
ي حياتي بأي حاجة من اللي عشتها معاك، فضلت طول عمري أدور على الأمان في حضن أختي لحد ما وقعت في طريقك وقتها قدرت أنام في بيتك و أنا مرتاحة من غير خوف من بكرا، الشعور ده مستحيل أستغني عنه أو عنك يا شعيب، لما شوفتك مع غادة قلبي وجعني أنت حقي من زمان، تقدر تقول عليا استغلالية أو أنانية بس مش هسيبك، لو ده حب أبقى بحبك و لو لأ اختار له أي إسم بس هفضل جانبك..
صغيرة بالسن و التجارب أخذها هو فجأة لعالم أكبر منها بكثير، من البداية و هو يخشى فارق السن بينهما و ها هو عاد لنقطة البداية بعدها سقط معها للهاوية، المصيبة الأكبر أنه نسي أو أوهم نفسه نسيان أمر غادة…
نظر إليها ثم أردف بذهول :
_ غادة !! أنا إزاي نسيت غادة…
غصة مريرة أصابت حلقها و أجبرت نفسها على بلعها ثم أردفت بتردد :
_ أنت ندمت؟!..
جذبها بين أحضانه بلهفة محركا رأسه بنفي لعدة مرات مردفا :
_ لأ طبعاً يا حبيبتي لأ.. أنا مش صغير عشان أندم أنا فعلاً بحبك..
رفعت رأسها إليه مرددة بحيرة و خوف :
_أمال مالك..
أخذ نفس عميق لعدة مرات متتالية من رائحة عطرها المهلكة بالنسبة إليه قبل أن يقوم من مكانه يدور حول نفسه بالغرفة قائلا :
_ أنا و أنتِ هنفضل طول عمرنا متجوزين في السر يا صافية، أنا مقدرش أقول للناس تعالوا اتفرجوا عليا اتجوزت عيلة صغيرة عشان أساعدها احلوت في عيني و كملت جوازنا، هتبقى فضيحة كبيرة ليا خصوصاً قدام جمهوري اللي أنا بالنسبة ليهم قدوة، مهما كانت درجة حبي ليكي مقدرش أبقى زبالة بالشكل ده، الناس كلها هتقول عليا مجنون…
بالفعل هي فتاة صغيرة حمقاء ألقت بنفسها بداخل نيران لن تأكل غيرها دون أن تفكر، رمشت بعينيها عدة مرات قائلة :
_ طيب و غادة…
ابتلع لعابه قائلا :
_ أنا مش ظالم و غادة معملتش ليا أي حاجة وحشة عشان تكون نهايتها أتخلى عنها…
أومأت برأسها عدة مرات بجنون ما بين الصدمة و السخرية من غبائها، قبل أن ترد عليه دق هاتفه ليبتعد عنها مجيبا على المتصل تاركا إياها تعلن خسارتها بالمعركة الوحيدة التي صممت على خوضها،، عاد بعد لحظات مردفا بقلق :
_ صافية أنتِ كويسة؟!..
جداً هي حالتها الآن فوق الرائع بكثير، أردفت ببرود أخاف قلبه :
_ مين كان بيكلمك في وقت زي ده؟!..
أردف بهدوء و هو يرتدي ملابسه :
_ ألبسي هنروح مشوار مهم جداً دلوقتي و لما نرجع هنكمل كلامنا و لازم تعرفي إني بحبك..
انتهى الفلاش باااااااااك..
علمت بعد ذلك أنها أتت للمشفى حتى ترى شقيقتها، فاقت من هذه الدوامة على صوت الطبيب الذي يقول لصالح :
_ حمد لله على سلامة المدام يا دكتور، تقدر تدخل تشوفها…
ركضت لهما صافية سريعاً مردفة لصالح برجاء :
_ ممكن أدخل أشوفها أنا الأول أرجوك…
أومأ إليها صالح بهدوء أو ربما هروب لتذهب هي خلف الطبيب سريعاً لغرفة سمارة…
_____ شيماء سعيد ______
بغرفة سمارة…
فتحت ذراعيها لصافية التي ألقت نفسها بين أحضانها باكية، أخذت تربت بكفها على ظهر الأخرى التي تزيد شهقاتها شيئا فشيئا ، أخرجت سمارة تنهيدة حارة فهي إلى الآن لا تصدق أن كان بينها و بين المو,ت خطوة واحدة…
علمت أخيرا أن حياته بعيدة كل البعد عنها و أن تلك العلاقة عبارة عن جحيم لن تقدر على العيش بداخله على الإطلاق…
ابتعدت عن صافية مردفة بابتسامة مرهقة :
_ خلاص بقى يا بت بطلي عياط أنا زي القردة قصادك أهو…
حركت صافية رأسها بنفي عدة مرات قبل أن تقول ببرائتها المعتادة :
_ أنا مش بعيط عليكي يا حلوفة أنا بعيط على بختي المايل…
رغم تعبها إلا أن صافية قدرت على إخراج ضحكة قصيرة منها قبل أن تضر,بها على ظهرها مردفة بسخرية :
_ طول عمري عارفة أصلك و تربيتك الزبالة..
نظرت لها صافية بنفس السخرية مردفة :
_ ما أنا تربية ايدك يا حبيبتي..
أومأت لها سمارة بمعنى لديكي كل الحق..قطع تلك الوصلة التي تفوح منها المحبة الحقيقية دخول صالح بلا سابق إذن، رفعت سمارة رأسها إليه ثم طلبت من شقيقتها بابتسامة بسيطة :
_ سبيني شوية مع الدكتور يا صافية و بعدين هيبقى لينا كلام كتير مع بعض…
خرجت صافية من الغرفة لتبقى معه بمفردها، جلس على المقعد المجاور للفراش و عينيه تقول الكثير إلا أنه لم يسمح للسانه إلا بقول جملة بسيطة :
_ عرفتي شكل حياتي؟!..
أهي كلمة حمد لله على السلامة أو كلمة كيف حالك هل أنتِ بخير؟!.. لم تختار شيء بحياتها سوي هو و الآن تأكدت أنها صاحبة الاختيارات الخاطئة دائماً، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة به ثم أردفت بتعب نفسي :
_ شوفت…
لا يعرف ماذا يقول بموقفه هذا؟!… يود لو يقدر على ضمها بين أحضانه يبكي مثل الطفل الخائف على فراق والدته، شخصيته و حياته تمنعه من عيش هذا النعيم الذي تريده هي، ظل على كبريائه قائلا :
_ حالتك مش صعبة هتمشي النهاردة، على بيتك يا سمارة هناك هيكون أحسن ليكي…
ممنوع البكاء أمام رجل بهذا القلب المتحجر الأسود، هذا القلب الذي وقع بحب هذا اللعين من سنوات قادر على نسيانه، بللت شفتيها بطرف لسانها الجاف ثم قالت بهدوء :
_ تعرف أنا كنت مستعدة أحارب و أتحمل كل حاجة عشانك، بس عمري ما تخيلت في يوم إني ممكن أحاربك أنت…
صك على أسنانه بغضب من نفسه لأنه من أدخلها بحياته المهدومة من البداية، أتى سؤال مفاجئ بعقله ليقول :
_ أنتِ حكايتك إيه بالظبط؟!.. وقعتي في حبي إزاي و وافقتي شعيب في اللعبة اللي خسرتي فيها أنتِ و أختك ليه؟!…
ابتلعت غصة مريرة بحلقها ثم قالت :
_ هتفرق معاك في الإجابة؟!…
_ لأ بس حابب أعرف…
ابتسمت بسخرية قبل أن تقول بهدوء :
_ أول مرة شوفتك يوم ما جيت عند شعيب المكتب تتخانق معاه، من يومها قلبي دق ليك و لأني كنت صديقة مقربة من شعيب قولتله حقيقة مشاعري قالي كل حياتك و طلب مني اطلعك من كل حاجة وحشة، وقتها فكرت آخد حقي من عمي و في نفس الوقت أقرب منك.. كان نفسي أنجح بس للأسف فشلت و خسرت…
اكتفي بهذا القدر من الوجع ليزيل تلك الدمعة التي خانته لأول مرة و سقطت من عينه، أخذ نفس عميق قبل أن يقوم من على المقعد ليجلس بجوارها على الفراش، سحبها من خصرها ليضم شفتيها بين شفتيه ينعم بالقليل من الحب…
ابتعد عنها بعد مدة ليأخذ كلا منهما أنفاسه الهاربة منهما، ألصق رأسه برأسها ثم همس :
_ أحب أقولك إنك نجحتي يا سمارة و كمان بامتياز…
قام من مكانه معطيا لها ظهره و هو يسمع بحة صوتها الحزينة تقول :
_ يعني إيه؟!..
تنحنح بقوة ليعود من جديد صالح الحداد، تلك المشاعر لابد أن تمو,ت بداخلها قبل أن تم,وت بداخله، تحدث بقوة يخفي أي أمل تشعر به للتكملة معه :
_ الحارس بتاعي هيوصلك لحد باب بيتك، شهر بالكتير و هتكون ورقة طلاقك عندك و معها تعويض كافي عن كل حاجة حصلت طول المدة اللي فاتت… مش عايز أشوف وشك مرة تانية حتى لو صدفة…
_____ شيماء سعيد ______
أستغفروا الله لعلها تكون هذه ساعة استجابة ♥️
التفاعل وحش و بالطريقة دي هنكمل ببطء عايزة تشجيع جامد.
تقدروا تطلبوا رواية شر الحليم الجزئين من الرقم ده 👇
+201097485463
الفصل الثالث عشر.
#أنا_جوزك.
#الفراشة_شيماء_سعيد.
مر شهر كامل عادت به الحياة إلى طبيعتها، سمارة و صافية الآن بمنزلهما القديم.. سمارة تدير محل الحلويات و صافية تعمل معها، ربما عادوا لأرض الأمان من جديد إلا أن الروح القديمة إنتهت و انتهكت من الأوجاع…
بالمحل…
أغلقت سمارة علبة الكيك ثم أعطتها للشباب قائلة بابتسامة هادئة :
_ اتفضل يا فندم كل سنة و ابن حضرتك طيب..
أخذ منها الرجل العلبة ثم رد عليها بنفس الإبتسامة :
_ و حضرتك طيبة، أنا المدام عندي صممت حاجات الحفلة تبقى كلها من عندكم.
_ شكراً لثقتها الغالية فينا…
ذهب الرجل لتجلس سمارة على المقعد بتنهيدة حارة، كم مؤلم العودة لنفس النقطة بلا أي مكسب بل أصبحت الخسائر أضعاف، لفت انتباهها صافية التي تبكي بصمت، قامت من مكانها سريعا مقتربة منها بلهفة قائلة :
_ بتعيطي ليه مالك؟!…
رفعت صافية عينيها الغارقة بالدموع لشقيقتها، ملامحها تعبر عن الكثير عما بداخلها و لسانها يعجز عن وصفه، اشتاقت لهذا الشعور الذي كانت تعيشه معه، زاد نحيبها ثم أردفت بنبرة متقطعة :
_ أنا طلعت بحبه يا سمارة…
حدقت بها الأخرى مردفة بتردد :
_ أومال كنتي بتعملي كل ده عشان يحبك ليه لما أنتِ مكنتيش بتحبيه وقتها؟!..
رفعت كفها المرتجف لتزيل بقايا دموعها ثم قالت بتعب :
_ كنت عايزة بيت و عيلة و أمان، مكنتش عايزة أبقى عمري 18 سنة و اسمي مطلقة خوفت من نظرة المجتمع و إحنا بنتين في الدنيا لوحدنا يا سمارة، بس برضو خسرت و ضعت.. المشكلة الأكبر إني حبيته حتى قلبي خسرته في الرحلة القصيرة دي…
فتحت سمارة ذراعيها لتلقي الأخرى نفسها بين أحضان شقيقتها، بكت لتخرج من قلبها هذا الوجع أما سمارة فظلت كما هي اعتادت على أن تكون الضلع الأقوى دائماً، قبلت رأس صافية عدة مرات بحنان ثم همست :
_ أنا آسفة حقك عليا…
سألتها صافية بتعجب قائلة :
_ بتعتذري ليه أنا اللي عملت في نفسي كدة..
نفت سمارة مردفة :
_ لأ أنا اللي وصلتك على بابه من غير ما أفكر ممكن يحصل ايه، حقك عليا يا صافية…
قبل أن ترد عليها صافية رأت طيفه يأتي من أمام باب المحل، فركت عينيها بعدم تصديق أهي وصلت لتلك المرحلة من الهلوسة؟!.. رنين صوته جعلها تتأكد إنه حقيقة ملموسة أمامها، دلف شعيب و معه ثلاثة من الرجال اقترب من سمارة مردفا بابتسامة جادة :
_إزيك يا سمارة أخبارك إيه مش ناوية ترجعي شغلك؟!…
حدقت به سمارة بشراسة قائلة :
_ أنت جاي تعمل إيه هنا يا شعيب…
جلس على المقعد الذي تجلس عليه صافية الشاردة يسحبها بين أحضانه و يده الأخرى تتجول على وجهها تزيل دموعها العالقة ثم قال بهدوء :
_ جاي آخد مراتي يا سمارة ما هو أكيد مش هسيبها أكتر من كدة…
ردت عليه سمارة ساخرة :
_ لسة فاكر إن ليك ست هنا… بقولك ايه أخرج على بيتك يا باشا بدل ما أنسى إننا كنا أصحاب و أمسح بوشك بلاط المحل كله…
رفع شعيب حاجبه قائلا :
_ كل ده و لسة عاملة حساب إننا أصحاب على شيل الكلفة بنا…
فاقت من دوامة أفكارها و أبعدت ذراعيه عنها بقوة قبل أن ترد عليه بقوة :
_ عايز إيه يا شعيب بيه..
اشتاق لملامحها، نبرة صوتها، نظرة عينيها، إبتسامة شفتيها، كل جزء بها اشتاق إليه و أصبح لا يتحمل أو يتقبل البعد أكثر من ذلك، أغلق عينيه مقربا وجهه من خصلاتها ليأخذ أكبر قدر من عبيرها الرائع هامسا بنبرة صوته المهلكة :
_ وحشتيني…
انسحبت سمارة من المكان بهدوء تاركة لهما بعض الخصوصية..
أما بالداخل كتمت أنفاسها مع هذه الكلمة، أرادت الهروب معه لأبعد مكان ممكن إلا أن صورة غادة عادت الي عقلها لتردف :
_ أنا مينفعش أكون رقم اتنين، الاتفاق اللي بنا خلص قولت لو عايزة اخرج من حياتك أخرج مدام و أظن كدة بح، اتفضل بقى عايزة ورقة طلاقي و أنت عيش مع الست اللي بتحبها…
تنهد بتعب من حديثها مردفا :
_ مهو أنتِ حبيبتي…
فتحت شفتيها باعتراض ليحملها على ظهره يحكم قبضته عليها، و باليد الأخرى أشار الي رجاله بفتح الباب، رأته سمارة لتبتسم لهما بسعادة مشيرة الي شقيقتها من الخلف بمعنى إلى اللقاء..
وضعها شعيب بالسيارة لتصرخ بقوة قائلة :
_ أنا مش جاية معاك نزلني…
أشار لأحد رجاله أن يقف على بابها يمنعها من الخروج ثم صعد من الجهة الأخرى بجوارها مردفا قبل أن يضع القليل من المخدر على أنفها :
_ معلش يا حبيبتي لازم تنامي الطريق طويل و أنا مش عايز فضايح.. أحلام سعيدة يا قلب شعيب…
_______ شيماء سعيد ______