
الــــفــــصـــل الـــســـادس والعشرون
لم يكن يتوقع انه عندما يقربهاا منه، سيشعر بمدي حقارته ، امام برائتهااا ، فهي قد وافقت علي عرضه عندما اخبرهاا بأنهاا لابد ان تبدء صفحة جديده من حياتهاا ، وان لا تترك نفسها لماضي قد أوشك علي الانتهاء ، فكان بالنسبه لعرضه لها كمنقذ ، اما هو كان لشوقه الي قربها ، لتقابله هي بحسن نيتها ولا تظن شئ سواا كمجرد شخص يساعدهاا
ظل ينظر بأعينه للأواق التي امامه قليلاا ، وعندما وجدهاا تردف الي داخل مكتبه لتقول : حضرتك طلبتني يا أستاذ جلال
جلال بنظرة عاشقه : تعالي يامريم ، اتفضلي اقعدي
مريم برهبه :خير يا استاذ جلال
جلال بأبتسامة عذبه : مبسوطه في الشغل معانا يامريم
مريم :انا مش عارفه أشكرك بجد أزاي ، بجد حضرتك مديت ايدك لياا في الوقت الي كنت محتاجه حد يقف جنبي
لينهض جلال من علي كرسي مكتبه ، ويجلس مقابل لها ليقول : متشكرنيش يامريم ، انتي متعرفيش أنتي غاليه عندي قد ايه .. ليبتسم ويقول بعد أن أحس بأرتباكها منه: انا ومروان يعني
ليصمت قليلا ليتابع بحديثه : عيد ميلاد مروان بعد يومين ، وهو عزمك ياستي
مريم بأبتسامه : كل سنه وهو طيب
جلال : أكيد هتيجي يامريم ، واوعي ترفضي عزومه مروان
لتبتسم له بألم… وتشيح بوجهها سريعاا، وهي تتذكرمن أفتقدته كثيرا
………………………………………….. ………..
لم يكن عليه كرجل أن يتحمل تلك الحقيقه التي سقطت علي مسمعه ، ليغفر لهاا لحظة ضعف قد عصفت بهاا ، لحظه أحتياج قد جعلتهاا تلغي جميع حواسهاا ليبقي قلبهاا هو فقط من يرشدهاا … كانت كل كلمه تقصهاا عليه لايزيدهه سواا ألم ، لم يشعر بنفسه سوا وهو يشيح بوجهه بعيدا عنهاا
لتتطلع اليه بأعين باكيه: كان لازم أحكيلك عن الفتره ديه الي مرت عليا بحياتي ، عشان متفضلش طول عمرك فاكر ان صافي الي حبيتهاا فضلت زي ماهي
ليصمت مازن بألم ، وهو يشعر بأن كل كلمة قد نطقت بها تخنقه .. ليقول بمراره : يعني حبتيه
صافي بألم : انا محبتش راجل غيرك أنت يامازن صدقني ، بس للحظه حسيت ان محتاجه حد فعلاا جنبي ، حسيت ان بنت مراهقه بتفكر بقلبهاا مش بعقلهاا ، نسيت نفسي ومشيت ورا قلبي الي بقي ضايع في حياه انا مش عارفه انا مين فيهاا
لينظر لهاا بمراره ليقول : انا مش مصدق الي سمعته ياصافي ، قولي انك كنتي بتكذبي عليا
صافي بألم : لسا عايز تتجوزني ، ولا غيرت رئيك
لينظر لهاا مازن طويلاا وهو يتأمل ملامح وجهها .. ليقول : للاسف ياصافي انتي خيبتي ظني فيكي ، وهدمتي الحلم الوحيد الي كان باقي لياا ، الحقيقه طلعت مؤلمه اوي ، احسن من الخداع
صافي بحزن : مكنش ينفع أني أخدك ، واحسسك أن صافي الي لسا بتحبهاا ، لما اقبلتها من تاني كانت زي ماهي
ليتأملهاا مازن قليلاا ، وينهض ليلتف بوجهه بعيداا ليرحل .. ليتوقف علي صوت كلماتها وهي تقول : هتسبني يامازن !
ليذهب هو .. وتستلم هي لضعف دموعهاا ، لينهرها العقل علي غبائهاا ، اما القلب يظل يمد يدهه ليمسح برفق علي جرحا ، من الأفضل ان ينذف الأن ، حتي لا تعيش به طيلة حياتهااا كمرض سقيم …
………………………………………….. …….
ظل يسمعها ، وكأن حديثهاا أصبح متوقع بالنسبه له ، ليحادث قلبه ليقول : كنت بتدافع عنهاا ،وشايفني انا الخاين ، تفتكر هي تستاهل أنهاا تعيش ، وتفضل زي الافعي ، ليتأمل معالم وجهها بأحتقار ، وهو يشمئز من قلبه بأنه قد أحبها يوما ، حتي جسدهه اصبح يكرهه ، لانها أمتلكته أيضاا ، وجعل الافعي للحظات في حضنه .. لينعم بهاا ، لينعم بنعيم زائف بغيض ، نعيم قد صورهه له الشيطان بأنه حقا نعيم ، وليس جهنم ، ليتنهد قليلاا بعد ان رئهاا تبتسم له وهي تقول : هاا ياشادي ، هتساعدني ياحبيبي
لينظر لها شادي بريبه : انتي اتجننتي يانانسي ، عايزه تموتي جوزك ، انتي أتجننتي اكيد
لتنظر له بأحتكار لتقول : متعش الدور ده ياشادي عليا ، وتعمل نفسك عندك اخلاق ، ما انت عايش برضوه في خيرهه ولا انت ناسي الشقه الي من فلوسه الي بنتقابل فيهاا
لينظر لها شادي بأحتكار: الشقه ديه ياهانم انتي الي جبتيها ،عشان تقدري تاخدي كل حاجه ، تخدي الفلوس من راجل قد ابوكي ، وتاخدي المتعه من عشيقك الي كان في يوم حبيبك وخطيبك ، وتنتقمي من الي كنتي عايزاه ليكي بس كان ذكي وعارف معدنك ومأثرتيش فيه للحظه وفي الاخر اتجوزتي ابوهه ..
نانسي بغضب : انت بتقول ايه ياشادي ،لتهدء من روعهاا قليلاا لتقول : انا نانسي حبيبتك تهون عليك ،تسيبهاا لوحدهاا في محنه زي ديه ، وانا الي بعمل كده عشان خلاص مبقتش قادره استحمل بُعدك ونتجوز بقي
شادي : نتجوز يااا يانانسي ، فاكره يانانسي ده فعلا كان حلمناا الي هدمتيه بجمله واحده افكرك بيها ولا نسيتيها زي ما نسيتي نفسك
كل واحد يشوف نصيبه ياشادي بعيد عن التاني ، انا مش هقدر اكون الزوجه الي انت عايزها ، ولا انت هتقدر تكونلي الزوج الي انا عايزاهه، انا مش عايزه افضل طول عمري في الفقر ده
ليضحك شادي بسخريه : نسيتي يانانسي ، ولاا الماضي بيتمسح علطول
نانسي بضيق : يعني مش هتساعدني ياشادي ، بس افتكر اني جتلك في يوم وطلبت منك انك تساعدني
شادي بألم : فوقي بقي يانانسي من الشر الي انتي فيه ، انا بقيت بشفق عليكي من نفسك … علي فكره انا مسافر
نانسي بغضب : في ستين داهيه ، لتذهب من امامه وتغادر المكان سريعاا وهي تسب وتلعن فيه
ليتأملهاا شادي لاخر مره وهو يقول : لازم تفوقي يانانسي ، لينظر الي هاتفه ، بعد ان نظر الي مده التسجيل التي دامت بينهم ..ليقول : لازم الأفعي تظهر علي حقيقتها كفايه عليكي كده
………………………………………….. ……………