي كلي وماتتعبيش قلبي معاكي.
أجابت بتأفف:
– حاضر يا ماما حاضر..

حاولت أن تضغط نفسها في الطعام حتى شعرت بالغثيان فذهبت مسرعة الى الحمام تتقيأ وخلفها والدتها خائفة:
– مالك يا ندى فيكي إيه يابنتي قلقتيني عليكي.
أجابت بتعب:
– والله ما عارفة يا ماما بقالي يومين على كده
– لأ انتِ لازم تكشفي مش هاينفع كده، انا مش هرتاح إلا لما اتطمن عليكي يلا اجهزي خلينا نروح للدكتور وانا هكلم حسام اقوله.

أومأت برأسها إيجابًا فذهبت تُعِد نفسها للخروج.

٭٭٭★٭٭٭
كان والد خالد صديق حسام يعيش يوم عمل شاق للغاية، لم يكن شعوره بالتعب لمشقة العمل انما بسبب مرض يُخفيه عن الجميع ويتابع مع الأطباء في صمت، فهو يخشى عليهم من أثر معرفتهم بمرضه..
وأثناء مناقشة الاجتماع كان واقفًا يتحدث ومخارج الكلام غايةً في الصعوبة، تارةً يربط الجمله ببعضها وتارة يقطعها ولا يصلها حتى توقف تمامًا عن الكلام ممسكًا برأسه وكأن الدنيا تدور من حوله ثم فقد السيطرة تمامًا على أعصابه وسقط مغشيًا عليه.
توجه إليه العمال مسرعين خائفين ثم حملوه الى أقرب مشفى.
وكانت الصدفة في رؤية ندى له بالمشفى بعد أن خرجت من غرفة الطبيب بعد الفحص، تناست تعبها وخبر فرحتها وذهبت إليه مسرعه وهي تتسائل بقلق:
– دا عمو حسن يا ماما والد خالد صاحب حسام.. هوا ماله في إيه اللي حصل.
أجابت خائفة:
– وانا إيه اللي يعرفني بس يابنتي ادينا رايحين نسأل الناس دي في إيه..
وقفت بالقرب من إحدى الرجال الذين اصطحبونه الى المشفى وأدخلوه الى غرفة الطبيب ليتفحصه ثم سألته:
– لو سمحت هوا استاذ حسن ماله؟
أجاب:
– أنا والله ما عارف بس كنا في اجتماع وفجأة وقع على الأرض وجبناه هنا، ربنا يستر.. هوا انتي مين؟ انتي ميرال بنته!
أجابت:
– لأ لأ انا صديقة للعيلة وأعرفه كويس.. ربنا يطمنا عليه.
رأته ينظر الى ساعة يده بكثرة فقالت:
– طيب حضرتك ممكن تتفضل وأنا معاه لو في حاجه مهمة عندك..
أجاب بامتنان:
– والله يابنتي فعلا عندي معاد مهم جداً ولازم أمشي..
ثم وضع يده في جيب سترته وأخرج كارت شخصي قائلاً:
– هستأذنك بس لما يفوق تطمنيني عليه لو مافيهاش تعب هنا رقمي لو ممكن تكلميني عليه؟
سحبت منه الكارت ثم أجابت:
– حاضر أكيد اتفضل حضرتك وهنطمنك ان شاء الله.
دقائق وخرج الطبيب من الغرفة يتسائل:
– حضرتك بنت استاذ حسن؟
أجابت:
– لأ بس اعتبرني بنته، خير طمني عليه هوا ماله..
أجاب:
– استاذ حسن بقاله فترة بيعاني من الفشل الكلوي ودايما بيجي هنا يغسل وبيكون لواحده، واضح إنه مش عايز يعرف حد بس الموضوع بقى خطير عليه ولازم يكون في حد جنبه.. انا بصراحه مصدقت الاقي له حد!
شعرت بقبضة في قلبها ثم قالت:
– يعني إيه الكلام ده!.. طيب هوا حالته وصلت لإيه يادكتور؟
أجاب:
– انا مش هخبي عليكي هوا حالته متأخرة، دا حتى مش بيهتم بالعلاج عشان محدش يعرف.. مش فاهم إيه اللي مخليه يخبي عليهم للدرجة دي عموما هوا فاق وتقدروا تدخلوا تطمنوا عليه وتاخدوه على البيت، ياريت لو تنصحيه يمكن يسمع منك.

ندى:
– طيب تعالي يا ماما ندخل نتطمن عليه..
دلفن إليه فجلست ندى بالقرب منه ثم قالت:
– الف سلامه على حضرتك يا عمو.. طمني عليك حاسس بإيه دلوقتي؟
أجاب بتعب متعجبًا يشعر بالقلق:
– ندى! انتي هنا ليه وعرفتي ازاي ان انا هنا؟ حد عرف من البيت؟!
أجابت بهدوء:
– لا لا محدش عرف ممكن تهدى بس؟
انا كنت هنا بكشف وشفتك بالصدفه الناس جايبينك هنا وكنت مغمى عليك..
تنهد ثم أجاب بهدوء:
– وانتي كنتي هنا ليه؟
ابتسمت ثم قالت:
– أنا حامل ياعمو.. أخيرًا ربنا حققلي حلمي هبقى أم.
ابتسم بسعادة ثم قال:
– يااه الواحد كان محتاج لخبر جميل زي ده، ربنا يسعد قلبك انتي وحسام تستاهلو كل خير.. انا بس عندي طلب منك.
أجابت في لهفة:
– دا انت تؤمر، خير طلب إيه؟
أجاب:
– ياريت اللي شوفتيه النهاردة بيحصل معايا تعتبريه محصلش وتوعديني محدش يعرف بيه، لو سمحتي يابنتي
أجابت بجمود:
– أنا أسفة.. مقدرش أساعدك في ضرر نفسك، ليه شايل كل ده في قلبك لواحدك، ليه حارم نفسك من سندك؟
أولادك وزوجتك دول مش سندك؟ مش أبسط حقوقك عندهم تحس انهم جنبك وبيحبوك وتشوف الحب في عيونهم!
أجاب بحزن:
– مش عايز أشوف الخوف والكسرة في عيونهم يا ندى.. مبحبش الشفقة، عايزهم يعاملوني بطبيعتهم مش بخوف وحزن.
ابني خالد ده اللي بجبره على حاجات كان من المستحيل أفكر بس فيها، انما انا بجهزه ليوم.. ليوم يعيش فيه بطوله، بنفسه.. من غيري!
يبقاله زوجة تصونه ويمسك الشغل من بعدي ويحط ايده في ايد حماه هيساعده ويكبره.. وائل الكدواني مش مجرد صاحب شغل، دا أخ ليا مجابتهوش أمي.. انا واثق في إن المصير ده هوا اللي هيريح إبني، مش مريم وأبوها المتعجرف ده أبدًا، دول طمعانين فيه!

أجابت:
– ربنا يقدر اللي فيه الخير وأوعدك اني هساعدك بس بشرط، إن تخلي بالك من نفسك ومن علاجك ومن مواعيد جلسات الغسيل.. تمام؟ اوعدني..
ابتسم ثم قال:
– زين ما اختارت ياحسام، ربنا يكرم إبني بزوجه زيك يا ندى، خلاص وعد ياستي..
قالت والدتها مبتهجة:
-تسلم يا استاذ حسن ربنا يقومك بالسلامه ان شاء الله ويفرحنا بخالد يارب، لا بأس طهور إن شاء الله…

مَر الوقت سريعًا وعاد حسن الى منزله مُتعَب وعادت ندى بصحبة والدتها الى المنزل من جديد..
٭٭٭

جاء حسام الى منزل والدة ندى لاصطحابها الى البيت وكانت هي تفكر كيف ستخبره بأمر حملها..

وصلوا الى المنزل وبعد تناول وجبة العشاء وقفت أمام زوجها وأمسكت بيده ثم قالت:
– في حاجات حصلت النهاردة عايزة أقولك عليها..
نظر الى يدها الدافئة المُمسكة بيده ثم عاد ببصره الى هذا الوجه البشوش ثم أجاب:
– خير؟ شكلك بيبشر بالخير.. قولي حصل إيه.
قالت:
– هنتكلم واحنا واقفين كده اقعد طيب..
سحب يده من يدها ثم جلس وجلست بالقرب منه ثم قالت:
– انا النهاردة اضطريت أخرج ومقولتلكش عشان ماما قالتلي هتكلمك ونسيت تقولك..
نظر لها غاضبًا ثم قال:
– يعني إيه الكلام ده؟ وروحتي فين من غير إذني!!
اجابت بتوتر:
– اهدا بس هقولك.. انا خرجت بس والله كنت مضطرة..
– انا لما روحت عند ماما كنت تعبانة أوي وهيا صممت تاخدني تكشف عليا وقلت أعمل اختبار وكانت النتيجة إيجابية بس بردو لازم تحليل دم..
تنهدت ثم قالت بخوف:
– هوا تقريبًا كده أنا حامل..
شعر وكأنه في حلم لا يريد الاستيقاظ منه ثم قال:
– قولي أقسم بالله!
صمتت وهي تنظر له وتراقب ردة فعله ثم حملها بسعادة وهو يردد:
– هبقى أب.. انا هبقى أب
صرخت به قالة:
– نزلني ياحسام نزلنييي كده غلط على الحمل..
انتبه ثم انزلها سريعًا وقال:
– أنا آسف انا آسف.. طيب هتعملي التحليل ده إمتى..
أجابت:
– لسة مش عارفة بس أي وقت، المهم خلينا متفقين إن مش هنقول لحد حاجه إلا بعد نتيجة الاختبار عشان نبقى اتأكدنا واتطمنا.. تمام؟
– بس بابا وماما..؟
أجابت:
– لأ ياحسام.. بلاش، خلينا لما نتأكد وتبقى الفرحة أكيدة.. ماشي؟
أجاب بسعادة:
– خلاص ماشي، وهعديهالك المرة دي خروجك بدون إذني عشان الخبر الجميل ده وعشان اول مرة تحصل.. بس ماتتكررش.
اجابت ضاحكة:
– حاضر وعد مش هتتكرر.

تذكرت أمر والد خالد فذهبت الابتسامة عن وجهها ولاحظ حسام الأمر فتسائل:
– مالك ياحبيبتي في حاجه تعباكي؟
أجابت بتوتر:
– لا لا أنا بخير الفرحة نستني أي حاجه أصلا.. بس والله انا ما عارفة اقولك ولا إيه، بس لازم اقولك ونحاول نشوف حل نساعد بيه عمو حسن..
أجاب:
– حسن مين، أبو خالد صاحبي ولا حد تاني!
أجابت:
– آه هوا..

قصت عليه كل ما حدث في المستشفى وجلسوا يفكرون ماذا سيفعلون وكيف يمكنه مساعدة صديقة في الأمر حتى ناموا متعبين على نية المحاولة في التصرف سريعًا وإيجاد حل….
٭٭٭
في اليوم التالي قرر حسام وندى دعوة خالد الى الغداء والتحدث معه بشأن والده حسن..
ولما سمع من ندى ما حدث وما قاله والده عنه قرر التخلي عن أحلامه في سبيل إرضائه، كان الحزن يعلو قسمات وجهه على حال والده وعلى حلمه الذي استحال تحقيقه.

مرت الأيام حتى حان يوم زفافه على ريم التي فاجئته بقبولها الزواج منه..
وبعد شهور من زواجه اجتمع بصديقه حسام فسأله:
– ها احكيلي ايه أخبار الجواز معاك..
تنهد ثم أجاب:
– والله يا حسام ما هتصدق إني كل يوم بدعي لبابا بكل خير إنه اختارها ليا..
تعجب فتسائل:
– لا والله؟ طب اشمعنى بقى..
قال له:
– هيا أثبتتلي إن الموضوع مش حكاية شكل خالص، المظاهر مش كل حاجه..
مش بتخليني محتاج أي حاجه رغم اني فالبداية كنت بعاملها باللي في قلبي ليها، معاملة وحشة يعني وربنا يسامحني..
كانت متفاجئة من تصرفاتي وأفعالي اللي كانت عكس كلامي ليها.. تعرف أنا جيت في يوم متأخر من الشُغل فضلت تتصل بيا وانا مش عايز أرد عليها ولا طمنتها وأول ما وصلت البيت توقعت هلاقيها متنكدة وتنكد عليا عيشتي بس اتفاجئت منها بتصرف غريب قشعرلي بدني.. لقيتها باست ايدي وقالتلي وحشتني..
هيا حسستني وقتها إني قليل أوي فـ نظر نفسي..

قررت من وقتها إني هعاملها بما يرضي الله..

هتف حسام قائلاً:
– فعلا والله عم حسن كان عنده حق يصمم على اختياره ليك مهو أكيد مكنش هيختار لك غير السعادة.. بس احكيلي عوضتها ازاي عن اللي كنت بتعمله فيها.
أجاب في خجل:
– يعني مثلا كنت اكتبلها ورقة فيها كلام حُب وأسيبها على الكومدينو.. كنت أجيبلها هديه أو ورد وانا جاي من الشغل وطبعا بطلت اقلقها عليا واكلمها حتى وانا في شغلي..

تخيل انها بدأت ربنا يحليها ف عيني ويحبب قلبي فيها، وشها بدأ ينور والله.. كُل لما اقولها كلمه حلوه الاقي شكلها يبقى أجمل.. بقيت احافظ علي مشاعرها وأفكر في الكلمة مليون مرة قبل ما أقولها.. دي بقت كأنها ورداية وعماله تفتح من جديد واهتمامي بيها زي المية اللي بترويها وتخليها تفتح اكتر !
من الواضح كده إن الكلمه الحلوة والمحافظه على المشاعر مفعولهم جبار يا اخي ! انا حبيتها.. اقسملك بالله حبتها..!❤

ابتسم حسام له بسعادة فقال:
– الحمد لله ياصاحبي ربنا يسعد قلبك كمان وكمان…
قاطع حديثه اتصال من والدة ندى فأجاب:
– السلام عليكم، ازيك يا ماما
أجابت:
– وعليكم السلام انا كويسة انت فين..؟
– انا خلصت شغلي وقاعد مع خالد شوية وجاي خير في حاجه؟
– آه في، ندى تعبانة أوي وشكلها هتولد النهاردة..
هب واقفاً من مكانه في خوف وسرعة قائلا:
– طب اقفلي انا جايلك مسافة السكة واكون عندك
ثم أغلق الخط..
تسائل حسام في قلق:
– خير يابني في إيه قلقتني
أجاب بسعادة ممزوجة بالخوف:
– ندى بتولد انا لازم أروحلها اوديها المستشفى حالاً..ثم ذهب سريعاً الى سيارته.
ذهب خلفه خالد قائلاً
– طيب استنى انا جاي معاك.
٭٭٭
وصلوا عند المشفى بصحبة ندى التي ملئت الأماكن كلها بالصراخ ووالدتها التي تعبت من محاولة تهدئتها كذلك جاء خلفهم والديّ حسام
ظلوا بالساعات ينتظروا تلك اللحظة التي طال انتظارها حتى رزقهم الله بـ التوأم “عهد وسيف”..
كانت ندى في قمة سعادتها حمدت ربها أنه لم يكتمل الطلاق ذلك اليوم وإلا ما رأت ذلك الحلم صغير الحجم كبير القيمة والمحبة بين يديها أما حسام فقد جن جنونه بهم واحتضنهم بسعادة لن تنتهي أبداًما داموا في حياته.

#فرصة_أخيرة 🖤🔥
بقلم | ندى أشرف
٭٭★٭٭

انت في الصفحة 5 من 5 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل