
وتكالبت عليها الذئاب 19
Mimi Awaly
اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ ذنبٍ خطوتُ إليه برجلي ، أو مددتُ إليه يدي ، أو تأمَّلته ببصري ، أو أصغيتُ إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، ثمَّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليَّ ، وسألتك الزِّيادة فلم تحرمني ، ولا تزال عائداً عليَّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
19
وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل التاسع عشر
كان داوود بفيلا المنشاوى و هو كالبركان الذى على وشك الانفجا.ر عندما رأى رنيم تهبط من سيارة رغدة أمام بوابة الفيلا الخارجية و هى تستمع لرغدة و اكنها تسرد لها بعض التعليمات ، ثم تشير اليها بالسلام و تتركها و تتجه الى الداخل
و ما ان دلفت من الباب الداخلى و وقع نظرها على داوود ، حتى ابتعدت بعينيها عنه سريعا فى تجاهل تام و هى تتجه الى الاعلى
ليكبت داوود غيظه و هو يراقبها بصبر كاد يفرغ منه حتى رآها وصلت الى الاعلى .. فما كان منه الا تبعها ببعض وثبات قليلة على الدرج .. ليلحق بها امام باب غرفتهما ليقبض على ذراعها ببعض الحدة و هو يسوقها امامه حتى ادخلها الغرفة و اغلق الباب خلفهما و قال بغضب : ممكن تفهمينى انتى ازاى تنزلى من المصنع من غير ما تبلغينى
رنيم و هى ترسم القوة رغم انها و لاول مرة تشعر بالخوف من داوود : انا ما بشتغلش عندك يا داوود عشان استأذنك قبل ما اروح و اللا اجى .. احنا شركا
داوود بحدة : انتى مراتى .. ثم انتى ايه حكاية الكلمة دى معاكى النهاردة ، و هو انتى حد كان قال لك انك شغالة عندى
رنيم و هى تنزع ذراعها من بين اصابعه : شوف انت اتعاملت معايا ازاى النهاردة و قلت ايه ، و انت تعرف حكاية الكلمة اللى مزعلاك دى
داوود : كل ده عشان بقولك تخلى الشغل بعيد عن الهبل اللى فى دماغك ده يا رنيم
رنيم و هى تنظر الى عينيه بحزن : هبل .. اللى انت مسميه هبل ده .. هو اللى هيهد كل حاجة فعلا يا داوود و انا بحاول افهمك و انت مش عاوز تشوف غير الشغل و المكسب و بس
داوود و هو يأخذ نفسا عميقا ليهدئ من روعه : يا رنيم يا حبيبتى ، خلى العواطف و المشاعر دى لعلاقتنا سوا ، لحياتنا مع بعض ، لكن الشغل عمره ما كان فيه الكلام ده ابدا
لو كل عميل جالى حسيت انى مش مستريحله او متضايق منه .. هرفض اشتغل معاه .. يبقى عمرنا ما هنشتغل
رنيم : بس سهام مش اى حد يا داوود .. و انت عارف كده كويس ، زى ما انت برضة عارف كويس اوى هى عاوزة ايه من خطبة ودها ليك بالشغل اللى بتجيبهولك ده
داوود بعناد : و لنفرض
رنيم برفض غاضب : لأ مانفرضش يا داوود .. ده واقع و انا و انت عارفينه و متأكدين منه كمان كويس اوى ، و عارفين ان سهام درويش عاوزاك و مش راضية تشيلك من دماغها و كل اللى بتعمله ده عشان تمد حبال الوصال ما بينكم ، و واضح انك حنيت لتعاملاتك بتاعة زمان و عاجبك لهفتها عليك و ناوى كمان تساعدها ، و طبعا حجتك الشغل و المصلحة
داوود : انتى باينك اتجننتى على الاخر
لتنظر له رنيم و تقول بترصد : انا فعلا اتجننت .. لدرجة ان فى سؤال بيلح عليا طول اليوم و عاوزة اعرف اجابته منك
داوود : سؤال ايه ده بقى كمان ان شاء الله
لتأخذ رنيم نفسا عميقا ثم تقول دون ان تحيد ببصرها عن عينيه : لو حصل و خيرتك ما بينى .. و بين العقود بتاعة سهام هتختار مين يا داوود
لتسيطر الصدمة و الذهول على وجه داوود الذى قال : ده انتى كده تبقى فعلا اتجننتى رسمى
لتقترب منه قائلة بترصد : ماقلتلك .. اعتبرنى اتجننت و خيرتك ما بيننا .. هتختار مين يا داوود
ليسود الصمت بينهما لبضع لحظات قبل ان يقول داوود بوجوم : بس انا عارف و متاكد انك مش مجنونة يا حبيبتى ، و عشان كده .. هعتبر ان السؤال ده ما اتسألش من اصله
لتزدرد رنيم لعابها و كأنها تحمل انكسا.ر العالم بعينيها : و انا هعتبر ان اجابتك وصلت
داوود : رنيم .. اعقلى ، انتى عارفة ان حبى ليكى اكتر من حبى لروحى و للدنيا و ما فيها ، عمرك ما طلبتى منى طلب و اترددت لحظة واحدة انى البيهولك ، عمرى ما سمحت لمخلوق انه يضايقك او يهينك ، طول عمرى و انا بعتبرك جزء منى كأنك بتجرى فى عروقى