
الحلقة السابعة
هبط الى مستواها بسرعة وهو يهز وجها بقلق ويقول : مرام .. مرام ردى عليا
داليا كانت قدامة وتهبط على الدرج مجرد ما رأت مرام على الارض فزعو وهرولت لهم وقالت : فى ايه يا احمد مالها
احمد بوجه يبدو عليه علامات القلق : معرفش مرة وحدة وقعت …. ثم حملها على زراعيه بسرعة واتجه بها نحو الغرفة واسرعت ووضعها بحرص على الفراش وقام بالاتصال بالطبيب وبعد وقت قصير اتى …..
احمد : خير يادكتور هى كويسة
الطبيب : خير ان شاء الله مفيش داعى للقلق هو بس شوية ارهاق وعندها ضعط نفسى وكمان مش بتتغذى كويس ياريت لو محدش يدايقها او يضغط عليها علشان متتعبش تانى وكمان تتغذى كويس
احمد : حاضر .. وشكرا اوى يادكتور
الدكتور : على ايه بس ده واجبى .. عن اذنك
كانت قد استعادت وعيها لتفتح عينها وتجد داليا تجلس قبالها …
داليا : مرام انتى كويسة
مرام : ايوه كويسة
داليا : طيب حاسة بحاجة
مرام : متقلقيش ياداليا انا كويس بس حاسة بشوية صداع
داليا : الف سللم عليكى ياحبيبتى
مرام : الله يسلمك
دخل احمد الغرفة وقال بابتسامة صافية : الف سلامة عليكى
مرام بمضض : الله يسلمك
داليا : الدكتور قال ايه يا احمد
احمد : مفيش حاجة شوية ارهاق بس
ارادت داليا ان تتركهم بمفردهم قليلا عندما وجدت احمد يود ان يتحدث مع مرام وكان ينظر لها بقلق فقالت : طيب انا هاروح اجبلك برشام للصداع ده بما انك بتقولى عندى صداع
مرام : طيب
ذهبت داليا بينما هو جلب مقعد وجلس امامها وقال بنظرة ذات معنى : خضتينا عليكى
مرام ببرود : انا اسفة حقكم عليا
قال بابتسامة لثير غضبها : هااا ايه رأيك فى الاوضة اللى هاتقعدى فيها
مرام : اممممم حلوة
احمد : على فكرة انتى كان تفكيرك غلط لما فكرتى انى لما اعرف حكايتك كلها وكل حاجة عنك هازلك او اهينك او حتى اشفق عليكى مثلا انا عمرى ما كنت هاعمل كده ابدا
مرام : انت عرفت ؟!!
احمد : اممممممم
مرام : مين قالك اكيد عمرو مش كده
احمد : لا وعمرو يقولى ليه انا اصلا مسألتهوش … انا عرفت من نفسى
مرام بغضب : عرفت من نفسك ازى يعنى
احمد : سر المهنة ..
مش قولتلك قبل كده انى لو عايز اعرف حاجة عنك هاعرفها
مرام : ودلوقتى عايز ايه بقى ممكن تخلينى امشى انا مش عايزة اقعد هنا
احمد : لا يامرام مش هاتمشى اعتبرى نفسك سجينة عندى
مرام : انت مجنون !!
احمد : حاجة زى كده
مرام : انا عايزة افهم انت بتعنل كده ليه ؟؟
صوب نظره اليها كانظرة صقر وقال بنبرة قوية وجرأة شديدة : علشان بحبك يامرام وبموت فيكى كمان من ساعة ماشفتك وانتى شاغلة بالى وعقلى ومستحيل اسيبك تقعدى بعيدة عنى ولو لحظة وحدة عرفتى ليه انا بعمل كده
فتحت مقالات عينها بة واطالت النظر له وهى لا تصدق ماقاله وعقلها يرفض التصديق نهض من على الكرسى وبال بصوت قوى : تصبحى على خير انا هاسيبك تنامى وترتاحى
ذهب وتركها فى تها .. ولكنها مازالت مرام القوية التى لا يهزها الى عواصف مهما كانت تلك العواصف قوية ولا تكترس لكلماته الذى قالها للتو ولم يؤثر بها ما قاله او ماسيقوله … فاهو شخص له سيط كبير وماهى الان سوى خادمة اصبحت فقيرة ولا يوجد لها شئ فماذا سوف يقولون الناس ان علموا انه يحب تلك الخادمة كم ستتلقى من الاهانات فى حقها وهى لا تريد ان تشعر بالاهانةوالذل يجب عليها ان لا تخضع الى ذلك الحب ولا تدع له طريق الى قلبها .. نعن هى ابنة رجل اعمال مشهور ولكن الان هى ليست سوى خادمة فقيرة .. هكذا سوف تكون فى نظر العالم مهما كانت سابقا ومن هو ابيه وكيف كانت تعيش فا لا يهمهم شئ سوى الذى امام عينهم الان انها تعمل خادمة
___________________________________________
افاقت من نومها على صوت طرقات الباب واشعة الشمس الذهبية المتسلسلة داخل غرفتها … نهضت من فراشها وهى تفرك عينها لتمحى اثار النوم اتجهت نحو الباب وفتحت وهى مازالت على حالتها تفرك بعينها وكانت لاتنظر الى من يقف فكانت ترتدى قميص قصير يصل فوق الركبة وبحمالات وشعرها منسدل على اكتافها … فتحت عينها لنت عندما تجد احمد يقف امامها وكان ينظر لها بتعجب والى تلك الملابس التى ترتديها اغلقت الباب بقوة فى وجه وهى تشتعل غضبا ثم قالت من خلف الباب : نعم .. حضرتك عايز حاجة
قال وهو يحاول كتم ضحكاته : لا يامرام انتى اتأخرتى فى النوم فاحبيت اشوفك واطمن عليكى
مرام بشئ من الانفعال : شكرا على سؤالك .. انا كويسة
احمد بضحكة مكتومة : طيب
اخذت تزفر بضيق وغضب بالغ ثم سمعت دقات مرة اخرى على الباب فقال بعصبية : نعم عايز ايه تانى
داليا : مرام انا داليا
رددت اسمها قائلا بتعجب : داليا …. فتحت الباب لها ثم دلفت الى الداخل واغلقت الباب وقالت : عاملة ايه دلوقتى
مرام : الحمدالله بس لسا برضوا حاسة بصداع خفيف
داليا : طيب يلا ننزل نفطر
مرام : لا مش هاقظر انا هاغير هدومى واروح اساعد ام محمود فى المطبخ وفى حجات كتير عايزة اعملها
داليا : حجات ايه ومطبخ ايه بس انتى عايزة احمد يمسك فى زمارة رقبتى
مرام : ليه فى ايه ؟!
داليا : ايوه هو نبه عليا انى مخلكيش تعملى اى حاجة فى البيت ولا شغل ولا غيره
مرام : نعم وده ايه اصله ده !!
داليا : هو قالى كده وكمان قال انك متطلعيش من البيت والا هايكون ليه تصرف تانى .. ثم قالت بطريقة مرحة وسخرية : دى التنبهات اللى ادهانى حضرة الظابط
مرام بسخرية : هو ايه ده سجن اللى قاعدة انا ده ولا ايه
داليا : انا مش عارفة هو بيعمل كده ليه احنا عارفين انه بيحبك بس بيتصرف كده ايه مش عارفة
قالت محدثة نفسها: علشان عايز يعاندنى و خلاص وعند بعند بقى .. انا هاوريه العند اللى بجد اصل انا محدش بيمشى كلمته عليا
داليا : بتقولى ايه ؟؟
مرام : لا ولا حاجة يا داليا اسبقينى انتى وانا هاغير هدومى وانزلك ونفطر مع بعض .. هو احمد قاعد
داليا : لا راح الشغل
مرام : طيب
داليا : انا هستناكى تحت
مرام : ماشى
__________________________________
هبطت وتناولت فطارها مع داليا ثم صعدت الى غرفتها وبدلت ملابسها سريعا واخذت هاتفها الجوال وتسللت الى خارج المنزل دون ان يراها احد واستطاعت ان تخرج من الحرس الذى يقفون على بوابة الفيلا .. اوقفت سيارة اجرة حتى توصلها الى منزلها .. وبعد مرور ساعات وهو فى منزلها رن هاتفها وكان المتصل عمرو
مرام : ايوه ياعمرو
عمرو : ازيك يامرام عاملة ايه
مرام : الحمدالله وانت عامل ايه
عمرو : تمام .. ايه انتى لسا فى بيتكم
تنهدت بقوة وقالت : لا انا روحت مع احمد البيت عنده
عمرو بابتسامة : يعنى قدر ياخدك
مرام : بمزاجى طبعا .. لو مكنتش عايزة اروح مكنتش روحت
عمرو : اه ما انا عارف دماغك حجر
مرام :….
لم تتحدث معه كثيرا على الهاتف ثم اغلقت الخط وقالت بنظرة تحدى : اما نشوف بقى ياحضرة الظابط هاتعمل ايه علشان تعرف بس انى مش باحى بالتهديد ومحدش يقدر يمشى كلمته عليا ……
جاء المساء سريعا وكانت داليا قلقا جدا على مرام وتحاول الاتصال بها تجد هاتفها مغلق اتى احمد ووجد داليا تجلس على احد المقاعد وعلى وجه علامات القلق والخوف فقال : فى ايه ؟؟
داليا : مرام من الصبح مش لاقيها فطرت معايا وبعدين كلعت اوضتها ومن سعتها وانا مش لاقيها فى البيت كله وبرن عليها موبايلها مقفول
احمد بعصبية : انا مش قولتلك ياداليا متخلهاش تطلع
داليا : هى مقالتليس اصلا انها طالعة هى طلعت اوضتها عادى وبعدين ملقتهاش تانى طلعت اسأل الحرس بتوع البوابة قالولى انها طلعت وهما مقظروش يمنعوها طبعا لانك مدتهمش امر بكده فا خلوها تطلع
اصدر زفيرا قوى وداخله نيران تشتعل امسك بهاتفه وحاول الاتصال بها وجده خارج التغطية زاد الغضب بداخله واجرى اتصال بعمرو
احمد : ايوه ياعمرو مرام عندك
عمرو بتعجب : مرام !! انا كلمتها الصبح وقالتلى انها عندك فى البيت
احمد : الساعة كلم كلمتها
عمرو : الساعة 4 او 5 بعد العصر .. هو فى حاجة ثم قال له بنبرة غاضبة : مرام مالها يا احمد
احمد : مفيش حاجة انا شوية كده هاكلمك واطمنك
عمرو : انت رايح فين
احمد : هاروح اشوفها فين
عمرو : استنى انا جاى معاك
احمد : ملوش لزمة ياعمرو انا عارف هى قاعدة فين
عمرو : هو حصل ايه بظبط
احمد : هاقولك بعدين
ثم اغلق الخط مع بعد ان شك انها من المحتمل ان تكون بمنزلها وخرج من المنزل واتجه نحو سيارته وعبر بوابة الفيلا وكان بداخله بركان على وشك الانفجار ولكن قبل ان يثير بسيارته متجها الى منزلها رائها قدامة بينما هى مجرد ما رأت سيارته اخذت تتمايل يمينا ويسارا لتمثل انها ليس بوعيها وقامت بشرب الكثير من الكحل وكان لا يوجد بينها وبينه سوى مترات قليلا عندما رأها تتمايل هكذا خرج من سيارته وهو متجه نحوه كالوحش الهائج ……….