
#وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل الحادى و الثلاثون و الاخير
رغدة : انسى بقى يا سيلا ، كل واحد بياخد عقابه فى التوقيت اللى ربنا بيختاره ، انتى بس حاولى تكلميها و تبلغيها ، على الاقل سالى لما تفوق تلاقى حد جنبها
رنيم : تفتكروا سالى لما تفوق .. ممكن تقدم بلاغ فى خالو
داوود ببعض الاسى : اعتقد انها على الاقل هتساومه على انه يطلقها وما يحاولش ينازعها في نصيبه اللى استولت عليه
كانت سيلا في هذا الوقت تمسك بهاتفها وهي تحاول الاتصال على رقم امها ولكن في كل مره كان يفشل الاتصال فقالت باحباط : تليفون ماما مابيجمعش خالص
يقين : خلاص .. جربى تليفون باباكى
سيلا برفض : لا .. مش هكلم بابا انا
داوود : خلاص .. خلينى انا اكلمه
رنيم : على فكرة ممكن يتعمد مايردش عليك
داوود و هو يقوم بالاتصال : لو ما ردش .. هبعتله رسالة و نبقى عملنا اللى علينا
لينفتح خط الهاتف الخاص بسليم ، و لكن كان الرد من صوت نسائى مجهول ، فقال داوود بتعجب : مش ده تليفون سليم بية
الصوت المجهول : انا موظفة فى المستشفى العام و صاحب التليفون ده حاليا فى اوضة العمليات
لينهض داوود ببعض الدهشة قائلا : مستشفى ايه من فضلك و عمليات ليه
الصوت المجهول : هو جه فى حادثة مع واحدة ست و الاتنين حاليا فى العمليات ، و الإسعاف سلمتنا تليفونه بس ماحدش عرف يفتحه ، و عشان كده ماعرفناش نبلغ حد من اهله
داوود : مستشفى ايه من فضلك
الصوت المجهول : مستشفى راس البر المركزى
بعد ان انهى داوود المكالمة : نظر الى سيلا و رنيم بتعاطف و قال : باباكم عمل حادثة هو و مامتك يا سيلا ، و الاتنين فى المستشفى فى العمليات
لتتوكئ رنيم على عصاتها و تقترب من سيلا قائلة ببعض الفضول : هتروحيلهم
سيلا بألم : مش هينفع نسيبهم فى ظرف زى ده ، و اللا انتى ايه رايك
يقين باسى : ده ايه اليوم ده بس يا ربى
حبيب باقتراح : طب ما احنا تروح نشوف الدنيا فيها ايه و نسيب الستات هنا على ما نفهم بس اللى حصل و بعدين نقوللكم .. و اللا شايفين ايه
سيلا : ازاى بس يا حبيب ، لازم ابقى موجودة
رغدة : حبيبتى انتى و يقين لسه راجعين من عند سالى و اكيد تعبانين ، و بعدين بيقولوا انهم فى العمليات .. يعنى كده كده مش هيحسوا بيكم اصلا
سيلا برفض : لأ يا رغدة ، انا من الصبح و انا حاسة ان فى حاجة كبيرة هتحصل النهاردة .. لازم اروحلهم عشان ما ارجعش اانب فى روحى بعد كده
لينهض سامر قائلا : خلاص يا جماعة سيبوها براحتها ، ياللا بينا
لينظر داوود الى رنيم قائلا بفضول : هتفضلى و اللا هتيجى معانا
رنيم باستسلام : مش هقدر اسيب سيلا لوحدها
يقين و هى تتجه الى غرفة الطعام : طب استنوا .. هعملكم كام سندوتش كده تاكلوهم فى السكة ، انتم ما اكلتوش حاجة من الصبح
رنيم لرغدة باعتذار : انا عارفة ان الوقت مش مناسب خالص ليكى انك تفضلى هنا طول الوقت ده .. سامحينى
رغدة و هى تربت على يد رنيم : مش وقت الكلام ده اصلا .. روحوا انتو ياللا وماتقلقوش على الولاد ، انا و يقين معاهم ، و ان شاء الله تطمنونا
ليذهب كل من حبيب و رأفت تلك المرة بصحبة داوود و رنيم ، و سامر و سيلا
و ما ان وصل الجمبع الى المشفى المقصودة .. كانت الاخبار بانتظارهم ، فقد ماتت نانسى متأثرة بجراحها ، اما سليم فأخبرهم الاطباء بأن حالته خطيرة للغاية بعد تعرضه الى تهتك بالعمود الفقرى و الذى سيؤثر على حركته بالمستقبل ان كتب الله له النجاة من الاساس
داوود بتأثر : واضح ان الحادثة كانت كبيرة
رأفت : عرفت فى الاستعلامات انهم دخلوا فى الجزيرة اللى فى النص جامد و العربية اتقلبت كذا مرة
كانت سيلا تبكى بشدة و هى بأحضان زوجها الذى كان يحاول تهدئة روعها بكل ما اوتى من قوة تحمل و هى تقول : خدوا ايه من الفلوس ، خسروها و خسرونا و خسروا كل حاجة معاها
اما رنيم .. فقد تلقت خبر اصابة سليم بجمود تام ، و رغم تعاطفها مع انهيار سيلا ، الا انها لم تشعر بالاسى على اى من أبيها او زوجته
و لكنها سالت الطبيب قائلة : هو ممكن يفوق من البنج امتى
الطبيب : يعنى .. ممكن على الفجر ، بس حالته هتلزمنا نديله منوم تانى لان الالم هيبقى شديد عليه و مش هيقدر يتحمله
رنيم : يعنى لو ربنا نجاه .. ممكن يقدر يتكلم على امتى
الطبيب : يعنى .. ممكن بعد يومين تلاتة كده عشان يقدر يتحمل الالم ان شاء الله
داوود : هو احنا ممكن ننقله مستشفى تانية
الطبيب : ما اعتقدش انه لو راح مستشفى تانية هيقدروا يقدموله اكتر من اللى اتقدم له هنا
داوود بتوضيح : الحقيقة .. مش ده الهدف من نقله ، بس احنا اصلا من دمياط ، و مش سهل علينا اننا كل يوم نيجى عشان نتطمن ، و كمان بنته حاليا فى مستشفى فى دمياط ، فمن الاحسن ان هم الاتنين يبقوا فى نفس المكان ، على الاقل .. عشانهم و عشاننا
الطبيب بتفهم : فى الحالة دى هتحتاجوا عربية اسعاف مجهزة لحالته دى ، ممكن اساعدكم تطلبوها
داوود : متشكر
حبيب : خليك انت يا داوود مع رنيم ، و انا هتابع حكاية الإسعاف دى مع الدكتور
لتنظر رنيم الى داوود قائلة : المفروض نعمل ايه دلوقتى فى مامة سيلا
داوود : اكيد هنخلص كل حاجة .. ماتقلقيش ، خلينا بس الاول نشوف حكاية نقل باباكى دى من هنا الاول
رأفت باقتراح : انا بقول حد فينا ياخد رنيم و سيلا يرجعهم البيت
رنيم : انا موافقة .. بس سيلا
داوود : دورك بقى انك تقنعيها
لتتقدم رنيم من سيلا التى كانت مازالت تبكى باحضان زوجها ، و ربتت على كتفها و قالت بتعاطف و أسى : سيلا حبيبتى
لتلتفت اليها سيلا و قالت ببكاء : خلاص يا رنيم .. حتى اللى كنت فارقة معاها شوية .. راحت هى كمان
لتلتقطها رنيم باحضانها قائلة بمواساة : حبيبتى ادعيلها بالرحمة
سيلا : تفتكرى ممكن ربنا يسامحها .. ماما عملت حاجات …
لتضع رنيم كف يدها على فم سيلا و هى تمنعها من استكمال حديثها و قالت : شششش .. اذكروا محاسن مو*تاكم ، هى بين ايدين ربنا ، و طالما ربنا سترها فى حياتها .. بلاش نفضحها احنا بعد مو*تها ، ادعيلها انتى بس و ان شاء الله ربنا يتقبل دعاكى
لتومئ سيلا رأسها بالموافقة دون ان يتوقف بكائها
فقالت رنيم : احنا كده مالناش لازمة هنا دلوقتى ، لازم نمشى
سيلا : طب و ماما ، و بابا
داوود : باباكى بنشوفله دلوقتى عربية عشان ننقله فى المستشفى اللى فيها سالى ، و احنا هنخلص الاجراءات بتاعة مامتك عشان نعمل الدفنة و الجنازة بكرة ان شاء الله
فانتى و رنيم كده مالكمش لازمة هنا ، انتو محتاجين ترجعوا تشوفوا الولاد و تستريحوا شوية
قبل اليوم بتاع بكرة
ليومئ سامر الى سيلا قائلا : داوود بيتكلم صح يا حبيبتى ، ارجعى انتى و اختك و احنا هنتصرف و هنظبط كل حاجة