
-يا صباح الشياكه يا ميروو مش معقول جمال على اليمين وشياكه على الشمال مش قادره كتير عليا والله.
_
الفرحةها على رأسها وهو يقول مازحاً بينما يختلس النظرات ناحية تلك الفاتنة المغويه عله يطول نظره منها :
-صباح البكش على الصبح..أبقي فكريني أقص لك لسانك…
تفاجأ بها تتركهم يكملا حديثهم وتتحرك هي وكأن ما يدور لا يعنيها.
لونا كانت قد إستفاقت من أحلامها…واقع مر أفضل من احلام ورديه لن تتحقق ولن تجلب من خلفها سوى تهم ملفقة بالملي.
لذا تحركت أمره هو بالفعل وعلى وجه الخصوص بات لا يعنيها…بل الأسوء من ذلك هو الشعور المعاكس للحب والتقبل والذي ذرعت بذرته أمس بعالفرحةا فعل وقال.
الكره شعور عظيم وضخم من الصعب ان تطلقه على أحدهم ..لم تكره بعد لكنها تقسم أنها ماعادت ترجوا تقبله مادام قد رفضها ونعتها وسب شرفها وأخلاقها.
لكن على ما يبدو ان ذلك النرجسي لم يروقه ما يحدث و أوقفها كأنه ينتظر رد فعل معين ثم قال:
-لونا.
توقفت إثر سماعها صوته لكنها مازالت توليه ظهرها فقال:
-مش بكلمك …بصي لي.
_
لا يعلم لما طلب…عالفرحة أكتراثها يعينه وجداً بعد وزاد تخفزه وهو يراها مازالت لم تهتم ليترك شقيقته ويتقالفرحة لعندها قائلاً:
-بصي لي بقولك.
إلتفت لتريه حسنها البديع الذي شق صدره وهو لا يستطيع كبت عينه عن الا تمر عليها بشغف يتفقد كل هذا الجمال، لكنه برع في كسو وجهه بالتجهم والبرود وهو يأمرها بقسوه:
-بابا وعمي جايين دلوقتي بصعوبه وبعد محايله مني مش عايز طولة لسان ولا تهور سامعه.
-انا لساني مش طويل يا ماهر باشا.
ابتسم داخليا سعيد لمجرد ردها ومجادلتها رغم كونها ترد بتهذب كأنها ترغب في الرد لا تستطيع تمرير المزيد من الإهانات وبنفس الوقت لا تريد مشاكل ليقول:
-أنا نبهت عليكي وانتي حره سامعه.
لم تجيب عليه وإنما تحركت مغادرة تقول:
-سامعه.
زم شفتيه بضيق ثم تحرك خلفها وبالأسفل كانت الجلسه صعبه مشددة
_
فقد عاد كل من فاخر وعزام متفقين ومتحفيز..كلمة واحدة ولا أخرى بعدها…لا مكان لتلك الفتاة بييتهم فهي فقط ليست وصمة عار بل جاءت لتأخذ حصة ليست بالقليلة من التركة…لم ولن يحدث:
-على جثتي.
كان هذا صوت عزام الذي قالها بحسم ويكمل فاخر:
-مش احنا الي هنسيب بيتنا عشان بت شمال زي دي …ده بيتنا يعني هي برا واحنا جوا.
ليهتف محمد الوراقي:
-هتطردوا بنت بنتي وانا على وش الدنيا
-بنتك الفاجره الي هربت مع عشيقها؟!
-هربت منك ومن طمعك بعد ما كنت عايز تجوزها لواحد اكبر منها ب١١سنه وكان متهم بالفرحة مراته وكل ده عشان تعلو الشراكه الي مابينكم …بس الغلط مش عليك الغلط على أبوها الي كان مرافقكم وكان عايز يكبر تجارته بأي شكل حتى لو هيبيع بنته.
ليقف فاخر قائلاً:
-هو لو من ناحية الغلط عليك فهو عليك اه…من اول ما غوتك البت الخدامه وخنت مراتك الي عملتك معاها.
_
-اخرس…انا دراعي هو الي عملني.
-دراعك….هأووو…انت كنت حي الله واحد شغال على عربية موز بالليل وبالنهار بتشيل توب…جوازتك من امي عملتك بييه وفي الأخر جزيتها بأيه روحت اتجوزت عليها الشغاله بتاعتها عشان تقهرها وتكسر مناخيرها الأرض مش كده ودلوقتي تقولي عملك دراعك .
-أخررر…
لم يستطع محمد الوراقي الصمود او تكملة كلمته وإنما وقّع أرضاً مغشي عليه….
__________سوما العربي_______
وقفت على أعتاب باب شقة والدها لتفتحها رغم الرعب الذي يحاوطها لا تستطيع التنبؤ بما سيفعله عمها تلك المره…لم تكن ترغب في العودة لكنها لا تملك مكان تذهب اليه بعالفرحةا وقع جدها
فبعد ما جرى أخبرهم الطبيب بحرج الحاله وانه سيمكث بالعناية المركزه وانشغل به ماهر بينما إستفرد بها كل من عزام وفاخر فطردوها شر طردة غير مبالين بوالدهما ولا اين ستذهب تلك الفتاة فلم يكن أمامها سوى العودة للبيت.
وبينما كان أنور يجلس يدخن أرجيلته بمزاج وقد خلى له البيت فإذ به ينتفض على صوت زوجته التي دلفت تعدد صائحة:
-قووووم يا منيل المزغودة بنت اخوك رجعت وفتحت الشقه.
-بتقولي ايه يا وليه؟!
_
-زي ما اتهببت سمعت…انت مش قولت انك غورتها…ايه الي رجعها.
ليقف انور بنفاذ صبر وقال:
-وبعدين بقاااا..هو انا كل ما أزيحها ترجع طب مااااشي…جت لقضاها مابدهاش بقاااااا.
صباح اليوم التالي
إستيقظت لونا تتمطئ بتعب وخمول مستغربه الهدوء وكيف لم يعترض او يزعجها عمها ومالبث أن انتفضت صارخه بهلع حينما أدركت الوضع الذي هي فيه…..
يتبع💖
الرابع
صرخه مدوية أطلقتها لونا بعالفرحةا وجدت نفسها وسط قبيلة من الفئران داخل غرفتها
انتفضت واقفه برعب شديد وشعور التقزز والغثيان يتملكها، لا تعلم ماذا تفعل.
ظلت تصرخ بعزم ما فيها من قوه حتى انتحب صوتها تنادي عمها أو حتى الناس لكن ما من مجيب.
_
هرولت سريعاً وهي تصرخ بعالفرحةا التقطت مأزر بأكمام على منامتها البيضاء.
وهربت باتجاه شقة عمها واخذت تقرع الباب وترن الجرس بأن لكنه كان يقف خلف باب الشقه يراقب رعبها وهلعها من العين السحريه يراهن أنها في خلال دقائق ستفر هاربه.
وكما توقع فلونا وبعالفرحةا فقدت ألامل تحركت بسوعه تغادر البناية كلها وخرجت للشارع ترتدي المأزر فوق المنامة القطنيه وبقالفرحةيها خف منزلي صغير.
والمارة بالشارع ينظرون عليها بتعجب يحملقون مستغربين تصرفات تلك الفتاة ، على ما يبدو أن ما يشاع عنها صحيح فلا توجد فتاة عاقلة تخرج من بيتها بهكذا هيئة.
كانت على يقين تام بنظرات الناس عليها، وهي تسير دائبة بجلدها من بحلقتهم فيها لكن ما باليد حيلة، وصلت بصعوبة بالغة لمنزل صديقتها الوحيدة سما ودقت الباب.
لكنها تفاجأت بابنها الصغير يخبرها ان والدته ذهبت لعملها و لا يوجد بالداخل سوى والده..
أغمضت عيناها بتعب شديد لا تعرف كيف تتصرف.
لقد بات من المستحيل الإحتماء ببيت رفيقتها الوحيدة فمحمود زوجها يرفضها تمام الرفض وبالأساس سما تحادثها دون علمه.
لن تقالفرحة ابداً على صنع مشكلة لصديقتها بل هي بالأساس لن تعرض نفسها للإحراج من قبل محمود .
صكت أسنانها بالفرحة ورعب ولم تجد بد أمامها سوى حل واحد.
_
_______سوما العربي__________
-انت أتجننت يا راجل…بقا هو ده الي اتفقنا عليه؟! رايح تجيب لها شويه فيران؟! بقا هو ده الي هيخليها ماتعتبش هنا تاني يا دكري؟!
رمقها أنور بأمتعاض ثم قال:
-كنتي عايزاني اعمل إيه يعني مانا كان لازم اتصرف
-فين الجدع اللي كان هييجي لها البيت
القى أنور مبسم الأرجيلة وقال بغيظ:
-أبن الهرمه ساحب عليا عالي وعايز دوبل الفلوس
-أديلوا خلينا نغوراها خالص بدل ماهي كل يوم والتاني ناطه لنا زي فرقع لوز.
-ابن الوسخه مابيردش عليا أصلا
-وبعدين؟!هتعمل ايه ولا توصله ازاي؟؟ البت دي بنت كلب والفرحةاغها صرمه…هترجع انا عارفه…انت لازم توصله او شوف غيره
_
-لاااا…خليكي ناصحه…أهم من الشغل تظبيط الشغل..الواد ابن خالها جه ولمحه مش هينفع نجيب حد غيره
هزت زوجته كتفيها وقالت ببكاسة:
-عادي…رجالتها كتير…وكل يوم والتاني مدخله راجل شكل..فاجره بقا.
نظر لها أنور وعيناه تلمع بوميض الشر وهو يسحب أنفاس أرجيلته ثم ردد:
-خليني أستف الكلام في الفرحةاغي كده عشان مانبوظش كل حاجة
___________سوما العربي________
وقف يتابع جده الدي خرج من العناية المركزه وانتقل لغرفه عاديه..نائم على سريره ذاهب في ثبات عميق والممرضه تحقن له الأدوية في المحلول الموصل بوريده.
ثم التفت له تقول:
-الحقنه التانيه بعد ساعتين …الف سلامه عليه
-هو هيفضل نايم كده؟! انا مش فاهم حاجه فين الدكتور الي متابع حالته امال لو ماكناش في مستشفى خاصه بقا
_
حاولت الممرضه إمتصاص الفرحةه وقالت بهدوء تحسد عليه:
-هدي نفسك يا فنالفرحة…الدكتور جاي لحضرتك دلوقتي هو كان عنده من نص ساعه بس ماحدش كان موجود…عنئذنك.
زفرت تعب سيطرت عليه هو بالفعل قد انشغل بالهاتف منذ دقائق ولا أحد معه، فوالده وعمه ذهبا لمتابعة العمل قائلين أن البركة فيه بغيابهما.
فتح عيناه منتبهاً لدقات خفيفه على باب الغرفه فتحرك يفتحه لتتسع عيناه بصالفرحةه وهو يرى لونا تقف أمامه بتلك الهيئه فما كان منه سوى أن مد يده وسحبها لعنده بالداخل ثم أغلق الباب والتف لها يطالعها بأعين متسعه هاتفاً:
-أنتي أتجننتي؟!! ازاي تمشي كده في الشارع.
بكت…بكت بحرقه كطفلة صغيره تنظر أرضاً وتفرك أصابعها بتوتر شديد…شق قلبه مظهرها ولا يعلم لما وكيف فعل لكنه أقترب منها بإمتعاض يضع كفه على رأسها يدفعها داخل أحضانه الدافئة.
وللعجب أن لونا المتمردة سكنت للحظه وهي تشهق في البكاء بينما ماهر يمرر يده على ذراعها وظهرها وكأنه يحاول تدفئتها وتهدئتها هامساً:
-ششششششششش
ألجمتها الصعقه وتنبه عقلها حين أدركت ما يحدث وأنها بأحضان ماهر الأن لتنتفض من الفرحةه سريعاً وتبتعد عنه فتقف متوترة تنظر أرضاً.
لعن من بين أنفاسه ليدرك أنه هو من مكان متدفئ بها وقد سلبته ذلك حين ابتعدت.
_
اقترب منها الخطوة التي ابتعدتها وسأل:
-إيه الي مخرجك كده
تعالت شهقاتها وحاولت التحدث من بينها تقول:
-صحيت…صحيت من النوم لاقيت البيت كله فيران
-نعم؟! فيران ازاي يعني؟!!
-والله ده الي حصل