
-ونوح هيهملك أكدة تدخلى أوضتـ,ـه ولا تأذي مرته في داره بغبـ,ـائك دا
ضـ,ـربت كف على الأخرى وهى تقول:-
-ااـ,ـااه لو يسيبونى عليها
___________________
كان “نوح” جالسًا فوق العشب تحت نخلة في أرضي زراعية وشاردًا في عجزه عن إنقاذها ومعالجة مرـ,ـضها فسأله “عطيه” بقلق:-
-ومرت أخوك دى هتوافج
أجابه بنبرة شر وغضـ,ـب مكبـ,ـوح بداخله:-
-لازم توافج يا عطيه معنديش خيار تانى ، الفكر والخوف من المرض هم اللى هيموتوا عهد لأنها جبانة وأنا مههملهاش ت,م,وت أكدة
نظر “عطيه” له بحيرة ثم قال:-
-أنت حبتها يا نوح؟
نظر “نوح” له بدهشة من سؤاله وتنهد تنهيدة طويلة معبأة بالكثير من المشاعر المختلطة ثم قال:-
-مش حُب، أنا جوايا أحساس أنى مسئول عنها وأنها مسئوليتى، أنانية أختها ومكرها مولدين جوايا الحنية والطيبة عليها
سأله “عطيه” سؤال ماكر قائلًا:-
-شفجان عليها يعنى
سؤاله الماكر أثار غضب صديقه فأجابه “نوح” بسرعة وهو ينظر إليه بغضب:-
-لا مش شفجة، أنا بشفج على الغلابة والمحتاجين وبساعدهما لكن هي مش شفجة أنا بجد خايف عليها، تعرف أنى جرأت عنها كتير وكتير من التعليجات كانت بتجول أنها عنيدة ومتمردة على كل حاجة حتى ألوان الهدوم بتتمرد عليها لدرجة خلتنى عاوز أشوف عنادها دا كيف وعامل معاهم كيف؟ أنا من يوم ما عرفتها ومشوفتش غير ضعفها وحزنها
أربت “عطيه” على كتفه بلطف وجمع شجاعته وهو يقول:-
-هجولك حاجة ومتتعصبش عليا ولا تسبنى وتجوم، اللى بيحاول يكتشف واحدة ويعرف عنها ويدخل يبحث عن صفحاتها ويوصل أنه يجرأ تعليجات الناس عنها دا واحد بيحب يا نوح
نظر “نوح” له بوجه عابس على وشك أن يطلق العنان لغضبه في وجهه فتابع “عطيه” بشجاعة:-
-بطل تنكر دا وصدج وأبجى أسال حالك وانت باصص في عينيها بتحس بأيه ولو جرالها حاجة بعد الشر موجفك هيكون ايه، وأفتكر يا صاحبى أن الحب مهوش عيب ولا حرام وأن اللى في البيت دى مرتك وحلالك والصخرة اللى في صدرك من حجها تلين وتحب
وقف “نوح” غاضبًا من حديث صديقه وينفض الغبار عن عباءته وهو يقول بتذمر:-
-أنا ماشي عشان أنت خرفت على المساء
ناده”عطيه” وسط ضحكاته فهو كان يعلم بأن صديقه سيهرب:-
-خد هنا يا نوح، طب مهتصليش الفجر
لم يُجيب عليه وغادر المكان عائدًا للمنزل وعندما دخل غرفته كانت “عهد” نائمة بالفراش ووالدته غادرت لغرفتها تاركة هذه الزوجة الضعيفة وحدها، ولج للمرحاض ووقف تحت صنبور المياه لفترة طويلة يفكر في حديث “عطيه” ويتكأ بذراعيه على الحائط، لم يشعر بالوقت الذي قضيه تحت المياه الباردة وعندما خرج لم ينام على الأريكة بل أخذته قدمه إلى الفراش وجلس جوارها يتطلع بملامح وجهها وهى تنام على ظهرها ورأسها مائلة للجانب الأيسر وشعرها الأسود مفرود جانبها، رفع خصلة شعرها عن جبينها بسبابته لتشعر بشيء يزعجها فحركت رأسها برفق ليفزع وهو يرفع يده عنه، تتطلع بملامحها وحاول أن يشعر بدقات قلبه لكنها كانت هادئة ولم تتسارع لأجلها فعاد للأريكة ببرود وهو يُتمتم بسخرية:-
-جال حُب وعشجان جال
نام على الأريكة بأرتياح بعد أن تأكد بأن حديث “عطيه” خرافة لا أكثر
______________________
كانت “سلمى” تجهز الفطار على السفرة مع “حُسنة” فجاء “على” وقال بحنان وهو يجلس على السفرة:-
-صباح الخير يا سلطانة جلبى
تبسمت “سلمى” وهى تقول بعفوية:-
-صباح فل يا سيد الرجال
جلست على المقعد جواره وتركت “حُسنة” تكمل وحدها فقالت بنبرة خافتة:-
-مرت ولدك تعبانة جوى يا حج وأنا خايفة على نوح
وضع “على” يده على يد “سلمى” بلطف وطمأنينة ثم قال:-
-متجلجيش، ولدك راجل
نظرت للخلف على “فاتن” الجالسة في الصالون ثم همست له بقلق:-
-ما تتحد مع نوح يدي عمه حجه، أنت خابر شرهما كيف أنا معاوزش أخسر ولدى التانى اللى باجى ليا من الدنيا
بدأ “على” يتناول فطاره مٌتجاهل طلبها وقال ينهى الحديث في هذا الاتجاه:-
-كُلي يا حج وهملى ولدك يدير شئون حاله لوحده
تأففت “سلمى” بضيق شديد من موافقة زوجها على ما يحدث، دق باب المنزل لتفتح “حُسنة” لترى “عليا” واقفة أمام الباب، أدخلتها إلى “سلمى” فتعجبت “سلمى” من هدوء هذه المرأة فعندما جاءت أول مرة كانت شجاعة ومتعجرفة تتحدث مع الجميع بتعالى وغرور لكن اليوم مكسورة وهادئة كالطير الذي كسر جناحيه، تحدثت “عليا” بنبرة هادئة:-
-نوح فين؟
أجابتها “سلمى” ببرود وهى تتناول الفطار لا تبالى بوجودها:-
-عاوزة ايه من ولدى يا وش الشوم أنتِ
تنهدت “عليا” بغضب مكبوح بداخلها وهى تشعر بأنها المهزومة أمامهم الأن ثم قالت:-
-عايزاه
تحدث “على” بنبرة ثابتة وهو يدرك سبب مجيئها قائلًا:-
-أطلعى يا حُسنة صحى نوح
أومأت له بنعم وصعدت الدرج…
____________________
فتح “نوح” عينيه بتعب ليراها أمامه أول شيء يقابل عينيها وهى جالسة على الأرض جواره ويدها على كتفه، أتسعت عينيه على مصراعيها بذعر من أن تكون تشعر بالمرض فأعتدل في نومه وهى تقف من جلستها أمامه ليقول:-
-في أيه؟
تبسمت بسخرية من حالها ومرضها وقالت:-
-هو أنا بقيت بخض أوى كدة
تنحنح بحرج من رد فعله التلقائي فور أيقاظها له ثم قال:-
-لا كنت بحلم بكابوس بس
قهقهت ضاحكة على كذبته البريئة وهى تجلس جواره فنظر إلى بسمتها العفوية ثم مسح وجهه بكف يده لتقول:-
-أنا كنت فاكرة عندك شغل وراح عليك نومة
أبعد يده عن وجهه لينظر إليها، كانت تنظر للأمام مُتحاشي النظر له وكأنها تترك له مجال النظر إليها دون حرج أو استحياء، دق باب الغرفة وعندما فتح أخبرته “حُسنة” بزيارة “عليا” ليرفرف قلبه فرحًا وهو يعلم سبب هذا الزيارة، وقفت “عهد” باستغراب وهى تقول:-
-عليا جت هنا؟
دلف للمرحاض ليبدل ملابسه سريعًا ثم خرج فرأها بدلت ملابسها لكى تنزل فاستوقفها وهو يقول:-
-أستنى هبابة أهنا، هتكلم وياها وبعدين أخليها تطلع لك
-بس
قالتها “عهد” تعارضه لكنه لم يترك لها مجال للجدال وخرج من الغرفة فتنهدت بهدوء وجلست على الأريكة، نزل لأسفل ليراها واقفة كما هي لم يرحب بها أحد ، أخذها ودخل للمكتب لتُتمتم “فاتن” بفضول شديد:-
-لا الموضوع أكدة فيه أن ولازم أعرفها
____________________
-تخرجى من العمليات هتلاجى ولدك جارك
قالها “نوح” بجدية لتقول “عليا” بأعتراض:-
-لسه لما أخرج من العمليات، قولتلك هتبرع خلاص يارب تحبسنى هنا بس أدينى ابنى دا عيل صغير
هز رأسه بلا وتابع حديثه قائلًا:-
-كيف ما أنتِ مستعجلة على ولدك انا كمان مستعجل على عهد
تأففت “عليا” بضيق ليأتيهما صوت “على” من الخلف يقول:-
-أديها ولدها يا نوح وهى مهمتشيش من أهنا غير بعد العملية
تأفف “نوح” بضيق لكنه لم يعارض حديث والده فأومأ له بنعم لتبتسم بسعادة، خرج “نوح” من غرفة المكتب معها ليرى “خالد” يقف مع والدته بعد عودته من الأقصر ليتذكر حديث “عهد” وما فعله بها..
كانت “عهد” تقف بمنتصف الدرج بعد أن رأت “خالد” بقدمي ثقيلة وخائفة من النزول وتحدق به برهبة والقشعريرة تلازم جسدها ..
تبسمت “فاتن” بعفوية وهى تربت على ذراع “خالد” وتقول:-
-أطلع غير خلجات يا ولدى على ما أجهز لك الفطور
أتاهم صوته القوي وهو يناديه بنبرة مُخيفة ومرتفعة :-
-خااااالـــــد
نظر “خالد” تجاه الصوت ليستقبل لكمة قوية على وجهها من قبضة “نوح” ليعود خطوات للخلف ويسمع “نوح” يقول:-
-دى عشان جلة ربيتك
رفع “خالد” وجهه بغضب ليستقبل لكمة أخر منه وهو يقول:-
-ودى عشان تعرف كيف ترفع عينيك دى في مرتى
أتسعت عينى “عهد” بذهول وهى تراه يلكمه بغضب سافر لأجلها، هلعت “فاتن” بخوف وهى تقول:-
-في ايه يا نوح ما لك ومال ولدى
لم يجيبها بل تقدم خطوة أخرى نحوه وقبل أن يلكمه مرة أخرى تحدث “خالد” وهو يمد يده في وجه “نوح” يمنعه من الأقتراب ويقول:-
-مرتك كدبة يا نوح أنا كنت في الأجصر ومعملتش حاجة
مسك “نوح” يده الممدودة بقوة ولوها له بقوة وهو يجذبه نحوه وقال:-
-أتحدد عنها زين ونجستك ممحتاجش حد يجولها
صرخ “خالد” من ألم يده بهلع ليفزع الجميع وهم يشاهدون وكانت “عليا” مُصدومة مما تراه وكيف يدافع عن “عهد” بهذا الغضب، هرعت “عهد” إليه وهى تقف بالمنتصف وتتشبث به قائلة:-
-خلاص يا نوح
جذبها من ذراعها بيده الأخرى لتقف خلفه دون أن يرفع نظره بها وعينيه ثابتة على “خالد” وهو يقول بغضب شديد:-
-ورب العرش لو رفعت عينك فيها تانى لأفجعهم لك وأدفنك حي يا خالد
ـ,ـضـ,ـربه برأسه بقوة وترك يده ليسقط “خالد” أرضًا ونزفت أنفه من رأس “نوح” وضـ,ـربته القوية، أستدار وهو يأخذ يدها بلطف لتتعجب من فعلته.. الآن كان كالثور الهائج ومع التفافه لها تبدل حاله وعاملها بلطف، نظرت له وهو حاد مع الجميع إلا هي يأتي إليها بكل لطف وحنان، تسارعت نبضات قلبها وهو يصعد بها ويضع يده خلف ظهرها كأنه يخبر الجميع بأنها ملك له وتحت جناحيه ومن يرغب بأذيتها فليأتى له أولًا، صعد للأعلى ليرى “أسماء” تقف مكانها بعد إن شاهدت ما حدث وعيني على وشك البكاء لكنها تكبح دموعها قدر الإمكان من الحسرة والحزن ليمر من جوارها باردًا كالثلج وكأنها شفاف لم يراها بينما نظرت “عهد” إلى عينيها لترى بهما ألم العشق والوجع فتحاشت النظر لها بشفقة على حُبها الذي ينمو وينمو من طرف واحد..
دخل إلى الغرفة بها ولم يتركها إلا بالفراش ثم أنحنى قليلًا نحوه ووضع يده على وجنتها بلطف وقال بنبرة هادئة:-
-أنا هطلع، أرتاحى أنتِ ولو حبتي تخرج من أوضتك .. أخرجى ومتخافيش من حد واصل
تبسمت بعفوية كالحمقاء مُستمتعة بضـ,ـربات قلبها التي على وشك الأنفجار بداخلها ثم قالت:-
-أنا هطلع لما تيجى
أومأ لها بنعم ثم قال بلطف:-