منوعات

ملاذ الثالث

استيقظت تالا من نومها لتجد الفراش مبعثرا قليلا ففهمت على الفور أن أمير كان نائم هنا .. ابتسمت بسعادة وهي تتمطى من فوق سريرها وتتجه خارج الغرفة ظنا منها أنه في صالة الجلوس او ربما في المطبخ ..
بحثت عنه في ارجاء الشقة لكنها لم تجده .. اتجهت نحو غرفتها مرة أخرى وبحثت عن هاتفها قبل أن تجده وتقرر إجراء اتصال به تسأله عن سبب غيابه لكنه لم يرد عليها …
ازداد القلق في داخلها أضعافا فجلست على الكنبة تحاول الإتصال به مرار لكن دون رد ..
سمعت صوت جرس الباب يرن فنهضت مسرعة نحو الباب ظنا منها أنه هو الطارق ..
فتحت الباب لتجحظ عيناها بصدمة فوالدة حسن أمامها وبجانبها إبنتها الكبرى …
ابتلعت ريقها بتوتر بينما قالت زوجة عمها بحزن :
” مش هتقوليلنا اتفضلوا ..؟!”
فسحت تالا لهما المجال رغم توترها وهتفت بإضطراب :
” اتفضلوا ..”
دلفت والدة حسن إلى الداخل تتبعها إبنتها التي أخذت تتأمل الشقة بملامح مندهشة فيبدو أن زوج تالا شديد الثراء بشكل لم تتوقعه ..
وقفت والدة حسن أمام تالا تنظر إليها برجاء خالص وتقول :
” خلي جوزك يسيب ابني يا تالا .. انا عارفة انوا غلط وغلطه كبير كمان … بس أرجوكِ انا مليش غيره ..”
” انتِ بتقولي ايه ..؟! أمير ماله ومال حسن ..؟!”
سألتها بصوت مرتجف والقلق بدأ يدب داخل أعماقها فأجابتها الإبنة نيابة عن والدتها :
” جوزك عرف انوا حسن هو اللي #.. ”
اتسعت عينا تالا بصدمة وأخذت تهز رأسها يمينا وشمالا بعدم تصديق قبل أن تقول بصوت متقطع :
” انتِ بتقولي ايه ..؟؟ حسن #ازاي ..؟!”
أجابتها الإبنة بخبث :
” @بعد ما كان بيحطلك المخدر فالأكل وصورك كمان وبعت الفيديوهات لجوزك ..”
شهقت تالا باكية غير مصدقة لما تسمعه بينما هتفت والدة حسن برجاء وتوسل شديدين :
” أرجوكِ خليه جوزك يسيبه .. حسن ابني الوحيد وجوزك عايز بم*وته ..”
ورغم بكائها وإنهيارها وعت تالا لكلمات والدة حسن فأمير في خطر وقد يفعل شيئا يهدد حياته ..
” هو عمله ايه ..؟!”
سألتها بسرعة برغم نبرتها الباكية لتجيبها والدة حسن :
” خده لمكان معرفش عنه حاجة .. الكلام ده امبارح وانا خايفة يكون مو*ته …”
” بس انا معرفش حاجة عن أمير من إمبارح ..”
قالتها تالا بنبرة تائهة مضطربة وهي تفكر في المكان الذي قد يذهب أمير إليه ..
لم تعرف ماذا يجب أن تفعل ومن تسأل قبل أن يخطر على بالها شخص تسأله عن مكان وجوده …
يتبع

الفصل الثامن عشر
كانت تالا تنتظر جوابا من فراس على إتصالها .. حمدت ربها أنها تحمل رقمه في هاتفها بعدما أعطاه أمير لها في إحدى المرات حيث أخبرها أن تتصل به إذا احتاجته في أمر ما ولم يرد عليها ..
جاءها رد فراس بعد لحظات قائلا بصوته الرخيم :
” اهلا مدام تالا ، اتفضلي ..؟!”
أجابته تالا بتوتر بالغ :
” اهلا استاذ فراس ، انت عارف أمير فين ..؟! بتصل بيه مش بيرد …”
أجابها فراس بجدية متعجبا من صوتها المذعور :
” لا والله معرفش ، هو فيه حاجة حصلت ..؟!”
أجابته وهي تنظر إلى زوجة عمها بتوجس :
” أمير أخد ابن عمي  واحنه لازم نلحقه بسرعة ..”
انتفض فراس من مكانه قائلا بسرعة وعدم تصديق :
” انتِ بتقولي ايه ..؟!  ليه ..؟!”
توترت ملامح تالا أكثر وهي تجيبه بخفوت :
” دي حكاية طويلة ، مينفعش تعرفها عالفون والأفضل إنوا أمير يحكيهالك ..”
ثم أردفت برجاء خالص :
” بس أرجوك إلحقه …”
قال فراس بجدية محاولا طمأنتها :
” طب اهدي .. هدي وأنا هتصرف ..”
أغلقت تالا الهاتف ونظرت الى زوجة عمها وابنتها بضيق قبل أن تهتف بنفور. :
” انا كلها فراس صاحب أمير وهو هيحاول يلحقه ..”
” ولو ملحقوش ، ابني يم*وت..؟!”
قالتها والدة حسن بغضب لترميها تالا بنظرات كارهة قبل أن تهتف بجدية وقوة لا تعرف من أين جائتها فجأة هكذا :
” باذن الله هيلحقه ، مينفعش أمير يوسخ إيده فواحد زيه أصلا .. أما من ناحية إنوا يمو*ت فهو هيمو*ت بكل الأحوال لانوا عقوبة #@هي الإعدام ..”
تطلعت إليها والدة حسن بحقد بينما رمتها أخته بنظرات جانبية قبل أن تهتف بوالدتها :
” يلا بينا يا ماما ، خلينا نمشي من هنا …”
تحركت الاثنتان خارج الشقة لتبقى تالا لوحدها وهنا لم تستطع المقاومة والصمود أكثر حيث إنهارت بشدة وأخذت تبكي بصوت عالي …
كيف فعلوا بها هذا ..؟! كيف #شرفها بهذه الطريقة البشعة ..؟!
مالذي فعلته لهم ..؟! مالذي فعلته كي تستحق لأجله شيء كهذا ..؟!
زادت شهقاتها إرتفاعا وهي تتذكر أمير .. هو لم يخبرها بأي شيء ..
لقد تحمل كل شيء لأجلها .. رضي بها بعدما علم بكل ما حدث ..
لم يحاسبها او يعاقبها أبدا .. لم يشعرها ولو للحظة واحدة بإنها هكذا ..
أغمضت عينيها وهي تفكر في داخلها ، مالذي فعلته في حياتها لتستحق رجل كهذا ..؟! هطلت دموعها من وجنتيها بغزارة شديدة وهي تدعو ربها أن يلحق فراس به وينقذه من إرتكاب جريمة شنعاء كهذه …
……………………………………………………………………………..
توقف أمير أخيرا عن ضـ,ـرب حسن بعد ليلة طويلة قضى معظمها وهو يضـ,ـربه ويعذب فيه ..
كلما توقف عما يفعله تعاود ذكرى #ذلك الحقير لتالا اللجوء إليه فيعاود تعذيبه أكثر …
إبتعد عنه وهو يأخذ نفسه عدة مرات ، لقد بذل مجهودا خرافيا هذه الليلة ..
أما حسن فكان ممددا على الأرضية الدماء تغطي كامل وجهه ومعظم اجزاء جسده ..
بالكاد كان يستطيع التنفس ..
اقترب من أمير أحد رجاله وهتف بجدية :
” كفايه عليه كده يا أمير بيه .. كده هيمو*ت بين إيديك..”
قال أمير وهو ينظر إليه بقوة :
” خليه يمو*ت .. أنا عايزه يمو*ت …”
تطلع الرجل إليه بحيرة وقال :
” انت كده بتدمر نفسك و بتنهي حياتك …”
في نفس اللحظة اقترب منه رجل أخر من رجاله وقال له وهو يشير الى هاتفه الذي يحمله بيده :
” فراس بيه بقاله ساعه بيتصل ….”
” هات الفون ..”
قالها أمير وهو يأخذ الهاتف من يده قبل أن يهتف بسرعة بعدما أجاب عليه :
” نعم يا فراس ..”
” انت فين ..؟!”
” عايز ايه ..؟!”
” قولي انت فين يا أمير بسرعة وإياك تعمل لحسن ده حاجة ..”
زفر أمير نفسه بضيق وقال بصلابة :
” هديك العنوان ده بس لأني محتاج حد معايا دلوقتي …”
ثم أعطاه العنوان ليأتي فراس إليه بعد حوالي ثلث ساعة .. ركض نحوه قائلا بينما يرمي حسن الفاقد للوعي بنظرات جانبية :

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
10

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل