
جلس باسم على ذراع الكرسي ، وبابتسامة عابثة تتلألأ في عينيه أخبرها : عاملين لينا حفلة جواز صغيرة بكرا عشان يحتفلو بالعشاق اللي هما انا وانتي وعايزنا نلبس عريس وعروسة كمان يا حبيبتي
تسارعت نبضات قلبها قلقاً من نبرته الماكرة ، فسألته بريبة : وأنت طبعًا رفضت مش كدا؟
مد باسم أنامله برفق نحو خصلة شعرها التي تراقصت بنعومة على وجهها وهو يمط شفته السفلى إلى الخارج بقلة حيلة ، بينما يعلق علي حديثها : ما قدرتش يا إبريل .. قالوا دي هدية منهم..
استدارت يده حول ظهرها برفق ، يأسِرها بنظرات عميقة تغوص في عينيها الفيروزية ، فتخطف روحه وتتركه أسير عشقها مما أشعل لهيبًا جارفًا في قلبها ، ليهمس في أذنها بخفوت ، كأنه يبوح بسر عظيم يُحرق شغاف قلبه : أصلهم فاكرينا بنمو*ت في بعض .. عرايس بقى .. وجايين يقضوا شهر عسل رومانسي
تسللت ذراعاها حول عنقه بدلال ، ومالت برأسها قليلاً ، تهمس له بنبرة مفعمة بالنعومة : متوقع إيه من اتنين عشاق عايشين مع بعض عمر بحاله في مكان شاعري زي دا طبيعي يبقى دا تفكيرهم
أنهت عبارتها بضحكة شقية ، تدفعه فجأة بقوة غير متوقعة ، ليجد نفسه يتهاوى إلى الكرسي ، وضحكته تتعالى بمرح ، مستسلماً لسحرها الذي لا يعرف متى وكيف يتجدد في كل مرة يقع فيها في فخاخها المشاكسة.
أما هي ، فابتعدت بخطوات هادئة نحو غرفة النوم ، حيث النوافذ الشاهقة تكشف عن إطلالة شاطئية آسرة ، ووسط الغرفة سرير وثير.
خطت ابريل نحو الشرفة ، وتأملت البحر بألوانه المذهلة ، ثم عادت ببصرها نحو الثوب الأبيض الذي كان على السرير ، واستفسرت بدهشة : هما عرفوا المقاسات بتاعتنا منين؟
أجاب باسم بلامبالاة الذى دلف خلفها : أكيد من صورنا اللي بعتناها وإحنا بنحجز المكان
أضاف باسم بتثاؤب : أنا محتاج لشاور أنعش بيه جسمي من تعب السفر، وأنام دغري
تقدمت نحوه بخطوات سريعة، تستوقفه قبل ولوجه الحمام بإستنكار تجلى في قولها : استني .. أنت رايح فين؟
لف باسم برأسه نحوها ، مُستهزئًا : واقعة على ودانك وانتي صغيرة ما قولتلك!!
ضاقت عيناها بغيظٍ يشتعل من فظاظته ، وتخصرت بتحدي نبض فى سؤالها : وليه مادخلش أنا الأول مثلاً؟
تأفف باسم مقلدًا إياها ، وهو يسحب التيشرت الرياضي عن جسده بحركة سريعة : أنا اللي قلت إنّي هدخل الأول .. مثلا!!
شهقت ابريل بإستنكار ، بينما هو يفك أزرار البنطال بجرأة ، لتجحظ عيناها ، وقلبها يخفق بعنف ، وهتفت بخجل تستوقفه : يا بني آدم انت!! برده بتقلع قدامي!
باسم ببرود : واحد تعبان ومش طايق الهدوم للي عليه .. ولولا رغيك ولماضتك علي كل حاجة دا .. كان زماني قلعت في الحمام
لوحت ابريل مسرعة فى الحديث : خلاص .. روح روح، وأنا هدخل بعدك
_طب بقول إيه؟
_نعم!؟
_بدل ما يدخل كل واحد لوحده ونضيع وقت على الفاضي .. ما نستحمي مع بعض؟ مش فكرة حلوة بذمتك يا بندقتي!
أنهى باسم جملته بغمزة من عينيه المليئتين بمزيج من الدعابة والجرأة ، فهزت رأسها بدهشة وانزعاج مكتوم : ممكن تدخل من سكات
ردد باسم بضحكته الرجولية المهلكة قبل أن يدخل الحمام : تمام تمام .. ماتزعليش أوي كدا .. كان مجرد اقتراح وانتي الخسرانة يا بندقة
خسرانة!؟ يخربيت القلم اللي واخدوه في نفسك دا؟! عليك غرور هيقطم وسطك يا شيخ!!
هكذا حادثت نفسها بتعجب ، ثم خرجت مسرعة من الغرفة بخجل مرتبك ، حيث أن الجدار الفاصل بين الغرفة والحمام مصنوع من الزجاج ، مما جعلها تستطيع رؤية كل شيء بالداخل بوضوح.
✾♪✾♪✾♪✾♪✾
انتهت لتوها من الاستحمام ، وقفت تتلفت حولها بحيرة ، ثم ضربت جبهتها بحنق ، فكيف نَستَ أن تأخذ معها ملابسها؟
خرجت ابريل من الحمام الخارجي للوحدة بخطوات هادئة وحذرة ، تضع راحتيها بحرص فوق المنشفة البيضاء الناعمة التي تلتف حول جسدها الرشيق ، وصولًا إلى منتصف فخذها.
تنفست الصعداء بعد أن سمعَت صوت الماء المنسكب من الحمام الداخلي ، مما جعلها تتأكد أنه لا يزال يستحم.
استنشقت ابريل نفسًا عميقًا ، وشعورًا بالارتياح يتسلل إلى قلبها ، مُحاورةً نفسها بخوف مضحك : يارب يتزحلق ولا الميه تقطع والصابون علي وشه .. المهم مايخرجش قبل ما أطلع هدومي
جلست ابريل تجثو على ركبتيها أمام حقيبتها ، فتحتها بسرعة ، فإصطدمت عيناها فجأة بمجفف الشعر الخاص بها ، رفعت شعرها المبلل عن عينيها بارتباك ، ونبست بصوت مشوش : إيه جاب الاستشوار على الوش كده؟ أنا مكنتش حطاه هنا؟
لم يكن هناك وقت للتفكير ، فتجاهلت الأمر ووضعته جانبًا ، لترمش بعينيها في محاولة لاستيعاب ما تراه ، مغمغمة بنبرة استفهامية : إيه دا؟
جحظت عيناها بذهول مستنكر ، وتسارعت نبضاتها بعنف حين وقعت عيناها على ثوب نوم قصير شفاف ، ولونه وتصميمه مثير للغاية ، لكن هذا الثوب لا يخصها
رمته بإهمال جانبًا ، وهي تستكشف محتويات حقيبتها ، فوجدت عدة أثواب نوم مثيرة ، بالإضافة إلى فساتين للخروج لم ترَها من قبل
_جم منين دول!!! وفين هدومي؟
تساءلت ابريل بحيرة متكئة بيديها على ركبتيها ، فهي متأكدة أن هذه هي حقيبتها بلونها المميز ، وأيضًا اسمها محفور على جلدها.
توجهت أنظارها نحو الأمام بصدمة مرتبكة حين استمعت لصوت خطوات تقترب منها ، لتعلم أنه خرج ويراها في هذا الوضع المحرج ، مما جعل قلبها ينبض كجواد جامح.
تجنبت ابريل النظر إليه ، بينما هو اقترب نحوها كالمسحور ببهاء أنوثتها الفطرية المغرية التي ألهبت جسده بنيران الشوق والإفتتان.
شعرت ابريل بخوف يتملكها ، فتمسكت بالمجفف دون تفكير ، وقامت برفعه في وجهه ، وصرخت بخوف : ما تقربش مني!
جحظت عيناه بذهول من حركتها المفاجئة ، وكاد المجفف أن يصطدم بوجهه ، فرفع يده مُحاصرًا معصمها بين أصابعه القوية ، بينما ظل المجفف معلقًا في الهواء بينهما ، وسألها بنبرة يتملكها الدهشة : مالك!! اجننتي ولا إيه؟ رافعة عليا الاستشوار؟!
بللت ابريل شفتيها الجافتين برقة ، في حركة أشعلت حواسه وأثارت جمر شغفه ، تمسكت بحذر بطرف المنشفة العلوية تغطى صدرها ، بينما شعرها الملتف برقة حول كتفيها ، ووجهها ذو الجمال البريء وعينيها الواسعتين اللتين تجسدان خجلاً جميلاً ، استنزفا صبره وأشعلا رغبته في سحق هذه القطة البرية الهشة بين ذراعيه بلهفة تجيش بالعشق.
إنتبهت ابريل إلى وضعهما ، فانزلت المجفف بحرج ، بينما هو وقف بطوله المهيب ، ورائحة شعره الأشعث المبلل تعبّر عن إغراء مثير ، ابتلعت لعابها خجلًا ، وخطفت نظرة نحو صدره العاري ، ثم إلى البنطال الرياضي الكحلي الذي يرتديه.
تساءلت ابريل بتوتر من نظراته الجريئة ، مشيرة نحو حقيبتها : هدومي فين؟ الحاجات دي مش بتاعتي؟
أخبرها باسم بثقة استنكرته : لا بتاعتك أنا اشتريتهالك
استفسرت ابريل بعبوس ناقمة : وهدومي أنا فين؟
جلس باسم على إحدى الأرائك ، يفرد ذراعيه بإسترخاء تجلى في صوته الواثق : في بيتنا رجعتهم الدولاب وحطيتلك دول دول مكانهم
_مين سمحلك تعمل كده من غير ما تقولي؟ وتعمل كده بأمارة إيه أساسًا؟
قالتها ابريل بنبرة تتسم بالإعتراض ، ليرد بابتسامة ماكرة تعلو وجهه : بصراحة ذوقك ماكانش عجبني .. وبعدين بصي للمكان حواليكي .. مكنتش هدومك الغامقة لايقة على الجو هنا
هزت ابريل رأسها مغتاظة من استفزازه ، وتلعنه فى سرها ، لتضغط شفتيها ببعضهما بخجل بالغ مشوب بالتمرد : وأنا مش هلبس أي حاجة من الحاجات دي
عض باسم على شفته وهو يلقي عليها نظرات ذات إيحاء صارخ ، قائلاً بصوت أجش مثير : عادي شكلك بالفوطة مش بطال.. لو حابة تقعدي بيها ما عنديش مانع!!
نهرته ابريل بإنزعاج : بطل الاستفزاز بتاعك دا!
سألها باسم بنبرة ملتهبة تنبض بالشغف : إيه!! خايفة على نفسك مني يا شبر ونص؟
دبت ابريل بقدمها في الأرض بإحباط مستاء ، فهي لم تتوقع أن يرد لها مقلبها بمباغتة في ذات اليوم.
أخذت ابريل الحقيبة معها إلى الغرفة ، وأغلقت الباب خلفها بقوة ، حيث فاضت مشاعر الغيظ والقهر داخلها.
ارتسمت ابتسامة خبيثة منتصرة على شفتيه ، فهو يدرك تمامًا أنها أصبحت في مأزقٍ لا تملك معه أي حيلة ، فأطلق صفيرًا عاليًا مليئًا بالمرح ، وهو يقلب في قنوات التلفاز بعدم إهتمام لإنزعاجها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل الخامس
#رواية_جوازة_ابريل3
#روضتني_عشقاً
#سلسلة_حافية_علي_جمر_الهوس
#نورهان_محسن
الفصل السادس (قبلات عاصفة) جوازة ابريل ج3
في شفتيكِ نيرانٌ، وفي عينيكِ سُرُر
كلما لامستُ ثغركِ ، تسكنني رياحٌ من لهيبٍ وجنُونٍ ،
أغرق فيكِ حتى أُنسى وجودي ، وكلما اقتربتِ تذوب روحي فيكِ روحى ،
أنتِ عاصفتي، وأنتِ سكينتي ، وحبكِ ينبت في قلبي شوقًا لا ينتهي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج باسم من الغرفة ، وعيناه تملأهما غشاوة النعاس ، خطا نحو الصالة ، وكان الصوت الهاديء للأغاني يشق السكون ، حتى توقفت قدماه فجأة عند مشهدٍ أثار دهشته وارتباكه.
إبريل تتمايل بجسدها برشاقة وحيوية على أنغام موسيقية هادئة كأنها جزء من اللحن نفسه ، بينما يرتسم جسدها الفاتن في ثوب وردي قصير يلتصق بها كلوحة تُبرز كل تفصيلة من سحرها الأنثوى ، وكتفاها العاريان يزيدانها بهاءً فاتن ، تتدلى خصلات شعرها الذهبي بانسيابية ، تعكس الضوء مثل شرارات من نجوم ، كما تزين جبهتها غرة ناعمة تضفي على ملامحها لمسة من الرقة الآسرة ، لأول مرة يراها بهذا الوهج الطاغي ، مما جعله يتنفس ببطء وكأن قلبه توقف عن الخفقان للحظة ، وهو يشعر بكل عضلة في جسده مشدودة بإنبهار ، غير قادرًا على تحريك بصره عنها ، ورماديتيه تتسع شيئًا فشيئًا مشدوهة وكل ذرة من جسده كانت تأبى مغادرة هذا المشهد ، كاد أن ينسى نفسه تمامًا ، إلا أن تَنهُّده العميق أعاده إلى توازنه نوعاً ما.
انتبهت هي إلى وجوده ، فاقتربت منه بخطوات هادئة ، ثم وضعت يدها على صدره ، وضغطت بجسدها عليه ، فتسارعت دقات قلبه بعنف جنوني ، يشعل جسده بحرارة لا تُقاوم ، خرج صوته الأجش بصعوبة ، بينما هو غارقاً في سحر رائحتها ونعومتها التي دمرت قدرته على التفكير : إيه الدوشة اللي عاملاها دي يا إبريل؟
حاول جاهدًا طرد الدفء الذي بدأ ينتشر فى جسده ، لكنه وجد نفسه عاجزًا ، وحرارة مثيرة تملكت خلاياه بقوة ، فوضع كفيه على ذراعيها برقة ، وعينيه تتجولان على ملامحها بحذر ، محاولاً فهم هذا التغيير الذي طرأ عليها ، وسألها بحاجب مرفوع : وايه اللي عاملاه في نفسك دا؟ بتعملي إيه؟
_كنت برقص يا بيسو .. تعالي ارقص معايا؟!
قالتها ابريل بحماس يشع من عينيها ، فرمق الكأس بين أصابعها بتركيز ، ثم اختطفه منها بحركة خاطفة ، ورفعه بهدوء نحو أنفه ، ليستنشق بذهول عبير الكراميل والشعير المحمص المتسلل ببطء إلى أعماق حواسه ، فسألها بجمود : منين جبتيه دا؟
_دا لاقيته في الحنفية دي لما فتحتها نزل منها
قالتها ابريل ببساطة تامة ، وابتسامة ماكرة تلوّن شفتيها ، فقال بضيق حين تبيّن له أخيرًا ماهية هذا السائل الذي جعلها في هذه الحالة الغريبة : دي بيرة
شهقت ابريل بذهول ، وراحت تهز رأسها ببطء ، محاولة استيعاب ما يتسرب إلى وعيها الغائب : أنا افتكرته شويبس؟!
هتف باسم بإستنكار حاد : شويبس إيه بس يا شيخة؟!
إستفسرت ابريل علي الفور ، رافعة حاجبيها ببراءة برعت فى إتقانها : يعني دا شويبس من اللي بيسكر؟
_انتي شربتي قد إيه منه يا إبريل؟
استفهم باسم بنبرة ذات طابع مشوب بالغضب ، فأجابته برقة ، وهي تهز رأسها ، غير مدركة شيئاُ عن القلق الذي يعتريه : مش فاكرة
تجلى سؤاله بنبرة أقل حدة ، ويديه تلامسان ذراعيها بقلة حيلة : وبتشربي ليه حاجة ما تعرفيهاش؟
لكنها تجاهلت الرد عليه بإبتسامة ممزوجة بالخبث ، وقالت بصوت مغرٍ : ممكن ترقص معايا؟
زفر باسم بأنفاس ثقيلة ، مستسلماً لتيار المشاعر الذي اجتاحه بقوة ، وذابت كل مقاومته أمام سحرها الآسر ، وضع الكأس جانباً ببطء ، ثم امتدت ذراعاه لتطوّق خصرها بحنان غامر ، ليلتقي جسده الصلب بنعومة جسدها ، منغمساً في دفءٍ تصاعد كشرارة متوهجة ، موقظةً كل إحساس مكبوت بداخله ، تحركا معاً بانسجام ، وكل خطوة كأنها نغمة في لحن سرمدي ، إحساسه بملمسها ودفء قربها جعل قلبه ينبض بعنف ، كأنهما في رقصةٍ أسيرة بين الشوق والسكينة.
رفعت إبريل عينيها إليه، نظرتها تجمع بين الشغف والبراءة الماكرة ، وتحدثت بمشاكسة : فاكر يا باسم أول مرة اتقابلنا وغرقت هدومك بالشويبس؟ مكنتش طيقاك عشان كنت متحر*ش وقليل الأدب
ضم باسم فمه بإبتسامة زادت من حدة وسامته ، ومد يده بهدوء ليتحسس شفتيها ، ثم انتقل بأصابعه على طول عنقها ، وسألها بنبرة مليئة بالوله : ودلوقتي؟
رفعت ابريل أناملها برقة ، وضربت يده لينزلها على كتفها ، وأجابته بنبرة وديعة مشبعة بالتحدي : دلوقتي بقيت متحر*ش وسافل وقليل الأدب
ضحك باسم بصخب ، مشدّدًا على خصرها ، وحدق فيها بنظرة جريئة ، مجمجماً بمرح ظاهر : والله؟
شاركته ابريل الضحكة ، وأكدت بنعومة ممزوجة بدهاء أنثوي أطاح بعقله : أيوه بس أنا بحب قلة أدبك
لمعت باسم عينيه بنظرة حادة ، ونبضات قلبه تسارعت بعنف ، لينطق بصوته العميق ، مشبعًا بعاطفة نارية : بتحبيها إزاي؟
_بحبها وخلاص بقي
قالتها ابريل بنبرة متهربة زادته جنوناً ، وللحظة أصابها الخوف من نظراته التي تلونت بنيران الرغبة ، كاللهب الذي يشتعل في قلب الظلام ، مما جعلها تشعر بأنها تهورت فيما فعلته ، وأنها تلعب بنيران قد تحرقها ، لذا استدارت بجسدها لتتحاشى النظر إليه ، لكنه اقترب منها حتى التصق ظهرها بصدره ، محتويًا إياها أكثر ، وهمس في أذنها بأنفاسه المتلاحقة التي تكاد تحرقها من الشوق : وانا بحب كل حاجة فيكي
أزاح باسم خصلات شعرها إلى جانب كتفها ، فوقع بصره على بقعة حمراء باهتة ، تلتف حول ذراعها الأيمن من الخلف كوشم غامض ، جمدت عيناه عليها لحظة ، محاولًا فك لغزها ، ثم همهم بتساؤل ينبض في صوته : إيه اللي على كتفك دي؟
لم تجب فورًا ، بل عضت شفتيها بخفة ، وبحرج طفيف همست : وحمة فراولة
توهجت ملامحه بابتسامة رجولية فطرية ، شعرت بشفتيه تتسلل برقة متأججة فوق الوحمة ، يطبع عليها قبلات خفيفة داعبت أعصابها ، وهو يضم جسدها الغض إلى جسده القوي بكل سطوة ، حتى شعر بقلبه ينبض داخلها ، مدركًا السبب وراء ملابسها المغلقة ، لكنه في أعماقه لم يشعر سوى بالرضا العميق ، سعادة لا تُنطقها الكلمات ، مزيج من الغيرة والتملك يلهب قلبه ، لا يحق لأحد أن يراها بهذه الإثارة سواه ، فقط هو من يشبع عينيه وروحه بعذوبتها وسحرها الفاتن الذى يخرجه عن طوره.
سحبها باسم من يدها إلى الخلف ، وبلمح البصر وجدت نفسها جالسة فوق ركبتيه ، ويديه تطوقها بخفة ، بينما عقدت ذراعيها حول عنقه بعفوية ، والتقت عيناهما فى نظرة عميقة ، قبل أن تغزو ابتسامة مغرية شفتيها ، متسائلة بغمزة وضحكة شقية : هو انت بقيت حيلوه كدا فجأة ليه؟!
قهقه باسم بخفة ، ومرر ظهر كفه بتأنٍ على وجنتها الناعمة التي تنضح بحلاوة المخملية ، ثم تمتم بخشونة جذابة : والله … شكلك سكرتي خالص يا إبريل؟
ابتسمت ابريل بإغماضة عينين ، وصوتها كان ينساب بإغراء كالهمسات الرياح الهادئة : ومالو لو سكرت .. أنا حاسة الدنيا حلوة أوي يا باسم
ضاقت رماديتيه بتركيز ، وهو يأسر ذقنها بأصابعه ، وبنبرة تتخللها القلق سألها : وشك محمر حاسة بإيه؟