
لحظات من الصمت قد قضوها وكلا منهم سارح في عالمه الخاص ، عالم لا يوجد فيه شئ سوا الطمع والرغبه ، لتصبح الرغبه عند احدهما ، والطمع عند الاخر ، لتتلاقي الاعين كما تلاقت النوايا
جلست أمامه ، وهي لا تفكر بشئ سواا في كل ماخططت من اجله وفي النهايه اصبح لاشئ
لتظل نظراته مصوبه نحوهاا وهو يقول بصوت هادئ: وانتي زعلانه ليه يا نانسي ، ولا انتي كنتي فاكره انك في الاخر هتطلعي من الجوازه ديه كسبانه ، تبقي كنتي مغفله ، وكويس اووي انك طلعتي منهم ب 5 مليون غير العربيه والفيله
لتقابله نظرات نانسي الهاربه : انت بتقول ايه يافهمي !
فهمي بهدوء: بصي يا نانسي ما انتي لازم تكوني فاهمه حاجه واحده ، انتي مكنتيش متجوزه عزت بس ، متنسيش ولاده وبالاخص أدهم ، يعني المفروض تكوني عارفه انك مش هتاخدي الي انتي عايزاه
ليتنهد فهمي قليلاا : ايه رئيك تشاركيني في المجله ونعمل بيزنس سواا
لتظل نظرات نانسي تتابعه بتفكير : مجله ، مافتكرش هو ده المشروع الي هيفدني وهيخليني انتقم منه وافضل وقفاله زي الشوكه في كل حاجه
فهمي بهدوء: ومين قالك أنك لما تبقي صاحبة المجله ، مش هتقدري تقفيله بالمرصاد ، وكل خبر هيأثر علي سمعته في السوق… فكري كويس في عرضي وانتي حره
لتبدء هي في أشعال سيجارتهاا بشرود ، حتي يقترب هو منها بخبث ليقول : أنا عازمك علي سهره هتنسيكي كل حاجه ، ايه رئيك تقبلي عزومتي ، وتأكدي انك مش هتكوني خسرانه
لتبتعد هي قليلاا عن نظراته : انت متعرفش حاجه عن شادي بعد ماسافر يافهمي
ليضحك وهو يقترب منها ثانيه : تصدقي احلي حاجه عاملها الواد شادي انه عرفنه علي بعض … لتصبح انفاسه قريبه جداا منهاا ..ليقطع عنهم تلك اللحظات دخول سكرتيرته الخاصه بعد ان اذن لها بالدخول
………………………………………….. ………….
من يراهم من بعيد يظن بأنها اسره قد تكونت منذ زمن ،حتي جدران المنزل اصبح يظن انه يضم اشخاص اخرين ، ليسوا من سكانه ، وان كل هذا ليس سواا حلما سيفيق منه علي جدرانه الخاليه ثانية
جلسوا يتسامرون في بعض الاحاديث بينهم ، لتقترب منهم الهام بحب لتقول : صحيح يا مريم ليه مفكرتيش انتي وشاهي تعملوا مشروع سواا وكل واحده فيكم بمجالهاا وتقريباا مجالكم واحد
لتتابعهم نظرات اياد الذي عاد من الخارج علي تلك الجمله ليقول بمرح : حرام عليكي يالولو انا ماصدقت اقنعها انها تتفرغ ليا انا وادهم وبس
لتنهض شاهي بطفوله وهي تتحدث : ياسلام ياسي اياد ، أنت عايز تحبسني ولا ايه ، انا عايزه أشتغل زي مريم
لتضحك مريم قليلاا : بلاش مريم ، اتصرفوا بعيد عن مريم
ليقترب أياد بحب من زوجته : انا مش عايز احبسك ولا افرض رئي عليكي ، بس أنا بجد عايزك ليا انا وبس ليضحك أياد قليلا ليقول : ولأدهم برضوه عشان متقوليش اني اناني
لتبتسم الهام ومريم ، حتي تتابعهم نظرات شاهي لتقول : شوفتوا مش قولتلكم اه ده أياد ، وانتي ياطنط الهام ، قولتيلي مش معقول يطلع ده من اياد ، وانه العقليه ديه عقليه ادهم .. شكل الاتنين نسخه واحده وابني هيبقي النسخه التالته ،
لتبتسم مريم بهدوء لتقول بضحك : مالكيش دعوه بجوزي ياست شاهي لو سامحتي …
ليأتي هو علي تلك الكلمه ، وكأن أذناه أبت ان تسمع شئ الا هي حتي تسقط علي مسمعه لتوحي كلمه واحده بمعاني جميله
ليقترب منهم مبتسماا حتي يقول : انا سامع أسمي ، هنا
أياد بضحك : شكلهم هيعملوا عليناا عصابه ، ولولو شكلها هتنضم ليهم وهتتخلي عننا يا أدهم
ليقترب هو منهاا ليميل علي أحد أذنيهاا هامسا : شوفتي حتي لسانك قال جوزك ،بس تصدقي اجمل كلمه سمعتهاا النهارده ، ليتنهد قليلا وبصوت حاني : بعشقك ،ووحشتيني اووي ياطفلتي !!
لتظل نظراتهاا تجول بينهم بخجل
حتي يخرجها هو من هذا الارتباك ليقول : أياد عايزاك في المكتب !!
لتقف تتابعه بأعينها في صمت وهي شارده ،حتي تقترب منها الهام بحب لتقول :روحتي فين ،علي فكره دخل من بدري المكتب ومادام انتي مش بتقدري علي قربه كده ليه بتعذبيه وبتعذبي نفسك
لتهرب هي من نظرات اعين الهام لتقول :هي شاهي راحت فين
لتضحك الهام بحب وهي تتأملهاا :شاهي راحت تطمن علي ادهم الصغير ياستي !!
اما هو جلس بتعب امام اخيه ،ليظل يحادثه عن كل شئ حدث من زوجة ابيهم ، ليتنهد بتعب هو الاخر ليقول : كويس انك اتصرفت كده يا ادهم ، مهما كان هي كانت ذكري من ابونا الله يرحمه ، صحيح هي ذكري الواحد مبيحبش يفتكرهاا بس نانسي امر واقع في حياتنا ، وتصرفاتها دلوقتي بقيت محسوبه علينا اكتر
ليظل هو شاردا في عالم اخر ،في عالمها هي فقط ليفيق علي صوت اخاهه وهو يقول : بقالي ساعه بنادي عليك روحت فين يابوس
ليبتسم ادهم بعفويه : في حاجه يالمض
اياد بحب : ياا من زمان اووي مقولتليش الكلمه ديه ،تصدق كل حاجه وحشتني ،المهم انا طالع اطمن علي ادهم واشوف شاهي الي عايزه تشتغل زي مريم ديه
ليضحك ادهم بشده : عايزه تبقي زي مريم ربنا يستر!!
………………………………………….. ……………
لم يكن بعدهه عنهاا سواا بكبرياء أراد ان لا يعصف به تحت بند العشق ولكن هذا ،العشق الذي جعله مازال يحبهاا حتي الغفران قد اعطاه لها عندما راجع حسابته للحظات ، نعم فقد كان مثلهاا تماما، احتاج اليهاا كثيرا بعد وفاة زوجته فسلك مثلها ذلك الطريق ، طريق الاحتياج الذي لا يؤدي لشئ غير رغباتنا ، رغبات قد انهكت كل منا ولكن يبقي الحب انقي واطهر من تلك اللحظات التي نسرقهاا من عمرنا ولا تجلب لنا غير الندم علي ذكريات لو عادت الينا لتمنينا الاا تصبح لنا ذكري خالده في اذهاننا
لتجلس امام أعينه ، لتتابعه بعتاب حتي رفض كبريائها اكثر من ذلك فرفع صوته عاليا لتقول هي : ليه افتكرتيني دلوقتي يامازن ، مش ده نفس المكان الي تخليت عني فيه وسبتني
انا صحيح الاول كنت ضعيفه وتايه بس دلوقتي لاء ، ومتفتكرش اني بقيت محتاجاك او محتاجه لحد .. بالعكس انا مبقتش محتاجه لغير صافي القديمه الي هداوي جروحهاا وألامهاا لوحدهاا
ليظل هو قابعاا امامها يتأملها في صمت حتي يعلن الصمت عصيانه وبصوت هادئ: عشان حاسيبت نفسي ياصافي ، عشان لو كنت حفظت علي قلبي ليكي كنتي انتي برضوه حفظتي علي كل حاجه ليا ، انا خونتك برضوه وضعفت تحت مبررنا القذر الي بنسميه احتياج ، وللاسف ده اسوء احتياج ممكن الانسان يرمي نفسه تحته ويقول اصل انا كنت محتاج لحد جنبي … بس انا دلوقتي مش جاي اتكلم في الي راح عشان مش عايز افتكر اي حاجه من الماضي الي ديما بحاول اهرب منه ، انا عايز نعمل صفحه جديده ياصافي مش صفحه بس كتاب يجمع كل لحظتنا الحلوه مع بعض بس مش تحت بند الاحتياج لاء تحت الرباط الاقوي والاعظم ، رباط الموده والرحمه
لتتطلع اليه صافي بألم : بس انت لو سامحتني انا مش هقدر اسامح نفسي ،لان بسبب ضعفها هي الي وصلتني لكده
مازن بحب : لاء هننسي ياصافي ، هننسي بحبنا بولادنا ، هننسي مع كل ذكري جديده في حياتنا .. هننسي واحنا مع بعض زي ما تمنينا زمان .. فاكره زمان ياصافي
فاكره امنيتنا
لتتطلع اليه صافي بحب لتقول بحنين وهي تتذكر الماضي !!
نفسي اقرب من ربنا اووي ، وتكون ايدينا سوا عشان نبقي مع بعض في حياتنا التانيه وميفرقناش حتي الموت
لتتنهد بدموع وهي تقول : احلام كتير ماتت جوايا ، مع اول لحظه كنت بين ايديه وانا حاسه اني روحي بتتطلع ، وانا في حضن غيرك وبفكر فيك .. نسيت كل حاجه وبقاش جوايا غير الذكريات الي كانت بتموتني مع كل لحظه حنين
ليبتسم لها بحب وهو يقول : والزمن رجع بين أيدينا تاني ، وصافي ومازن اتغيروا ومبقوش المراهقين بتوع زمان الي بيحلموا وبس .. ليصمت قليلاا ليقول بحب : بعد السنين ديه كلها تقبلي تشاركيني حياتي انا وبنتي ياصافي
لتبتسم له بعفويه من بين دموعهاا لتبقي نظرت عيناهاا فقط هي من تنطق بكل شئ ، ويصبح اللسان عاجز عن النطق
………………………………………….. …………..