منوعات

هل فات الاوان بقلم ناهد خالد

_ورحمة أمي أنا ماسك نفسي بالعافيه فردي عشان متندميش أنك مردتيش من اللي هعمله فيك..

لو تعلم كم الأفكار التي تتأجج بعقله أثر صمتها هذا لما صمتت دقيقه واحده لو تعلم إلما وصلت أفكاره لنطقت لتنجد نفسها منها..

استمع لدقات فوق باب الجناح زجره بنظره حاده قبل أن يتجه للخارج وقف أمام الباب يلتقط أنفاسه الثائره يحاول تهدئة أعصابه التي أشبهت بنزين يقترب منه عود من الكبريت فأوشك أن ېحرق المكان بأكمله فتح الباب ليجد أبيه أمامه هتف باستغراب

_حضرتك لسه هنا! أنا فكرتك نزلت الشركه!

_لا أصل صحيت متأخر النهارده علي غير العاده مش عارف لي! معتصم كلمني كان بيسأل علينا عشان اتأخرنا احنا الاتنين وبيرن عليك تليفونك مقفول..

_فاصل شحن..

_طيب أنا هنزل أخد الورق بتاع الاجتماع وهروح أنا أحضره مفضلش غير ساعه وأنت ابقي أنزل علي اجتماع آخر النهار..

_تمام أنا كنت لسه هكلم حضرتك أسألك عن الورق لأني ملقتوش عندي..

_ خدته امبارح عشان كنت مقرر احضر اجتماع الصبح عشان العصر عندي ميعاد دكتور..

تسائل بقلق

_دكتور لي حضرتك تعبان

ابتسم بهدوء يطمئنه

_لأ ده عشان يشوف الفحوصات الشهريه الي بعملها متقلقش.

_مالك يا داليا

رد سليم سريعا

_مفيش يابابا كانت تعبانه شويه..

وزجرها بنظره محذره بأنه لا يريد أن يعرف أبيه شيئا اقتربت حتي وقفت أمام والده وهنا تساقطت دموعها بعجز وهي تنظر له بحسره اقترب منها سريعا لرؤيتها بهذه الحاله وقال

_مالك يابنتي في ايه

زفر سليم پعنف وكاد يتحدث حين قاطعته هي وهي تقول پبكاء

_سليم عاوز يعرف اي علاقتي بمعتصم..

قطب سليم حاجبيه

 

 

 

 

بشده متفاجئا من حديثها.. أويعلم أباه علاقتها به! ابتلع محمد ريقه بتوتر وهو ينظر لها ثم ينقل بصره له وهتف

_مفيش ياسليم ده مجرد شغل وأنا عارف…

صړخت بتعب وكأنها لا تريد أن تفوت هذه الفرصه لتزيل من علي كاهلها حمل خداعها له

_لأ مش شغل.. أنا تعبت ومش هكذب تاني ولا هخبي تاني.. أيا كانت النتيجه هتبقي أرحملي من اللي أنا فيه..

_هو في ايه

صړخ بها سليم بنفاذ صبر وڠضب وهو يشعر نفسه أبله بينهما..

ردت هي بتماسك ضعيف

_اتصل

علي معتصم ييجي يا عمي..

___________ناهد خالد ______

مرت نصف ساعه عصيبه علي الجميع..

بين..

توتر من محمد عما سيؤل إليه الأمر بعد كشف الحقائق ويرتب ما سيبرر به كل ما فعله ويخشي رد فعل أبنه مع زوجته وصديقه أكثر ما يخشي رد فعله معه…

وسليم الذي تتضارب الأفكار في رأسه عدا فكرو أن تكون هنالك علاقه غير أخلاقيه بينهما ف أبيه علي علم بالأمر.. ينظر لأبيه لحظه… ويتوقف عندها لحظات.. حالتها توجع قلبه حقا.. يتمني لو كان الأمر لا يخصه لكانت بين يديه الآن يهدهدها ويخفف من روعها ويتمني أن يكون الأمر لا يستدعي كل هذه الجلبه.. فينتهي بها بين يديه وهو يتمتم بعبارات اعتذاريه لها…

أما عنها.. فيويل معانتها.. دموعها لم تتوقف.. تتذكر كل كوابيسها عن هذه اللحظه.. وجميعها تنتهي بأنتهاء علاقتها به!.. ليتها أخبرته الحقيقه من يوم عقد قرانهم.. قبل أن يعاملها بلطف ويحاول اسعادها ويفعل كل ما فعله سلفا… ازاد من تعلقها به وكأنها كانت تحتاج! ازاد من حبه ازاد من آمالها في الاستمرار معه نعمت في حبه الذي وإن لم يظهر ولم يعترف به لكنها استطاعت رؤيته في الكثير من الأحيان.. ليتها لم تعش معه تلك الذكريات الرائعه التي ستظل تداهم عقلها لآخر عمرها..

_اي يا جماعه أنتوا ناسين الاجتماع وجايبني لي

قالها معتصم ما إن دلف عليهم بعد أن انتقلوا للطابق الأسفل في

انتظاره…

وقف سليم واقترب منه حتي أصبح أمامه تماما وسأله بجمود

_بعت صورهم لداليا لي وايه علاقتك بيها

وهنا وقف محمد يقول بحزم

_أنا هحكيلك كل حاجه ياسليم..

مرت فتره أنتهي فيها سليم من سماع كل ما أرادوا قوله.. أو بمعني أدق كل ما حدث سابقا…

كان صامد جامد لا يظهر عليه أي تأثر.. وكأنه لا يسمع والده الذي تولي مهمة سرد كل ما حدث.. وحين انتهي والده.. رفع رأسه بعد أن كان محنيها وهو يستمع له.. وتشكلت ابتسامه ساخره علي وجهه وهو يبدأ بالحديث بنبره ساخره ومتألمه في الوقت ذاته…

_كالعاده بتتحكم في حياتي وبترتبها زي ما أنت عاوز مش مهم أنا عاوز أيه..

صمت ثواني ثم قال

_عاوز أعرف أنتوا اتصرفتوا كده بناء علي أيه ولي قررتوا ترتبولي حياتي وتدخلوا فيها عنوه..

قال الأخيره وهو يرمي نظره لتلك المنزويه بآخر ركن في الغرفه علي كرسي بعيد عنهم وكأنها لا تريد الحضور من الأساس..

بدأ محمد بتبرير يقول

_سليم أقسملك أني كنت خلاص موافق علي ريهام لأنها اختيارك وشيلت موضوع داليا من دماغي وأنا قلتلك أني قولتلها ده بعدين.. يعني مكنتش ناوي اتدخل في حاجه.. بس لما معتصم حكالي عن ريهام خۏفت عليك وحسيت ان مش دي الي تستاهلها.. أنت تستاهل حد أحسن منها.. تصرفت بناء علي إني عاوزلك الأحسن.. أنت ابني وأنا خاېف عليك ومش

عاوزك تقع ولا تتوجع عشان كده قررت ادخل داليا حياتك عشان تحبها ولما تكتشف حقيقه ريهام تكون مش فارقلك ومتوجعكش.. ولو حتي محبتهاش عارف أنها كانت هتبقي جنبك وهتخفف عليك.. آنا والله عمري ما تعمدت أدخل في حياتك.. بس أنا دايما بحاول أبعد عنك أي حاجه ممكن توقعك أو تأذيك.. دايما بحاول أحميك من الدنيا.. أنا شايف أن ده دوري طول ما أنا عايش وربنا مديني عمر..

رفع حاجبيه بسخريه وهو يقف مواجها له

_سيبني أقع و سيبني أتوجع.. هتعلم ازاي من غير ما أمر بتجارب صعبه.. طب أنت عايشلي طول العمر! عاوز تعيشني طول ما أنت معايا مرفه وتمام وميحصلش معايا أي مشكله أو أمر بتجربه صعبه.. وبعدين… لو جه وقت وبقيت لوحدي واتواجهت بالدنيا.. عارف.. ساعتها أقل حاجه هتوقعني ومش هقوم تاني.. لأني متعودتش علي الصعب.. أنت دورك مش تحميني وتبعد عني كل الي ممكن يواجهني فتتصرف بناء علي ده وترتبلي حياتي أنت دورك تسندني لما أقع وتقومني لما أيأس.. تكون جنبي بس مش تمشي حياتي علي مزاجك..

نظر ل داليا وهو يقول بسخريه

_فاكره لما قولتلك ابويا السبب في أني اتجوز ريهام..

نظر لأبيه ليجد عيناه تتسع بدهشه وكأنه أتهمه بجرم ما..

_أنا ياسليم!

أومئ بتأكيد وهو يكمل بتحسر

_آه أنت عندت معاك عشان كده اتجوزتها.. عارف قبل ما تيجيلي وتقولي ع الوصيه كنت أنا جايلك أقولك خلاص يابابا ألغي موضوع ريهام أنا مش مرتاح وحاسس أنها مش الاختيار الأفضل ليا وهيبقي بينا مشاكل كتير في المستقبل.. و Guess what خمن ماذا..

قالها بطريقه مسرحيه ثم أكمل

_اكتشفت أني مجرد معجب بيها.. وملهاش جوايا الحب الكافي الي نبني بيه حياه ونعدي مشاكلنا عشانه.. بس صدمتني لما لاقيتك بتفرض عليا بنت صاحبك.. ومصمم.. رغم أنك فاهم أني لسه بحب ريهام وعاوزها.. سألت نفسي هو أنت ازاي أنا مش هامك للدرجادي! مش هامك مشاعري ورغبتي وأهم حاجه أنت عاوز ايه مش أنا عاوز ايه..! وكأنك جبتني الدنيا عشان أنفذ رغباتك!.. عارف اتوجعت اوي وأنت بتقولي لو متجوزتهاش اعتبرني مت.. بتنهي علاقتنا عشان تلوي دراعي وتجبرني اتجوزها.. وقلبي ده في داهيه… أسيب حبيبتي مش مهم.. اتجوز واحده مخترتهاش مش مهم… المهم أنت عاوز ايه.. فاكر.. فاكر أيام الابتدائي لما نقلتني من مدرستي الي كان فيها كل صحابي لمدرسه تانيه لمجرد أنها أقرب لشغلك فناوي تنقل حياتك هناك.. ولما اتعودت عليها وحاولت اتأقلم جيت قولتلي يلا يا سليم سيب صحابك الجداد وتعالي انقلك مدرسه international لغات عشان أنا بقي معايا فلوس وحالتي الماديه اتيسرت وأنت لازم تواكب تقدمنا ده! واتنقل سليم وساب صحابه للمره التالته.. حتي في الثانوي لما كنت عاوز أدخل أدبي وحابب ده وكانت أمنية حياتي

أني أدخل كلية آثار لحبي فيها.. رفضت وأصريت ادخل علمي عشان ادخل هندسه.. وأنا كالعاده لبيت.. ودخلت وجبت هندسه.. ووقتها حسيت أني اتعلقت بحلم جديد.. الشرطه! ولما طلبت أقدم فيها.. قولتلي والشركات الي عندنا مين هيمسكها بعدي.. وفضلنا شهر في نقاش انتهي لصالحك كالعاده وخسړت حلمي للمره التانيه.. ولما جيت قولتلك اخد الهندسه من انجلترا.. رفضت وقولتلي مينفعش تسافر وتسيب والدتك لوحدها افرض احتاجتك وأنا مش موجود.. وضغط عليا أنزل الشركه معاك وأنا لسه في أولي.. ملحقتش اتهني بأي مرحله في حياتي.. حتي معتصم كنت رافض صداقتي له.. كنت بتختارلي اصاحب مين ومصاحبش مين.. اخرج امتي وارجع امتي.. اتكلم ازاي واتعامل مع الناس ازاي.. أنت كنت بتقررلي حتي البس استايل

ايه وملبسش ايه..عمرك ما سيبتلي حرية الاختيار… عشان كده لما لقيتك أنك عاوز كمان تجوزني علي مزاجك رفضت وعندت.. وفي الآخر.. رضخت.. زي كل مره يمكن الحاجه الوحيده الي عرفت اعملها مخالفه لرغبتك.. جوازي من ريهام.. عرفت ليه بقي أنت السبب..

التف لمعتصم يقول بابتسامه ساخره

_ايه مش عندك الي تدافع بيه عن نفسك أنت كمان! قول سامعك..

تنهد معتصم قبل أن يقول

_أنا معنديش اخوات ومن لما عرفتك وأنا بعتبرك آخويا الي مش من دمي بس الدنيا هدتهولي عمري ما حسيت ناحيتك بغيره أو اي مشاعر سلبيه دايما كنت ببقي مبسوط بكل الحلو الي بيحصلك.. كنت بخاف عليك وكأنك أخويا الصغير عشان كده كنت دايما بتخانق أيام الثانوي عشانك لأنك كنت سلبي ومبتاخدش موقف وأنا مبستحملش فاكر كام مره روحت مضړوب بسببك بدخل اټخانق عشانك ورغم إني بضړب بس ببقي مرتاح أني عملت حاجه عشانك حتي لو فشلت فيها فاكر لما اتفصلت أسبوع عشانك.. كان عشان مدرس سقطك في امتحان شهر وأنا متأكد أنك حليت كله صح.. كان مستقصدك عشان بتنافس ابنه دايما يومها وقفت قدام الفصل كله وزعقت معاه عشانك.. رغم إني كنت جايب ١٨من ٢٠ لكن مفرحتش بدرجتي وأنت واخد صفر.. وظلم سليم أنا اي حاجه عملتها صدقني كانت عشانك.. لما ناديه قالتلي ع ريهام مكنش عندي معلومات كافيه اجي اقولهالك. وخوقت متصدقنيش كنت شايفك متعلق بيها ومحبتش أكسر فرحتك وأنت أول مره تدخل في علاقه غير لما اتأكد أنها مش كويسه بس مع ذلك مكنتش بحبها ولا كنت قابلها ليك عشان كده روحت لوالدك لما طلب مني أساعده في موضوع داليا.. ساعدته يمكن عشان كان كل همي ابعد ريهام عنك وفكرت أنك لما تتجوز داليا ريهام هتبعد وتسيبك… فساعدته وكنت ناوي أبعد عن اي حاجه تخصك تاني… بس جوازك من ريهام رجعنا لنقطه الصفر.. وبدأت اتواصل مع عمي وداليا عشان نشوف هنتصرف ازاي وبدأت اراقبها واحاول امسك عليها

اي حاجه اقدمهالك..ده كل الموضوع.. اي حد فينا عمل حاجه كانت عشانك والله..

نظر في عيناه مباشرة وهو يسأله بجمود

_مين سرب خبر جوازي من ريهام

توترت حدقتي معتصم وهو ينظر لمحمد الذي أشار له بأن يقول فيجب أن ينهوا كل شئ الآن وتتضح جميع الحقائق

_عمي طلب مني أصوركوا في كتب الكتاب مكنتش عارف لي بس بعد ما صورتكوا طلب مني أسربها لحد من الصحافه..

_ايه!

كانت هذه الكلمه الوحيده التي نطقتها داليا وهي نجحظ بعيناها لهم! أهم من سربوا الخبر وجعلوا الجميع يتحدث بشأنها!

نظر لها سليم بسخريه وقال

_ايه! مكنوش معرفينك!..

_داليا في حاجات كتير متعرفهاش ياسليم وكل حاجه عملناها كانت بتعرف بيها بعد مانعملها حتي حوار تعبي والوصيه كل ده هي مكنتش تعرف بيه غير لما روحت وحكيت لها..

استدار بجسده واتجه لها حتي أصبح أمامها تماما وقال

_غريبه! كنا نسمع أن الراجل هو الي بيغصب البنت علي الجواز أو بيجري وراها ويخطط وينفذ عشان يوقعها بشباكه لكن أول مره أشوف بنت هي الي بتوقع راجل في شباكها ده غير طبعا البناات التانيه الي شغلتهم كده أصلا…

أغمضت عيناها بشده وهي تستمع لكلماته التي تعلم أنها ستكون قاسيه حد.. حد المۏت!

انت في الصفحة 13 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل