
عامر:مليكه.. اهدى بس وقدرى موقفى انا اتحرجت شوفى شكلك جنب شكلى انا…. صرخت بوجهه بجنون… قد نفذ كل الصبر:قولتلك رجعنى مصر حالا بدل ما اجرى منك فى الشوارع واروح السفارة وارجع لوحدى.
عامر:مش هنرجع الا اما اشرحلك موقفى وتهدى وتسامحينى.
اقتربت منه وشبت على اصابعها وبالكاد وصلت لانفه:عمرى ما هسامحك… انت موت…..عامر ماااااات… سامع… مات… ورجعنى مصر بدل ما اروح السفارة واقول انا مين وبنت مين فيكلموهم فى القصر ويتعرف انى خرجت من مصر معاك… يالااااااا.
صرخت أمره بوجهه ولأول مره ترتعد عيناه هكذا… لقد اضاع مليكه منه نهائيا …
الثاني عشر
الخذلان… ان تخذل مراراً من أهم الاشخاص في حياتك جدير بأن يغيرك إلى شخص اخر.. شخص لا تعرفه حتى انت.
جلست صامته… صامته تماما.. وهو يقتله الألم… لم ولن تفهمه.. ليس من الطبيعي ابدا ولا من المقبول ان توجد علاقة بينهم… هو رجل تقدم به العمر وهى فتاه صغيره… ليس من المعقول أن ينسى كل شيء….نظرة الناس… المجتمع… حتى اقرب الأقربون لايعلم كيف سيواجههم ويخبرهم.. ليس جبنا ولكن.. هناك أبعاد أخرى… هو نفسه يشعر بالخجل والتصابى بعشقه لها… ماذا سيحدث بعد عشر سنوات… عشرون سنه… كيف سينسى حياة المظاهر التى اعتاد عليها… مليكه… ماهو شعورها بعدما تصبح زوجته.. هل ستظل على حبها ام؛
ام سيعحبها شاب اخر… هل من الممكن أن يأتى اليوم الذى تخبره فيه برغبتها بالانفصال.. أو أنه مثلا استغلها… استغل حبها وتعلقها به وتزوجها سريعاً قبلما تنضج وتستفيق من نشوة حبه.
الأهم انه على يقين بانها لا تلصح له ولا هو يصلح لها.. اغمض عينيه يتنهد بألم فهو احبها.. بالفعل احبها وقضى الامر… قلبه معها.. لكن عقله مازال معه…
ولابد أن يظل معه.
عامر الان فى صراع بين الصح والاصح… حبه لتلك التي لجواره… وبين انها صغيره… فارق العمر كبير وغير مقبول.. كذلك هديل… تلك الفتاه اللطيفه… يعلم بخطط خالته للزواجه منها وقد كانت هديل غير مرحبه او مهتمه لكن بعد ذلك التغير الذى يراه منها فى الاونه الاخيره جعله فى حيره ومأزق كبير.
لكن لاااا… هو لا يستطيع الاستغناء عن مليكة قلبه…. لا يستطيع الارتباط بغيرها… وايضا لا يستطيع الارتباط بها.
يقتله الالم وهو يراها بهيئتها تلك تجلس لجواره بطريقهم للعودة الى مصر… وجهها يكسو الألم وخيبة الأمل… يعلم… لقد خذلها.
خذلها بقوه… مليكه التى لجواره الان ليست هى تلك التى عهدها حتى وفى الوقت الذي لم يكن يعشقها به وكانت مجرد فرد فى عائلته لم تكن كذلك… كانت كتله حيوية ومرح تسكن معهم….من أروع ما حدث بحياته هو عشقها له.
بات متأكد أن يستحق الضرب كونه رفضها ذلك اليوم وبهذه الطريقة… ومع ذلك اعطته بدل الفرصه اثنين وهو اضاعهم واضاعها…لكن السؤال الان والذى بات يلح على عقله… هل سيسطيع تركها تبتعد؟
لا يحتاج لتفكير…يعلم لن يستطيع…حتى لو هى ارادت.
اقتربت الطائره من الوصول لأرض الوطن… استدار لها بالحاح يقول وهو يتحسس كفى يدها وهى تقبضهم بغضب والم :مليكه… عشان خاطرى اسمعيني وأدينى فرصه افهمك.
ظلت صامته… كأنها ليست معه… او لا تعير حديثه اهتمام قال كما لم يقل.
عامر :يامليكه افهمى… افهمى وحاولى تستوعبى ماينفعش تشوفى الموضوع من زاويتك انتى وبس.. الدنيا مش انا وانتى… فى ناس… ناس كلامهم زى الحجارة واصعب… والغلط كله هيبقى عليا.. لانى انا الكبير الواعى الى كان المفروض اتحكم فى كل حاجة من الاول ولو شفت بنت صغيره زيك بتحبنى يبقى ذهنى حاضر ويوقف كل حاجه.. هيتقال انى استغليتك أو ممكن كمان غصبتك… وانا راجل راس مالى سمعتى… وسمعة عيلة الخطيب كلها…. انتى لو شوفتى واحد من سنى ماشى جنب بنت صغيره وبيقول حبيبتي هتقولى عليه ايه… بلاش انتى ممكن تتعاطفى معاه لكن انتى عارفه كويس الناس هتقول ايه… مليكه لازم تفهمى وتعذرينى.
أخيراً خرجت عن صمتها ونظرت له ببرود قائله: اعذرك على ايه؟
عامر :على الى حصل من شوية انا اس…. قاطعته تسأل بنبره بارده كالجليد:وهو كان حصل ايه اصلا؟!
نظر لها باستغراب يقول :لما.. لما قولت لمعتز انك بنت ابن عمى وبس.
مليكه بهدوء مميت للماثل امامها :طب وانت قولت ايه غلط في كده….مانا بنت ابن عمك.. وبس.
عامر بلهفة :لا يا مليكه لأ انتى مش كده وبس لو سمحتي ماتعمليش كده.. ازعلى منى وزعقى… اعملى اى حاجة بس ماتبقيش ساكته كده…. هدوءك ده مخوفنى.
نظرت له بجانب عينها وقالت:لو سمحت انا مش حابه اتكلم مع حد دلوقتي.
وقف يتحدث بقوه وغضب :واحنا مش هننزل من هنا ولا هتروحى في حته الا اما تفهميني وتسامحينى…. وتدينى فرصة تانية.
ردت ببرود صقيعى:اديتك فرص كتير.. خلصت كل الصبر… كتر خيرى.
عامر بخوف وتوجس :يعنى ايه؟
شعروا باهتزاز الطائره معلنة عن احتكاك عجلاتها بالأرض.
عامر:مليكه… ردى عليا.. معناه ايه الكلام اللي بتقوليه ده؟
جمعت أغراضها وهى تتجه إلى باب الطائرة ولا تجيب.
ذهب خلفها قبض على ذراعها يديرها نحوه:مليكه.. ردى.. يعنى ايه… عايزه تسبينى؟!!
ابتسمت بجانب فمها تقول بسخريه:هو انا كنت معاك عشان اسيبك؟
احتدت عينيه وبدأ غضبه يظهر :يعنى ايه كلامك ده… انتى فاكره انك ممكن تبعدى عنى عادى.. انا مش هسمحلك.
كان باب الطائره قد فتح… نظرت له وقالت ببرود :تسمح.. ماتسمحش.. مع نفسك.
ردد ببهوت:مع نفسي.. إيه ده انتى بتكلمى عيل صغير؟
التفتت خلفها تقول :سلام… يا ابببيه.
نظر لاثرها بغضب وهو يراها تغادر… هل ستغادر حياته مطلقاً؟… حسنا سيعطيها بعض الوقت كى تهدأ ثم يتحدث معها بعقل قليلاً ولن يتركها قبل أن يراضيها.. هو مخطئ وعليه أن يتركها لتهدأ.