منوعات

وتكابلت الذئاب عليها الرابع والاخير

سيلا : هنرجع مع مين طيب
رأفت : مع داوود
و قبل ان يعترض داوود .. اكمل رأفت حديثه قائلا : انت بالذات محتاج تستريح شوية ، فخد مراتك و اختها و روحوا و انا و حبيب و سامر هنخلص كل حاجة
و انا هكلم رغدة و اقولها تفضل عندكم الليلة دى هى و يقين و الولاد على ما نشوف هنعمل ايه
لتمر ثلاثة ايام شاقة على الجميع ، فبعد ان قاموا بترتيبات الجنازة الخاصة بنانسى .. كانت رنيم و سيلا يتوجهان بالصباح للمشفى لمتابعة حالة سالى و سليم ، و بالمساء يتلقيان العزاء
اما الرجال .. فكانوا يتبادلون فيما بينهم الادوار بمرافقة رنيم و سيلا تارة ، و العزاء تارة و مباشرة أعمالهم تارة ثالثة
و كانت يقين و رغدة تتوليان رعاية الصغار و متابعتهم ، بينما كانت علية تولى اهتمامها بسيلا و تساعدها على القيام بما ينبغى عليها القيام به بحنان بالغ و هى تحاول مواساتها و تعويضها عن ما فقدته
و باليوم الرابع .. عند ذهاب رنيم و سيلا الى المشفى بصحبة داوود و سامر .. فور وصولهم علموا باستفاقة سليم و بانه غاضب بشدة و لم يتوقف عن طلب رؤية زوجته
لتقول سيلا بهدوء : انا هدخل له
سامر بفضول قلق : هتدخليله لوحدك
سيلا بجمود : ما اعتقدش انه بحالته دى يقدر يأذينى
سامر بتردد : ايوة يا حبيبتى ، بس …
رنيم : سيبها يا سامر ماتقلقش .. انا هدخل معاها
داوود : طب تحبوا ندخل معاكم
سيلا برفض : مالوش لزوم .. ماتقلقوش
لتطرق سيلا الباب و تفتحه بهدوء و تدخل و من خلفها رنيم ، لينتبه سليم على صوت عصى رنيم ، لينظر اليهما قائلا بحدة : انتو ايه اللى جابكم هنا .. امشو اطلعوا برة ، مش عاوز اشوف حد فيكم
سيلا بهدوء : ليه
سليم : انتى هتحاسبينى .. انا حر ، ياللا امشوا من هنا .. مش عاوز اشوف حد
رنيم : و لما انت مش عاوز تشوف حد ، ليه قالولنا انك عمال تصرخ و تزعق من الصبح
سليم بغضب : و انتو مالكم .. انا مش عاوز حد منكم هنا قلت
سيلا : طب عاوز مين
سليم بتعنت : مالكيش دعوة
سيلا : عرفت انك بتسال عن ماما
سليم : بسال عن مراتى مش عن حد فيكم ، انتو ايه اللى جابكم ، و ازاى نانسى سمحتلكم انكم تيجوا لحد هنا اصلا
سيلا و هى تحاول كبت مشاعرها : ماما ما بقيتش تقدر تمنع حد عن حاجة
و قبل ان يحتد عليها سليم كالعادة .. توقف فجأة عن الحديث و هو يتسائل بفضول قلق : هى نانسى فين
سيلا بجمود : ماما ماتت
سليم بصدمة : ماتت .. ماتت ازاى ، انتى كدابة
لتخرج سيلا من حقيبتها صورة من شهادة مستشفى راس البر التى ماتت بها نانسى و قربتها من عينا سليم و قالت : كنت عارفة انك هتكدبنى .. و عشان كده جبتلك دى معايا ، بص بنفسك .. ماما ماتت فى نفس يوم الحادثة ، ماقدروش يسعفوها
سليم بذهول : نانسى ماتت
سيلا : و سالى فى غيبوبة
سليم برفض : انتى بتقولى ايه .. و هى سالى دخلها ايه بالحادثة
سيلا : وقعت على سلم الفيلا بعد ما انت و ماما ما مشيتوا و من وقتها و هى فى غيبوبة
سليم باصرار : انتى كدابة ، امشى اطلعى برة بقوللك ، انتى و هى اطلعوا برة
سيلا برفض : لو كان بايدى .. كنت مشيت و سيبتك ، لكن للاسف مش هينفع
سليم : انا بقولك امشى .. مش عاوزك و لا عاوز اشوفك قدامى ، روحى للى بيعتينا كلنا عشانه
سيلا بغضب : و انت ما بعتينيش ، ده انت بعتنا كلنا ، بعت رنيم يوم ماسيبتها لجدها و ما صدقت و اتجوزت و خلفت و شيلتها من دماغك و نسيتها اصلا ، و ما افتكرتهاش الا لما لقيت انها انسب طريقة تخبى فلوسك المشبوهة باسمها ، و رجعت بعتها من تانى بعد ما عرفت الحفرة اللى حماها حفرهالها و رماها فيها و فضلت ساكت و بتتفرج من غير ماتفكر حتى انك تنبهها
و بعت سالى لما فضلت تنفخ فيها و تخليها تفكر انها اهم مننا كلنا لحد ما صدقت انها بقت اهم منك انت ذات نفسك ، و اديها لغيتك و زاحتك من سكتها و استولت على المنتجع لوحدها
و بعتنى .. بعتنى يوم ماحرمتنى من انى اعيش وسطكم و نفتنى فى اليونان لوحدى ، لما خليتنى عايشة متراقبة و خايفة طول الوقت لمجرد انى حبيت بنى ادم نضيف مالوش فى اللوع و لا الحرام زيك
ماحدش فينا باعك .. انت اللى بعتنا كلنا ، و ادى النتيجة .. شيلتنا عارك العمر كله ، و اديك اهو حصل لك اللى حصل و الله اعلم ربنا هيعاقبك بايه تانى
كانت رنيم تجلس تاركة سيلا تخرج كل ما بجعبتها من الم و عتاب و هى تراقب ملامح سليم الغاضبة بجمود تام ، دون ان تتدخل بكلمة واحدة ، حتى وجدت سليم ينظر اليها باستنكار قائلا : و انتى يا سندريلا .. مش عاوزة تقوليلك كلمتين انتى كمان
رنيم بتنهيدة هادئة : الحقيقة سيلا قالت معظم اللى كنت عاوزة اقوله ، ما فاضلش عندى غير سؤالين كان نفسى اعرف اجابتهم منك ، لكن رجعت بعد كده لقيت انى لو سالتهوملك عمرك ما هتجاوبنى عليهم بصدق ، بس برضة هسالهم لك عشان تسالهم لروحك .. يمكن تقدر تفهم انت وصلت لانهى منحدر وصلك للى انت فيه ده دلوقتى
اول سؤال .. ازاى تبقى عارف ان خالو اتآمر عليا .. على بنتك .. و بعدنى انا و بنتى عن جوزى و تسكت ، للدرجة دى الفلوس بس هى اللى فارقة معاك و مش فارق معاك اى حاجة تانية ، ليه طول عمرك لاغينى من حياتك و مخلينى على الهامش لدرجة انى ساعات كنت بقول انك اكيد مابتحبنيش ، او مابتعتبرنيش بنتك زى اخواتى
اما بقى السؤال التانى .. فياترى بقى الفلوس الحرام عملتلك ايه غير انها جابتلك الخراب ، ماهو اصل الحرام كده ، نا.ره بتقيد و بتقش فى سكتها كل حاجة ، و اديك اهو هتفضل كل الباقى من عمرك فى مكانك كده ما بيتحركش منك غير عينيك و شفايفك و بس ، ابقى ركب الفلوس بقى مكان عمودك الفقري يمكن تقدر تشيلك و ترجع تقدر تتحرك من تانى
ثم نهضت و قالت و هى تسحب معها سيلا : احنا هنسيبك و نروح نبص على سالى .. يمكن تكون فاقت ، و بما انك مش عاوز تشوفنا فبراحتك .. احنا كمان مش عاوزين نشوفك ، لكن عشان بس صلة الرحم .. لو احتاجتنا ..خلى حد من هنا يتصل بينا و احنا مش هنتأخر عنك لاننا ما بنتأخرش عن حد ، يعنى مش عشانك .. لأنك ماتستاهلش .. انما ده بس هيبقى عشان ربنا
ااه و على فكرة .. الدكتور اقترح علينا اسم مصحة للناس اللى زى حالتك .. هتخرج عليها و هتقيم فيها ، و انا هتولى مصاريفها من فلوس جدو .. الحلال .. يمكن المال الحلال يجيب معاك نتيجة ، ياللا يا سيلا
سليم بغضب : انا مش عاوز منكم حاجة .. عاوزكم تبعدوا عنى و بس .. مش عاوز اشوف وشكم تانى
لتخرج رنيم و هى تسحب معها سيلا دون الرد على كلماته و صوته الحاد الذى يشبه الجنون
و كان داوود و سامر يقفان خارج الغرفة بانتظارهما ، و ما ان خرجتا امامهما حتى قال سامر و هو يراقب عينا سيلا شديدة الاحمرار : و بعدين يا حبيبتى .. مش كفايانا عياط لحد كده و اللا ايه
سيلا بحزن : مافيس فايدة ، بعد كل اللى حصل و برضة مافيس فايدة
اما داوود فقد اقترب من رنيم و قال هامسا : انتى كويسة
رنيم و هى تتنفس بعمق : انا كويسة .. ماتقلقش ، سالتوا على سالى و اللا لسه
داوود : الحقيقة قلقت ابعد عن اوضة باباكى و انتى جوة ، فقلنا نستناكم و نروح سوا نتطمن عليها
ليذهبوا جميعا باتجاه غرفة سالى ، و قبل ان يقوم احدهم بالطرق على الباب ، يجدوا الطبيب يفتح الباب من الداخل و هو يخرج من الغرفة بصحبة احدى الممرضات .. فقال داوود : صباح الخير يا دكتور .. ياترى فى جديد

الطبيب بعملية شديدة : الحقيقة لأ .. احنا بنحاول نسيطر على النزيف الداخلى و النزيف اللى كان ورا القرنية ، لكن برضة هى مازالت فى الغيبوبة
سامر : طب و هى هتفضل فى الغيبوبة كده كتير
الطبيب : الحقيقة المريض لما بيدخل فى غيبوبة .. الطب بيقف عاجز قدامه لاننا حتى مابنقدرش نحدد فترة الغيبوبة دى ممكن تبقى اد ايه

انت في الصفحة 24 من 26 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل