منوعات

وتكابلت الذئاب عليها بقلم ميمي عوالى الثالث

سليم بامتعاض : هتفضل طول عمرها غبية
عابد بفضول : معنى كده ان رغدة عارفة مكانها
داوود باحباط : للاسف .. برضة لا
عابد : انت بلغت
ليهز داوود رأسه بنفى قائلا : قالولى طالما سايبة البيت برغبتها مانقدرش نعملك حاجة
عابد : طب انت متاكد ان رغدة فعلا ماتعرفش مكانها
داوود : حلفتلى انها ما تعرفش .. ده غير انهيارها اول ما عرفت .. واضح انها كمان ماقالتلهاش على نبتها من قبلها
سليم بسخرية : طب و ما سألتش اختها ، و لا خفت تزعجها وهى عروسة جديدة
داوود : رغم انهم ما كانوش فى مصر و اول ما عرفوا قطعوا شهر العسل و رجعوا .. لكن لما عرفوا ، ماكانوش يعرفوا عنها حاجة
لتتحدث نانسى لاول مرة و تقول : طب هم فين دلوقتى
داوود بازدراء : شئ ما يخصنيش انى اتكلم فيه ، و لو سمحتوا تمشوا من هنا كلكم ، مش عاوز حد هنا ابدا
و ما كادت ليلى ان تقول شئ ما حتى اشار لها عابد بالصمت و أشار اليهم جميعا قائلا : ياللا بينا دلوقتى و نبقى نحاول نجيله مرة تانية
لينصرفوا جميعا تاركين الفيلا يعمها السكون بعد ان صعد داوود الى الاعلى .. و ما ان دخل الى غرفة نومه حتى نظر الى هاتفها الموضوع على المنضدة بجانب الفراش ، ليقترب منه و يمسكه و هو يدخل كلمة المرور المكونة من تاريخ ميلاده ، لينظر الى خلفية الشاشة التى كانت عبارة عن صورة زفافهما و هما ينظران الى الكاميرا بمرح و عيونهما مليئة بالامل و السعادة .. ليقول بأسى : يا ترى نسيتيه ، و اللا قررتى انك تقطعى كل صلة بيا و تنسينى ، حتى صورنا سوا قررتى ترميها وراكى
بمنزل يقين .. كانت تحاول ارسال صغيرتها الى النوم ، و لكن الصغيرة كانت تقاومها بشدة .. لتثور يقين بغضب و هى تصرخ بوجه الصغيرة التى ارتعبت من صراخ امها بوجهها و بدأت فى نوبة من البكاء الشديد ، ليدخل عليها حبيب و يمد يده و يحمل الصغيرة ليهدهدها و يحاول جمح بكائها و هو يقول ليقين : قومى يا يقين .. روحى اقعدى برة او فى البلكونة و اهدى شوية و انا هنيمها
لتنظر يقين بندم الى ابنتها التى ادارت وجهها و استكانت بكتف ابيها ، ثم استدارت و خرجت من الغرفة .. لتتجه الى الشرفة و تقف مستندة الى الحافة و هى تفرج عن عبراتها الغزيرة التى ظلت تحاول جاهدة ان تسجنها خلف اهدابها
ليمر بعض الوقت قبل ان تشعر بحبيب و هو يجذبها بين احضانه و يربت عليها بحنان و هو يقول : تفتكرى غضبك و عياطك طول الوقت ده هيغير حاجة من اللى حصلت
يقين : حاسة انى عاجزة و متكتفة يا حبيب ، زعلانة من داوود و زعلانة عليه ، و زعلانة من رنيم بس حزينة على بعدها عننا بالشكل ده ، لحد دلوقتى مش قادرة اتصور انها بعدت عننا بالشكل ده
ازاى هننا كلنا عليها كده ، طب لو داوود غلط ، بتعاقبنا معاه ليه يا حبيب .. ليه
حبيب بتنهيدة ثقيلة : الحقيقة رنيم غلطانة بكل المقاييس ، بس انا عندى امل انها لما هتهدى و تفكر كويس هتحس انها غلطت و اكيد هترجع ، او على الاقل هتكلم حد فينا تطمنه عليها
يقين بنفى : مش رنيم يا حبيب ، رنيم لما بتاخد قرار .. مابيبقاش وليد اللحظة ابدا ، و كونها تختفى فجأة بالشكل ده .. تبقى عاملة حسابها و مرتبة حالها من قبلها ، دى كمان اخدت هاجر معاها
حبيب : اللى فهمته منك ان جدك الله يرحمه هو اللى مربى هاجر ، و انها متربية معاكم
يقين : ايوة .. مالهاش غيرنا ، و عشان كده طول عمرها كانت عايشة مع جدو فى الفيلا بتاعته
حبيب : انا عاوزك تتماسكى شوية ، و حاولى تفكرى فى داوود ، داوود محتاجلنا جنبه ، انا حاسس انه هيجراله حاجة
يقين بأسى : مش عارفة اواسيه و اللا الومه ، خايفة اشوفه و غصب عنى اعاتبه بزيادة
حبيب : لأ .. ابوس ايدك .. هو عاتب روحه بما فيه الكفاية ، و بعدين ماتنكريش ان رنيم افورت الدنيا بزيادة
يقين : و ماتنساش ان داوود عارف سهام كويس و فاهم دماغها يا حبيب .. داوود هو اللى فتح باب للشيطان بايديه ، كان المفروض يرفض من الاول
حبيب : يا حبيبتى ده شغل
يقين : ما الشغل ده بقى مسمار جحا اللى خلاها تتنطط له فى المصنع كل شوية يا حبيب ، قيس على ذلك بقى كمان كلام ماما اللى عرفنا انها قالته لرنيم
كنتو عاوزينها تفكر ازاى .. ااه هروبها غلط ، لكن برضة مش قادرة ما اديهاش العذر فى اللى عملته
ليربت عليها حبيب مرة اخرى قائلا : تبات نا.ر تصبح رماد .. ان شاء الله نتطمن عليها فى اقرب وقت
اما رغدة .. فكانت تجلس بالفراش و على وجهها ملامح تنم عن الحيرة و القلق ، ليرى رأفت تعبيرات وجهها و هو يتوجه بدوره الى الفراش فقال لها بفضول : بتفكرى فى ايه
لتنظر رغدة الى رأفت و تقول و هى تقيس مدى رد فعله : تفتكر داوود يستاهل انه يتطمن على رنيم
رافت بترصد : انتى عرفتى عنها حاجة و مخبية ، عرفتى هى فين
رغدة : لأ .. ما قالتليش
رافت بلهفة : هى كلمتك
رغدة بتردد ممتعض : ايوة .. كلمتنى النهاردة
رأفت : اتاريكى حالك اتبدل من امبارح للنهاردة ، طب ليه ما قلتيش انها كلمتك
رغدة : هى ما قالتليش اقول لحد
رافت : انتى هتستهبلى يا رغدة ، هو انتى مش شايفانا كلنا عاملين ازاى من وقتها
رغدة : مش عارفة بقى
رافت : طب هى قالتلك ايه ، و قوليلى هى كلمتك من انهى رقم و احنا تقدر نعرف هى فين
رغدة بسخرية : هو انتو بس اللى اذكيا و بتفكروا ، كلمتنى من برايفت نمبر اصلا
رأفت ببعض الاحباط : طب قالتك ايه
رغدة : قالت لى مش عاوزاكى تقلقى عليا
رافت : بس كده
رغدة : المكالمة ما كملتش دقيقة اصلا ، حتى لما قلتلها انها لازم ترجع عن اللى فى دماغها ده ، قالت لى انها خلاص نظمت حياتها
رافت : يعنى ايه نظمت حياتها
رغدة : مش عارفة .. هى قالتلى كده و قفلت معايا ، و من وقتها مش عارفة ان كنت اقول لداوود و اللا لا
رافت : المفروض يعرف طبعا .. دى مراته
رغدة : بس كلامها مافيهوش و لا كلمة يقدر يستفيد منها
رافت : على الاقل يتطمن عليها .. انا اما شوفته النهاردة حسيت انه لو فضل كام يوم كمان على الوصع ده ممكن يروح فيها
رغدة : يستاهل
رافت : انتى شمتانة فيه
رغدة بحزن : هو السبب ان صاحبتى بعدت عنى بالشكل ده .. احنا طول عمرنا مع بعض ، عمرنا ما افترقنا
رافت : طب من عشرتكم مع بعض السنين دى كلها .. ما خمنتيش ممكن تكون راحت فين
رغدة بنفى : للاسف لا ، بس حاسة ان رنيم مش فى مصر
رافت : تفتكرى
رغدة : مجرد احساس ، بس طبعا مش عارفة ان كان صح و اللا ايه
بالمنتجع .. و بمكتب عابد ، كانت سالى تجلس امام عابد و تقول و هى ترسم ملامح الاسى على وجهها : انا مش عارفة داوود ليه واخد منى الموقف اللى هو واخده ده ، ثم انا عمرى ما كنت افكر انى اضايق رنيم و لا اجرحها ، و مش عارفة هم كانوا بياخدوا كلامى بالمعنى ده ليه
عابد : انا لحد دلوقتى مش فاهم ممكن تكون راحت فين ، تفتكرى سافرت برة مصر
سالى : لأ.. بابا اتاكد انها ماطلعتش برة البلد .. سال فى كل المطارات و الموانى ، و اكيد داوود كمان جه فى دماغه انه يدور فى الاتجاه ده
عابد : ربنا يستر
سالى : برضة مش هتيجى الحقلة بالليل
عابد بمرح : ماقلنا الحفلات دى للشباب الصغيرين مش للعواجيز اللى زيى ابدا
سالى : بس انت مش عجوز
عابد : و مين بقى اللى قال الكلام ده

سالى : انا
عابد ضاحكا : دى شهادة اعتز بيها .. بس محتاجة اتنين موظفين يمضوا عليها عشان يبقى معترف بيها رسمى
سالى : انا مايهمنيش راى اى حد تانى .. كفاية ان انا شايفاك كده ، و انا شايفاك شباب و احسن كمان من شباب كتير اوى لو ما كنتش احسن منهم كلهم كمان
عابد : انتى هتخلينى اتغر ، انتى بتدينى اكتر من حجمى بكتير
سالى : لو عليا .. نفسى اديك الدنيا كلها .. بس انت ترضى
عابد : ارضى عن ايه

انت في الصفحة 12 من 21 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل