منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الاول

يقين : بس داوود طول عمره مهتم بيكى يا رنيم ، ماتقدريش تنكرى ده ابدا
رنيم بسخرية : داوود بيهتم باى حاجة مؤنثة يا يقين
يقين : الحقيقة انا مش شايفاه كده خالص
رنيم : انتى بس عشان اخته
و بعد فترة صمت .. قالت يقين بتردد : الا قوليلى .. هم اخواتك دول نظامهم ايه
رنيم : من ناحية ايه
يقين : يعنى .. علاقتكم ببعض عاملة ازاى
رنيم : مافيش
يقين : يعنى ايه مافيش
رنيم : يعنى مافيش علاقه من اساسه ، انا اصلا ماشفتهمش ييجى من تسع سنين
يقين : طب خدى بالك منهم
رنيم : اشمعنى
يقين : مش مستريحالهم و لا لطريقة كلامهم و لا للطريقة اللى بيتعاملوا بيها
رنيم دون نقاش : حاضر .. هاخد بالى
فى الصباح الباكر و عند استعداد رنيم لاستقلال سيارتها .. وجدت داوود ينتظرها امام سيارته قائلا بابتسامة خلابة : صباح الخير
رنيم : صباح النور
داوود : تعالى اركبى معايا ، انا رايح لجدى معاكى
رنيم : طب ما كل واحد يروح بعربيته عشان كل واحد براحته
داوود بصبر : ياللا يا رنيم و اقعدى براحتك مش هستعجلك
لتنظر له ببعض الريبة ثم تتجه الى سيارته كما أراد
و اثناء الطريق قال داوود بنبرة يغطيها الاحتواء : نمتى كويس
رنيم : الحمدلله
داوود : رنيم .. انا عاوزك لو احتاجتى اى حاجة فى اى وقت تلجأيلى فورا .. و اوعى تترددى ثانية واحدة
لتنظر له رنيم نظرة شك و هى تقول : هو انت عاوز منى ايه بالظبط يا داوود
داوود دون مراوغة : عاوز نرجع زى زمان يا رنيم ، انا عارف انك محملانى ذنب الحادثة و رجليكى .. بس ده قدر يا حبيبتى و الحمدلله انك بخير و قدامى
رنيم بسريرتها .. اكبر غبى شفته فى حياتى
داوود باستكمال حديثه : ثم انتى يومها اللى وترتينى و خليتيني ما اركزش فى الطريق رغم انى دخلته مليون مرة و عارف ان المكان ده بالذات النقل و التريلات بيطلعوا منه

بس ماكنتش قادر اشوف وقتها غير غضبك و عصبيتك ، و لحد دلوقتى لو عرفت مين اللى كان منرفزك بالشكل ده هجيبه من رق/بته
رنيم بسخرية : ياريت ينفع
داوود بحماس : و ايه اللى يقل منفعته بس ، جربينى و اوعدك أن هاخدلك حقك تالت و متلت لحد ما انتى نفسك تقولى خلاص عفيتى عنه
كانت رنيم تفرك كفيها معا بحيرة ، هل تصارحه بما علمت و رأت ، و هل يفيد
اذا لو كان دون جدوى فما الضرر ، فمن الممكن ان تعلمه دون الافصاح عن مشاعرها فهو فى النهاية ابن خالها
لتجد انهم قد وصلوا الى مقبرة جدها .. فتعبث يدها بحقيبتها بايد مرتعشة و تخرج هاتفها المحمول ، و تبحث عن شئ بعينه حتى وصلت الى مبتغاها ثم ناولت الهاتف لداوود و قالت و هى تهبط من السيارة : عمايلك اللى هتشوفها دى .. هى اللى كانت منرفزانى وقتها يا داوود
ليتناول داوود الهاتف من يدها و هو يشيعها بعينيه حتى فتح لها الحارس باب المقبرة ثم نظر الى شاشة الهاتف ليجد مجموعة من الصور قد تصل لاكثر من خمسة عشر صورة مع بعض عملائه من النساء
ما بين مراقصتهن و بين قربهن و دلالهن الواضح للعيان .. حتى وصل لاخر صورة و كانت لإحدى العميلات و هى تقبله بوجنته ، او بتعبير ادق على زاوية شفتيه
ليقول داوود بذهول : ايه الصور دى كلها و جابتها منين ، و بعدين ماهى عارفة العملا و الشغل
ثم ملأت الابتسامة و البهجة ملامحه و هو يقول : ايه .. بتغيرى عليا يا رونى ، ده احنا هنعيش عيشة فل
ليهبط مسرعا بدوره لحاقا بها ليجدها تفترش الارض بجوار القبر كعادتها و هى تتمتم بايات الذكر الحكيم ، فوقف يقرأ الفاتحة لجده ، و دعا له كثيرا و كثيرا ، حتى جلس فى النهاية و هو يتأملها و كأنه يسكنها بعينيه
حتى فرغت من قراءة القران الكريم و بدأت فى الدعاء بخشوع شديد و عندما نهضت من جلستها .. قام داوود بسرعة و هو يتجه نحوها بلهفة محاولا الحديث ، و لكنها اشارت له بالصمت و هى تقول بحزم : الاموات ليهم حرمة يا داوود ، و اللا نسيت دى كمان
ليصمت على الفور و هو يشير اليها بالسير امامه ، و اثناء طريق العودة يظللهم الصمت حتى وجدته يتجه الى الميناء و بنفس المكان السابق ، ليصف السيارة .. ثم يناولها الهاتف قائلا : فى حاجات كتير لازم نتكلم فيها
رنيم : الموضوع مش محتاج كلام يا داوود ، انا بس عشان خاطر جدو .. حبيت انبهك ان اللى بتعمله ده غلط
داوود : لما الخصمين تسوروا المحراب عند سيدنا داوود و هو بيتعبد و واحد منهم اشتكاله ظلم اخوه ، سيدنا داوود حكم على اخوه ده انه ظالم من غير ما يسمعه زى ما سمع الاولانى فاختفوا من قدامه ، فسيدنا داوود عرف انه اخطئ لما اتسرع بحكمه من غير ما يسمع من الطرف التانى ، فخر راكع لربنا بالندم و التوبة
انتى بقى ليه مش عاوزة تسمعينى على الاقل تعرفى ان كنتى صح و لا غلط
رنيم : الصور دى حقيقية و اللا فيك يا داوود
داوود : حقيقية
رنيم : طب ادينى سالتك و انت رديت .. ابقى مش ظلماك
داوود : انتى كنتى عاوزانى اكدب
رنيم : اكيد لا
داوود : يبقى تنزلى و تقعدى قدامى و تسمعينى ، و بعدها اللى انتى عاوزاه هيتنفذ بالميللى
رنيم بقلة حيلة مقرونة ببعض الامل : ماشى يا داوود .. اتفضل
و بعد جلوسهم قال داوود : انتى الصور دى جتلك ازاى
رنيم : بدون ذكر اسماء عشان مش عاوزة لا مشاكل و لا عداوات ، عضوة فى النادى لقيتها بعتاهملى و بتقوللى : ابن خالك من كتر عشرته للخواجات .. بقى خواجة زيهم
اما شفت الصور .. فى الاول فكرتها فيك ، لكن لقيت ان دى فعلا هدومك و دى برضة كل الاماكن اللى بتروحها .. انت فعلا اللى فى الصور دى
داوود بهدوء : و انا ما انكرتش انها صورى ، انا بس استغربت .. وبعدين يا رونى انتى عارفة ان الأجانب بيبقوا فرى زيادة عن اللزوم ، و انا بس بجاريهم ذوقيا بس عشان الشغل
لتنظر له رنيم بحدة و تقول بغيظ : و انت بقى و انت بتجاملهم و هم فى حضنك بالشكل ده .. مافكرتش لما ربنا يسالك يوم القيامة هتقول له ايه ، و اللا برضة هتقول له ده شغل و مجاملة بريئة ، و بعدين ده فى صورة .. كانت بتبوسك فيها و شوية شوية كانت البوسة هتيجى …
لتقطع رنيم حديثها فجأة و هى تقطم على لسانها مجبرة نفسها على الصمت ، و تلتفت عنه و تنظر باتجاه المرسى و هى تحاول تهدئة انفاسها و انفعالها
داوود و قد شعر فجأة ببعض التسلية : سكتتى فجأة يعنى .. ماتكملى ، البوسة كانت هتيجى فين
لتلتفت اليه رنيم بحدة و هى تنظر إليه و الشرر يتطاير من عينيها ، فوجدته يبتسم اليها بدعابة و هو يقول : طب لو قلتلك الحقيقة توعدينى ماتعاقبينيش
رنيم باستنكار : اعاقبك
داوود : ااه .. عقابك المشهور يا عضاضة
لتمر مسحة حنين بعينيها و هى تتذكر علاقتهما فى الصبا ، و لكنها تداركت نفسها ، و قالت : كبرنا على الكلام ده
داوود : تصدقى .. نفسى ارجع للايام دى و لو يوم واحد بس ، قبل كل الجفا اللى بيننا ده ما يحصل ، عارفة .. يوم الحادثة .. كنت مجهز نفسى انى اعترفلك بحبى اول مانرجع عند جدى ، و اللى كان عارف من قبلها انى بحبك حب فوق الوصف ، و لما طلبتك منه فرح و انبسط قوى .. و قاللى انه ملاحظ ان انتى كمان مرتاحة فى تعلاملاتك معايا ، بس على ما خرجنا من الحادثة حسيتك كارهانى و مش طايقة تتعاملى معايا و لا حتى تشوفى وشى .. حاولت اكتر من مرة افهم السبب اللى خلاكى اتغيرتى معايا بالشكل ده ، الا انى عمرى ما تصورت ان يكون ده .. هو سبب بعدنا عن بعض كل الوقت ده
مش هقولك ان الست عجوزة و عاداتهم و انها فجأتنى بتصرفها ده و انى فعلا مالحقتش ابعد وشى قبل ماتوصللى .. رغم ان ده اللى حصل فعلا
لكن هوعدك ان طالما كل الحاجات دى بتضايقك ، فمش هتحصل تانى ابدا
انا اللى يهمنى انك تأكديلى انك بتحبينى فعلا زى ما بحبك ، ثم قال بنفى .. لأ.. زى ما بتحبينى ايه بس ، و اكمل بنبرة دافئة .. انا لو عرفت انك بتحبينى و لو حتى ربع حبى ليكى هعيش ممنون ليكى طول عمرى
كان داوود طوال حديثه يحتوى ملامح رنيم بعينيه ، اما رنيم فكانت صدمتها شديدة من حديثه كله و كانت تنظر له فى البداية ببعض الريبة و كأنها تود التأكد من ان حديثه موجها لها ، حتى انها بحثت بعينيها عن اى سماعات قريبة من اذنيه
و عندما تأكدت ان الحديث يخصها وحدها شعرت بان قلبها يغوص بداخل امعائها و بان جسدها و كأن طيور لطيفة وهمية تحوم حولها وحدها حتى وجدته يتوقف عن الحديث منتظرا ردها فقالت بخفوت و ببعض التردد : تحلف

وتكالبت عليها الذئاب 7
Mimi Awaly
اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ ذنبٍ خطوتُ إليه برجلي ، أو مددتُ إليه يدي ، أو تأمَّلته ببصري ، أو أصغيتُ إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، ثمَّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليَّ ، وسألتك الزِّيادة فلم تحرمني ، ولا تزال عائداً عليَّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
7
#وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل السابع
عندما تأكدت رنيم من ان حديث داوود يخصها وحدها شعرت بان قلبها يغوص بداخل امعائها و بان جسدها و كأن طيور لطيفة وهمية تحوم حولها وحدها حتى وجدته يتوقف عن الحديث منتظرا ردها فقالت بخفوت و ببعض التردد : تحلف
داوود بسعادة غامرة : احلف طبعا و احلفلك كمان انك اول و اخر حب فى حياتى و انى بحبك حب عمرى ما اتصور ابدا ان ممكن حد يقدر يحبه لحد تانى
و عندما وجدها تخفض وجهها المتوهج من الخجل .. قال : قلتى ايه .. موافقة تدينا فرصة نرمى كل اللى فات ده ورا ضهرنا
فتنهدت قائلة : موافقة
لينهض من جلسته على الفور و هو يمد اليها كف يده قائلا : طب ياللا بينا
رنيم بفضول : ياللا بينا على فين
داوود بحماس : هنروح سوا و البسك شبكتك
رنيم : شبكتى
داوود و هو يسحبها معه : ياللا بس و هحكيلك كل حاجة فى السكة
و اثناء الطريق
داوود : جدى لما طلب منى اننا نكتب كتابنا .. فى الاول رفضت عشان سؤ التفاهم اللى كان بيننا زى ما شرحتلك ، لكن خوفى على جدى اللى كان خايف لا تنفذى حكاية سفرك اللى لسه هحاسبك عليها بعدين هى و حكاية معتز خلانى وافقت ، بس يومها الصبح صممت انى انزل استلم شبكتك و اللى معمولة بمواصفات معينة على ذوقى و كمان ادفع مهرك بالكامل

رنيم : شبكة عمولة .. يعنى كمان كنتم متفقين من قبلها بمدة
داوود بابتسامة : ابدا .. هم تلت ايام بس ، لان جدك قاللى انك ممكن تستخرجى بسبور جديد فى اى لحظة و تستلميه فى يومها و تختفى ، و عشان كده عملت المستحيل عشان اخلص كل حاجة فى المعاد تمام
رنيم : طب و المهر ، دفعته لمين
داوود : لجدك طبعا
رنيم ببعض المرح : و يا ترى الربع جنية كان مخروم و اللا ملحوم
داوود : رونى داوود مهرها ما يقلش ابدا عن مليون جنية جدى حطهم فى حسابك يوم كتب كتابنا ، ده غير الشبكة اللى بتمنى انها تعجبك لانى صممتها بنفسى و انا متخيلها عليكى
رنيم بانبهار : صممتها .. انت بتتكلم جد
داوود : انتى ناسية ان انا اللى بصمم اكسسوارات الموبيليا بتاعتنا و اللا ايه
رنيم باقتناع : عندك حق ، بس يا داوود .. انا شايفة ان الوقت مش مناسب ابدا لحكاية الشبكة دى
داوود : لبسنا للشبكة مش هيمحى حزننا على جدى ، و كمان عدم لبسنا الشبكة مش هيرجع جدى من المو*ت مرة تانية يا رونى
رنيم بتردد : انا اقصد يعنى عشان الدوشة اللى حصلت امبارح وقت ماعرفوا بكتب كتابنا و كمان موقف مامتك ، و حتى خالو .. انا ماعرفتش موقفه ايه لحد دلوقتى
داوود : و عشان اللى حصل ده بالذات لازم الشبكة تتلبس النهاردة ، و دلوقتى .. حتى لو رجعنا لقيناهم لسه نايمين ، و اللا انتى خايفة من باباكى ، اوعى يكون قال لك حاجة امبارح و مخبية عليا ، ايه .. برضة مصمم على طلاقنا

انت في الصفحة 14 من 18 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل