روايات

هويت رجل الصعيد الجزء الاول

-أطمن يا عهد طول ما أنتِ جارى وتحت عينى مهيصبكيش أذي

هزت رأسها بنعم وعينيها غارقة في النظر إلى عينيه السوداء، ذاهب من أمامها لكى يبدل ملابسه فضرـ,ـبت قلبها بخفة وبقبضتها الصغيرة لتقول:-

-وبعدين معاك بقى

_____________________

وقف “خالد” أمام المرأة يمسح الدم من أنفه ويتطلع بوجهه الذي تشوه من لكماته ليلقى المنديل بغضب سافر وهو يقول:-

-بتستعجل موتك يا نوح بس أنا مهجتلتش برصاصة أنا هخليكى تتنمى الرصاصة دى رحمة منى

دلفت “أسماء” له غاضبة وهى تقول:-

-عملت أيه لعهد خليته يتحول عليك أكدة

أخذها من يدها بقوة وغضب يأخذها تجاه الباب ويقول بانفعال:-

مالكيش صالح بيا خليكى أنتِ يا ست العفيفة غرجانة في حُبه لحد ما أحرج جلبك عليه

نفضت “أسماء” ذراعه من قبضته بعنف وقالت بتهديد:-

-والله لو اذيت نوح يا خالد ما هيكفينى فيك موتك

أخرجها من باب الغرفة بقسوة وهو يقول:-

-أنتِ معندكيش دم يا بت، بس هو كيف جلبك متحرجش وأنتِ شايفاه مع غيرك

تمتمت “أسماء” بضعف وقلب مُنهك وهى تتشبث بملابس أخيها قائلة:-

-أنت مهتأذهوش يا خالد صح؟

أبعد يده عنها بقسوة وهو يحدق بعينيها ببرود ويقول:-

-بكرة ألبسك أسود عليه يا خيتى

أغلق الباب في وجهها لتجهش في البكاء وهى تعود إلى الغرفة باكية وقلبها ينزف دمًا على عشقها المدنس بالأشواك

____________________

ذهب “نوح” للمستشفى بـ “عليا” لتجرى الفحوصات اللازمة للجراحة وبعد الأنتهاء أخذها إلى المنزل وقبل أن تترجل من السيارة قال:-

-هتلاجى ولدك في أوضة نادر

غادرت السيارة سريعًا بلهفة لرؤية طفلها وعندما دلفت للغرفة رأت “يونس” نائم في الفراش لتسرع له وتتنازل عن حذرها أمام “نوح” فعندما أسرعت للفراش أُغلق الباب عليها ثم سمعت صوت المفتاح يغلق من الخارج حتى لا تهرب …

تبسم “نوح” بجدية وهو جالس في سيارته بعد ان رأى “خلف” يخرج من المنزل ليعطيه مفتاح الغرفة بعد أن نفذ ما طلبه، أخذ المفتاح وغادر المنزل بسيارته…

___________________

نزلت “عهد” للأسفل مُرتدية فستان أبيض عليه ورود زرقاء بكم وطويل يصل لأسفل ركبتيها وشعرها مسدول على ظهرها يصل لخصرها وتضع حول رأسها ربطة شعر بيضاء من الفرو وعلى هيئة فيونكة وترتدى حلق أذن فضي طويل، دلفت للمطبخ فرأت “حُسنة” تعد الطعام فذهبت نحو المطبخ لكى تحضر كوب من القهوة فقالت “حُسنة” بلطف:-

-الجهوة ممنوعة عنك

أخذت البن من يدها للتعجب “عهد” لها فتابعت “حُسنة” بحرج قائلة:-

-نوح بيه جال أن القهوة ممنوعة عنك والعصير أفضل

أعطتها كوب من العصير لترتشف “عهد” القليل منه ولتبصقه في الحوض سريعًا وهى تقول:-

-أنتِ نسيتى تحطى سكر

أجابتها “حُسنة” بجدية وثقة من موقفها قائلة:-

-السكر والملح ممنوعين

تركت “عهد” الكوب من يدها وخرجت غاضبة إلى الحديقة وهى تتنفس بضيق شهيق وزفير طويل وتقول:-

-أهدى يا عهد

كانت تتحدث وهى تشير بيديها للأعلى وللأسفل لكى تسترخي، جلست على أقرب مقعد لها ليأتى صوت “نوح” من الخلف يقول:-

-حتى كرسي هتأخده مش كفايه الفرشة

أستدارت تنظر له بضيق ثم عادت بنظرها إلى الأمام وعقدت ذراعيها أمام صدرها ليتعجب غضبها فألتف ليقف أمامها وقال:-

-حد زعلك؟

صاحت “عهد” بأختناق في وجهه قائلة:-

-مين اللى قالك أنى هأكل من غير ملح والعصير أزاى من غير سكر

تبسم بخفة وهى لا ترى بسمته ثم جلس جوارها على نفس المقعد فصُدمت من رد فعله وألتصقه بها لتحاول الأبتعاد عنه بعد أن ألتصق بها ويقول:-

-عشان صحتك

كادت أن تقف ليلف ذراعه حول كتفها يمنعها من مغادرة المقعد مُحدثها بنبرة خافتة:-

-أستحملى هبابة من غير ملح وسكر لحد ما يحددوا ميعاد العملية

حاولت الفرار من ذراعه جاهدة لكنها فشلت في مقاومة بنيته الجسدية القوية وعضلاته وتشبثه بها وعينيه غارقة فى عينيها لتضع يدها على صدره وتدفعه فشد بيده عليها فسكنت هادئة ناظرة إلى عينيه ثم قالت بعبوس:-

-أنت تقدر تأكل من غير ملح

نظر إليها فرأى الغضب ممزوج بالحزن ليؤمأ لها بنعم وقال:-

-ليكى عليا من النهاردة اكل من غير ملح وياكى من نفس الوكل والطبج

تلاشي الغضب من وجهها وظهرت بسمة خافتة بخجل على شفتيها ثم قالت:-

-لا مش لدرجتى

__________________

وافق الطبيب على التبرع من “عليا” وحدد ميعاد للجراحة قبل نهاية الأسبوع ليأخذها “نوح” للغرفة وتركها مع الممرضة لتجهزها إلى الجراحة وعندما دخل للغرفة كانت تجلس في الفراش وترتجف بخوف ووجهها شاحب، أخذ يدها في يده بلطف ليجد جسدها بارد كقطعة ثلجية فتحدثت بنبرة دافئة:-

-متخافيش يا عهد أنا جارك

رفعت نظرها له بضعف ولم تتفوه بكلمة واحدة فمسح على رأسها وقال:-

-أنا هستناكى أهنا

أومأت له بنعم وكأنه يخبرها أنه بالانتظار فلا تجرأ على الرحيل بعيدًا، دلفت “ليلى” من باب الغرفة هادئة ثم قالت:-

-خلاص

نظر الأثنين لها ليروا الممرضة تدخل بالسرير المتحرك (الترولى) لكى تأخذها فساعدها “نوح” وهو يمسك يدها للصعود وسار بها للخارج ويدها مُتشبثة بيده حتى بلغت باب غرفة العمليات فأنفصلت يديهما عن بعض وأُغلق الباب عليها ليقف مع “ليلى” ووالده و”سلمى” بأنتظارها لمدة تصل إلى ستة ساعات وبعد طول انتظار خرجت ممرضة له أعطاها بعض النقود من قبل مُبتسمة وتخبره بأن العملية أنتهت بخير، نص ساعة أخرى وفُتح باب الغرفة الثنائي ثم خرج الترولى وهى به نائمة ليسرع نحوها وهو يضع يده على رأسها فوق طاقية زى العملية ولحظة تتطلعه بملامحها شعر بأن قلبه هدأ وحرب القلق الذي نشب بداخله تلاشي بعد أن أطمن عليها وخروجها سالمة ليأخذوها إلى الغرفة ولم يدخل لها أحد لتظل بالمستشفى أسبوعين تحت العناية، جلس “نوح” مع الطبيب قبل أن يُصرح لها بالخروج ثم قال:-

-أهم حاجة الأكل تأكل كويس جدًا والمياه على طول وبلاش رياضة وحركة قوية، الأدوية اللى كتبتها لحضرتك تمشي عليها ومفيش شغل لو المدام بتشتغل قبل 3 شهور والعربية منسوقهاش، هنبعد عن أي حاجة تنقلها عدوى او أي فيروس ومنختلطش بناس كثير الفترة دى ومتأخدش أي تطعيمات أو أدوية قبل الأستشارة ولو في خططكم الحمل بلاش لمدة سنة على الأقل

تنحنح “نوح” بحرج من ذكر الحمل ثم وقف بوجه أحمر من الخجل وقال:-

-متشكر يا داكتور

غادر المكتب ليعود إلى غرفتها وكانت “ليلى” بالداخل تجهز الحقيبة بعد أن ساعدتها في تبديل ملابسها لترتدي فستان أزرق اللون طويل وفضفاض بنصف كم، أقترب “نوح” فوضع خصلات شعرها خلف أذنها من الجانبين ليضع القناع الطبي (الكمامة) على وجهها ثم مد يده إليها ليقول:-

-يلا

أومأت له بنعم وهى تضع يدها في يده وحملت “ليلى” الحقيبة ثم غادروا المستشفى وتذهب “ليلى” معهم إلى الصعيد…

____________________

__”منــــــزل الصيــــــاد”__

كانت “فاتن” جالسة على الأريكة وعلى قدمها طبق من التفاح وتمسك في يدها سكين تقطع وتأكل وهى ترمق “سلمى” بعينيها ببرود فجاءت “حورية” وجلست جوارها:-

-هو في ايه؟

تمتمت “فاتن” وهى تعطي التفاح إلى “حورية”:-

-شكل نوح معاود النهاردة بمراته المريضة

وضعت “حورية” يدها على رأسها وهى تتكأ بساعدها على الأريكة ثم قالت:-

-مريضة فالحة مش كيف بنتك الموكوسة اللى جاعدة تحب لي فيه وهو مع غيرها أنا حاسة ياما أن بنتك ناجص تجعد تراعها في مرضاها

أقتربت “فاتن” من “حورية” لتهمس في أذنها بمكر قائلًا:-

-متجلجيش أبوكى منتظرهم على الطريج وأن شاء الله يعاود من غير مرته المرة دى …

يتبــــع….

#هويتُ_رجل_الصعيد

الفصل الثامن (8)

___بعنــــوان “قرار أحمق” ___

كانت “عهد” نائمة بمقعدها في السيارة وهو يقود ناظرًا للأمام بينما تجلس “ليلى” في المقعد الخلفى وتنظر في هاتفها دون أهتمام للطريق، توقفت السيارة بمنتصف الطريق فنظرت “ليلى” بتعجب وهى تقول:-

-في أيه؟

أجابها “نوح” وهو يفتح باب السيارة ليترجل منها قائلًا:-

-تجريبًا في عطل

ترجل من السيارة ثم فتح الصندوق الأمامى ليرى الدخان كثير يتصاعد فعاد للسيارة وهو يغلق النوافذ جيدًا حتى لا يتسرب الدخان للداخل لأجل “عهد” ووقف بالخارج يتصل بـ “عطيه” ويقول:-

-أنا على أول البلد المهم متعاوجش يا عطيه

أغلق الخط ووقف ينتظر صديقه وفى أقل من نصف ساعة كان “عطيه” أمامه بسيارته السيدان السوداء، فتح “نوح” باب السيارة وقال بنبرة خافتة هادئة:-

-عهد جومى

فتح لها حزام الأمان ثم ساعدها في النزول وأخذ “عطيه” الحقيبة من “ليلى” وهو يمازح صديقه:-

-حمد الله على السلامة يا نوح، نورت البلد

نظر “نوح” له ليراه ينظر إلى “ليلى” لكنه يواجه الحديث له فهز رأسه بضجر من صديقه وهو يقول:-

-أفتح العربية يا عطيه

أدخلها “نوح” في الخلف بجوار “ليلى” وصعد جوار صديقه لينطلق بهم وهو يحاول أن يفتح الحديث مع “نوح” لكى تجيب أو يقدمها “نوح” له فبالتأكيد ليست زوجته فزوجة صديقه مريضة، لمح “نوح” بعض رجال الجبل يجلسون على الطريق ويحملون الأسلحة فلم يعرى أي أنتبه حتى رأي “خالد” في الخلف ليعلم بأن هذا فخ صنع له وعطل سيارته إنقاذه هذه المرة ليتواعد لهما بالكثير من الأنتقام فبعد أن أطمن على زوجته لن يجد ما يمنعه عنهم، وصلوا للمنزل فترجل وأخذ بيد “”عهد”، أسرع “عطيه” لها وهو يقول:-

-عنك الشنطة

رفعت حاجبها له بحدة ثم قالت:-

-شكرًا

لم تعطيه الحقيبة فنظر لها بذهول من حدتها الصارمة ثم ذهب إليها مرة أخرى وهو يحاول أخذ الحقيبة فقال:-

-عنك والله

صاحت به بضيق شديد قائلة:-

-ما قولنا شكرًا دا أيه الغتاتة دى

أتسعت عينيه بدهشة من ردها وتذمرها ليقول بتمتمة خافتة لم تسمعها:-

-أيه البت أم لسان طويلة دى

غادر من المنزل دون أن يودع صديقه، فتحت “حُسنة” باب المنزل ودخل بها وخلفهما “ليلى”، هرعت “سلمى” لهما بسعادة وهى ترحب بهما قائلة:-

-حمد الله على السلامة يا ولدى، نورتى الدار يا عهد

تبسمت “عهد” لها بخفة وقال “نوح” بجدية:-

-حضري أوضة للضيفة يا أمى

أومأت له بنعم ثم أخذت “ليلى” وصعدت فنظر “نوح” إلى “فاتن” وابنتها “حورية” وهو يشتاط غضبًا من مكرهما ثم أخذ “عهد” إلى الأعلى، هرعت “فاتن” بصدمة من رؤيته حي ولم يصيب شيء هو وزوجته وقالت:-

-أتصلى بأبوكى يا بت وجوليله ان نوح وصل

كزت “حورية” على أسنانها بضيق وأومأت لها بنعم

____________________

انت في الصفحة 13 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
140

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل