
أجابته ابريل بصوت ملون بالسعادة والطفولة : أنا مبسوطة ونفسي في شوكولاتة
لاحت ابتسامة علي ثغره ، بينما تغلغلت أصابعه بخفة في خصلاتها المتمردة ، وأفصح بصوته الرجولي العميق ، مع بريق من الإثارة والإغواء ، برماديتيه التى تمركزت على شفتيها الممتلئة بإغراء أرهق رجولته : في شوكولاتة بتاكل نفسها…
احتواها باسم بذراعيه بلهفة جارفة ، فتقلصت المسافة بينهما تمامًا مع اقترابه البطيء ، وأنفاسه الحارة أول ما لامس شفتيها ، مما أشعل في قلبها شعورًا لا يمكنها مقاومتُه ، ثم تشابكت شفتاهما فى قبلة عاصفة ، مفعمة بجنون ناري ، سرق أنفاسها بذوبان تام فى بحور عشقه ، مرت عدة لحظات قبل أن تميل برأسها لتستند على كتفه ، بينما عيناه تمركزت على ملامحها ، وبذهول مشوب بأنفاسه اللاهثة سألها : إيه مالك يا روحي؟
ردّت ابريل بتحشرج مرتعش ، يخفي وراءه لمحة من المراوغة : حاسة بدوخة … شكلي هيغم عليا بين إيدك يا باسم
احتوى وجهها بين راحتيه بحنان ، محاولاً تهدئتها بقبلة خفيفة فوق مقدمة أنفها : تؤ .. اهدي مافكيش حاجة .. المهم ماتروحيش بعينك الحلوين دول بعيد عني .. خليهم مركزين جوا عيني تمام
خرج صوتها متقطعاً بإبتسامة خجولة ممزوجة بالهيام : أروح منك فين .. أنا مش رايحة خالص .. اهو
_كويس .. تعالي معايا..
أنهى باسم جملته لينهض بحركة مفاجئة ، وهو يحملها بين ذراعيه بحذر ، فتساءلت بلهجة مختلطة بين الفضول والقلق : واخدني علي فين؟
سار بها صامتًا حتى دخلا الحمام ، وعندما وضع قدمها على الأرض ، أمرها بحنو : إغسلي وشك ، علي ما اقفل البلكونة وارجعلك
عاد باسم بعد حوالي دقيقتين ليواجه مشهداً لا يصدق ، حيث كانت تقف تحت تيار الماء ، ممسكة بالمرش المتحرك بكلتا يديها ، بينما تدندن بألحان عشوائية ، وتتمايل وتدور حول نفسها بملابسها المبللة ، تطلع إليها بغضب ، متكئًا على الجدار الزجاجي ، وعبث بأصابعه في شعره قبل أن يرفع صوته بتهكم محبط : يا مطربة عصرك .. انتي فاكرة نفسك واقفة تغني على الستيج؟ اقفلي الميه واطلعي
_الميه تجنن يا باسم .. انت واقف بعيد ليه؟ تعالي تعالي
صاحت ابريل بحماسٍ ، وجذبته معها فتدفقت المياه فجأة على رأسه ، ليشهق بعنف ، وهو يشعر بقشعريرة باردة تزحف على جسده ، دفع خصلات شعره التي التصقت بجبهته إلى الأعلى ، ليغلي الغضب في صدره ، مستاءً من تصرفاتها الثملة : بتعملي إيه يا مخبولة؟ غرقتيني معاكي
باغتته ابريل بتحدى والضحكة لا تفارق شفتيها المرتجفة : زي ما غرقتني فيك
احتواها باسم بين ذراعيه بشغف ، متثاقلة أنفاسه ببطيء وهو يعض علي شفته بنشوة ، مفتوناً بكلماتها التى أشعلت قلبه بنبضات عاصفة ، تدحرجت عينيه بتوقٍ على قسماتها الجميلة ، وهمس بصوتٍ لاهث غارق في العشق ، بينما الماء يتساقط فوقهما : مين فين اللي مغرق التاني!! كل حركة منك مجنناني .. وواخدة عقلي!!!
ضحكت ابريل بدلالٍ أذاب قلبه ، فإغمقت رماديتيه التي اختلطت فيها الرغبة والهيام ، ثم شاركها الضحك بنبرة ساخرة : عجبك منظرنا كدا احنا الاتنين؟
أتم باسم حديثه يغلق الصنبور ، قبل أن يمد يده لينزع الفستان المبلل عن جسدها ، لكن صوتها اللاهث أوقفه : هتعمل إيه؟
رد باسم بإيجاز : هساعدك تغيري هدومك
دفعته ابريل بعفوية إلى الوراء ، وعارضت بخفوت :
أنا هعرف لوحدي
ابتسم بهدوء : ماتخافيش مني
أطرقت برأسها خجلاً لا يخلو من التوتر ، وبتردد متلعثم ردت : مش خايفة بس هتكسف .. ممكن تخرج برا وأنا هلبس بسرعة
هدر باسم بنبرة حازمة لا تقبل النقاش : مش هخرج .. ماضمنش إيه ممكن يحصل!! تقفلي الباب عليكي أو تنامي مكانك وأنتي مش في وعيك كدا
عبست ملامحها بلطافة ، ثم نفخت بموافقة حانقة : طيب .. لف واديني ضهرك عشان أغير
رفع باسم حاجبه بهدوء ، ونظراته تتنقل على تفاصيل جسدها بجراءة ، قبل أن يرد ببرود يتنافى مع لهيب شوقه متعمداً إثارة غضبها : هتفرق إيه؟ لعلمك الفستان وهو مبلول كدا مبين كل تفاصيلك .. يعني شوفت كل حاجة
لكزته ابريل بقوة بالمنشفة التي أعطاها إياها ، وهي تصرخ بحرج ممتعض : يا لئيم .. يا سافل
رد باسم علي الفور مبتسماً بمشاكسة : لسه من كام دقيقة بتتغزلي في سفالتي لحقتي تغيري رأيك؟
هتفت ابريل بنبرة منزعجة : أيوة عشان دا اسمه تحر*ش
مرر باسم كفيه المبللين بمداعبة جريئة على خصرها ، همس بجوار أذنها بصوت مليء بالإغواء : طب انتي عارفة إن ثبتت الأبحاث العلمية إن الراجل المتحر*ش دا رزق
شعرت ابريل برجفة لذيذة تتسلل إلى عروقها ، كشرارة من نار شغوفة ، جعلت ابتسامة صغيرة تعلو ثغرها الممتلئ بجمال مغرٍ ، لكن ما لبثت أن باعدت يديه عنها بحركة سريعة مليئة بالغيظ ، لتقول بجراءة حانقة : هو بقى التحسيس اسمه رزق؟! طيب على فكرة أنت مش بس متحر*ش ومنحرف كمان!
رفع باسم يده فى خصره ، واليد الأخرى اتكئ بها علي الجدار الزجاجي خلفها بابتسامة ساخرة ، وهو يرمقها تحدٍ ، ثم رد بصرامة : بقى أنا منحرف! طيب أنا لا هلف ولا هطلع برا يا شبر ونص
رمشت ابريل بعينيها بوداعة ، وأحاطت جسدها بذراعيها قائلة بخباثة : باسم بقي!! أنا حاسة إني بردانة أوي وبترعش
تسمرت رماديتيه للحظة ، ثم انفجر ضاحكاً بعدم تصديق : بتثبتيني ها؟ مين فينا اللئيم دلوقتي يا تاعبة قلبي؟
همس باسم بصوتٍ مبحوح ، يئن من ثقل العشق الذي يعصر قلبه ، أسراً فكها بين كفه ، ليصعد بوجهها نحوه ، وغمر شفتيه ثغرها المرتعش ، متذوقًا لذة تفوق أي نشوة ، أشد تأثيرًا من جرعة هيروين تهدئ سكرات روحه ، وتغرقه في سكينة تتناغم مع ضجيج مشاعره ، ثم فصل تشابكهما الحار بتمهل ، ووضع جبينه بهدوء فوق خاصتها ، ليهمس بصوتٍ ضعيف يختنق بالعاطفة : عارفة ان لمسة منك تكفيني .. وبتوديني في دنيا تانية .. بس هتودينا انا وانتي في داهية لو ماغيرتيش حالا
تركها باسم على مضض ، ملتفًا بظهره بعيدًا عنها ، لكن ابتسامتها الخفية نبضت من خلفه ، تحوى في طياتها هيامًا طاغيًا وسعادة صامتة ، بينما قلبها يرفرف بنشوة عميقة.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عند مني
كانت مني تجلس في غرفتها ، تمسك هاتفها المحمول ، وعيناها تتنقلان بين مقاطع الفيديو بملل ، فجأةً قطع هدوء اللحظة صوت الرنين ، ورأت اسمه على الشاشة ، تباطئت دقات قلبها لثوانٍ ، قبل أن يقرع بعنف مثل طبول الحرب في صدرها ، تجمدت عيناها ، وهبت مشاعر متشابكة بين الإرتباك والشوق ، ثم استجمعت شجاعتها ، وأجابت على الاتصال بصوت يكاد لا يسمع ، فأنطلقت كلماته بهدوء ظاهري يخبئ داخله شوقًا جارحًا : مني انا عاوز اشوفك .. محتاجين نتكلم عشان..
أخذت مني نفسًا عميقًا ، وقاطعته بنبرة جدية غير مكترثة تحاول أن تكبح بها شوقها : مقدرش انا مشغولة .. عندي بروفا قبل الحفلة .. لو عايز تقول إيه انا سمعاك دلوقتي؟
ارتبك عز للحظة ، يبحث عن الكلمات وسط لهيب حنينه ، ثم قال بصوت متردد : مش هينفع في التليفون ضروري نتقابل .. انتي ماتعرفيش قد ايه وحشتيني يا مني عاوز..
ابتسمت مني بمرارة ، وردت بصوت هادئ يشوبه الحزن : عز مفيش حاجة ممكن تتقال بينا .. انا مش عاوزة منك غير ورقة طلاقي
صك عز على أسنانه بقسوة فور سماعه حديثها ، ليهتف بإصرار خشن : لا فيه كتير عاوز اقوله ولازم تسمعيني
همست مني بنبرة ملتهبة بالآسي : لما أنا كنت ببقي محتاجة تسمعني ماكانش بيبقي عندك وقت ماكانش عندك غير الجفاء والبعد .. ايه يجبرني اسمعك دلوقتي؟
عجز عز عن الرد لوهلة ، ثم تهامس بصوت حزين محتدم بالندم : كنت غبي .. كنت اعمي يا مني ، ومعترف إني غلطت في حقك … بس مش هعرف اكمل من غيرك ولا هقدر اسيبك تبعدي عني ولا هينفع استغني عنك
أصابتها كلماته النادمة بشحنة من الألم ، وكأنها قذيفة انفجرت في صدرها ، لكنها أجابت بقسوة مفتعلة محاولة إخفاء ارتعاش صوتها بها : وأنا دلوقتي عرفت أعيش من غيرك .. واعتبرت إنك مرحلة وانتهت .. مش عايزة أرجع للماضي تاني
زفر عز أنفاسه بحدة ، ليخاطبها بنبرة يكسوها هدوء نسبى : بس الماضي اللي بتتكلمي عنه كان أجمل أيام حياتنا .. كان فيه حاجات كتير بينا مش ممكن تنتهي بالشكل دا..
تلعثمت مني في الرد ، محاولًة إنهاء الحديث سريعًا : لا خلاص يا عز .. احنا انتهينا
لكن عزيمة عز لم تدعه يستسلم ، فرفع صوته بحزم : مانتهناش أنا مش هبعد .. كل لحظة بتبعدي فيها عني اكثر ب .. وأنا مش ناوي أعيش ميت ولو حتى هافضل اعتذرلك طول العمر لحد ما تسامحيني .. أنا بحبك
تجمدت مني في مكانها للحظة ، قلبها يخفق بارتباك ، لكنها حاولت التظاهر بالصلابة كى لا تظهر الابتسامة في صوتها : عز .. اذا مخلصتش اجراءات الطلاق بسرعة هيكون كلامك من هنا ورايح مع المحامي بتاعي .. ودا قراري الاخير
همس عز من بين اسنانه بغضب حارق : لو فاكرة إنك هتقدرِ تعيشي من غيري انسي..
ردت مني بثقة وتصميم ، متجاهلة الألم الذي يمزقها : لا هقدر أبدأ من جديد
_هنبدأ من جديد يا مني .. انتي لسه بتحبيني زي ما انا بحبك والحكاية بينا مش هتنتهي علي كدا
خرجت الكلمات من بين شفتيه كالرعد المزلزل ، مليئًا بالخشونة والإصرار ، يحمل بين نبراته تحديًا وعشقًا لا ينتهي.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عند باسم
جلس باسم خلفها على حافة السرير ، بعد أن بدل ملابسه ، لينشف خصلات شعرها المبتلّ بلمسات فيها من الرقة ما يُدفئ قلبها ، بينما هو شعر بارتجاف جسدها من برودة الجو ، فنظر إلى ملامحها المغمضة بمسالمة ، جعلها ترفع جسدها لتتمدد على السرير الوسادة ، ومال نحوها ، و بعينيه لمعة اهتمام ، وهمس بحنان عميق : خليني اعدلك المخدة دي ورا دماغك عشان تعرفي تنامي
عدّل وضعيتها خلف رأسها ، ثم انحنى نحو الغطاء ليغطي جسدها ويمنحها دفئًا ، لكن فجأة تسللت ذراعيها الصغيرتين حول عنقه بقوة متشبثة به.