
ليدخل علي والدهه وهو يراهه بوجه متألم ليقول عزت : الحمدلله ان ربنا زود في عمري دقايق عشان أقدر اقولك سامحني يا ابني ، انا عارف اني مكنتش أب كويس ليك لا انت ولا اخوك ، ولا حتي زوج واخ ، ولا ابن بار بأبوه ، أبويا كان عندهه حق لما حب عبدالله أكتر مني ، حتي امك ، لان انا كنت مجرد شيطان ماشي علي الارض ، اهم حاجه نفسي وبس ، حتي الخير القليل الي كان جوايا ضاع مع شري وبقيت مجرد انسان من غير قلب ولا روح ..
ليتطلع عليه ادهم بتعب ليقول : أوعي تزعل أنت مني ، والله انا بحبك زي ما بحبهاا ، انتوا الاتنين اغلي من روحي اوعي تسبني كمان ، انا محتاجك جنبي انا واياد اوعي تتخلي عني ، طب مش عايز تشوف أدهم الصغير ده أياد بيقول انه شبهك
ليتطلع اليه عزت بتعب : ياا يا أدهم مكنتش اعرف انك بتحبني لدرجادي ، كنت فاكر انك بتحبهاا هي وبس .. ليبتسم بحزن وهو يقول : أمك فعلا أنسانه كانت تستاهل الحب ، كانت أنسانه طيبه وبريئه .. ليتطلع الي ملامح وجهه بألم ليقول : عشان كده انتوا مطلعتوش زي ، نبتت الخير برضوه بتفضل ، وليلي كانت البذره الوحيده الي صح زرعتهاا عشان تجيبكم للدنيا ياولادي …. ليتطلع الي كل شئ حوله وهو يقول : ابقي سلملي علي اخوك ، واقوله يسامحني هو كمان انا مكنتش ليه فعلا الاب الي اي ابن بيتمناه ، ليبتسم بألم : ومريم خليهاا تسامحني .. كان نفسي عبدالله هو كان يسامحني بس خلاص انا ريحله ، والسماح الي في دنيا خلاص انتهي .. اقول لمريم يا أدهم : ان عبدالله عرف يربي كويس ، واوعي تفرط في مريم .. اوعي يا ادهم تخسرهاا واول ابن ليكم سموهه عبدالله عشان عايز عبدالله يشاركني بأسمي .. زي ماكان مشاركني في دمي بس للاسف عمري ما حسيت ولا حسيسته انه اخوياا .. كنت طفل اناني لما كنت اشوف امي ماسكه صورهه وبتعيط ، اكرهه اكتر عشان مشاركني في حبهاا مع ان انا الي كنت متمتع بحنانها واهتمامهاا وهو بس مجرد حنين ولحظات قليله بتجمعهم لما بتزورهه ، ولما كانت بتفارق الحياه فضلت تطلب من جدك انه يخلي باله منه ، بس للاسف كرهته برضوه اكتر بأنانيتي وانا شايف امي حتي في لحظة موتها بتفكر فيه ..ومفكرتش لحظه انها بتطلب كده عشان عارفه ان انا معايا اب هياخد باله مني وعايش حياه محدش عايشها اما هو كان فين في كل ده ، وحتي لما جدك حبه وفضله عليا مع انه قالهالي قبل مايموت .. الكرهه الي جواك ياعزت من اخوك هو الي مخليك غبي ، حد يكرهه ابنه الي من صلبه يابني ، انا كنت بس بحاول اقربكم من بعض عشان تفضلوا اخوات طول العمر في ايد بعض ….. لينظر عزت لابنه بتعب : كان عندهه حق جدك ، الكرهه الي سيطر علياا من الغيره والانانيه خلوني انسان غبي معندهوش قلب ولا رحمه ..
ادهم بدموع : كفايه يابابا !
عزت بفرحه : يااا اخيرا نطقتهااا ، ليقول بصوت مُجهد : كل حاجه املكها مكتوبه بأسمك انت ، عارف انك مش هتظلم اخوك للحظه ولا مريم بنت عمك يا ادهم بنت اخويا عبدالله .. وقبل ان يلطقت انفاسه الاخيره : نانسي لاء لاء ياأدهم.. ليتنهد لحظات بأقتضاب وهو يقول : يارب ارحمني !
ليتوقف كل شئ ، ولا يبقي سواا هذا الصوت الذي يعلن عن رحيله ، ودموع تتساقط بغزاره علي فراق قد كسر بظهرهه ، ليتأمل معالم وجه اباهه بألم وهو يقول : والله كنت بحبك اووي يابابا ، بسبب حبي ليك كنت بعاقبك وبأسي قلبي عليك قدامك .. بس كنت بحبك صدقني ولو كنت طلبت عمري مكنتش هتأخر لحظه وهدهولك …..
………………………………………….. ………..
لحظات من الهدوء بدأت تسري ، وكأن العاصفه تأتي اولاا وبعدهاا يعم هدوئهاا ولكن بعدماا أدت مهمتهاا ، جلست بجانبه وهي تحمل طفلهاا لتقول بصوت مضطرب : أياد في ايه طمني ، في حاجه حصلت
ليتأملهاا طويلاا ،وهو لايري شيئا أمامه وكأنه يبحث عن احد ، ليضع وجهه بين كفيه ليقول : بابا مات ياشاهي ، عزت باشا مات
لترتفع صوت شهقات شاهي وهي تقول : ان لله وان اليه راجعون
أياد: جهزي نفسك بسرعه عشان مسافرين في اول طياره دلوقتي وحالاا
لتنظر له شاهي بصمت ، وهي تري دموعه التي تحجرت امامهاا لتقول بصوت هادئ : حاضر
لترحل هي ، وتبدء دموعه بالتساقط وكأنها تحجرت قليلاا قبل ان تنفجر الاعين باكيه
………………………………………….. …………