
سيلا بابتسامة مرحة : و طنط علية
سامر : ااه صحيح .. امى لازم نفتكرها معانا .. تعبت معانا برضة
سيلا : انا بحبها اوى
سامر : و ابنها بيعشقك عشق
كان داوود يتابع رنيم و هى تتحرك فى الحفل بهدوء ظاهرى ، متغاضيا عن بركانه المش/تعل بدواخله ، فكلما حاول خطب ودها صدته بهدوء و هى تبتعد عنه بالف حجة واهية .. حتى استمع الى موسيقى ختام الحفل و استعداد العروسين للمغادرة .. فقال بتمتمة خافتة : و ادى حججك كلها خلصت يا ست رنيم .. اما اشوف اخرتها معاكى
و عندما ودع المدعوون العروسين و عاد كل الى منزله .. قال داوود فور ان دلفوا الى داخل الفيلا : متهيالى كده اما ارفع خبر الفرح على الميديا كله فى الامان
رنيم : ان شاء الله خير .. انا حاسة ان بابا شال الحكاية من دماغه اصلا
و ما ان وصلا الى غرفتهما .. حاول داوود التقرب من رنيم و هو يقيس ردة فعلها ليتفاجئ بها قد استجابت له دون اى عذر او مقاومة ، ليشتعل قلبه فرحا و هو يلقى بكل ما حدث خلف ظهره و ينهل من سعادته المفقودة نهلا ، و هو يعد نفسه بسعادة مطلقة و يمنى روحه بفائض من الحياة التى لا ينغصها حزن او سوء فهم
و لكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، فما ان حل الصباح عليهما و استطاع داوود ان يفتح عينيه بكسل .. نظر الى جواره يبحث عن رنيم بعينيه و لكنه لم يجدها الى جواره ، فاعاد غلق عينيه لبرهة قصيرة ، و عندما استعاد يقظته بالكامل .. فتح عينيه مرة اخرى و جلس بمكانه و هو يحرك رقبته يمينا و يسارا و هو يحاول التقاط اى صوت للمياه يدل على وجود رنيم بحمام الغرفة ، و لكنه لم يستطع التقاط اى صوت غير انفاسه فقط
و اثناء حركته .. ارتطمت يده بشئ ما .. عندما نظر اليه وجده مغلف صغير .. ليلتقطه بدهشه و هو يملؤه الفضول لمعرفة ما بداخله ، و ما ان فتحه و نظر الى المكتوب الذى بداخله .. حتى جحظت عيناه مما رأى
ركزوا بقى عشان اللى فات حمادة و اللى جاى كوم حمادة
وتكالبت عليها الذئاب 20
Mimi Awaly
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، وأسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك ، وأسألك قلبا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسألك من خير ما تعلم ، وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت علام الغيوب .
20
#وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل العشرون
اثناء حركة داوود بالفراش بعد استيقاظه صباحا من النوم .. ارتطمت يده بشئ ما .. و عندما نظر اليه وجده مغلف صغير .. ليلتقطه بدهشه و هو يملؤه الفضول لمعرفة ما بداخله ، و ما ان فتحه و نظر الى المكتوب الذى بداخله .. حتى جحظت عيناه مما رأى
فقد وجد بداخله رسالة من رنيم التى قالت فيه ..
قلتلك قبل كده انك لو خنت عهدى مش هتلاقينى تانى
يمكن تدافع عن نفسك و تقول انك ماخنتش ، بس انت جرحتنى يا داوود .. جرحتنى اوى لما فضلت المكسب و الفلوس عليا .. رغم اننا مش محتاجين ابدا ، و دى بالنسبة لى خيانة .. و خيانة كبيرة اوى
حاولت تقنعنى بكلام كتير اوى انت نفسك عارف انك لو قعدت تقوله مليون مرة مش هقتنع بيه
خيرتك و ما اختارتنيش و اعتبرت كلامى جنان ، و ما حاولتش حتى انك تشترينى و لو من باب الاطمئنان اللى وعدتنى بيه زمان
زمان بعدتك عنى و انت معايا ، لكن دلوقتى مش هينفع اعمل كده ، و عشان كده انا هبعد تماما عن حياتك .. تقدر بقى تدير مصنعك اللى انا شريكتك فيه بالطريقة اللى تحبها من غير ما حد يصايقك و لا يعترض على كلامك ، و تدير كمان صفقاتك بكل اريحية .
ااه .. الامانة تحتم انى ابلغك انى ما اختفيتش لوحدى ، انا اختفيت و معايا حتة منك .. يمكن يكون ابنك او تكون بنتك ، و اهو يبقى عندى ذكرى منك انا حامل يا داوود .. ماقدرتش افرح بالخبر اللى كنت بتمناه من يوم جوازنا لانى وقت ما عرفت كنت خلاص اخدت قرارى اننا مش هنكمل مع بعض
طنط ليلى قالتلى انى حرماك من الخلفة و ان اكيد الحادثة اتسببتلى فى مشكلة تمنعنى من الحمل ، و ان سهام لسه عشمانة فيك و عندها استعداد تتجوزك و تجيبلك اللى يشيل اسمك ، و انها كمان كتر خيرها موافقة انها تتجوزك و تسيبنى على ذمتك
ادينى فتحتلها السكة اللى انت فتحتلها بابها بنفسك بالشغل اللى جابتهولك و صممت عليه رغم انك عارف اللى هييجى من وراه ، و رغم انى حملت و ربنا ما ارادش انه يحرمنى الا انى برضة هسيبكم و اختفى للابد
قرارى اخدته من فترة .. ماهواش وليد اللحظة ، بس ما كنتش عاوزة اكسر فرحة سيلا بزيادة ، و عشان كده قررت ان ليلة فرحها تبقى اخر ليلة ليا معاك
و بخصوص ليلة امبارح اللى انت بيها اعتقدت انى سامحتك .. فاعتبرها اخر ذكرى لينا مع بعض
ياريت ماتحاولش تدور عليا .. لانك مش هتلاقينى
فبلاش تتعب نفسك على الفاضى ، و اتمنى انك تلاقى السعادة اللى مامتك اتمنتهالك مع غيرى .. رنيم
كان داوود يشعر و كأنه بداخل كابوسا مزعجا ليس له نهاية ، فظل جالسا بالفراش لوقت لا يعلم ماهيته حتى استطاع اخيرا الخروج من الفراش ، ليرتدى ملابسه بعجالة دون حتى ان يغتسل او يصفف شعره ، و نزل الى الاسفل و هو ينادى بصوت جهورى على هاجر .. و لكنه لم يسمع سوى صدى صوته بالمكان ، فخرج مناديا الحارس الذى اتى له مهرولا و عندما سأله عن رنيم قال : خرجت من الفجر هى و هاجر
داوود : ما قالوش قدامك رايحين فين
الحارس : ما قالوش يا بية ، بس هم كان معاهم شنط سفر
ليعود داوود الى الاعلى بسرعة و هو يبحث عن هاتفه ، و عندما قام بالاتصال على رنيم .. سمع صوت رنين هاتفها بالغرفة ، ليجد انها تركت هاتفها بجوار الفراش ، فيقرر الاتصال بهاجر ، و لكن فى كل مرة تأتيه نفس الاجابة بان الهاتف مغلق
لتبدأ رحلة من البحث بين امل و يأس ، قبل ان يتحول الامل الى يأس مميت للجميع
حتى كانت ليلة كان يجلس فيها داوود فى بهو فيلا المنشاوى بمظهر مهمل و عينين شاردتين .. تاهت منهما ملامح الحياة .. ليدخل عليه عابد و ليلى و بصحبتهم سليم و نانسى و سالى
لتتقدم ليلى من داوود .. و تقول له بامتعاض : ايه اللى انت عاملة فى نفسك ده ، مالك هامل روحك بالشكل ده
ليتجاهلها داوود تماما ليسمع سليم يقول : وصلت لايه يا داوود ، لسه برضة مش عارف تلاقيها
لينهض داوود من مجلسه و هو يعض على ضروسه بغضب و يتجه الى الاعلى باهمال ، فيقول سليم بحدة : انت ما بتردش ليه .. احنا بنسالك عن بنتى اللى تبقى مراتك ، عاوز اعرف انت عملت فيها ايه خلاها اختفت بالشكل ده
ليلتفت له داوود ببرود قائلا : و يهمك فى ايه
ليهتف سليم بقوة : دى بنتى
داوود بسخرية : بنتك اللى ما حاولتش حتى تعرف عنها حاجة من شهور طويلة دلوقتى
سليم : ده مالوش علاقة باختفائها بالشكل ده
داوود بلا مبالاة : ارجع لفلوسك و شغلك و اعمل نفسك مش واخد بالك زى ما كنت بتعمل طول عمرك
عابد : بس احنا كلنا عاوزين نتطمن عليها يا داوود
ليلى بصلف : و كمان عاوزبن نعرف هربت مع مين المرة دى
داوود بصوت كالرعد : ماما .. اياكى .. انا لحد دلوقتى ما حاولتش احاسب حد على حاجة ، ماتخلونيش اعملها دلوقتى لان الحساب تقل بزيادة اوى ، و اول حد هحاسبه هو انتى
ليلى بكير : انت اتجننت .. انت ازاى تتكلم معايا بالشكل ده ، و اللا نسيت انها كانت هتعملها زمان لولا جدك لحقها
سليم : مش وقت الكلام ده ابدا يا ليلى هانم
ليلى بغضب : لا وقته .. لازم يفوق و يفهم بقى
داوود بحدة : انا برضة اللى افهم .. بس تصدقى .. انتى صح ، كان لازم افهم من يوم ما جيتى هنا و انتى عاملة روحك جاية تشوفينا عشان وحشناكى .. انك اكيد رميتيلها شوية س/م س/مموا حياتنا كلها من وقتها
ليلى : انت هتشيلنى انا الليلة و اللا ايه
داوود بضحكة مريرة : كلنا شايلينها يا امى .. كلنا شايلينها ، انتى بكلامك ليها عن سهام و جوازها منى و الحمل و العيال ، و ابوها اللى خذلها بفلوسه المشبوهة ، و اختها اللى كانت على طول تسم بدنها بحكاية رجلها و تحسسها انها ناقصة حاجة عننا
ثم اشار الى نفسه و هو يضر.ب صدره بقسوة و اكمل قائلا .. و انا ، انا اكتر واحد فيكم كلكم صمم يغمض عينيه و يعاند ، سيبت سهام تغوينى بكام عقد و فرحت بكام مليون كنت اقدر استغنى عنهم بسهولة ، بخلت انى اختارها و لو حتى بالكلام عشان اطمنها انها اهم حاجة عندى فى الدنيا دى ، خيرتنى و ما اخترتهاش .. و رديت بكلام مايع كنت فاكرها هتقتنع بيه و ترضى
اتاريها من وقتها و هى واخدة قرارها بالبعد اللى حذرتنى منه من قبل حتى ما نتجوز و انا فكرته مجرد كلام و خلاص
و ادينى اهو .. حاسس انى ضايع ، حتى وجودى ما بقالهوش اى معنى ، راحت و خدت ابنى كمان معاها
ابنى اللى معرفتش بوجوده غير بعد ما راح منى زيها
ليلى بذهول : ابنك ده ايه .. هى كانت حامل ، طب ليه خبت ، ليه ما قالتليش
داوود بغضب : ما اعرفش .. ما اعرفش ، ما اعرفش بتعاقبنى و اللا بتعاقبكم و اللا بتعاقبنا كلنا ، كلامك ليها كان يوجع اوى يا امى .. يوجع و يجرح لدرجة الدب.ح
سالى ببرود : بس مهما حصل .. ما كانش المفروض انها تعمل كده ابدا ، كان فى الف طريقة تانية تعترض بيها
داوود بازدراء : انتى باى حق واقفة بتتكلمى فى شئ يخصها و هى مش موجودة ، و باى حق جاية لحد هنا اصلا .. امشى اطلعى برة
سليم : انت بتطردها من بيت اختها
داوود بحزم : و اختها مش موجودة .. و اصلا كانت رافضاها و مش عاوزاها
سليم : و احنا هنا مكانها على ما ترجع
داوود بترصد : بمعنى
سليم : بنتى غايبة و سايبة بيتها و مصنعها و الحاجات دى محتاجة اللى يرعاها ، احنا نضمن منين ايه اللى ممكن يحصل فى غيابها
عابد بعتاب : ايه الكلام ده يا سليم
ليضحك داوود بشدة ثم يقول بتهكم : قول بقى ان ده السبب الحقيقى لوجودك هنا النهاردة ، انا برضة كنت مستغرب اهتمامك المفاجئ ده بيها ، بس اسمحلى احبطك يا سليم بية و اقول لك ان نأبك طلع على شونة ، رنيم عملت توكيل عام رسمى لرغدة صاحبتها و وكلتها بكل ما يخصها ، يعنى حتى انا .. مش عاوزة يبقالى اى صلة بمالها