منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثالث والاخير

الـــفـــصــل الـــتـــاســـع والـــعـــشـــرون

لحظات باتت فيها جميع أحلامهاا مجرد رمادا ، قد جانته هي في النهايه بعد أن ظنت بأن لكل الاحلام نهاية علي اهوائنا ، وأن للطمع حياة تنبت لينعم المرء بكل مايتمني بعد ماحصد
جلست امامه وهي تبتسم أبتسامتهاا التي لا توحي سوا بأفعي ماثله علي هيئه بشر،لتضع ساقا علي ساق وهي تتمدد في جلستهاا لتتأمل كل شئ حولها بأعين رابحه تتمتع بالفوز لتقول بصوت هادئ : اظن ان المفروض الوصيه تتفتح يا ادهم ، ولا انت عايز كل حاجه تبقي ليك
ليظل يتأمل معالم وجهها قليلاا ،حتي يشيح بوجهه سريعاا عنهاا ليتطلع الي الاوراق الماثله امامه ليقول بصوته المعتاد : وياتري سهراتك وخروجك الكتير نسيتك ان الراجل الي جايه تتطلبي بحقك منه مكملش شهر علي وفاته ، تفتكري ان ده يديكي الحق انك تتمتعي في خيرهه
لتنظر له بأستهزاء وهي تقول : أظن ديه حياتي وانا حره فيها ، ومحدش واصي علي حد ، والمفروض كمان تلزم حدودك معايا .. ولا عشان خلاص الي كان بيني وبينك مات هتقفلي ، لاا اوعي تفتكر انك تقدر تحاسبني يا ادهم
ليتطلع لها ضاحكا وبصوت هادئ : خير يا مدام نانسي !
نانسي ببرود : عايزه حقي يا ادهم ولا انت فاكر ان الاملاك ديه كلها ملكك انت وبس
ليتنهد قليلاا وهو يتطلع الي الاوراق التي امامه ثانيه ، ليعاود الحديث معها بصوت جاد :طيب لو قولتلك انك ملقيش حق في الورث يانانسي ، وان حقك بس هي الفيله الي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك
لتتطلع اليه بصدمه ، حتي تتلاشي الصدمه سريعا وتقول بصوت غاضب : انت بتقول ايه ، لا انت اكيد اتجننت يا ادهم وعايز كل حاجه ليك طول عمرك طماع ، بس انا مش هسكت عن حقي فاهم وحقي هاخده ، أنا مفضلش مستحمله العيشه مع راجل عجوز وفي الاخر اطلع بره وانتوا تتمتعوا بكل حاجه
ليقف امامهاا ببرود وهو يقول : دلوقتي بقي راجل عجوز ، طول عمرك انسانه زباله .. وكان اكبر غلطه عمالهاا ابويا الله يرحمه انه اتجوزك ، بس هقول ايه كان نصيبه ان حياته تنتهي وهو معاشر افعي زيك
لتقترب منه بأعين ثاقبه يمتلكهاا الغضب لتقول :وانت فاكر نفسك بقي الملاك ، لتتنهد قليلا وهي تقول : بص يا ادهم حقي هخدهه فاهم ، وده حقي الشرعي ولا هطلعني في الاخر بلا مولد بلا حمص
ليظل يتأملهاا قليلاا وهو يشعل دخان سيجارته وبصوت جامد : ما انا قولتلك حقك يانانسي الفيله الي انتي عايشه فيهاا والفلوس الي بأسمك في البنك وبتهيألي ان 2 مليون في حسابك في البنك مش قليل غير الفيله طبعاا … ولا الطماع لساا مشبعش
لتظل نظرات اعينها تحاوطه ، حتي يخرجهاا من كل هذا ليقول : بصي يانانسي ، كنتي ممكن تورثي فعلاا زي ما بتقولي وتاخدي حقك بس ده لو مكانتش كل الاملاك بأسمي انا ،بالتوكيل الي معمولي يعني محدش من حقه حاجه غيري ، والكلام ده تقدري تعرفيه من المحامي
لتجلس هي علي اقرب مقعد : والاسهم الي ليا في المجموعه ، ولا انت كمان هضمها لاملاكك
ادهم : ما انا قولتلك يانانسي حقك هي الفيله الي بأسمك ، والفلوس الي في البنك وبس .. غير كده مافيش
لتصمت قليلاا وهي تري ان كل ماعصفت به من اجل تلك الغنيمه لم يبقي لهاا سوا هذه الاشياء وكأنهم يتصدقوا عليها
ادهم بتنهد : انا مش ظالم يانانسي ولا هظلمك ، وبدل ماهيكون في حسابك 2 مليون هيكون 5 مليون وبكده تقدري تعيشي الحياه الي انتي عايزاهاا
لتنهض امام نصب اعينه لتقول ساخره : 5 مليون في ثروه بمليارات ، انت بتتصدق عليا يا ادهم وبترميلي ملليم
ليتطلع اليهاا قليلاا ، وهو يتنهد ليقول : تقدري تقعدي مع المحامي وهو هيخلص معاكي كل الاجرائات وكل حاجه انتي حابه تتأكدي منها ، شرفتي يا مدام نانسي

………………………………………….. …………..

منذ زمن بعيد وهي تحبه ، كان عشق طفولتها ومراهقتهاا وشبابها أحبته بصمت حتي جاء اليوم الذي اعلن فيه عن زواجه بأخري ، لم تستقبل هذا الخبر سوا بدموعهاا التي احرقتهاا من كثرة ذلك العشق الذي حرمهاا من حياه تحياهاا بدونه ، ولكن ظل دائما عشقها له سرا أخفتهاا عن الجميع حتي نهروها عن حياه قد اضاعتها في العمل فقط حتي هو كان كثيرا ينهرهاا علي تلك الحياه .. فهو ينظر لها دائما بأبنة العم الصغري التي لا بد ان يرعاهاا وفقط .. حتي انه لم يلاحظ يوما ان ابنة عمه قد كبرت واصبحت امرأه ناضجه في منتصف العشرون
جلست امامه وهي تطلعه علي بعض التصميمات الهندسيه وبصوت هادئ : ده تصميم الي حضرتك طلبته
ليتطلع اليها جلال مبتسما : مش مصدق انك كبرتي يا ايمان وبقيتي مهندسه شاطره
لتبتسم له بخجلهاا المعتاد، ليقول ضاحكا : وكمان لسا بتتكثفي ،لسا متغيرتيش
لتتطلع اليه قليلا وبصوت حزين : لسا ديما شايفني البنت الصغير مع ان البنت الصغير كبرت خلاص وبقي عندها 26 سنه
ليضحك جلال بشده : خلاص متزعليش ياستي ، كبرتي وبقيتي عروسه والمفروض نخلص منك بقي ، اشرف لسا مكلمني من البلد وبيسألني عن رئيك في العريس
لتصمت بألم وهي لا تري في اعينه اي شئ جديد سوا تلك النظره التي اعتادت عليها : ممكن منتكلمش في الموضوع ده تاني ، انا جيت من البلد عشان اشتغل وبس .. اما فكرة الجواز ديه انا مبفكرش فيها
لينظر لهاا جلال مستفهما : لو في حد في حياتك يا ايمان ، تقدري تثقي فيا وتحكيلي ، وتأكدي اني هسمعك من غير اي اعتراض .. انا عارف تربية عمي صعبه شويه غير التقاليد الي لسا متمسكين بيهاا ان البنت ملهاش رئي ولا ينفع تتكلم عن الحب … ليضحك قليلاا ليقول : بس انتي يا بشمهندسه مش زي اي حد انتي كسرتي القاعده مع عمي .. واه وافق تيجي القاهره وتشتغلي وتعيشي هناا مع عبدالله ومراته
لتتطلع اليه قليلاا وهي تتأمل معالم وجهه التي طالما عشقتها : صحيح عبدالله عزمك انت ومروان علي العشا .. هو قالي هيتصل بيك بس انا قولت اقولك برضوه
ليضحك جلال قليلاا : لاء متقلقيش اخوكي البخيل أتصل وعزمني ..
لتبتسم له كالمعتاد وبصوت هادئ : هروح اكمل انا شغلي بدل ما يقولي وسطه بقي وكده ، عن اذنك..
ليتطلع اليهاا مبتسماا ليقول : اتفضلي!
حتي يُعاود الاطلاع الي التصميمات التي امامه ، ليشرد قليلاا بهاا ،لينهض من علي كرسي مكتبه ويخرج لسكرتيرته الخاصه : ساره ممكن تناديلي استاذه مريم !!
………………………………………….. ……

ولأول مره يشعر بأن الحديث عليه اصبح ضاحكا .. ليظل يتطلع الي فنجان القهوه الذي امامه ليقول بجديه : خلاص يا احمد ، انت ما صدقت تستلمني النهارده وتعمل عليا حفله
لينظر له احمد قليلاا ومازالت ضحكاته مستمره : ماهو بصراحه يا ادهم ، حاجه تضحك اووي انا اعرف فتره الخطوبه قبل الجواز اما بعد الجواز بصراحه مسمعتش ، بس مع ادهم ومريم مافيش حاجه مستحيله
لتتابعه نظرات ادهم بضيق وهو يقول : انا غلطان اني حكتلك ، روح لخطيبتك يا احمد روح
احمد : خلاص هتكلم جد شويه ، يعني انتوا الفتره الي فاتت كلها وانتوا بتتعملوا علي الاساس ده
ادهم بتنهد : ايوه ياسيدي ، حتي الشغل صممت تروحه تقولي لما ابقي مراتك ابقي اتحكم فيا .. ساعتها كان هاين علياا اشدهاا من شعرها واحط وشهاا جوا قسيمة الجواز وقولهاا اومال ايه ده ياهانم … انا قربت اتجنن ،انا تعبت بجد لولا ان الشركه الفتره ديه في مشاكل كان زماني ارتكبت جنايه
لينظر الي صديقه .. الذي وجدهه يتتطلع اليه ضاحكا
ادهم بضيق : شكلي علي أخر الزمن بقيت فرجه قدام الي يسوا وميسواش .. اقول عليكي ايه يامريم!
احمد ضاحكا : حقها والله تعمل فيك كل حاجه ، وكمان بقي من حقها بصراحه فترة الخطوبه برضوه هتعرفك علي حقيقتك وهتقول اريد خلعاا … ليتنهد احمد قليلاا ، بعدما رئي ان كل هذا لا يزيد علي صديقه سوا غضباا
ليقول بصوت جاد : مش انت وعدتهاا انك هتصبر عليها وهتستحمل ، وكمان متنساش الي مريم مرت بيه كان صعب ومن حقهاا تعيش كل ده وتتدلل عليك كمان ومتقلقش ياسيدي حاسس ان قريب اووي كل الامور هترجع لطبيعتهاا
لينظر له ادهم بتنهد ليقول : نظرات جلال واهتمامه مش مريحني ، حاسس ان في حاجه من ناحيته
احمد : طيب ماتخليها تستقيل ، وترجع تشتغل معانا تاني
ادهم : وتفتكر انا معرضتش عليهاا كده ، بس الهانم برضوه رفضت …وقالت انها مرتاحه في شغلهاا ، بس شكلي مش هصبر كتير عليها
احمد ضاحكا : فعلاا الحب ياما بيبهدل ناس ، واولهم انت يا بوس
لينظر له ادهم مشمئزا وهو ينفث دخان سيجارته بغضب .. يكاد يفتك بكل شئ امامه
………………………………………….. ………

انت في الصفحة 28 من 38 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل