منوعات

بقلم سارة حسن الاول

_يا كبير انا ليا حق و

قاطعه صقر بأنفعال و صوتآ جهوري و هو يدفع بالشاب بقوة ضاغطآ علي ذراعه : انت جاي تتخانق قدام السرايا وو تضرب راجل قد ابوك و تقول حق، اللي ليه حق ياخده بالأدب و لو ماعرفش انا اجيبهولو و بزياده

قال احد الرجال : حقك علي راسنا يا كبير، بس احنا قاصدينك تحكم بالعدل ما بينا، بدل ما كل شويه نمسك في بعض و عيالنا دمهم يسخن و نقعوا في مشاكل اكتر

تركه صقر و فرك الشاب يده متاألمآ اجابه صقر بعينين حادتين:يبقي الكلام مش هنا
و هتف عاليآ مناديآ : يا عوض
هرول اليه عوض فأمرة صقر: افتح المندرة للرجاله و استنوني فيها
تحركوا تنفيذا لامرة، و خطي صقر لداخل لداخل الدار بقدمآ تضرب الارض من تحتها ، وجد جده و حفيدته في المقدمه و قف قبالته قائلا: هاتحضر معانا يا جدي
ابتسم الجد و قال : انت تكفي و توفي يابني، و لو احتجتني انا موجود
اومأ له صفر و تحركت عينيه علي كارما المثبته عينيها المتسعه عليه، غير مدركه لكل ما يحدث و لكنها لا تستطع تجاهل تلك الرهبه منه خصوصا بعد ما كاد ان يكسر ذراع الشاب علي مرآي و مسمع الجميع دون ان يتدخل اخد.
_ادخلي جوا ماتقفيش برا كده
كان آمرآ صارمآ اصدرة اتجاها، مما جعلها ترمش بعينيها عدة مرات متفاجئه ،
جاء رد عتمان قائلا : واقفه مع جدها يا صقر
اخفض راسه ارضا و قال متنحيآ: هاغير هدومي و اشوف مشكلة الرجاله

نظر لها عتمان و قال بابتسامته الحنونه لها : وشك اصفر ياكارما، متخافيش،طول مانا علي وش الدنيا متخافيش من حاجه ابدا
اومات له براسها و اتبعته للداخل و مازالت الرهبه متملكه منها..

لوت ايناس فمها بضيق من الاصوات العاليه و المشاجرة التي ايقظتها من نومها، دخلت و اغلقت النافذه و اتجهت لخزانتها منتويه النزول لاسفل حتي لا تفوتها اي اخبار و خصوصا ان صقر متواجد بالمنزل.
، ،،،،،،،

هرج و مرج و أصوات الرجال عاليه و متداخله في المندرة ، توقفوا جميعآ عن حديث عن دخوله، توسط المجلس بملامح جامدة و قال بصوته الاجش : ايه الله حصل
اجابه احد الرجال و يدعي طه قائلا: ياكبير انا دخلت شريك مع حمدان و كانت القسمه بالنص و علي المكسب و الخسارة احنا متفقين، يقوم ياكل حقي ياخد اكتر من نص المكسب و يرميلي قرشين مايجوش نص الفلوس اللي رمتها في الارض و محصولها
اوما له صقر براسه و التفت الطرف الاخر متسائلا: ايه قولك يا حمدان
هب حمدان في اندافع نافيآ : ماحصلش هو اللي طماع
قال طه و هو يخرج من جيب جلبابه عدة اوراق : دي ورق المحاصيل يابيه و الدفعات اللي استلمها حمدان و ما قليش عليها و ماخدتش منها مليم
توترت الاجواء و تجمعت حبات العرق علي جبين حمدان متفاجآ من دليل ادانته .
عم الصمت المكان و أعين الجميع متعلقه بصقر و الاوراق التي اصبحت بين يديه ، رفع صقر عينيه للمتواجدين و القي كلماته لحمدان بصرامة: حق الراجل و اللي انت عارفه كويس يكون عنده قبل العشاء ، صافي عربيات النقل و الحمولات عشان تتعلم ماتاكلش حق حد تاني
اوما له حمدان براسه دون مناقشه
فا اقترب طه من صقر مقبلآ كتفه بامتنان مهللا: روح الله يباركلك و يطولنا في عمرك يارب
ابتسم له صقر مربتا عليه و قال : اقعد بس مكانك لسه القعدة ما خلصتش
ثم ولي انظارة لذلك الذي يتهرب بعينيه عنه متسائلا : انت ابن مين
اجابه الشاب بصوتآ خرج مرتبك: انا ابن الحاج كامل

-ضربت الراجل الكبير ليه و وقعته علي الارض
زاغت عينيه و قال : ماكنش قاصدي
، العركه كانت قايمه هو مسكني من دراعي فكرته من سني و ناوي غدر
وجه حديثه للرجل الذي سقط ارضآ بسبب تهور الشاب: انت عندك كام قيراط بتزرعه الايام دي مش كده
اوما له الرجل براسه فأكمل مصدرا عقابه : ما تدورش علي فواعليه ابن الحاج كامل هايشتغل عندك، يحصد زرعك و يعلف جاموستك و كل الشغل اللي بتعمله هايكون عليه ، و لو غاب يوم واحد بس تيجي تقولي
هب عيد منفعلآ رافضآ لفرمانه و صرخ به :انا مش شغال عند حد انا ابن الحاج كامل اشتغل فاعل
ضغط والده علي يده مانعه من تهورة امام صقر حتي لا يزداد الامر سوء.
وقف صقر قبالته بجسد متحفز : وانت عشان ابوك عنده كام فدان شايف نفسك علي الخلق، تمد يدك علي راجل قد ابوك و تسبه كمان من غير ادب و لا خشا
قال الحاج كامل برجاء محاولا تخفيف العقاب : حقك عليا انا يا صقر بيه شاب و تهور و الشيطان وحش و هو مستعد يعمل اي حاجه ت، بس بلاش العقاب ده الله لا يسيئك
رغم رفض عيد اسلوب والده المتخاذل الا انه لم يفتح فمه بكلمه اخري خوفآ من بطش صقر و عقابه.

رفع صقر حاجبيه و ارتسمت ابتسامه ساخرة علي محياه لم تصل لعينيه الحاده و الموجهه بنظراتها لعيد ووالده: انا ما بغيرش كلامي يا حاج بس عشان خاطرك هاديك حل تاني
بدءت علامات الارتخاء علي وجههم و لكنها لم تدم طويلا حين اصدر قرارا:
زي ما قليت منه قدام الخلق، يضربك كف يعلمك ماتستقواش علي الضعيف تاني

تشنجت ملامح عيد و عض علي شفتيه غيظآ، بينما قال كامل بتذلل: يا صقر ي
قاطعه بصرامه و دون نقاش او تراجع: اللي عندي قولته يا حاج كامل، حق الراجل الغلبان ده عندي و مش عايز كلام كتير
اخفض الحاج كامل راسه بقله حيله بينما قبض عيد علي يديه بغضب حين سمع صوت صقر مناديآ علي الرجل ان ينفذ الامر
تراجع صقر و جلس بأريحيه بمقعده في منتصف الجلسه ، منتظرا تنفيذ الحكم
اقترب فراج الرجل الكهل بخطوات بطيئه ، نظر الي صقر غير مصدقآ رد كرامته و آدميته من شاب من عمر اولاده اسقطه ارضا ، و انزل عليه بوابل من السباب امام ابنه الاصغر دون القدرة علي ان يدافع عن نفسه.
اومآ له صقر عندما لاحظ تردده و كانه يقول له، اقتص لكرامتك

وقف فراج قبالته ثم رفع يده عاليآ و بحجم قهرة و حزنه سقطت يده علي وجهه.

،،،،،،، ،
نفخت اوداجها و دارت في غرفتها بلا هدف، من وقت دخول الرجال ما يسمي بالمندرة، دخل الجد لغرفته و انشغلت زهرة و والدتها في الطبخ ، اما ايناس ووالدتها لم تراهن من الصبح .
تطلعت علي شرفتها المفتوحة علي مصراعيها و قصاري الزرع المختلفه، لن تنكر انها اكثر مكان آلفته من وقت قدومها.
انتبهت لدورق المياه بجانب الفراش، انتشلته و وقفت تروي القصاري بابتسامه ناعمه، تشبه تلك القطرات من الندي علي الورد الاحمر.
انتبهت للاصوات من اسفلها، وجدت الرجال يحيطون به و احدهم يثني عليه و آخر يشكرة علي مساعدته، و آخرين خرجوا من البوابه و كأن شياطين الجن تتراقص امام اعينهم، انفض الجمع من حوله و اصبح بمفرده، يبدو شاردآ، عينيه لا تبارح نقطه معينه و كانه يفكر في آمر استحوذ على جم تفكيرة، رفع الشال الذي سقط عن كتفه لاعلي مرة اخري، و ارتفعت عينيه ليجدها وسط الورود و الريحان في لوحه بديعه، ذات جمال خاص.
تراجعت كارما للخلف قاطعه ذلك الوصل بينهما، اما هو اخفض عينيه و تحرك متوجهآ لداخل الدار.

يتبع..

انت في الصفحة 6 من 6 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل