منوعات

وتكابلت الذئاب عليها بقلم ميمي عوالى الثالث

سيلا بخجل : سامر قاللى انه هيجيبلى
ليعلو صفير رغدة التى قالت مازحة : اخويا .. يعنى المفهومية كلها
يقين : يعنى ما نحاولش نشوفلك احنا اى حاجة تانية احتياطى حتى
سيلا برفض : لا .. انا متاكدة ان اللى هيختاره هيعجبنى
ليتم عقد القران بالفعل فى المساء قى منزل يقين
و بعد ان قدم الجميع مباركته و تهنئته .. اقتربت علية من سيلا و اخذتها بين جناحيها و قالت بحنان : يمكن ما كنتش موافقة ان جوازكم يكون غصب عن باباكى ، بس خلاص .. النصيب غلاب ، و عاوزاكى تعتبرينى مكان مامتك ، انا عارفة انى مش فى شياكتها و لا مستواها .. لكن صدقينى يا بنتى ، هحاول بكل قوتى انى ابقالك ام قبل ما ابقى لك حما و لو فى اى وقت حسيتى انك محتاجة حضن امك ، اوعى تترددى انك تجينى و تترمى فى حضنى و تقوليلى على كل اللى مضايقك ، حتى لو كان اللى مضايقك ده ابنى
سيلا و هى تحبس عبراتها باعينها : انا متشكرة اوى
لتلتفت علية الى سامر و قالت : و انت يا ابنى .. طالما وافقت على طريقة جوازكم دى ، لازم تعرف ان ما بقالهاش غيرك و عشان كده لازم لازم تفكر الف مرة قبل ما تزعلها ، و افتكر ان مالهاش حد تشكيله غير ربنا و هو سبحانه احن من الكل ، فتخاف على نفسك اكتر من انتقامه
سامر ضاحكا : فى ايه ماما .. ده انا ابنك برضة ، بقى هى دى مبروك
علية و هى تحتضنه بقوة : ميروك يا حبيبى .. الف مبروك ، ربنا يسعدكم و يبعد عنكم كل شر
حبيب : ياللا يا جماعة .. العشا
و على مائدة العشاء تميل رغدة على اذن رنيم و تقول بهمس : حددتلك معاد مع دكتور كويس اوى

رنيم : امتى
رغدة : بعد بكرة ان شاء الله .. الساعة ستة
رنيم : تمام .. هدبر حالى و اقول لك
سامر و هو ينظر لسيلا بحب : عجبك الفستان
سيلا : ذوقك يجنن
سامر : خفت مايعجبكيش عشان مقفول
سيلا : و انت من امتى شفتنى لابسة حاجة مفتوحة
سامر : فعلا .. عندك حق ، المهم انه عجبك
سيلا : تسلم ايديك
بمصنع المنشاوى و بعد يومين .. كانت رنيم تراجع بعض المعاملات التى طلبها منها داوود ، و عندما اتمتها .. وضعتها بمغلف و توجهت بهم الى مكتب داوود ، و لكنها قبل ان تدق الباب سمعت صوتا انثويا بالداخل ، فالتفتت الى مساعدة داوود قائلة : هو فى حد عنده
المساعدة : ايوة .. انسة سهام درويش
لتبتعد اصابع رنيم فورا عن الباب و تتجهم ملامحها لبرهة .. ثم التفتت الى المساعدة و قالت : لما تبقى تمشى .. ابقى دخليله الفواتير دى ، و ياريت تبعتيهالى تانى اول ما يعتمدها
لتعود الى مكتبها على الفور و هى تحاول ابعاد تفكيرها تماما عن تلك السهام و سبب عودتها مرة اخرى اليوم لمكتب داوود ، و لكن هيهات .. فكلما حاولت الاندماج فى العمل تجد انها خر.بت ما تحاول انجازه نتيجة تشتت ذهنها بالكامل
ليمر ما يزيد عن نصف الساعة قبل ان تهاتفها مساعدة داوود و تبلغها بان داوود يريدها بمكتبه
لترسم الجمود على ملامحها قبل ان تتوجه اليه لتجده يراجع المستندات التى تركتها له ، و ما ان رآها قال : ليه سيبتى الفواتير فى السكرتارية و مادخلتيهوش بنفسك
رنيم : لقيت عندك ضيوف و ما حبيتش اشغلك
دلوود : هتشغلينى ازاى و انا اللى طالبهم منك
لتصمت رنيم ، لتسمع زفير داوود العالى و هو يلقى القلم فوق المستندات ، و يقف و يتجه اليها و هو يقول ببعض الضيق : رتيم يا حبيبتى .. احنا مش اتفقنا ان الشغل للشغل ، و اننا نركن اى حاجة خاصة على جنب طول ما احنا فى المصنع
رنيم : ايه اللى جابها النهاردة تانى
داوود : عشان العمولة بتاعتها و ..
رنيم : ما انا بعتتلها الشيك بنفسى من تانى يوم اتكلمنا فيه ، و استلمته كمان بنفسها ، ايه بقى اللى جد و خلاها تيجى تانى النهاردة
داوود : جايبالنا شغل جديد
رنيم بترصد : و قبلته
داوود باستنكار : و ارفضه ليه
رنيم : لانى قلتلك انى مش عاوزة اتعامل معاها
داوود : انا قلتلك قبل كده ان الشغل ما ينفعش نمشيه بعواطفنا يا رنيم .. ده بزنس
رنيم باستنكار : و هى جايبالك الشغل ده لمجرد انه بزنس
داوود : جايبالنا .. مش جايبالى ، و اللا ناسية ان كل ربح انتى و يقين شركائى فيه
رنيم بعناد : و لما انت فاكر انى شريكتك و انا قلتلك قبل كده انى مش عاوزة اتعامل معاها .. بتقبل التعامل معاها من تانى ليه يا داوود
داوود و قد فاض به الكيل : اسمعى يا رنيم .. انا اللى اقترحت عليكى تنزلى تشتغلى معايا ، و انبسطت بيكى جدا لما لقيتك قدرتى تفهمى كل حاجة بالسرعة دى ، لكن لو وجودك فى المصنع ممكن يودينا اننا نتعامل بعواطفنا و نخسر ملايين ، فوجودك فى البيت هيبقى احسن مليون مرة
لتنظر له رنيم بصدمة و هى تحاول الحقاظ على قوتها امامه قبل ان تقول بعناد : انت لسه قايل من شوية ان المصنغ ده احنا شركا فيه ، يعنى مش من حقك تقوللى اسيب شغلى فيه
بس صدقنى يا داوود .. لو قررت اسيب شغلى هنا للسبب اللى انت عارفه كويس .. هتلاقينى سيبت كل حاجة .. مش الشغل بس ، و يا ريت اما تعتمد الفواتير اللى جيبتهالك .. تبقى تبعتهملى مع السكرتارية
ليتابعها بعينيه و هى تغادر المكتب و تدق بعصاتها بقوة على الارض دليل على غضبها الداخلى ، ليعود داوود مرة اخرى للجلوس على مكتبه بحنق و هو يقول : مش طريقة شغل دى ابدا
و بعد مرور عشر دقائق استدعى داوود مساعدته و ناولها المغلف قائلا : ودى الفواتير دى على الحسابات و سلميهم لمدام رنيم
المساعدة ببعض التوتر : ايوة ياقندم . بس مدام رنيم و هى خارجة من عند حضرتك.. قالتلى ان عندها مشوار مهم و طلبت منى اقول لحضرتك تخلى الفواتير عندك فى الخزنة لحد بكرة
ليحاول داوود رسم الهدوء على ملامحه و يقول : ايوة صح .. نسيت ، خلاص روحى انتى
و بعد ان اغلقت مساعدته الباب ورائها الا و زفر بشدة قائلا : ابتدينا بقى حركات العيال .. ماشى يا رنيم ، و لكنه و قبل ان يعاود عمله تذكر جملتها الأخيرة حين قالت .. لو قررت اسيب شغلى هنا للسبب اللى انت عارفه كويس .. هتلاقينى سيبت كل حاجة .. مش الشغل بس
لينتفض من جلسته و هو يمسك هاتفه محاولا مهاتفتها مرارا و تكرارا .. و لكن فى كل مرة كانت ترد له نفس الاجابة .. الهاتف الذى تحاول الاتصال به قد يكون مغلقا لو خارج نطاق الخدمة
ليهاتف يقين على الفور و يسالها ان كانت تعلم شيئا عن رنيم .. و لكنها نفت بشدة و تسائلت ان كان فى الامر شئ ، و لكنه نفى و قال انها كانت تريد شراء بعض اللوازم لسيلا و لكنه لا يستطيع تحديد مكانها
ثم حاول الاتصال برغدة و التى قالت له ان رنيم لم تهاتفها اليوم .. برغم ان بينهما موعدا فى المساء
ليقول داوود لرغدة : ايوة ما انا عارف ان عندكم معاد بعد الضهر ، بس عموما لو كلمتك فى اى وقت خليها تشوف تليفونها مقفول ليه و تطمنى عليها
رغدة : حاضر و ماتقلقش .. تلاقيها بس الشبكة
اما رنيم .. فخرجت من المصنع بعد ان طلبت سيارة اجرة لتوصيلها ، فمنذ زواجها و هى تأتى المصنع و تذهب بصحبة داوود بسيارته
لتوصلها السيارة الى مدفن المنشاوى .. لتدخل و تلقى السلام و تقرأ الفاتحة ، و بعد ان دعت له كثيرا .. جلست ارضا الى جوار قبر جدها و هى تقول بحزن : الظاهر اللى كنت خايفة منه قرب يحصل يا جدو .. و الظاهر ان تهديد مامته ليا ماكانش مجرد كلام ، بس انا مابقيتش عارفة .. هو فعلا شغل .. و اللا ابتدى يحن بجد للخلفة ، طب لو كان فعلا حن للخلفة و بيفكر انه يتجوز بجد .. يضمن منين ان سهام تخلف ، مش يمكن تطلع زيى ، ثم انا لسه حتى ما روحتش للدكتور ولا حتى عرفت ان كان عندى مشكلة و اللا لا
و اللا انا ظلماه يا جدو و فعلا الحكاية كلها شغل و بس ، بس ده لاول مرة النهاردة يكلمنى بالشكل ده ، ازاى هنت عليه يكلمنى كده يا جدو

انت في الصفحة 7 من 21 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل