
ألتفت لكى تصعد لتشتاط “حورية” غضبًا من هذه الفتاة فهى كانت على بُعد خطوة واحدة من أنتقامهم من “نوح” وتنفيذ خطتهم، دخلت “عهد” للغرفة بضيق لترى “نوح” جالس على الأريكة ويجفف شعره بالمنشفة، كان يرفع يد واحد ويجفف شعره ليشعر بشيء يجذب المنشفة وعندما رفع نظره رأها تأخذ المنشفة منه فتطلع بها صامتًا وهى تجفف شعره بيديها وتقف أمامه ناظرة للأسفل بسبب جلوسه وشعرها مسدول على الجانبين، تأملها بعيني دافئة لتنظر إلى عينه بالخطأ لتقابل عينيه وكأنه يعانقها بنظراته ويحيطها بهم، ظلت تنظر إلى عينيه ليرفع يده يمسك معصمها المتشبث برأسه ثم جذبها إليه بقوة لتسقط على قدمه فأزدردت لعابها الجاف في حلقها بتوتر شديد ليقول “نوح” هامسًا لها:-
-أعاقبك كيف يا عهد عشان أرضي غضبى المحبوس جوايا منك
أنزلت يدها بالمنشفة والأخرى وضعتها على لحيته تداعبها بلطف ثم همهمت بحنان:-
-أنا عارفة أنى زعلتك لما مشيتى بس…
قطع حديثها بنبرة هادئة يصحح جملتها وفكرها قائلًا:-
-وجعتنى مش زعلتنى
كان النظر به من قرب لأقصي أحلامها وأجمل لحظات عمرها لكن أيحق لها أن تكون بهذا القرب منه والحدود بين قلوبهما كالمشرق والمغرب، تابعت حديثها بهدوء:-
-وجعتك يا نوح بس عشان دا الصح إحنا عايشين مع بعض وبينا مسافات وحدود، عايشين مع بعض ولما بيضيق بيا الحال بروح أشتكى همى لصاحبتى مش جوزى ولما بقع في مشكلة بخاف أحكي لك، حزنى وأوجاعى بشاركهم مع غيرك وأنت كما زي كم مرة جيت تشكي ليا مكر عمك وكرهه ليكى، عمرك حكيت ليا عن مراتك اللى ماتت وكنت بتحبها ولا لا، حياتنا كانت عبارة عن مرضي وعلاجه بس شوية ضعف شاركتهم معاك وبس، أزاى عايزنى أعيش معاك وأنا بعيدة عنك
رفع يده إلى وجنتها ليضع خصلات شعرها خلف أذنها بحنان ثم قال بعفوية:-
-نقرب يا عهد
قطعته بجدية حاسمة أمرها من جديد:-
-نتطلق يا نوح
أشتاط غضبًا من كلمتها ثم أبعدها عنه ووقف وهو يقول بغضب سافر ونبرة صوت قوية:-
-دا الحل عندك، بدل ما نقرب من بعض لا نطلق وخلاص عشان الهانم عاوزة تعيش حياتها في مصر مع اللى تضحك معهم ويبسطوا مش أكدة
وقفت بغضب من حديثه عنها ثم قالت:-
-أنت بتحبنى يا نوح
صاح في وجهها بأختناق شديد قائلًا:-
-لا ومهحبكيش يا عهد واصل
ألقت المنشفة في وجهه بضيق من حديثه وقالت:-
-يبقى هفضل أطلب الطلاق منك لحد ما أموت يا نوح
صرخ بها وهو يدخل للشرفة بعناد قائلًا:-
-يبجى موتى أحسن وأسهل
أتسعت عينيها بصدمة قاتلة من جملته ثم جلست على الأريكة بضيق وكل منهم يلتهب بركان الغضب بداخله فكلاهما عاشقان لكن لم يجرأ أحد منهم للأعتراف للأخر
______________________
كانت “ليلى” واقفة في محطة القطار المتجه للصعيد وتتحدث بالهاتف لتقول:-
-متقلقيش كله هيكون تمام
صاحت مؤظفة الدار بأختناق شدي قائلة:-
-فهميها أنها ماضية عقد ولو الكتاب متسلمش في ميعاد أنا هلجأ للحل القانوني
أومأ “ليلى” بالأيجاب وتقول:-
-متقلقيش وقبل ميعاده كمان هيكون عندك
أغلقت الخط معها بعد محاولات كثيرة ثم صعدت على متن القطار ذاهبة إلى صديقتها…
______________________
ظل في الشرفة مُنذ الصباح وي,حرق في سجائر كثيرة غاضبًا منه لتتنازل هي عن كبرياء وتدخل له بهدوء وتقول:-
-مش هتتدخل الجوا برد عليكى ولازم ترتاح وكفاية سجاير بقى
أجابها وهو ينظر للأمام دون ان يتطلع بها قائلًا:-
-مالكيش صالح بيا والله اللى أعرفه أن اللى عاوزة تتطلج ميخصهاش جوزها يمـ,ـوت من البرد يموـ,ـت من الدخان مالهاش فيه
كزت على أسنانها وهى تغلق قبضتها قبل أن تضـ,ـرب رأسه الغليظ بها ثم قال بعناد شديد :-
-أنا غلطانة أنى عبرتك وقلقت عليك، خليك هنا لحد ما تجمد
أستدارت لكى تدخل لتسمعه يتمتم قائلًا:-
-مفيش حد أهنا مجمد غير جلبك الخبيث
لم تتمالك أعصابها أكثر أمام بروده وردوده الباردة لتصفع كتفه بيدها بقوة وهى تقول:-
-متنرفزنيش عليك
تألم من ضـ,ـربتها وصُدم من جرأتها فلم يفعلها من قبل أحد، هرعت بخوف من ألمه لتجلس أمامه على الأرض بقلق شديد وهى تقول:-
-أنا اسفة والله
تبسم بسخرية على حالها فحتى عنادها هُزم أمام خوفها وقلقها عليه فلما تكابر وتتشبث بالأنفصال عنه وهى تكاد تموت خوفًا عليه ليقول بهدوء:-
-ما أنتِ بتعرفى تخافى عليا أهو لزومه أيه العناد بجى
رفعت نظرها له بحرج من حديثه وأظهار قلقها أمامه فقالت وهى تقف:-
-مخوفتش على فكرة أنا بس بحاول أتحمل مسئولية اللى عملته لكن انت مش مهم وأى حد مكانك هقلق نفس القلق
تأفف بضيق منها ثم قال بشجن:-
-أدخلى جوا يا عهد جبل ما أعصابى تفلت في الليلة المنيلة دى لأنى مش فايج لحالاتك المزاجية
تنهدت بضيق من عناده على البقاء في الخارج ثم مسكت ذراعيه بقوة وهى تحاول إيقافه وتقول:-
-قوم يا نوح
ظل جالسًا بثقة من ضعف جسدها فهى لن تقوى على تحريكه من مكانه لتيأس من نجاحها في جذبه لتترك ذراعه بأستسلام ثم تسللت يدها إلى راحة يده بلطف تحتضنها بدفء وكانت باردة كالثلج فقالت بعفوية وقد تنازلت عن نبرة عنادها والمشدة معه:-
-تعال يا نوح
نظر ليديهما المتشابكة ونبرة صوتها الدفء يتسلل إلى قلبه فتنازل هو الأخر عن عناده ليقف معها فدخلت به وجعلته يجلس على السرير ثم جلست أمامه وقالت بهدوء:-
-ممكن نأجل كل حاجة لحد ما تخف وتبطل عناد
نظر لها بصمت لتتابع حديثها بعفوية:-
-خلاص أنا أسفة وفعلاً قلقانة عليك ومش هقلق كدة على أي حد ..خلاص؟!
أومأ لها بنعم بعد ان صححت ما قالته مُنذ قليل، تبسمت وأحضرت له العلاج ليأخذه فقال بهدوء:-
-حجك عليا مجصدش أنك تموتى بعد الشر عنك
تبسمت في وجهه بخفة فمُنذ قليل كان كلاهما مليء بالمشاحنات والعناد والآن يغمرها الدفء والحُب
__________________
ترجلت “ليلى” من القطار وخرجت مع الركاب لخارج المحطة لتُصدم بـ “خالد” فتطلع بها بمكر خبيث……..
يتبــــع….
#هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل العاشر (10)
___ بعنـــوان ” خطــوة نحـو القلـب” ___
أخذها “خالد” إلى سيارته وهو يقول:-
-وعهد تعرف أنك جاية؟
أجابته “ليلى” بنبرة جادة وهى تسير خلفه:-
-لا تليفونها مقفول
تبسم “خالد” بمكر شديد وفتح لها باب السيارة الأخر وقال:-
-أتفضلى
صعدت للسيارة وذهب “خالد” إلى مقعد السائق وصعد وهو يفكر كيف تكون هذه الفتاة الأعز على قلب “عهد” وإذا أخذها سيكون سبب كافى بأن تأتى “عهد” له فتبسم بخبث وهو يضغط على زر التشغيل لكن قبل أن ينطلق فتح باب السيارة الأيسر ورأى وجه “عطيه” يشتاط غضبًا ويفتح لها حزام الأمان دون ان يأخذ أذنها ثم قال بغضب:-
-أنزلى
جذبها من يدها بغضب وأنزلها ليترجل “خالد” غاضبًا ويقول:-
-أيه اللى بتعمله دا يا عطيه
كانت مصدومة من ظهوره المفاجى أمامها وتنظر له بصمت دون ان تتفوه بكلمة واحدة وعندما سمعت جملة “خالد” قالت بتمتمة:-
-اسمك عطيه
تجاهل تمتمتها ويرمق “خالد” وهو يلتف إليه حول السيارة حتى وقف أمامه ليقول “عطيه” بغضب شديد وصوت خشن:-
-بعد عنها يا خالد وأتجى شري
أقترب “خالد” منه خطوة بثقة وقال:-
-أنت بتهددنى بجى
أقترب “عطيه” منه خطوة أكثر بدون خوف ونظرة تحدي تحتل عينيه ثم قال:-
-أعتبره كيف ما تحب
جذبها من يدها بقوة وسار بعيدًا ليتأفف “خالد” بضيق ويغلق باب السيارة، توقفت “ليلى” بضيق من فعلته ثم جذبت يدها من قبضته بقوة وقالت بانفعال:-
-أنت مجنون ولا عبيط بصفتك أيه أن شاء الله تجرنى وراك كدة ولا تتدخل فى شئون
رفع يده أمام وجهها ليغلق قبضته قبل أن تفلت أعصابه عليها فهو غاضب كافية منها على ركوب سيارة مع رجل غريب والأن تغضبه أكثر بردودها الغليظة، تحدث بضيق شديد منها:-
-وبصفته ايه ان شاء الله عشان تركبى معه، ليكون اخوكى فى الرضاعة
عقدت ذراعيها أمام صدرها بضيق وقالت ساخرة من حديثه:-
-لا كان معايا فى المدرسة
أغمض عينيه بضيق والغيرة ألتهمت كيانه وعقله عندما رأى تركب مع رجل غريب وليس بأى رجل بل أقل بكثير من أن ينال لقب رجل، ألتف مُستديرًا ثم قال:-
-أركبى هوصلك
أستوقفته بجملته الغليظة المستفزة تقول:-
-وأنت أخويا فى الرضاعة عشان أركب معاك
كز على أسنانه وهو يلتف لها ثم مسك كم قميصها وجذبها بقوة حتى ادخلها سيارته وأغلق الباب بقوة ينفث به غضبه لتفزع من صوت الباب وقوته وأزدردت لعابها الجاف فى حلقها بخوف من غضبه …
_________________
كان “نوح” جالسًا على الأريكة والشرفة مفتوح تعبأ الغرفة بضوء الصباح وينظر تجاه الفراش عليها وهى نائمًا كملاك بريء وتزين فراشها كفراشة ربيعية جميلة ملونة فتبسم وهو يفكر كيف يقظها، سار نحوها ثم جلس على الفراش خلف ظهرها يتطلع بملامح وجهها عن قرب فرفع ذراعه ببطيء ليداعب أنفها بسبابته لتتذمر على مداعبته وهى نائمة فتبسم بلطف عليها ثم نكز كتفها من الخلف بقوة وهو يقول بنبرة غليظة:-
-جومى .. جومى يا عهد
تذمرت على إيقاظه لها فحركت جسدها بضيق وهى تقول:-
-سبنى أنام يا نوح
نكزها مرة أخرى وكأنه يتعمد أن يثير غضبها ويقول:-
-جومى بجولك.. جومى جهزيلى الفطار
صرخت به غاضبة دون أن تفتح عينيها :-
-فطار ايه دا اللى بتصحينى من الفجر عشانه
تبسم خلسًا عليها وهو كلما أغضبها كلما زادت جمالًا وأحب غضبها أكثر فقال:-
فجر ايه الساعة 7 الصبح
فتحت عينيها بضيق أكثر وهى ترغب بالمزيد من النوم وجسدها مُرهق فهو لم يتركها تنام مبكرًا ولم تنال إلا ساعتين من النوم بعد صلاة الفجر، تحدثت غاضبة بإرهاق شديد:-
-7 وبتصحينى يا مفترى يا ظالم دا أنت منيمنى بعد صلاة الفجر.. قوم يا نوح من جنبى قبل ما أرتكب فيك جناية
دفعته بقوة من الفراش ليسقط منه فوقف ماسكًا بذراعه المصاب وهذه الزوجة لا تهتم لمرضه ولا لصحته فقط تهتم لنومها، أتسعت عينه وهو يقف بعيدًا ويراها تعود لنومها وتضع الوسادة فوق رأسها، أشتعل الغضب به وهو يراها تكمل نومه دون أن تهتم له فعاد مُجددًا للجلوس جوارها وهو يقول بصياح فى أذنها ويديه تشد الوسادة عنها:-
-والفطار يا عهد
تأففت “عهد” بضيق أكثر لتقول:-
-صوم يا نوح
أتسعت عينيه بذهول من حديثها وتشبثها بالنوم أكثر منه فقال بصدمة:-
-نعم ياخيتى
تمتمت بصوت مبحوح وهى على وشك النوم مرة أخرى مُتعبة جدًا:-
-صوم يا نوح وكله فى ميزان حسناتك
نظر بها بصمت وفى أقل من دقيقتين كانت غرقت فى نومها بتعب ليتبسم عليها بحُب فأبعد خصلات شعرها عن وجنتها وأعاد الغطاء على جسدها ثم أنحنى ليضع قبلة على وجنتها بدلال وقلبه يرفرف فرحًا على وجوده جوارها، سنة كاملة من الفراق مرت عليه وهو كاد أن يفقد عقله من التفكير بها والإشتياق لها لكن كبريائه كان يمنعه من الذهاب لها والآن أصبحت جواره فلن يُفلتها أو يتركها ترحل بعيدًا مرة أخرى، شعرت بشيء على وجنتها عندما قبلها وكانت لحيته تضيقها فتذمرت مرة أخرى وهى تستدير له غاضبة ثم قالت:-
-يا نوح عاوزة أنام
أرتبك من يقظتها فى التو من أن تكون شعرت بقبلته فأخفى ربكته أمام حدته وهو يقول غيظًا:-
-أنا جعان جوم يا عهد ولا أصوم عشان جناب السفيرة عزيزة اللى متجوزها عايزة تتخمد، جومى حضري الفطاـ,ـر أنا ورايا شغل مفاضيش لك
تأففت بضيق من نبرته الحادة الغلـ,ـيظة وهكذا يقظته له فقالت وهى تضـ,ـرب الفراش بقدميها من إلحاحه الكثير:-
-يا صبر أيوب على دا فطار على الصبح، أقولك روح لحُسنة تجهزه
جذبها من أكتافها ليجعلها تجلس على الفراش فجلست مغمضة العينين وجسدها مُرتخى تماما بين يديه وهتف بنبرة غليظة:-
-حُسنة أيه هو أنا متجوزك انتِ ولا متجوزة حُسنة
فتحت عينيها بأنفعال وأبعدت يديه عنها ثم قالت:-
-يا دى النيلة على متجوزك، يا عم هو أنا قولتلك تتجوزنى .. ما قولتلك طلقنى
حدق بها بعينيه وأشتعلت نيران الغضب بداخله وهى ما زالت تتفوه بهذه الكلمة فقال بجدية:-
-ببُعدك يا عهد نجوم السماء أجرب لك من أنى أطلجك وأوعى خيالك المريض دا يفهمك أن لما تهملنى وتتجاهلينى هزهج وأطلجك … لا يا عهد دا أنا أتجوز عليكى تخردمنى ولا أطلجك
دفعها على الفراش وهو يتابع حديثه بنفس درجة الحدة قائلًا:-
-أتخمدى يا عهد
وضعت الوسادة على رأسها وهى لا تبالى لدفعه لها فجسدها مُرهق كفاية لكى تكترث لشيء أخرى مما أثار غضبه أكثر فهو لا يعلم بأنها لم تنال قسط من النوم قبل حفلة تخرجها وأمس عندما أحضرها لم تنم، تبسم بمكر بعد أن خـ,ـطر على عقله فكرة خبيثة ليقول وهو يغادر الفراش:-
-أنا أروح أخلى أسماء تجهزلى الفطار والله أتوحـ,ـشت فطارها