منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

الــــفـــصــل الــســابــع والـــعــشــرون

لحظه قد تجمع فيهاا الخوف ، ليعلن عن أنتهاء حياة في عالم قد نسي المرء تماما انه فاني ، حياة تمر سريعاا أمام أعينا في شريط واحد وكانهاا تقول بصوت عالي : انظر أيها الانسان ، هل حصدت ما جنيته ، هل رأيت لحظة ضعفك وانت ترجو من الله أن يقف هذا الشريط للحظات ، لتبدء صفحه جديده بشريط جديد ، هل نفعك غرورك ، هل حصد كرهك شئ ، لتنظر النفس بحسره وهي لا تري شئ غير الخوف … لتقول برهبه : لقد أصبحت خائفه من حياه تنتظرني! …
لتضحك الحياه بصوت عالي : الان قد خفت ، بعد أن انتهي كل شئ .. فيالك من أحمق .. تذكرت خوفك في لحظه ضعفك ………… ليقف كل هذا علي صوت واحد
النبض ضعيف اووي يادكتور
لينظر الطبيب بخوف وهو يقول : أعملوا صدمات الكهربه بسرعه !….
كان لا يري شئ أمامه ، ولا يفكر في شئ سواا بمن أنجبه وليس من رباه ، فمهم حدث سيظل هو اباهه وسيظل هو الابن … لم يكن يتوقع انه عندما عزم علي المواجهه ، سبقه القدر وانهي كل شئ ، كل شئ اصبح الان في عداد النهايه المنتظره …
وقف أدهم أمام أحمد بغضب وهو يقول : محدش خرج لحد دلوقتي يطمنا ، انا هنقوله من المستشفي ديه …
لينظر له احمد بألم وهو يقول : اهدي شويه يا أدهم ، ادعيله هو مش محتاج دلوقتي غير دعائنا
ليجلس أدهم علي احد المقاعد بدموع مثل الاطفال وهو يقول : اهدي ازاي ، قولي يا أحمد … انا مش عايز حاجه غيرهه ، قوله يجي يتخانق معايا ، يضربني يعمل أي حاجه بس يفضل وسطنا .. ليبكي بحرقه ليقول : انا ليه بعدت عنه سنين عمري ونسيته ، مع أنه هو ليه حق علياا … ليتنهد بضيق : بقاله قد أيه جوهه
لينظر أحمد في ساعته ليقول بأسف : 5 ساعات ، وقبل أن يتحدث أدهم بشئ .. كان الطبيب يخرج وهو ينظر أمامه بتعب ليقول : احنا عمالنا الي علينا والباقي علي ربنا
ليقف أمامه أدهم بغضب وهو يقول : اتصرفوا ، فاهم أتصرف يا أمجد اعمل اي حاجه
أمجد بتفهم : صدقني يا ادهم ، كل حاجه بين أيد ربنا ، ومش بأدينا غير أننا ندعيله .. أدعيله يا أدهم
ويرحل الطبيب وعلي وجهه علامات الأسي ، وهو يري صديق عمرهه أمامه بهذا الانهيار
………………………………………….. ………….
لحظات من الصمت بدأت تدوم ، لتترك سماعة الهاتف من يديهاا ، وهي لا تتذكر له سوا الاشياء الجميله التي أسعدها بها حتي لو كانت قليله ، لتهبط دموعهاا هاربه عليه ، حتي لو كانوا تفرقوا منذ زمن ، فمهما حصل فهو كان زوجهاا في يوم من الايام ، لتنهض بألم من علي الاريكه وهي تأمر خادمتهاا أن تبلغ السائق بالأستعداد للذهاب الي المشفي
اما هي أين من كل ذلك ، وكيف ستكون فالحال يسأل علي من لديه أدميته ، اما هي فمجرد أله فقط أله تخزن وتصرف منهاا الاموال … لتنتبه علي صوت صديقتهاا في ذلك المكان الصخب وهي تقول : أنتي ولا علي بالك يا نانسي ، وجوزك بين الحياه والموت
لتقف نانسي بصدمه : عزت مات!
سمرصديقتها : ههههه ، لسا ياحببتي ، بس بيودع أه
لتجلس نانسي علي اقرب مقعد وهي تتمتم ببعض الكلامات وتقول : مكنتش فاكره خططتي هتتنفذ ومن غير ما يكون ليا يد في حاجه ، والقدر لعب لعبته وريحني من الخوف الي أنا فيه قبل ما يرميني …. ياااا ياعزت أخيرا هتمتع في خيرك ، واقف قدام أبنك زي الشوكه في ضهرهه
لتهتف سمر بصوت عالي علي صديقتها : انتي هتفضلي هنا ، أحنا لازم نرجع القاهره حالاا .. انتي عايزاهم يقولوا أيه مراته بتتفسح في عين السخنه ولا علي بالهااا
لتتطلع اليهاا نانسي بشرود .. وهي غائبه بين أفكارها الطامعه ..بدون أن تفكر للحظه في زوجهاا وكأن الامر لا يفرق معاهاا ، فمماته سيحقق لها كل ماتريد
………………………………………….. ………..
لحظات كان الصمت هو سيدهاا ، ولكن العين كانت تتحدث بكل شئ ولكن بأعين المخاطب وليس من تخاطبه ، لتنفر الأعين هاربه ، من أمل بدأت تفقدهه ، من أمل باتت تحلم به ولكن كيف الامل يحدث وهي مازالت تعشقه ، ولن تحب أحد غيرهه
ليأتي بجانبهاا جلال بأبتسامه عذبه ليقول : انا مش عارف أشكرك أزاي يامريم انك جيتي الحفله ، شايفه مروان بقي مبسوط ازاي اول ما شافك
لتبتسم مريم بأعين متسلطه علي مروان : ربنا يخليهولك وميحرمكاش منه .. لتتذكر ماكان في رحمهاا .. ليتأمل هو معالم وجهها ليقول : متعرفيش الخير فين يامريم
لتنظر له مريم بتسأل: مش فاهمه حضرتك ، يعني ايه
ليبتسم لها جلال ليقول : ايه حضرتك ديه ، علي فكره احنا مش في الشركه ، وانا عمال أقولك يا مريم عادي .. وانتي برضوه عادي لما تقولي ياجلال
لتنظر له مريم بشرود من تصرفاته التي اصبحت غريبه : يبقي هقول يا استاذ جلال
جلال بتنهد : ايه استاذ جلال ديه علي فكره انا مش كبير اوي .. ليضحك وهو يقول : يعني اكبر منك بيجي 15 سنه وبس
لتبتسم مريم أبتسامه بسيطه ، وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه ، لتتأمل في أعين الأطفال … وتستأذن منه كي تعطي هديتهاا لمروان وترحل
ليتطلع هو اليهاا وهو يراهاا تحضن أبنه ليتنهد بأسي ، وهو ينهر نفسه ، لما لم يخبرهاا اليوم بطلبه .. فهو كان قد اوشك علي مصارحتهاا ولكن … لم يري في أعينهاا التشجيع لكي يعرض طلبه ، وكيف ستشجعه وفي قلبهاا رجلا أخر قد أمتلكه من أول يوم قد رئته فيه
………………………………………….. ………..
دموعاً قد تحجرت في أعينه ، وضعفاً قد عصف بقوته ، وصرخه قويه اراد أن يصرخ بها لكي يخرج كل ما يشعر به لعله يستريح لو قليلاا ، ودعائا قد اطلق به لسانه ، وسجدة خاشعه بدموعا قد ارتوت بهاا الارض، ليرفع يدهه الي السماء وهو يقول بصوت باكي : يـــــــــــــــاربــــــــــــــ
أقتربت منه ألهام بألم وهي تقول : صليت ودعتله ياحبيبي ، ايوه كده خليك قوي ، ومافيش أقوي من المؤمن مهما ربنا بيبتليه بيفضل ، يحمدهه وصابر وهو عارف رحمة ربناا به ، وانه عمرهه ماهيديله حاجه ازيد من طاقته عشان يتحملهاا
لينظر الي ألهام بتعب وهو يقول : هو أحمد فين
ألهام وهي تتطلع الي من أمامهاا ، ليلتف هو بوجهه ليري من تتطلع عليه، ليشيح بوجهه سريعاا وهويشعر بالاختناق عند رؤيتهاا …
لتأتي هي اليهم بأعين باكيه مخادعه ، لتمثل دور الزوجه الحزينه التي #الحزن اذا فارق زوجهاا الحياه .. لتقترب من ادهم بأعين باكيه : عزت ماله يا أدهم ، قولي .. اوعي تقولي انه حصله حاجه
لتجلس علي الارض بدموعهااا الكاذبه ، وهي تتنهد بألم
لتقترب منها ألهام بأشفاق ، وقد ظنت حقاا انهاا حزينه بالفعل لتربط علي كتفيها وتنهضها لتقول : ادعيله ياحببتي
ليظل يتطلع اليهاا ادهم بأعين كالصقر وكأنه يتهمها بكل شئ ، فمنذ أن دخلت حياتهم وتعقد كل شئ بينهم بالاكثر …
لتخرج الممرضه سريعا من أمام اعينهم ، وبعد ثواني معدوده كان خلفهاا الطبيب الذي خرج بعد دقائق ليربط علي أحد كتفيه ليقول : عزت باشا عايزك يا أدهم …
لحظه قد توقف فيهاا الزمن لثواني ، ليسمع ضحكت والدهه ويشعر بأنفاس حضنه عندما كان يلاعبه أحيانا وهو طفلا صغير ، لتسير كل اللحظات الجميله أمام أعينه … ليتمني أمنيه واحده فقط لو أن تلك اللحظات قد ظلت هكذا وظل والدهم أبا يعيشوا في كنفه طيلة شبابهم …

انت في الصفحة 21 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل