
سالى : ترضى تشاركنى الليلة دى .. عشان خاطرى ، نفسى ارقص معاك
عابد : انا ما بعرفش ارقص رقص التنطيط ده و هكسفك
سالى : النهاردة بالذات مافيش تنطيط ، فيه رومانتيك و بس ، و عشان كده مالاقيتش غيرك ارقص فى حضنه .. عشان خاطرى يا عابد
لينظر اليها عابد و هو يتأمل ملامح وجهها و شبابها و اناقتها و كل هيئتها و هو يقول بتردد: مش خايفة بابا لو شافنا بنرقص مع بعض يزعل
سالى : صدقنى لو وافقت و جيت و نفذتلى الامنية اللى بتمناها دى ، مش هيفرق معايا اى حاجة تحصل بعد كده
لتنظر اليه بتمنى قائلة .. هتيجى
عابد بابتسامة : هاجى
سالى بفرحة : هلبس احلى فستان عندى و هستناك .. اوعى تتأخر
و فى استراحة الغداء .. و بسكن سليم بالمنتجع ، كانت سالى تتناول غدائها بصحبة سليم و نانسى ، لتقول سالى لامها : مطلوب منك النهاردة انك تاخدى ليلى و تقعدوا فى اى حتة بعيد عن الشط
نانسى بامتعاض : و افرضى ما وافقتش ، ثم انتى عارفة انى مش موافقة ابدا على اللى انتو بتعملوه ده
سليم : نانسى .. تحبى انتى تشغلى ليلى و اللا اشغلها انا بمعرفتى
نانسى بحدة : هى وصلت لكده يا سليم
سليم بمهادنة : اسمعى الكلام يا حبيبتى عشان نوصل للى احنا عاوزينه ، و بلاش الصداع ييجى منك انتى ، و اللا نسيتى اخر مرة عارضتينى فيها حصل ايه
نانسى و عى تغادر المكان : ماشى يا سليم .. هعمل اللى انتو عاوزينه
ليتأنق عابد مساءا على غير عادته و يتجه الى مكان حفل الشاطئ المقام كل مساء .. و ما ان اقترب من المكان حتى لمح سالى و هى ترتدى رداءا من الحرير الابيض الذى كان يتطاير من حولها بنعومة بفعل هواء البحر ، و ما ان لمحته حتى رسمت نظرة انبهار و سعادة و اسرعت اليه لترتمى باحضانه قائلة : انا مبسوطة اوى انك جيت ، ياللا تعالى معايا .. لتسحبه من يده بنعومة و تتجه معه الى حلبة الرقص المزدحمة بالراقصين ، و ما ان وجدا مكانا يناسبهما حتى التفتت اليه سالى قائلة بنعومة : ياللا
عابد و هو يمد كفه اليها بابتسامة : ياللا
و لكن عابد وجدها تحتضن خصره بذراعيها و تستند برأسها على صدره و هى تقول بنعومة : انا عاوزة ارقص معاك و انا فى حضنك .. مش و احنا ماسكين ايدين بعض زى الاغراب
ليصيب عابد بعض الذهول من حركتها تلك و لكنه وجد نفسه يحيطها بذراعيه ليسمعها تهمس له قائلة باغواء : احضننى اوى يا عابد .. خلينى اشبع من حضنك الى بتمناه من زمان اوى
لينظر الى رأسها المستند على صدره و كانه مكانها الطبيعى منذ سنوات و سنوات ، ليظلا على وضعهما
هذا من مقطع موسيقى لمقطع اخر دون ان ينفصلا او يبتعدا انشا واحدا ، حتى نظر عابد حوله و وجد ان الحلبة قد خلت الا منهما فقال بحمحمة : مابقاش فيه حد غيرنا على البيست يا سالى ، و الموسيقى قربت تخلص ، و بعدين يا سالى .. الناس ابتدت تركز معانا
لتضم ذراعيها بقوة اكبر حول خصره و هى تقول بتبرم : انا مش شاغلة نفسى لا بالناس و لا بالموسيقى ، انا برقص على دقات قلبك اللى تحت ودنى و بس
ثم ترفع سالى عينيها الى عابد و هى تستند بذقنها على صدره و تقول بحالمية : انا بحبك اوى يا عابد ، و نفسى اسيب الدنيا كلها و اعيش معاك لوحدك فى اى حتة بعيد عن كل الناس
لينتفض جسد عابد و كأنه قد أصيب بلدغة كوبرا و يبتعد قليلا عن سالى و هو يقول : ايه اللى انتى بتقوليه ده
لتنظر اليه سالى بدموع التماسيح ثم تخفض بصرها ارضا و هى تشبك اصابعها ببعض التخبط ، ثم تقول بصوت متردد : الظاهر ان صوت دقات قلبك خلانى طمعت بزيادة و اعتقدت انك بتبادلنى مشاعرى ناحيتك ، بس انا اسفة انى اتسرعت بالشكل ده ، ياريت تنسى كل الكلام اللى سمعته منى دلوقتى
و اوعدك انى مش هضايقك ابدا تانى
لتنهى حديثها و تسرع من امامه بخطوات متخبطة و تتركه و هو يحدث نفسه قائلا : ما طلعتش بيتهيالك يا عابد .. دى بتحبك بجد ، و بجنون كمان
فينك يا ست ليلى .. ياللى كل ما اجى اكلمك نص كلمة تقوليلى احترم سنك
اهى اصغر من عيالك و شايفانى لسه شباب و بتحبنى و نفسها تتجوزنى و تكمل بقية عمرها معايا لوحدى كمان
ثم يضحك ساخرا و هو يسير بمحاذاة الشاطئ و يقول : تتجوزنى .. طب دى كانت ليلى تروح فيها ، و اللا سليم .. لا يمكن يوافق ابدا على الكلام ده
بس هى قالت ان مايهمهاش اى حد
طب هو انا ممكن اتجوزها بجد .. طب و ليه لا ، البت زى القمر و بتتمنالى الرضا ارضى و بتمو*ت فيا ، طب دى حتى ترجعلى شبابى اللى اندفن مع ليلى و فى المصنع و الشغل ، هو ما آنش الاوان انى اتمتع بالفلوس اللى طول عمرى بجمع فيها دى
ايه المشكلة لما اعيشلى يومين حلوين يعوضونى عن سنين الشقا اللى فاتت دى كلها
طب و ليلى .. هتعمل ايه مع ليلى يا عابد ، ليلى لا يمكن توافق ابدا
بس انا عاوزها .. حركت حاجة جوايا كانت ماتت من زمان ، و مش هسمح انها تمو*ت من تانى ابدا
وتكالبت عليها الذئاب 21
Mimi Awaly
اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض
وملء مابينهما وملء ما شئت من شيء بعد … أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت استغفرك و أتوب اليك .
21
وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل الحادى و العشرون
كان عابد يحدث نفسه وهو يسير على شاطئ البحر و يقول : ايه المشكلة لما اعيشلى يومين حلوين يعوضونى عن سنين الشقا اللى فاتت دى كلها
طب و ليلى .. هتعمل ايه مع ليلى يا عابد ، ليلى لا يمكن توافق ابدا
بس انا عاوزها .. حركت حاجة جوايا كانت ماتت من زمان ، و مش هسمح انها تمو*ت من تانى ابدا ، ماتت ايه دي ما كانتش موجوده اصلا ، ده انا عمري ما حسيت الاحساس ده من اصله ، و لا عمرى حسيت اني مهم كده في حياة حد ، ثم انا عمري ما حبيت اصلا ، طب ايه .. هتعيش المراهقه من اول وجديد يا عابد ولا ايه ، اللي ما عشتهوش من اكتر من تلاتين سنه جاي تعيشه النهارده ، طب وليه لأ .. احساس من حقي اعيشه ليه ما اعيشهوش ، طول عمري متعلق في الساقيه ، ايه المشكله لما اعيش لي يومين زي باقي الناس
ثم قال بسخرية .. طب هو سليم هيسيبك تعيش لك اليومين دول برضه يا عابد ، سليم هيرضى انك تتجوز بنته ، هيبقى بناته الاثنين واحده متجوزه واحد والثانيه متجوزه ابوه ، ما يتهياليش ان سليم هيوافق ابدا بسهوله ، ده لو وافق من اساسه
ايه يا عابد هتستسلم من قبل حتى الحر.ب ما تبتدى ، قوامك حضرت الر.ايه البيضاء ورفعتها من غير حتى ما تعرف اللي قدامك ناوي على ايه
طب ما هي برضة الحكايه مش سهله ، ده كفايه ليلى ، لأ .. ليلى ايه .. طب ولادك يقين وداوود داوود اللي مش لاقي مراته اللي طفشت وسابتها له هيقول ايه لما يلاقيني رايح اتجوز اختها
هي مالها مغيمه كده ليه ، عموما .. بلاش اسبق الاحداث دلوقتى .. الا اما اشوف العروسه الجديده ناويه على ايه
اما بكفر الشيخ .. فكانت سيلا تجلس بمنزلها مع سامر وعلية ، وتقف بغرفه الطهي بصحبه علية التي كانت تقوم بتحضير الطعام وتقول : ها يا سيلا .. عرفتي يا حبيبتي
سيلا : ايوه يا طنط عرفت
علية : يعني تعرفي تعمليها لوحدك بعد كده
سيلا : اه متهيالي اعرف اعملها ، اكيد مش هتطلع بطعم اللي حضرتك بتعمليها .. بس اعتقد اني هتعلم وان شاء الله اعرف اعمل الحاجات دي بعد كده كلها لوحدي
علية و هى تربت على كتفها بحنان : ماشي يا حبيبتي تعالي بقى نقعد بره شويه على ما جوزك يرجع بالسلامة
سيلا : ماشى يا طنط اتفضلي
علية : هو انا يا بنتى مش سبق وقلت لك بلاش كلمة طنط دي وقولي لي يا ماما ، يا حبيبتى اعتبريني مامتك
سيلا بخجل : انا بحبك قوي على فكرة ، بس صدقيني مش هقدر اقول لك يا ماما ، مش عشان اني مش شايفاكى تستحقي الكلمه دي ابدا ، بالعكس ، كل الحكايه اني لو قلت الكلمه دي هفضل افتكر اللي حصل معايا قبل ما ارجع من اليونان ، فصدقينى لما بقول لك يا طنط .. بحط حبي كله لحضرتك في الكلمه دي
علية بتفهم حانى : خلاص يا حبيبتي اللي يريحك
سيلا : اوعي تزعلى مني