
داوود : ويا ترى لما عزمتيها ما قالتلكيش اني حذرتها انها ما تظهرش قدامي مره ثانيه
ليلى و هى تجلس و تجلس بجانبها سهام واضعة ساقا فوق الاخرى : مهما تحذرها هي دلوقتي جايه معايا وانا اللي عازماها ولا هو انا ما عرفتش اربيك للدرجه دي عشان تهين ضيوفي في بيتك
داوود باستنكار : لا طبعا يا امي ، ما اقدرش ما ارحبش بيها عشان خاطرك ، والحقيقه مجيها مصلحه .. لان الضيف اللي باقي علشان لمتنا الحلوه دي تكمل .. يهمها هي على وجه الخصوص
عابد ببعض السخرية : ضيف مين تاني ، ما فاضلش غير جدك الله يرحمه هو اللي يقوم من تربته ويجي يقعد معانا ، انت عازم مين تاني احنا ما نعرفوش
داوود بسخرية : لا ما تعرفهوش ازاي .. ده حتى حبيبك ، ده انت تعرفه عز المعرفه ، هو زمانه على وصول ، دقيقه او دقيقتين بالكثير وهيشرفنا ما تقلقوش
كان الجميع يتاكله الفضول لمعرفه شخصيه الضيف المرتقب وبالفعل لم تمر اكثر من دقيقتين حتى سمعوا نفير سياره تمر الى داخل الفيلا وما هي الا لحظات حتى كان الضيف امامهم جميعا ليعلو الذهول ملامح الجميع حين تفاجاوا بان المدعو الاخير ما هو الا مصطفى درويش لينهض داوود من جلسته و يقوم بتحيه الرجل بدماثة و دعوته الى الانضمام الى الحاضرين
ليقول مصطفى : ازيكم جميعا ، ثم نظر الى سهام التي بهت لون وجهها وهي تحاول الابتعاد بعينيها عن وجه ابيها ، ولكنه قال : مش كنتى تقولي لي يا سهام انك جايه على هنا على الاقل كنا جينا سوا
سهام بلجلجة : انا ما اعرفش ان حضرتك جاي ، وبعدين طنط ليلى .. كلمتني وعزمتني ، وما رضيتش ازعلها فجيت معاها
داوود : اتفضل استريح يا مصطفى بيه ، انت نورتنا النهارده
مصطفى و هو يجلس الى جانب حبيب : نورك يا داوود يا ابني متشكر
ليقف داوود خلف الاريكه ساحبا في يده رنيم للوقوف الى جواره ثم قال : طبعا انتم كلكم عارفين ان رنيم كانت سايبه البيت ومختفيه بقالها اكثر من ثلاث سنين دلوقتي
والحقيقه .. انا خطر على بالي اني احتفل برجوعها بالسلامه واعزم كل اللي بيحبوها وبيحبني عشان يحتفلوا معايا بيها ، بس الحقيقه .. رجع خطر على بالي .. انى ليه ما اعزمش كمان اللي اتسببوا انها تسيب البيت وتمشي وتبعد عني طول الوقت ده لدرجه انها كمان تولد بنتي بعيد عني
وعشان كده انا عزمتكم كلكم هنا النهارده .. في منكم اللي بيحبوني وبيحبوا رنيم وعزمتهم علشان يحتفلوا معايا ، وفي منكم اللي اتسببوا في بعدنا عن بعض ، واللي جايبهم النهارده عشان يعرفوا ان احنا عرفنا كل حاجه عن جر.يمتهم اللى ارتكبوها فى حقنا
مصطفى : طب يا ابني مش تفهمنا ايه اللي حصل بالظبط
داوود : اللي حصل يا مصطفى بيه ان انا ومراتي طول عمرنا و احنا بنحب بعض ، من واحنا لسه عيال صغيرين واحنا زي ما نكون كنا مكتوبين لبعض ، جدي الله يرحمه كان فرحان جدا لينا وبينا لكن للاسف ابويا وامي كان ليهم راي تاني ، ما كانوش عاوزين الجوازه تتم لانهم كانوا طمعانين في عروسة ثانيه .. عروسه نسب وشرف وعيله لكن قلبي اختار غيرها ، فهمتهم وعرفتهم مليون مرة انهم لو جابوا لي بنات الدنيا كلها مش هختار غير مراتي اللي جدي جوزها لى ، وبدل ما يفرحوا بسعادتي كان كل همهم انهم ازاي يخربوا حياتي ويفرقوني عن مراتي
حتى من قبل مانتجوز .. لدرجة ان امى راحت اتفقت مع واحد نصاب عشان يلعب برنيم و يسيطر عليها و هما بيرسموا انهم يهربوها بعيد عنى و عن جدى عشان يقدروا يستولوا على كل ما تملك ، لولا ربنا بعتلى انا و جدى اللى نبهنا للمكيدة كلها و قدرنا نلحقها من الفخ اللى اتنصب لها ، و الحقيقة ده الجميل اللى فى رقبتى لرغدة و اللى عمرى ماهنساهولها ابدا طول مانا عايش .. هى اللى جت و حكتلى انا و جدى و قالت لنا الحقوا رنيم
لتنظر رتيم بصدمة الى رغدة التى نظرت لها بامتعاض و قالت : ايه .. ما هو ماكانش ينفع اسيب حد يضحك عليكى و افضل ساكتة
لتبتسم لها رنيم بامتنان قائلة بحب : مانحرمش منك ابدا
داوود : الغريبه بقى ان ابويا و امى راحوا اتحدوا مع العروسه اللي كانوا عايزين يجوزوها لي وابتدوا يخططوا ازاي يفرقونا عن بعض بعد الجواز ، لحد ما في يوم انا بغبايا فتحت لهم السكه من غير ما اخد بالي من الحفره اللي بيحفروها لي ، ورغم ان رنيم حذرتني .. الا اني فكرت نفسي اذكى منها وطلبت منها تفصل الشغل عن حياتنا الخاصه وانا مش واخد بالي انه كله بيصب في حياتنا الخاصة
امي اللي بتتمنى سعادتي قالت لمراتي من ورايا ان العروسه اياها لسه عاوزاني وموافقه انها تبقى زوجتي الثانيه على رنيم وانها بكرم اخلاقها مش هتطلب مني اني اطلقها
اتفقت مع العروسه اياها انها تجيب لي صفقات للمصنع تكسبني ملايين وتحاول تتقرب مني وهي بتكيد وبتغيظ فى مراتي بزياده وانا كنت غبي وما فهمتش ، رغم ان رنيم حذرتنى وقالت لي اني كده بفتح الباب للمشاكل بيننا وبين بعض
سهام بنتك يا مصطفى بيه كانت هي العروسه دي اللي اهلي كانوا طمعانين انهم يجوزوها لي
مصطفى بصدمة : ايه الكلام الفارغ ده
داوود : عشان خاطرى اسمعنى للاخر ، حضرتك عارف ان طول عمرى و انا بحبك و بحترمك ، و اكيد مش هقول لك اى كلام انا مش مناكد منه ، فياريت تدينى فرصة اخلص كلامى للاخر
سهام هى اللي جابت لي صفقات تكسبني ملايين وانا فرحت بيها وما سمعتش لرنيم لما حذرتني وقالت لي انها مش عاوزة الصفقات دي ، و فجاه بعدها حسيت ان رنيم بتبعد عني وبتتلاشاني وبتتحاشى انها حتى تتعامل معايا او نتكلم مع بعض في اي مواضيع بعيد عن مواضيع الشغل لحد الليله اللي سامر و سيلا اتجوزوا فيها ، واللي اعتقدت يومها ان رنيم سامحتني او فهمت ان الشغل حاجه وحياتنا الخاصة حاجه زى ما طلبت منها ، وفجاه .. ثاني يوم صحيت ما لقيتهاش وما قدرتش اوصل لها
لحد من كام يوم صغيرين لما عرفت اوصل لها واعرف طريقها ولما سالتها عن اللي حصل خلال الفتره اللي فاتت اكتشفت اني مش بس امي هي اللي كانت ورا المشاكل اللي بتحصل ، لا .. ده انا كمان اكتشفت ان ابويا هو اللي وزها وشجعها انها تبعد عني
لينهض عابد قائلا بصوت عالي و حاد : ايه الكلام الفارغ اللي انت بتقوله ده ، الكلام ده كله كذب وما لوش اي اساس من الصحه ، ازاي يعني هبقى انا اللي مهربها وعارف مكانها وما اقوللكش
لينادي داود بصوت عالي على هاجر ثم قال لها : هاتي لي خوخة من جوة
لتذهب هاجر لثواني معدوده ثم تعود وبيدها الصغيره التي شعرت ببعض الرهبه عندما رات التجمع الكبير لهذا العدد من الشخصيات ولكن من وسط رهبتها لمحت عابد فتقدمت منه بشغف و احتضنت قدميه وهي تقول بصوت عالي : جدو انت جيت امتى
ليقول داوود موجها حديثه للصغيرة : انت تعرفي مين ده يا خوخه
الصغيرة ببراءة : ده جدو عابد
داوود و هو ينظر لابيه بحسره : و تعرفيه من فين يا خوخة
الصغيرة : جدو كان بييجى عندنا بيتنا التانى هناك عند ماما
لينظر داوود الى هاجر مره اخرى وقال خديها رجعيها جوة يا هاجر
لتتقدم هاجر من الصغيره وتحملها عائده بها مره اخرى الى اقرانها وتغلق دونهم الباب
ليقول داوود بتهكم : بتهيالي ما فيش دليل على كلامى اللى قلته احسن من كده يا .. بابا
ثم التفت الى الجمع مره اخرى وقال : اكيد بتسالوا نفسكم طب ابويا عمل الكلام ده ازاي وازاي قدر يخلي رنيم تعمل اللي عملته ده .. بس انا هقول لكم مش هخليكم محتارين كثير ، ابويا بقى …
ليقص عليهم داوود ما اخبرته به رنيم ، ثم ينظر الى مصطفى درويش واكمل قائلا وطبعا كل الكلام ده حصل بالاتفاق ما بين ابويا وامي وللاسف سهام بنتك يا مصطفى بيه
ليلتفت مصطفى الى سهام ليجدها تنظر امامها بجمود وتتحاشى النظر اليه ، وعندما حاول الحديث قاطعه داود مره اخرى قائلا : ما تستعجلش يا مصطفى بيه .. الحكايه لسه ما خلصتش
مصطفى بانتباه : هيحصل ايه تانى اكتر من كده
ليقص عليه ماحدث من سهام فى المطعم عند رؤيته مع رنيم و الصغيره ، و عندما راى الغضب يكسو وجه مصطقى اكمل داوود حديثه قائلا : الحقيقة لحد هنا .. انا كان ممكن اسامح سهام ، لكن اللى حصل منها بعد كده .. لا يمكن اسامح فيه ابدا