
اغمض عيناه لتنزل دموعه بقوة حاول تمالك نفسه فسألها بصوت مبحوح :
– ممكن ادخل ع اوضتها ارجوكي يا طنط انا عايز اشم اي حاجة من ريحتها.
هزت رأسها و اشارت له على الغرفة دخل فارس و بمجرد ان اغلق الباب جلس على الارض مستندا على السرير و اجهش في البكاء يشعر بقلبه يتمزق الى اشلاء و غيمة الحزن و الانكسار تغطي قلبه بأكمله…. ظل يبكي و بدون شعور ضـ,ـرب فراش السرير بقوة ليسمع صوت ارتطام اسفله ، اخفض ررأسه و تفاجأ بكتاب صغير امسكه و عرف من شكله انه مذكرة و عليه اسمها ” سهر “.
تردد قليلا ثم فتحه بارتجاف لينصدم بها تروي قصة حبها مع شاب انه شقيق صديقتها المقربة التقت به اول مرة في الكلية و دائما كانت تلتقي به صدفة كما كانت تظن و تعددت اللقاءات حتى اعترف لها بحبه ورغم رفضها الا انه لم يستسلم حتى اوقعها في شباكه و ظلت على علاقة غرامية معه لأشهر حتى اخبرته بأنه لو كان يحبها حقا فل يطلب يدها من والدها ووافق هو ثم عزمها على حفلة و اخذها لشقته و بعد محاولات عديدة استسلمت و سلمت جسدها اليه لتفيق على صدمة انه ليس سوى مجرد خادع اوهمها بحبه لتقع اسيرة له.
احمرت عينا فارس خاصة وهو يقرأ ” يارب انا عارفة اني غلطت لما زنيت بس حبه اضعفني الضابط جاسر المنشاوي عرف يخدعني و يوهمني بحبه و يرفض يتجوزني دلوقتي فارس جاي يتقدملي انا مليش عين اطلع فيه ولا اطلع فحد من اهلي فارس راجل وميستاهلش يتجوز واحدة خانت ثقة اهلها انا عرفت غلطي وندمت عليه بس الغلط ده مش ممكن يتصلح ابدا ، يارب سامحني على اللي عملته واللي هعمله انا عارفة ان حقي هيرجع عاجلا ام آجلا بس انا معنديش قوة اصبر و استنى اليوم ده سامحني يارب عبدتك نسيتك فلحظة كانت بعيدة فيها عنك كتير سامحني يا بابا لان بنتك وسخت شرفك اسفة يا ماما سهر حبيبتك اللي كنتي بتفتخري بيها خانت ثقتك اسفة يا فارس انت اعلى بكتير من انك تحبني انا مبستاهلش حب حد و انت يا جاسر انا عارفة ان ربنا هياخدلي حقي منك و عارفة انب هموت كافرة بس معنديش ايمان كافي يخليني اتمسك بالحياة انا اسفة….. سهر. ”
اغلق المذكرة واحتضنها و قد زاد في بكائه حبيبته التي احبها من الطفولة تحملت كل الالم بمفردها حبيبته تهلت عن حياتها بسبب حبها لشخص قذر ااه لو اخبرته بما حدث لها لم يكن ليسمح لها بالانتحار كان سيقتل ذلك الوغد و يريحها ااااه والف اااه على عاشق مجروح محتار بين ان يحزن على حبيبته او يغضب منها….
مسح دموعه و قد احتلت ملامح الحقد و الكره وجهه همس بنبرة مخيفة متوعدة :
– و ربي يا جاسر الكلب هنتقم منك بأبشع الطرق هخليك تدوق اللي انا دوقته و تعيط بدل الدموع دم اقسم بربي ماهسيبك و هعاقبك بنفسي و هرجع حق سهر اللي ضاع…..!!!
الفصل الخامس : خداع !!
_____________________
سمع فارس طرقا على الباب فمسح دموعه بسرعة و اخفى المذكرة داخل قميصه و ارتدى عليها سترته الخفيفة فلم تعد تظهر…. فتحت والدة سهر الباب قائلة بقلق :
– انت كويس يابني ؟
هز رأسه عدة مرات بإيجاب ف اقتربت منه وامسكت يدها مردفة :
– انت راجل كويس و تستاهل تتجوز افضل بنت ربنا يرزقك ببنت الحلال يا حبيبي.
ابتسم بحزن و همس :
– مش هحب بنت من بعد سهر ، قلبي حب و زعل و اتكسر واللي بيتكسر مبيتصلحش و مش عايز اجرب الوجع ده تاني…. عن اذنك.
تجاوزها و ذهب ليغادر الشقة بأكملها ركب سيارته و انطلق بها وهو يشعر بغليان في عروقه و بركان يود الانفجار لكنه ينتظر اللحظة المناسبة ، بعد لحظات كان صديقه جالسا معه في سيارته و بادر بالسؤال :
– في ايه يا فارس خير ؟
تمتم بهدوء وهو ينظر اليه :
– انا عايز كل المعلومات عن الضابط جاسر المنشاوي شغله حياته عيلته كل حاجة يا وليد حتى اصغر التفاصيل انا عايزها…. عايز اعرف كل حاجة عنه.
وليد باستغراب :
– حاضر المعلومات هتكون عندك ف اسرع وقت بس خير انت عايزها ليه ؟
بفتور تام ردد :
– هتعرف بعدين ، المهم متنساش انا عايز اعرف كل حاجة عنه.
وليد بتنهيدة :
– حاضر.
____________________
بعد انتهاء دوام الجامعة ودعت أسيل سارة و ركبت سيارتها و انطلقت بها كانت غاضبة لأن ليث اختار مجموعة من الطلبة لأخذهم للمشفى و رؤية كيف يقوم الاطباء بالجراحة في غرفة العمليات و لم يخترها هي و عندما سألته عن عدم اختيارها اجابها ببرود ” انا الدكتور هنا مش انتي و انا الوحيد اللي بقرر المفروض يتعمل ايه “.
أسيل بغيظ محدثة نفسها :
– و انا اللي كنت غيرت نظرتي ليه و قلت الدكتور ليث شخس كويس مش زي اللي بيظهره لغيره انا كنت غلطانة… يارب يطلع دلوقتي فوشي عشان اخبطه بالعربية ممكن يموت و ارتاح منه ااااااه.
ضغطت أسيل على المكابح فجأة عندما ظهرت امامها امرأة ما اوقفت السيارة وخرجت و اقتربت منها بقلق :
– حضرتك كويسة ؟
نظرت إليها مجيية :
– ايوة يابنتي انا كويسة.
انحنت أسيل و التقطت الاكياس التي سقطت ثم اعطتها اياها معتذرة :
– سوري بجد مخدتش بالي منك كنت بسوق بسرعة ومش شايفة حاجة قدامي اسفة يا مدام اا…..
قاطعتها بابتسامة :
– زهرة…. اسمي زهرة وانتي يابنتي ؟
ابتسمت مجيبة لها :
– انا اسمي أسيل حضرتك.
نظرت لها زهرة بإعجاب ثم صاحت مصطنعة الألم :
– ااااه رجلي مش عارفة احركها.
اسندتها أسيل قائلة :
– طب تعالي اوديكي على المشفى او افحصك انا و اطمن عليكي.
نفت زهرة بتعب مزيف :
– مفيش داعي اروح المشفى يابنتي بس لو مفيهاش تعب ممكن توصليني على بيتي على بعد شارع من هنا.
أسيل بلهفة :
– طبعا طبعا اتفضلي عوصلك بعربيتي.
ركبت سيارتها هي وزهرة واوصلتها لمنزلها و بعد الحاح منها لتدخل للمنزل وافقت أسيل وجلست معها تدردشان في مواضيع عادية.
أسيل بابتسامة :
– يعني حضرتك انتي وابنك من المنصورة ؟ اشمعنا نقلتو للاسكندرية.
اجابتها وهي ترتشف من فنجان القهوة :
– ورق شغله اتنقل على هنا و كمان ده بيت ابوه ربنا يرحمه اللي اتربى فيه من صغره ف…..
قاطعها رنين جرس الباب وقفت أسيل هاتفة :
– انا هفتح الباب.
تحركت و اتجهت لتفتح الباب و انصدمت عندما رأت ليث ، تمتمت برفعة حاجب :
– انت بتعمل ايه هنا ؟
تعجب ليث و مال للخلف يرى الافتة التي تحمل اسمه على الباب و اردف :
– المفروض ده بيتي ، انا اللي المفروض اسألك انتي بتعملي ايه فبيتي ؟؟
تنحنحت أسيل بحرج و افسحت له المجال ليدخل رأته زهرة فرحبت به :
– تعالا ياحبيبي حمد لله على السلامة.
ابتسم ليث مقبل رأسها :
– الله يسلمك ياست الكل وحشتيني يازهرتي.
ضحكت زهرة وظلت تمازحه و أسيل تنظر له بدهشة فهي لم تتوقع ان يكون ليث مثل الاشخاص الطبيعيين يضحك و يمزح كانت تعتبره وقحا و فظا وقليل ذوق في التعامل حتى مع اقرب الناس إليه….. التفت ليث إليها بترحيب مزيف :
– اهلا يا أسيل نورتي بيتنا.
زهرة باستغراب :
– انت بتعرفها ؟
اجابتها أسيل هذه المرة :
– انا طالبة عنده في الكلية مش كده يا…. دكتور ليث.
ليث ببرود :
– اه كده يا آنسة أسيل.
شردت زهرة وحدثت نفسها بسعادة :
– حلو اوي يعني البنت اللب عاجباني طلعت بتعرف ابني و بتدرس عنده كمان… شكل الحظ معايا المرة ديه و نشوف يا ليث هترفض فكرة الجواز ازاي…. افاقت من شرودها على سؤاله :
– بس مقولتليش انتي جيتي ازاي و ليه ؟
توترت أسيل ولم تجب فتولت والدته و حكت له ماحدث وقبل ان تنهي كلامها وجدت ليث يصرخ بغضب :
– انتي عميا ولا ايه النظام هي حياة الناس لعبة عندك مرة انا و مرة ماما ايه لو كان حصلها حاجة اا….
قاطعته أمه بحدة محذرة :
– في ايه يا ولد انت بتزعق للبنت ليه ديه كتر خيرها وصلتني ع البيت و عالجت رجلي كمان انت هتفضل بالمعاملة ديه لحد امتى !!
ابتسمت أسيل بتشفي و انتصار فتابعت زهرة :
– معلش ياحبيبتي متزعليش هو طبعه كده غبي و مبيعرفش يتعامل مع البنات عشان كده لسه سنجل و مفيش بنت معبراه.
شهق ليث بصدمة و غضب :
– ماما ايه الكلام ده !!
– ماما ايه ديه كمان يعني انا بكدب ؟!
ضحكت أسيل عليه بقوة فهذه اول مرة تراه محرجا هكذا رمقهت ليث بحدة وصعد لغرفته فهتفت هي من بين ضحكاتها :
– هههههه يا طنط الوقت تأخر انا لازم اروح والا ماما هتقلق عليا.
زهرة بحزن :
– ليه كده بس….. طب اديني رقمك عشان اتصل بيكي ووقت ما تعوزي تعالي ليا انتي بقيتي بتعرفي العنوان صح.
هزت رأسها بإيجاب و اعطتها رقم هاتفها ثم غادرت ركبت سيارتها و رددت بتعجب :
– ازاي الست الطيبة والفرفوشة ديه تبقى ام البارد ده بس احلى حاجة انها هزقته و كسفته ههههه انا مبسوطة اوي يستاهل ده تمن اللي عمله فيا.
انطلقت بسيارتها و ذهبت للمنزل دخلت الى غرفتها و ارتدت بيجاما و استلقت على سريرها تكلم جاسر و الذي طلب منها القدوم لمكان معين غدا من اجل قول شيء مهم لها ووافقت هي…. اغلقت الخط و احتضنت الهاتف هامسة بهيام :
– بحبك اوووي ياجاسر.
_________________