
” حلوة الصيدلة جدا ..”
قالها داعما إياها في رغبتها لتبتسم بسعادة …
سمعا صوت جرس الباب يرن فنهض أمير لفتحه ليجد كرم أمامه ، رمقه بنظرات جامدة قبل ان يخرج إليه ويغلق الباب خلفه .
هتف كرم بإحراج :
” مش هتقولي اتفضل ..؟!”
رد أمير بحدة :
” لا مش هقولك ، خير ..؟ عايز ايه ..؟!”
أجابه كرم بخفوت وخجل شديدين :
” انا جيت عشان أعتذرلك ، انا والله ما كنت اعرف انوا ماما جايبة مراتك بتشغلها عندنا ، هي بس طلبت مني أروح أبلغك بالكلمتين دول وأنا نفذت ..”
عقد أمير ذراعيه أمام صدره وقال :
” ودي خطة جديدة منكم ولا ايه ..؟!”
زفر كرم أنفاسه بضيق وقال :
” يا أمير انت مش واعي للي بتعمله .. دي وحدة كانت بتشتغل خدامه عندك .. انت واعي للي بتقوله ..؟!”
صاح أمير بها بتحذير :
” لحد تالا وتلزم حدودك يا كرم ، دي مراتي ، عارف يعني ايه مراتي ..؟!”
نظر إليه كرم بضيق قبل أن يهتف ببرود :
” بس خدامة وماضيها هيفضل ملاحقها يا أمير وانت من حقك تكون ام اولادك ست ليها ماضي نظيف ..”
رد أمير بقرف منه ومن تفكيره :
” انا مش مصدق طريقة تفكيرك .. هي تالا كانت بتعمل ايه بالضبط ..؟! دي كانت بتشتغل شغلانه شريفة .. شغلانه تحمي سمعتها وشرفها .. بس هي طبعا مش هتعجبك لانها مش زي الصايعات اللي انت بتعرفهم ..”
” انا جيت عشان أعتذر بس واضح إنوا وجودي غير مرغوب فيه ، عن إذنك ..”
قالها كرم وهو ينسحب من المكان تاركا أمير لوحده والذي رن هاتفه بعد لحظات بإسم فراس ..
أجاب على الإتصال وهتف به بنبرة متعبة :
” اهلا يا فراس ، خير ..؟!”
أجابه فراس بجدية:
” لقيت ابن عن مراتك يا أمير ..”
يتبع
الفصل السابع عشر
” هو فين ..؟!”
سأله أمير بعصبية مكتومة ليرد فراس بجدية :
” تمام هديهولك .. بس احكيلي ، انت عايزه فإيه ..؟! ”
زفر أمير نفسه بضيق وقال ببرود :
” هبقى احكيلك بعدين .. المهم اديني العنوان ..”
أعطاه فراس العنوان فأغلق أمير الهاتف في وجهه واتجه عائدا الى شقته ..
دلف أمير مسرعا إلى شقته وإتجه نحو غرفة نومه تحت أنظار تالا المتعجبة …
أخرج مسدسه من الخزانة ووضعه داخل جيب بنطاله ثم أجرى إتصالًا سريعا بمجموعة من الرجال الذين إتفق معهم مسبقا على أن يجهزوا أنفسهم للهجوم عليه …
طلب منهم أن ينتظروه عند منزله ثم خرج مسرعا من الشقة غير أبه بنظرات تالا الحائرة وقلقها مما يحدث ..
ركب أمير سيارته وقادها متجها الى المكان المنشود …
وصل إلى هناك ليجد رجاله ينتظرونه على بعد مسافة من المنزل …
أشار برأسه لهم طالبا منهم أن ينتظروه هنا ثم إتجه نحو المنزل الصغير للغاية وطرق على الباب لتفتح له والدة حسن الباب بعد لحظات …
شهقت بقوة وهي تحاول غلق الباب في وجهه لكنه دفعها بقوة ودلف الى الداخل صارخا بصوته الجهوري المخيف :
” ابنك فين ..؟! حسن فين ..؟!”
خرج حسن من غرفته ليتفاجئ بأمير أمامه فقال على الفور :
” لو عملتلي اي حاجة انا هنشرلك الفيديوهات بكل حتة ..”
جذبه أمير من قميصه ولكمه بقوة قبل أن يصرخ به :
” بتهددني يا حيوان ، فاكرني هخاف من تهديداتك ..”
سقط حسن أرضا ليعاود أمير جذبه نحوه ولكمه عدة مرات وسط صراخ والدة حسن وأخواته ..
أخرج أمير من جيبه بعدما هلك حسن تماما ثم صوبه نحوه لتقترب منه والدة حسن وتتوسله :
” ارجوك ، ده ابني الوحيد ومليش غيره …”
التفت نحوها هاتفا بصوت كاره حاقد :
” وتالا مراتي اللي #..”
” كانت غلطه .. والله غلطه ..”
صاح بها أمير حتى كادت أوتاره الصوتيه أن تتمزق :
” غلطة ..؟! بتسمي عملة ابنك السودة دي غلطه …؟!”
ثم أكمل بقرف وإشمئزاز :
” انتوا ايه ..؟! ازاي تعملوا كده ..؟! دي وحدة يتيمه .. ازاي جالكم قلب ..؟! ازاي ..؟!”
قالت والدة حسن بسرعة :
” انا هديك كل حاجة ، الفيديوهات وكل حاجة بس سيبه ..”
” هاتي الفيديوهات حالا ..”
اومأت برأسها عدة مرات وهي تتجه نحو غرفتها لتخرج الفيديوهات من المكان الذي خبأتها فيه …
أعطته الفيديوهات بأنامل مرتجفة ليأخذها منها ويحطمها داعسا عليها بقدميه …
قبض على حسن مرة اخرى وجره خلفه متجها به الى سيارة رجاله حيث أمرهم غير أبها بصراخ والدته وتوجيها:
” خدوه المكان اللي اتفقنا عليه ، وخليكم معاه لحد ما أشوف هعمل فيه ايه ..”
نفذ الرجال أوامره على الفور بينما عاد أمير وركب سيارته وقادها متجها الى شقته فهو بحاجة لأن يفكر كثيرا بما حدث …
هناك وصل أمير الى الشقة ليجد تالا نائمة اقترب منها بعدما خلع سترته وتمدد بجانبها محتضنا إياها …
أخذ يفكر بحسن وكيف سيأخذ حق تالا منه ..
هو لا يتسطيع الابلاغ عنه لأنه سيفضح تالا بهذه اللحظة …
وهو لن يجرح تالا ابدا ..
هي لن تتحمل جرحا او صدمة كهذه ..
وجد نفسه في حيرة كبيرة .. بين المطرقة والسندان ..
والمشكلة الأكبر أنه لا يوجد احد قادر أن يساعده في إتخاذ القرار المناسب ..
أغمض عينيه محاولا أن ينام ولو قليلا حتى لكنه لم يستطع ..
يريد الثأرلرجولته وتالا بأي طريقة …
اعتدل في جلسته واضعا رأسه بين كفيه يفكر بهدوء لا يصل إليه مهما حدث …
رفع وجهه نحو الأعلى متأملًا السقف بملامح مضطربة قبل أن تتشنج ملامحه كليا وهو يتذكر تلك الفيديوهات اللعينة ..
تشنج سرعان ما جعله ينهض من مكانه ويتجه الى ذلك الحقير كي يفرغ غضبه به …
………………………………………………………………………….
في صباح اليوم التالي ..