روايات

إنصاف القدر بقلم سوما العربي الجزء الثانى جميع الفصول

مليكه ببرود وتلكئ:مشش فاضييه.. اصلللها بتتجهز.. لعرييسسها… ماهو النهاردة خطوبتها.. عقبال عندك يا يوسف.

يوسف:خطوبتها… ايه لحقت تنسانى بالسرعة دى… هو ايه كانت عارفانا احنا الاتنين فى وقت واحد.

مليكه :اخرس قطع لسانك.. انت اتجننت.

يوسف :مش غريب عليها وهى هتجبيه من برا ما امها كانت متجوزه ومشاغله ابويا فى نفس الوقت.

مليكه:لااا.. ده انت شكلك اتجننت فعلاً… ايه اللي بتقولو ده ياحيوان اوعى تقول نص كلمه تانيه.. طنط نجلاء دى مافيش منها.

يوسف :اااه بأماره ابويا… المعلم رجب الى راح جرى ورضى على نفسه يكون محلل.

مليكه :أنا بجد بحمد ربنا انو رحمها من واحد حيوان زيك.. انت الى زيك ربنا مش بيسلط عليه حد لا هو مسلط عليه نفسه.

ثم أغلقت الهاتف بوجهه تزفر بضيق.

خرجت ندى من المرحاض تقول :قالك ايه ولا قولتيلو ايه.

مليكه :سيبك منه ده عيل معتوه… ده ربنا نجدها نوسه.

ضحكت ندى بخفة وقالت بفرحة :مازن جه براااا… شكله امووور اوى فى البدله.

بالخارج يجلس الجميع ينظرون للمعلم رجب وهو يجلس بين توفيق والحاج شكرى يفرد كتف على توفيق وكتف آخر على اخيه شكرى  فالاريكه بالكاد تاخده وهو يفرد باقى جسده عليهم عن قصد.

يرفع فنجان القوة يرتشف منه ببطء مصدرا صوت مقرف.

رغماً عنها نجلاء تختلس النظرات إليه كفتاه لم تكمل العشرين أتى أقوى رجل بالحى يغازلها تحت نافذه غرفتها.. لكنها ليست بنافذتها بل يجلس ببيتها يكاد يخفى توفيق وشكرى بسبب عرض كتفيه… وهو يجلس هكذا بكل فخر واعتزاز بحاله… رغم كل شئ واى شئ… ضحكت…ههههه .

المعلم رجب شخص خاطف للنظر.

بينما هى تضحك خلسه تحاول أن تخفى بسمتها عليه وعلى هيئته وأفعاله… كانت دلال وزوجها فاروق يجلسون لا يفقهون شيئآ ولا تفسيرا لوجود ذلك المدعو رجب ولا سيد.

فهم سيد على الفور وحمحم بحرج بسبب أفعال صديقه التى دائما ما تورطه :اااا.. اهلا وسهلا… ده الحاره فج نورها والنعمه.. اااصل ندى دى بنتنا ومتربيه وسط عيالنا.. واحنا هنا بقى زى ماحضراتكوا شايفين منطقة شعبيه وعارفين بعض.

رجب مكملا بغرور واعتزاز وهو مازال يرتشف قهوة نجلاء الذيذه:اه والى يفرحهم يفرحنا والى يزعلهم يزعلنا.. مش كده ياست ام ندى.

نادى باسمها وهو يتغزلها بعينه فاتسعت عينيها تكبت ضحكتها.. كل ما يحدث اليوم لاهو ضرب من ضروب الجنون.

مال فاروق على اذن دلال يقول :ده ايه المجانين الى جيبانى وسطهم دول… ايه الى مقعد حارتهم كلها معانا.

دلال بخفوت:يا فاروق احنا فى منطقة شعبيه كله عارف كله وبيحبوا يقفوا جنب بعض ويجاملوا.. هما كده ناس عشرية.

فاروق:دى حشريه مش عشرية.

دلال رده بالنسبة لك انت يا فاروق… سيب كل واحد على عوايده وراحته احنا جايين ناخد البنت عندنا. لوحدها يعنى بكره تتطبع بطبعنا احنا  ومازن بيحبها… يبقى خلاص.

لم تكد تقنع فاروق بوجود رجب وسيد الا ووجد مصيبه أخرى تقف على الباب متمثلة في كارم الذى حضر للتو يفتح ذراعيه على وسعهما مرحبا:نهى خطيبتى.. وحشتينى.

وضعت نهى ودلال كفهم على وجههم مغمغين:الله يخربيتك.

تقدم وخلفه عامر السبب بكل شئ وبوجودهم هنا حتى يظل ملتصق بمليكة قلبه.

كارم لنهى:ده القاهرة نورت اقسم بالله.

نهى من بين أسنانها:الله يخربيتك.

فاروق:ايه ده.. مين دول.. ونهى مين اللي خطيبتك يا ابنى.

كارم :نهى بنتك ياعمى… أسأل طنط دلال.. ده أنا قضيت عندكوا يومين فى اسكندرية مش هنساهم ابدا مش كده يا نهى؟

نهى:الله يخربيتك.

فاروق :قضيته فين يا حبيبى…ايه اللي بيحصل في غيابى يا دلال.

تدخل عامر بوقار ينقذ الموقف :مساء الخير.. عامر الخطيب.

فاروق :غنى عن التعريف طبعا… كنا بنتقابل زمان.

عامر :اه بس حضرتك بقا دايماً مسافر.. اااحمم.. كارم جه معايا لما كنت مسافر اجيب مليكه من عندكوا. ومدام دلال مرات حضرتك ست بتفهم في الواجب عزمتنا على الغدا على البحر وكارم صحبى معجب بنهى بنت حضرتك وجايلك النهاردة يحدد معاك ميعاد عشان نيجى البيت من بابه.

تنهد فاروق قليلا…. عامر دبلوماسى الى اقصى حد.

فاروق :ايوه يابنى بس مش حاسس انه خفيف شويه.

تقدم كارم يقول :لاا… لااا دى إهانه لا يمكن اقبل بيها.

عامر :اهدى.

كارم :اعقلوا الكلمه.. اعقلوا الكلمه.

فاروق :اهو شوفت.

عامر :لا لا يا استاذ فاروق… هو بس مع اهله وحبايبه بيحب يهزر ويفرفش لأنه دمه خفيف بطبعه واصلا كل المصريين كده بس تعالى شوفو وهو واقف فى كمين على الصحرواى كده… باشا مصر.

كارم :اه والله حتى هبقى اخد نهى واظبطلها قاعده رومانسيه هناك… كرسيين وشمسيه واتنين عصير ڤى اى بى… مش كده يانهى؟

نهى بغيظ :الله يخربيتك.

كارم متمتما:بتموت فيا…. واقعه اوووى يعنى… معذوره.

حاول فاروق ان يستفيق من كل ذلك الجنون الذى يحدث حوله خصوصا مع نظرات مازن الذى يكاد يبكى مما يحدث بخطبته.

نظر فاروق أمامه لا يعلم من يخاطب وممن بالضبط يطلب يد الفتاه لابنه لكنه حسم أمره وتحدث بتعميم:طيب يا جماعه احنا جايين نخطب ايد بنتكوا ندى لابنى مازن… مازن دلوقتي بقا دكتور.. جايله تكليف هنا فى القاهرة وهيأجر شقه هنا بس هو ليه شقه ملك فى اسكندرية.. ومكان ما يرتاحوا يعيشوا.

تقدم رجب على الكل وقال :على بركة الله.. نقرا الفاتحه.

شكرى:هااا.

رجب :اقرى الفاتحه يا حاج شكرى.. وخلى الباشمندس يقرأ.

لم يترك فرصة لأحد… إنما باشر الجميع فى قرأة الفاتحة بعد كلمته هذه وتعالت الزغاريد من شقيقات نجلاء وهى سعيدة بابنتها تتهرب بخجل من نظرات رجب العاشقة لها.

انت في الصفحة 3 من 48 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل