منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

ظلا شاردا بذهنه ، لا يشعر بشئ سواا صوت انفاسه المضطربه ، ليحرك يداهه علي وجهه بألم ، لتقترب هي منه لتقول : انت لسا زعلان مني يازيزو، زعلان من نانسي حببتك
عزت بشك : ليه ادهم ردت فعله كانت عاديه ، ليه مثرش علياعشان يثبت ان كلامك ده كدب .. ليتطلع اليها بشرود : مافيش حد بيرتكب حاجه غير لما بيفضل يحاول يثتب للي قدامه انه مظلوم ، حتي لو مكنش كده بس لازم يثور عشان يبعد الشك عنه ، بس ابني قبلني بهدوء ، وفضل ساكت
نانسي بدموع : انت مش مصدقني ياعزت ، طب انا كنت هعرفك ازاي ، انا معرفتكش غير لما ابتديت احضر الاجتماعات عشان اسجل الملاحظات ، لو كنت فضلت في العلاقات العامه ، عمرك ماكنت هتشوفني … ادهم ده طماع وعايز كل حاجه ، بس صدقني انا حبيتك واتجوزتك عشان بحبك مش عشان الفلوس
لتتطلع اليه بأعين متفحصه لتقول : انت فعلا هتستقل عنه بشركاتك
عزت بهدوء : وانتي شاغله نفسك ليه بالموضوع ده
لتتنهد هي بضيق ، وتحادث نفسهاا لتقول : شكلي قلبت الطربيزه علياا ، وانا الي هطلع في الاخر خسرانه …
………………………………………….. ………….
عادت الي وحدتهاا ثانية ، عاده الي جنتها الصغيره ، جنتها التي خرجت منهاا بقلب لا يملئه سوا الحب ، لتعود بقلب ضائع قد فقدته معه ، ولكن مازال قلبها يبحث عنه ، قد مر عليهاا اسبوعاا وهي لا تراهه ، لا يطمئن عليهاا سوا من الهام ، وكأنهاا قد صدق كذبتها بأنها تريد ان يتركها في حياتها وحيده ، ولكن مازالت تحتاجه .. والان اصبحت تحتاجه بشده ، لتمسك احد صورهه ، وتظل شارده في تلك العينان ، لتسبح بداخلهما وهي تبحث عن ما احبت في خلف تلك القوه التي اصبحت تعلم تماما انهاا ساتر لضعفه ، لا احد اصبح يري ضعفه سواها ، لتتنهد بألم وهي تخبر قلبها بأن قرارها هذا هو الصائب ، حتي لا يموت ثانية
لتسمع صوت جرس بابها يدق ، لتقوم بفزع ، فمن سيأتي اليهاا ، نعم ان الوقت مازال مبكراا ولكن قد ارتابها شئ من الخوف
نهضت سريعا من علي فراشها عندما اخبرها قلبها بأنه هو ، لتسير بخطوات سريعه حتي تُهدء من شوق قلبها وحنين عيناها لرؤيته
لتتطلع الي الشخص الماثل امامها لتقول : استاذ جلال ، حضرتك عرفت عنوان بيتي ازاي ، خير!
جلال بأبتسامة عذبه : طب ممكن ادخل ، ولا هفضل واقف علي الباب كده
مريم : اسفه مقدرش ادخل حضرتك ، لاني لوحدي اعذرني
جلال بأبتسامه : وانا متفهم موقفك .. ليتطلع اليها قليلا ليقول : بأختصار ، انا عارف انك سبتي الشغل مع ادهم ، وكمان هتنفصلواا ، فبصراحه .. لينظر اليها بأرتباك : انا مش عارف اكمل كلامي دلوقتي ، ده الكارت بتاعي فيه عنوان الشركه وتليفوناتي ، هنتظرك ان شاء الله في الشركه
ليتطلع اليها قليلاا .. ويذهب بعد ان اخجله لسانه من ذلك الارتباك
………………………………………….. …………
كانت تحادثه بحذرا شديد ، وهي تلتف حولهاا يمينا ويسارا ، لتقول بصوت هامس : انا لازم اقبلك ياشادي ، في اسرع وقت
شادي بخبث :فين في شقتنا
نانسي : لاء ياشادي ، بلاش شقتنا عشان عزت دلوقتي بقي يشك فيا
شادي بسخريه : ما انتي الي قلبتي كل حاجه عليكي ، وافتكرتي انك نصحه ، ونسيتي ان جوزك مش حتت عيل ممكن تضحكي عليه ، زي كده تماما
نانسي : مش وقت عتاب ياشادي ، انت ايه عمرك ماهتنسي ، انا دلوقتي محتجالك اووي .. نسيت نانسي حبيبتك ياشادي
شادي بألم : للاسف لاء …
لينتهي حديثهم ، ويغلق معها الهاتف وهو يشعر بأنه فعلا لعبتها فقط ، تستخدمها متي ارادت .. فهو من سمح لها بذلك وجعلها تستغل حبه لها
………………………………………….. ……..
لحظات من الالم قضاهه وهو يتطلع اليه بوجه حزين علي حاله ، ليتأمل ملامح وجهه ليقول : انت ايه الي بتعملوا في نفسك ده يا ادهم ، مش شايف نفسك بقيت ازاي .. هتموت نفسك من الشغل
أدهم بتعب : انت شايف قد أيه مجموعتنا بدأت يهتز اسمها في السوق ، غير الاسهم الي ساحبهاا عزت باشا ، يعني لازم نوقف علي رجلنا من تاني
أحمد بأسي : بتزور مريم ، وبتسأل عنهاا
ادهم بألم : ألهام حولت معاهاا كتير ، تخلي معهاا واحده من الخدم ، للاسف رفضت ، حتي حسابهاا في البنك مسحبتش منه حاجه ، مبقتش عايزه مني حاجه ، الهام بتقولي عايزه تشتغل .. ليتنهد بضيق : الهانم لسا تعبانه وعايزه تشتغل
ليتطلع له أحمد بأشفاق : رغم ضعفهاا ، لساا قويه من بره
أدهم : انا السبب في ان حياتها تبقي كده ، حتي الحاجه الوحيده الي كانت رابطه بنا راحت
ليتأمله احمد بأشفاق ، ثم يغادر، ليتركه في عالم قد اجبرهه ان يظل يحارب فيه بمفردهه ..ليتذكر امر المحامي .. ليرفع هاتفه وهو يقول : عايزك تجمعلي كل المعلومات عنه مفهوم وفي اسرع وقت ..
ليتحدث بهمس : ياريت شكي يطلع صح
………………………………………….. .
بدء يفيق من المخدر، لينظر حوله وهو يتفحص المكان بأعينه ، ليجد زوجته واولادهه حوله ، وهم يتأملونه بأسي
ليتأملهم قليلاا .. ليخرج صوته حتي يخرجهم من هذا الصمت ليقول : انا مش حاسس برجلي ليه ، يابكر هو ايه الي حصلي ..
لينظر له أبنه بدموع : اصل !
ليدخل عليهم الطبيب : سلامتك ياحج ، انت راجل مؤمن ولازم ترضي بقضاء ربنا
ليهبط بأحد أيديه بدموع ، وهو يتحسس ذلك الفراغ ليقول : يعني بقيت عاجز في أخر أيام عمري
لتقترب منه زوجته باكيه : متعملش في نفسك كده يامنصور ، ده أمر ربك …
ليتأمل منصور وجههم بحزن : كان لازم ربنا ياخد حق اليتيمه مني ،ربنا مبينساش حق حد
لتنظر إليه زوجته بألم : قولتلك يامنصور ، بلاش سكه الشيطان
لينظر لها منصور بألم . : يُمهل ولا يهمل ، يُمهل ولا يهمل !!

انت في الصفحة 17 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل