
بس اما جدى مات .. سليم باشا فرح ان الانذار اللى جدى بعتهوله كده بقى مالوش اى قيمة ، ماهو اصل جدى هد.ده انه هيبلغ عنه ، و جه يجرى على مصر و هو فاهم انه هيغرف من التورتة و ياكل من غير حسيب و لا رقيب ، بس ماكانش يعرف ان جدى الله يرحمه مفهمنى على كل حاجة
و لما لقى ان سكته فى انه يحط رجله فى المصنع عشان يغسل فلوسه المشبوهة جواه مقفوله منى و من رنيم اللى جدى وصاها تسمع كلامى ، نقل العطا على ابويا عشان يبنوا المنتجع سوا ، و ابويا للامانة كان عارف ان فلوس سليم حر.ام من قبلها و رغم كده وافق انه يحط ايده فى ايد الحرا.م عادى
بس بقى اللى سليم باشا ما يعرفوش ان فلوس ابويا هى كمان حر.ام .. ماعدا الارض لانها ورثه من جدى الله يرحمه .. اللى كل مليم من ماله حلال فى حلال
عابد بغضب : انت اتجننت .. فلوس ايه دى اللى حر.ام
داوود باستنكار : لو ناسى افكرك .. الاختلاسات اللى كانت فى المخازن كلها و العجز اللى كنت دايما بتأيده فى الدفاتر على انه هالك .. كان مين اللى سارقه و مستولى عليه قبل ما اصمم انى اشغل السيستم الجديد اللى عملهولى حبيب و رأفت ، و اللى انت كنت رافضه باستماته عشان مانقفلش عليك حنفية الفلوس اللى كنت بتحطها فى جيبك من بيع الخردة
عابد بانكار : مش حقيقى
داوود بحدة : لأ حقيقى و احب اقول لك ان جدى الله يرحمه كان عارف ، وعشان كده طلعك من ورث المصنع اللى انت مقهور عليه اوى بالشكل ده ، لانك الاول كنت بتسرقه هو و هو كان عارف و مسامح ، لكن بعد مو*ته كنت هتسرقنا احنا و احنا مش كلنا عارفين و لا مسامحين
بس انا بعترف انى غلطت لما داريت عليك و مارضيتش اعريك قدام نفسك و بنتك و مراتى و اعرفهم انك حرامى ، كانت غلطة كبيرة اوى ، لانهم لو كانوا عرفوا حقيقتك المه/ينة دى من الاول يمكن ماكانتش رنيم اديتلك الامان بعدها ابدا
كان سليم يجلس متصنعا الهدوء و هو يستمع الى كل ما يحدث حوله ، و لكنه انتبه عندما قال داوود :
و اديك دخلت فلوس حرام ضيعت بيها الارض الحلال اللى كان جدى سايبهالك
عابد : و مين قال لك بقى انها ضاعت
داوود ضاحكا : لا هو انت ماتعرفش ان سالى هانم مضتك على اوراق بيع نصيبك فى المنتجع
عابد بغضب : ماحصلش
داوود بابتسامة باردة : تفتكر لما تستولى على نصيب ابوها هتتكسف تستولى على نصيبك اللى اتجوزتك اصلا بسببه
عابد بانكار : انت بتخرف
لينظر داوود الى رأفت ليناوله مغلفا به بعض الاوراق ، ليأخذها داوود و يناولها بدوره الى عابد و هو يقول : دى صور من العقود طالما مانتش مصدقنى
سالى بغل : و انت بقى فاضى كده لدرجة انك تراقبنا كلنا
داوود : الحقيقة انتى بالذات كنت محتار اتكلم عن عمايلك القذرة من امتى ، من وقت ما كنتى بتحاولى تغوينى و تفرضى نفسك عليا و انتى عارفة انى جوز اختك ، و اللا من وقت ما اتفقتى مع سهام على اختك رنيم ، و اللا من وقت ماسيبتى دماغك لسهام تخططلك و انتى تنفذى
و اللا من وقت ماقعدتى توسوسى فى ودان ابوكى ضد اختك سيلا عشان تقدرى تستولى على كل حاجة زى التعبان ، و اللا من وقت ما قررتى ترسمى على العجوز المراهق الحب و اللوعة عشان تكوشى على بقية المنتجع بعد ما استوليتى على النص بتاع ابوكى
سالى ببعض الازدراء : شكلك الغرور و الثقة خلوك تخرف .. انصحك تبقى تتغطى و انت نايم .. لان تخريفك كتر اوى و بزيادة
ليلتفت اليها عابد بجنون و هو يشير اليها بالاوراق قائلا : العقود دى اتعملت امتى .. انا مامضيتش على حاجة زى دى ابدا
سالى بغضب : و هو انت صغير و ماعندكش عقل ، ايه اللى يخلى واحدة فى عمرى تتجوز واحد شايب و عايب زيك من غير لا مهر و لا شبكة و لا مؤخر و لا حتى فرح .. ايه .. عاشقة جمالك ، ده انت ولادك اكبر منى
عابد و هو يحاول الانقضاض عليها : ده انا كنت اقت/لك و اشرب من د.مك
لتقف نانسى بسرعة بين عابد و سالى التى احتمت بامها و قالت : ماتقدرش تعمل لى حاجة و لا حد يقدر يعمل لى حاجة .. المنتجع ده بتاعى و ملكى لوحدى ، و يكون فى معلومك .. انا رفعت عليك قضية خلع ، انا خلاص مابقيتش عاوزاك و لا عاوزة اشوفك و لا اشوف حد من ناحيتك
داوود : و عشان السبب ده لما طلبت انك تيجى قلت لابوكى انه يجيبك معاه ، مش مع ابويا اللى ما كانش يعرف بعملتك دى اصلا و سايبك متنعمة باحضانه ، و هو مايعرفش انك بتحاولى تمصى د.مه لاخر لحظة
ثم سحب داوود ابيه الغاضب من ذراعه و هو يقول بتهكم : اقعد بس يا عابد بية و ماتستعجلش ، لسه فى كلام تانى مهم ما اتقالش
ثم عاد بنظره الى سليم قائلا : رنيم ماكانتش تعرف حاجة عن مصدر فلوس ابوها ، لحد ما سليم باشا قرر ينفى سيلا برة و يحدد اقامتها ، وقتها .. سيلا حكت لرنيم كل حاجة ، و قالت لها على مصدر الفلوس اللى سليم اشترى بيها الارض ، و كمان السبب انه اختار رنيم بالذات عشان الارض تبقى باسمها
رنيم وقتها قررت ترجع الارض بالكامل لابوها ، و قررت كمان تقطع كل صلتها بيه ، و من وقتها ابوها ماحاولش حتى يسال عنها .. اكنه نسيها
و لما سيلا اخيرا جت مصر ، و قدرت انها تهرب من المطار و راحت لسامر .. سامر جالى و طلب منى اوفى بوعدى لسيلا بإنى ابقى وكيلها فى كتب الكتاب ، اخدتها و خبيتها عشان ابوها مايعرفش يعتر فيها ، و خلصتلهم كل الاجراءات بتاعة جوازهم و جوزتهم ، و فضلت معاهم و وراهم لحد الفرح
على اد ما سليم باشا كان زعلان و متنرفز ان بنت تانية طلعت من طوعه بعد رنيم ، على اد ما كان غضبه الاكبر ان انا بالذات اللى كنت وكيل سيلا فى كتب كتابها
و رغم انه ما حاولش حتى يعاتبنى .. الا انه فضل شايلهالى و مانسيهاليش ، و لا نسى لرنيم انها اتحامت بيا منه و نسيته
الحقيقة سليم باشا برئ من اختفاء رنيم عنى طول المدة دى ، رغم انه عرف مكانها بعد كده هو و الهانم مراة ابوبا .. الا ان ماحدش فيهم فكر يعرفنى طريقها
قوم ايه بقى .. سليم باشا بعد ما عرف اللعبة الدنيئة اللى ابويا و امى عملوها على بنته .. قرر انه يتفرج و يسكت ادبا لبنته اللى ماعجبهاش ان فلوسه مشبوهة ، و ادبا ليا انى ما نولتوش المصنع و كمان انى جوزت سيلا لسامر
ليعتدل سليم و هو يصفق بتناغم قائلا : انت هايل .. لو عملت اللى انت حكيته ده فى فيلم و اللا مسلسل هيكسر الدنيا ، بس هتحتاج شوية حبكة و ساسبينس عشان يشد الناس شوية
داوود و كأنه يفكر بشئ ما : تقصد دليل مثلا على كلامى ده
سليم بسخرية و هو يتكئ بجلسته : مثلا
و هنا يقوم رأفت بتشغيل شاشة عرض ضخمة موضوعة امامهم ، ثم قام بتوصيل الشاشة بفلاشة و عند عرض ما بها تبين انها محادثات بين سليم و نانسى
و سليم و بعض رجال الما.فيا ، و سليم و سالى ، و ايضا كانت صدمة للجمبع عندما وجدوا ان هناك محادثات ما بين سليم و سهام وهما يخططان معا لاذلال عابد و الحصول على طريقه تبعده عن المنتجع ، وكانت المحادثة الاخيرة مابين رقم مجهول يرشد داوود عن معرفة عابد لمكان رنيم و ابنتها و انه هو من ساعدها من البداية على الهرب ، و كان تاريخ المحادثة بعد عودة رنيم بيوم واحد
ليشير داوود الى رقم الهاتف و هو يقول لابيه بتهكم لاذع : الرقم ده بتاع مدام سالى .. مراتك اللى بتستخدمه فى الشغل ، بيعاك بيعاك يعنى.. مافيش كلام
سليم بذهول : انتو جيبتوا الحاجات دى منين و ازاى .. ده ضد القانون
داوود ضاحكا : تانى .. اللذيذ .. ان كل اللى جاب سيرة القانون النهاردة .. عمر ما حد فيهم احترمه
سليم بغضب : انت جايبنا تعاقبنا يعنى و اللا عاوز ايه بالظبط
داوود : انا بس بكشف الستاير الشيك عن الز.بالة اللى مستخبية وراها
لتنظر ليلى الى سهام قائلة بذهول : انتى كنتى بتلعبى بينا كلنا
سهام بغل : و ما العبش بيكم ليه و انتم كلكم طمعانين فيا و فى ابويا ، و لحد كام يوم جوزك و مراته كانوا عايزين بابا يموللهم المنشآت الجديدة اللى كانوا عاوزين يعملوها
ليلى : تقومى توزى سالى انها تلعب على جوزى
سهام : و انتى مالعبتيش عليا انتى و جوزك و فهمتونى ان داوود بيحبنى و عاوزنى بس مش قادر يعمل حاجة بسبب وصية جده اللى مكتفاه برنيم
مش انتى اللى قولتيلى اننا نحاول نشككه فيها و فى معتز عشان يلاقى حجة انه يخلص منها ، و انتى اللى خليتينى روحت جيبت چو و دفعتله فلوس اد كده عشان اقنعه يتعامل مع المصنع بتاعكم عشان تبقى حجة انى اروحله كل شوية .. مش كل ده تخطيطك انتى و انتى مفهمانى ان كل ده عشانى و عشان داوود ، و فى الاخر اكتشفت ان كل ده عشان طمعك انتى و جوزك فيا و فى ابويا
كانت ليلى تنظر الى سهام بصدمة لتصرخ فجأة بقوة قائلة : انا عاوزة امشى من هنا .. عاوزة اخرج ، افتحلى الباب ده بقوللك
داوود بهدوء : هفتحلك الباب طبعا .. هفتحلكم كلكم ، بس يا ريت كل واحد فيكم يعرف هو خسر ايه بشيطانه اللى مقعده فوق كتافه و سايبه يسوقه لهلاكه
اهو انتى مثلا يا امى .. حاولتى تخربى بيتى .. قام ربنا دوقك من نفس الخراب اللى كنتى عاوزة تدوقيهولى انا و مراتى ، كسبتى شوية فلوس بالمساومة و اللف و الدوران و اللى متأكد انهم اكيد هيضيعوا زى اللى ضاعو ، بس اللى ضاع منك فعلا و عمرك ماهتلاقيه تانى .. هو انا و يقين ، لتنظر ليلى الى يقين لتجد انها تبكى بصمت و ترتسم على ملامحها المرارة الشديدة ، لتعود بعينيها الى داوود مرة اخرى قائلة بكبر زائف : انا من البداية ماكنتش عاوزة ولاد ، ابوكم اللى صمم عشان الورث بتاع جدكم و لولا ان عمتكم ماتت و ماجابتش غير رنيم .. يمكن كان طلب منى اجيب ولاد تانى
داوود باستنكار : يعنى عشان رافضانا من البداية .. تقومى تخسرينا كلنا بالشكل ده
ليلى بعدم مبالاة : خسرتكم و خسرتونى من زمان ، طول عمركم سايبينى و مرميين فى حضن جدكم
يقين بنشيج : لاننا شفنا معاه اللى عمرنا مالاقيناه معاكى ، لقينا حضنه و حنيته اللى عمرنا ما شفناهم و لا دوقناهم معاكى ، انا عمرى كله ما افتكر انك اخدتينى فى حضنك مرة واحدة حتى ، عمرى ما افتكر انك نصحتينى نصيحة تنفعنى بجد
ليلى : و لو كنت نصحت ماكنتوش بتسمعونى اصلا ، فلو الخسارة موجودة .. فهى من زمان اوى
داوود : عندك حق ، بس انتى ماهسرتيناش لوحدنا .. انتى خسرتى كمان احفادك كلهم بما فيهم بنتى اللى ماتعرفكيش لحد النهاردة