منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الاول

لتتركه و تتجه الى الخارج .. ليلحق بها و هو يحاول فهم ما يحدث ، و عندما وصلوا الى السيارة وجدها تجلس بالمقعد الخلفى .. ليقول باستنكار : ده ايه ده بقى ان شاء الله.. اكونش الشوفير اللى جابهولك سليم باشا و انا ما اعرفش
لتعتدل بجلستها و تغلق بابها بعنف صدمه اكثر و اكثر ، ليجلس هو الاخر خلف المقود و يبدأ فى القيادة ، وبعد اقل من الدقيقة نظر اليها بالمرآة و هو يقول بغضب : ما هو انتى يا تفهمينى ايه اللى حصل معاكى و خلاكى قلبتى بالشكل ده ، يا تتعدلى معايا يا رنيم احسنلك

لتتجاهله و تنظر جانبها اتجاه الطريق ليستشيط غضبه بالاكثر ، ليقول و صوته يكاد يخترق طبلة أذنها : لااا .. كده كتير ، و انا مش هتحمل اكتر من كده ابدا
و قبل ان تلتفت له رنيم لترد عليه .. لاحظت ان سيارتهم فى طريقها للاصطدام بعربة نقل ، و لكنها لم تستطيع تحذيره
ليصاب داوود بخلع بكتفه و كسر ثلاثة من الضلوع بصدره
اما رنيم فكان مكان جلوسها هو اكثر مكان تعرض للاصطام بسبب خروج سيارة النقل من طريق فرعى من اتجاهها لتصدم السيارة بشدة ، لينطبق جسم السيارة على احدى قدميها قبل انقلابها ليحدث بها تلك العاهة
عودة
ياترى محملانى ذنب رجلك يا رنيم ، بس انا مش عارف ازاى ده حصل ، و لا عرفت مين اللى كان مغير مزاجها بالشكل ده

اما رنيم فقد وصلت الى غرفة جدها و بعد ان تخلت عن عصاتها .. استلقت على الفراش و هى تسترجع كل ما حدث منذ وصول المحامى و فتح الوصية
تذكرت هجو.م ليلى ، و ايضا مطالبة سليم بطلاقها الذى نسيه بعد ذلك فى خضم طمعه فى وضع قدمه بمصنع جدها
و تذكرت ايضا رسالة جدها الذي كتب لها فيها ..
حبيبتى .. عارف انك النهاردة هتدخلى امتحان صعب ، يمكن ماكنتيش تتخيلى انك تدخليه
لكن انا هطلب منك طلب صغير لو التزمتى بيه هيريحك كتير ، عاوزك تجربى انك تلازمى داوود مهما كان اللى موجودين حواليكى .. سيبك من الكل و خليكى جنبه و معاه و مهما اى حد حاول يستفزك او يضايقك .. سيبى داوود يرد عنك
و اخيرا يا رنيم .. اوعى تتنازلى عن حقك فى داوود
لتظل اخر جملة برسالة جدها تتردد بذهنها و هى تتسائل .. اى حق يتحدث عنه ، و اين انا وسط كل علاقاته المتعددة ، فلست سوى نقطة مهملة بذكرياته ملقاة وسط بحر ملئ بالامواج العاتية
اما عابد فكان لا يزال بغرفة المكتب بصحبة ليلى التى كانت تقول بامتعاض : نفسى افهم ازاى يخلى المصنع باسم العيال و انت لا
عابد باهمال : و هم العيال دول مين يعنى .. مش ولادى
ليلى بسخرية : و رنيم كمان بنتك
عابد : بنت اختى و مراة ابنى
ليلى بترصد : و انت موافق ان الجوازة دى تستمر
عابد باستنكار : اومال عاوزاها ما تكملش و تروح تتجوز واحد تانى يحط رجله فى المصنع و يقول ورث مراتى
ليلى بانتباه : تصدق عندك حق ، بس مش رنيم ابدا اللى تناسب ابنك
عابد دون اهتمام : و الله طالما انه مبسوط فهو حر
ليلى : و هتعمل ايه فى الارض اللى سابهالك .. هتبيعها
عابد باستنكار : انتى اتجننتى .. ابيع ايه ، دى تمنها النهاردة ما يقلش عن خمسين او ستين مليون
ليلى : اومال هتعمل ايه
عابد : هحاول اشوف شريك تقيل ، و اعمل قرية سياحية او كمبوند
ليلى : و المصنع
عابد : ماله
ليلى : هتسيبه
عابد ببعض الخبث : اسيبه ازاى يعنى ، المصنع وظيفة بتامنلى دخل ثابت و عالى جدا كمان .. و ارباح سنوية بالالوفات بتتحط فى رصيدى كل سنة اسيبه ليه ، و بعدين ده مال ولادنا و لازم احافظلهم عليه
ليلى بسخرية : ااه طبعا ، و هو حد يقدر يقول كلام غير ده ، بس انت بقى مش عامل حسابك انهم بعد مو*ت المنشاوى الكبير ، انهم ممكن يتعاملوا على انهم الملاك الوحيدين
عابد : تؤ .. ولادنا ينكسفوا يعملوا حاجة زى كده
ليلى : و كان بيقول لك ايه بقى فى الجواب اللى سابهولك
عابد : ابدا .. كان بيوصينى انى مهما سمعت من المحامى .. ما اعترضش على حاجة
ليلى : بس كده
عابد : ايوة
ليلى : طب احنا هنرجع البيت و اللا هنفضل هنا
عابد : طول ما سليم هنا .. فاحنا موجودين
ليلى : انا مش فاهمة الصراحة بجاحته دى جايبها منين ، ازاى يجيب مراته و بناته لحد هنا
عابد : طول عمره بارد و مابيفكرش غير فى اللى هو عاوزه و بس
اما يقين .. فكانت متوسدة فراشها و هى تتحدث الى صورة جدها و تقول : لو كنت فضلت فى الرحلة للاخر ، كان زمانى انحرمت من انى اشوفك فى اخر ايامك ، انا عارفة انك فعلا سامحتنى ، بس انا لحد دلوقتى مش قادرة اسامح نفسى انى عملت كده
بس اوعدك انى بعد كده مش هخطى خطوة من غير ما اعرف داوود زى ما وصيتنى
و حاضر يا جدو .. هدعم جواز داوود و رنيم بكل قوتى رغم انى زعلانة منكم كلكم انكم خبيتوا عنى
و فى تلك اللحظة نهضت يقين من الفراش و اتجهت الى غرفة جدها لتجد رنيم ما زالت مستيقظة ، فقالت لها : هتنامى و اللا لسه شوية
رنيم و هى تفسح لها مكانا الى جوارها : كنت مستنياكى
يقين : و عرفتى منين بقى انى جايالك
رنيم : عارفة انك زعلانة منى و محتاجة تعاتبينى
يقين بتنهيدة صغيرة : مش عتاب بمعناه الحرفى ، انا بس حسيت انكم بعدتونى عنكم
رنيم : انتى اللى كنتى بعيد اصلا وقتها
يقين : مش فاهمة
رنيم بتوضيح : انتى فاكرة ان الحكاية دى قديمة ، الموضوع حصل يوم ما روحتى الرحلة بالليل
يقين بذهول : بتهزرى
رنيم بخجل : جدو كان خايف لا اسيب البيت و امشى ، كان عارف انى حجزت تذكرة الطيارة و انى عاوزة اسافر ، فعمل كده عشان يمنعني
يقين بانشداه : تقصدى انك اتغصبتى على جوازك من داوود
رنيم بنظرة حزينة تطل من عينيها : هى دى الحقيقة
يقين باستنكار : انا مش قادرة اصدق ان جدو يغصب عليكى فى حاجة زى دى ، بس ازاى انتى ساكتة على ده حتى بعد ما جدو مات .. عمر ما ده كان عادتك ابدا
رنيم : فى حاجات كتير اوى تمنعنى انى اعترض دلوفتى .. اولهم جدو نفسه
يقين : ازاى بقى .. مش فاهمة
رنيم : جدو وصانى انى …..
يقين : انك ايه ماتكملى
رنيم بحيرة : مش عارفة يا يقين .. صدقينى مش عارفة و لا فاهمة ، كل اللى اقدر اقولهولك دلوقتى ان فى علامات استفهام كتيرة جدا حواليا ، و جدو قاللى ان داوود بس هو اللى هيقدر يحلهم كلهم ، و عشان كده مافيش فى ايدى غير انى استنى و اشوف هترسى على ايه
يقين : طب و داوود .. موقفه ايه من اللى حصل
رنيم : اهو داوود ده لوحده عليه علامة استفهام كبيرة اوى ، فى الاول كان بيتعامل معايا بتناكة و ببرود ، فجأة بقى لطيف و ودود و مهتم

انت في الصفحة 13 من 18 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل