منوعات

زوجة عمر

الحلقة 12
أيمكن لمنزلنا ذلك السعيد أن يعود مرة أخرى؟ أتمنى.. لكن الأمر بات صعبا.. صعبا جدا.. لكن مهلا.. ولمَ لا؟ عمر إنسان.. من الوارد أنه يخطئ.. المهم هو أنه قد أقر بخطأه وأعتذر… ويمكن للمنزل ألا يتهدم.. يمكن له أن يعود من جديد.. لكن.. لا أعرف.. كرامتي.. وماذا عن الثلاث أولاد؟ أأحسن تربيتهم وحدي؟ سأفلح في ذلك إن كنت مطلقة أو حتى متزوجة من آخر غير أبيهم؟
– ماما!
= تعالي يا روان
– هو انتي وبابا هتسيبوا بعض؟
= انتي عايزه ايه
– نرجع زي الاول يا ماما…
= ان شاء الله نرجع احسن من الاول يا روان.
*************
= منى
– ايوة يا عمر
– ليه نزلتي الشغل؟.. كان المفروض ترتاحي كمان كام يوم
= معلش.. زهقت من قعدة البيت بجد
– مكنتيش بتزهقي زمان يا منى
= عشان انت كنت موجود يا عمر!
– وهبقى موجود دايما يا منى
= ان شاء الله
– فكرتي ف كلامي؟
= طبعا.. فكرت كتير.. محتارة
– ليه يا منى.. انا هعملك كل اللي انتي عايزاه.. صدقيني عمرك ما هتندمي.. بالعكس… اللي حصل بينا ده هيكون درس لينا نعيش طول العمر نتعلم منه.. يا منى ارجوكي.. انا بحبك.. ولو خسرتك هاعيش طول العمر ندمان.. انتي طول عمرك اللي بتغفري.. سامحيني
= مش عارفة والله اقول ايه
– قولي اه يا منى.. عمرك ما هتندمي!
_____________________
– انتي؟
= اه انا
– عايزة ايه؟؟
= عايزة اقلك يا حلوة كفاية عليكى كده.. انسي عمر ده من دماغك خالص.. شوفيلك حد تاني بقا.. او عيشي مطلقة مفيش مشاكل.. لكن عمر ده تنسيه خالص يا منى.. عارفة ليه.. لانه عمره ما حبك ولا هيحبك.. عمر كمل معاكي بس ك خدامة له وللاولاد.. لكن طول عمره ما حبك..
– هههههه وحبك انتي؟
= اه طبعا حبني انا.. والا مكنش اتجوزني عليكي ورماكي ف الشارع يا ام العيال
– تصدقي وجهة نظر 🤔 انا قربت اقتنع.. ممم بس يا ترى يا عمر ليه اشتريت شقة جديدة ف العمارة اللي قصاد شقتي.. ليه يا ترى🤔🤔 اكيد عشان عمره ما حبني.. اه صح طبعا.. ولا لا يا منى.. اكيد اشتراها عشان يشوف ولاده.. تفسير منطقي.. واكيد برضو عمر اتفق مع البواب بتاع شقتي القديمة اللي انتي فيها انه يبيعها عشان بيكرهني انا برضو.. تصدقي ممكن؟
= انتي بتقولي ايه؟؟ يا ماما انتي عمر مش بيحبك.. عمر هيرجعك عشان يذلك.. عشان تسحبي القضية بتاعت الخلع وبعدها هيطلقك.. يا منى انتي انتهيتي اصلا
– لا حبيبتي انا عمري ما انتهي ب عمر أو بغيره.. انا مش عايشة عشان اي حد غير نفسي واولادي فهمتي!.. انتي فاكرة انه عشان انتي خدعتيني مرة يبقى خلاص.. انا عبيطة مثلا
= هههههه لا من ناحية عبيطة ف انتي واخدة دكتوراة ف الموضوع ده.. فاكرة لما قلتلك قرينتي هي اللي مقعداني معاكم هههههه لا وصدقتي..
– مين قالك اني صدقت.. انا كنت بجيب اخرك
= اها وبتسجليلي… بس المهم ف الاخر.. عمر صدق مين.. كلامك وتسجيلك ميساويش.. شوفي.. اللعبة دي انتي مش قدها يا ماما.. عمر ده بتاعي انا.. لعبتي وانا اللي بحركها!
= بجد.. تفتكري؟؟
– اساليه
= تصدقي صح.. تعالي نسأله.. ياااااا عمرررررر
– ايه ده في ايه
= اصبري بس… يا عمررررررررررررررر
– ايوة يا منى
= إيه ده.. عمر؟
– اه يا حبيبتي.. عمر ولا خلاص نظرك مش جايب.. كلميه بقا عشان شكله عايزك..
= عمر.. اسمعني.. والله العظيم انا قلت لها كده عشانك عشان بحبك.. يا عمر
– انتي طالق..
= عمر!!!!!
– طااالق.. اقفلي الباب وراها يا منى!
= وادي الباب.. قفلته..
– اوعي تفتحيه تاني بقا
= حاضر..
– بحبك يا منى
= امشي اطلع بره
– منى!!
= بره

خرج عمر من منزلي ثائرا غاضبا لا يكاد يرى أمامه، أغلقت الباب وكانت يداي ترتعشان.. أظن أن الموقف كان أكبر مني. لكن لا، هو من أجرم في حقي أولا، صحيح أن ما حدث بينه وبين سارة أمامي الآن كانت بتخطيط مني، ولكن ماذا عما فعله سابقا؟ اعتذر لي لكن الاعتذار لم يجبر كسري، ولم يرمم روحي، على الأقل في الوقت الحالي!
عدت إلى عملي، ولازالت أوراق قضية الخلع قائمة، ولازلت أراه في العمل، ينظر إلي نظرات قاتلة لكني لا أبدي أي رد فعل، أتظاهر بأنني لا أراه، ولا أعلم ان كنت أراه فعلا ام لا، أحاول ألا أرى سوى نفسي، استيقظ كل يوم في السادسة صباحا، صلاة ثم تجهيز الطعام للأولاد.. نفطر سويا ثم يخرجوا إلى المدرسة فيظل أمامي ساعة كي أذهب إلى عملي، أرتب نفسي جيدا، لا ينبغي أن أبدو إلا في أفضل صوري، لن تراني بعد اليوم يا عمر إلا أفضل مما حلمت أن تراني.. لكن ذلك التغيير ليس لأجلك إنما هو بسببك… قالت لي إحداهن:” إذا أردتي أن تقـ,ـتلي رجلا تركك فأقـ,ـتليه بأنوثتك وجمالك ونجاحك”! أظنها محقة.. وأظنني نفذت كلامها حرفا!
استمر في العمل حتى الثانية ظهرا، أعود للمنزل في نفس موعد رجوع أبنائي تقريبا، أعد الغداء ثم نجلس سويا فيأتي الليل لينصرفوا إلى مذاكرتهم وأنصرف أنا أيضا إلى كتبي، العام الدراسي قد بدأ وذلك هو عامي الأول في دراسة ما بعد الجامعة.. يجب أن أكون فخورة بنفسي، اكتشفت في نفسي قدرات كثيرة وإرادة لا يكسرها أحد.. ولا حتى حبيب العمر!
ولكني مع ذلك لم أستطع أن أهرب من ملاحقة رئيسي في العمل والذي مازال يلمح لي بالزواج فاختار الهروب طريقا.
فاتحته في موضوع الجامعة ودراستي العليا وطلب إليه أن أخذ يومين من الأسبوع للجامعة وأربعة للعمل فوافق وشجعني وما كان ليوافق لو أن غيري هو من طلب!
أما عمر فالتزم الصمت، إلى حين قدم إلى مكتبي وقد بدا غاضبا
= منى
-….
= بكلمك على فكرة.
– عايز ايه.. خير
= ممكن أعرف إيه علاقتك ب استاذ احمد.. شايفه مهتم بيكي
– اسجلهالك ف شريط كاسيت؟
= هي إيه
– “وانت مالك”
= ردي عليا
– طلب ايدي
= نعم؟؟؟؟؟؟
– اللي سمعته.. واتفضل
= إيه
– اتكل
= منى.. كفاية كده.. بطلي أنانية.. انتي مش بتفكري غير ف نفسك وبس.. الاولاد ذنبهم ايه قوليلي.. طب وانا؟ والحب اللي بحبهولك إيه مصيره!
– طب بص يا عمر.. لو بتحبني هتعمل اللي هقوله؟
= طبعا.. جربي وهتشوفي
– ماشي.. تعرف تنزل وسط البلد؟
= مش فاهمك
– تنزل وسط البلد هقولك حاجة تعملها.
= قولي
– في مسجد هناك اسمه النور تعرفه؟
= لا بس هسأل
– تمام جدا.. بعد المسجد ده في شارع على ايدك الشمال.. تفضل ماشي فيه بس هو مش هينفع بالعربية لازم تتمشى
– تمام
= اخر الشارع على ايدك الشمال في محل كده فاتح من حوالي ٦ شهور.
– تمام
= المحل ده اسمه “حاجات ملهاش لزمة” ده تروح تحط فيه حبك ليا.. ولو اني حاسه انهم لو شافوك هيحطوك انت شخصيا فيه!
– انتي زودتيها جداااا… دي آخر مرة هتكلم معاكي فيها.
= متنساش المحكمة الاسبوع الجاي يا عمر.. ولا هتبقى ف المحل إياه!

بالغت في الأمر؟ وليكن، عليه أن يدفع ثمن خطأه غاليا، عدت إلى المنزل، استقبلت الأولاد تناولنا الغداء..ذهبوا للمذاكرة.. غلبني النوم فنمت ثم استيقطت فزعة.. كان كابـ,ـوسا مقيتا.. استيقظت بسبب صوت جرس الباب.. الحمد لله أنه اوقظني كنت سأمـ,ـوت في المنام.. رأيت وكأن أحدهم يخرج قلبي من جسدي.. يالله!

= مين حضرتك؟
– محضر
= عندي جلسة بكرة عارفة واستلمت الاخطار!
– محتاج حضرتك تمضي هنا.. حضرتك زوجة الاستاذ عمر؟
= اه
– هو بعتلك ورقة طلاقك!

#الحلقة 14

#رواية ام الاولاد
حضرتك زوجة الاستاذ عمر؟
= اه
– هو بعتلك ورقة طلاقك!
تم الطلاق وانتهى كل شيء، تقول أمي أنني بالغت في ردة فعلي، وأنا أرى أن ما فعلت هو حقي، لماذا يسمح الرجل لنفسه أن يحطم قلبي ألف جزء ولا يقبل أن ادافع عن كرامتي، لماذا فضل عمر أن يعود إلي! من المؤسف أن عمر قرر أن يعود إلي لأنني عدت إلى نفسي، من الصعب عليه كرجل شرقي أن استمر في حياتي بعده، لو أنني سجنت نفسي في غرفتي أبكي لسنوات لما عاد عمر، لو أنني توسلت إليه قرنا كاملا لما طلق زوجته، إنه ذلك السر، يسعى الشاب خلف الفتاة.. يجن جنونه حين يدرك أنها لا تهتم به… يتحول إلى مهرج كي يضحكها.. إلى شاعر كي يسحرها وإلى ممثل كي يقنعها.. وما إن تقتنع وتقع في حبه حتى يبدأ في الانسحاب.. يا لهم من أوغاد!
إن عمر لم يعد إلى منى القديمة.. زوجته التي أفنت عمرها تحت قدمه… لقد عاد عمر إلى منى تلك السيدة التي تعرف ماذا تفعل.. السيدة التي صفعت من صفعها ثم مضت في طريقها غير آبهة به!… لم يعد عمر لأجل سنوات الحب.. عاد عمر لأجل إرضاء رجولته.. عاد ليثبت لنفسه أنه ما من امرأة تستعصي عليه… لم يطلق زوجته لأجلي.. طلقها لأجل نفسه… خشي على نفسها من كيدها الذي كادته لي لئلا ينقلب كيد اليوم غدا عليه!
لو كانت امرأة مسالمة لما طلقها.. ولو كنت بكيت على فراقه لما عرض علي الرجوع!
ولكن الآن ماذا؟ طلقني عمر، طلقني قبل أن تطلقني منه المحكمة، كان ينتظر مـ,ـوتي بعده لكنه فوجئ بالحياة تدق أركاني.. لكن يا عمر، إن المفاجآت لم تنتهي بعد، والأمر مستمر!
= عمر!
– عايزة إيه.. مش كنت عايزة الطلاق؟ اديني طلقتك.. ارتاحي
= معقولة يا عمر بالسهولة دي؟ انت ما صدقت؟
– شوفي يا منى.. كرامتي فوق كل شيء.. وانتي حاولتي تقللي مني وانا مش هسمحلك ابدا
= تعالى بس نتكلم.. اهدا
– لو عايزة نتكلم تعالي انتي ف مكتبي.
= اوكي اتفضل!
– بصي يا منى.. انا متأكد انك مكنتيش متوقعة اني اطلقك.. ومقدر انك اتصدمي.. بس.. كان لازم اعمل كده عشان ترجعي لعقلك
= تمام
– ودلوقتي لو حابة نرجع لبعض ف احب اقلك انه فيه شوية نقاط وقواعد عامة هناقشهم معاكي..
= اتفضل
– اولا.. نرجع زي ما كنا.. انا بعت شقتنا القديمة زي ما انتي عارفة، واشتريت شقة قريبة من الشغل.
= حلو جدا عشان مناخدش وقت في الطريق لشغلنا
– اهو ده بقا ثانيا.. شوفي يا منى. مفيش حاجة اسمها شغلنا
= مش فاهمة
– هتسيبي الشغل ونرجع زي ما كنا.. انسي كل اللي حصل، نرجع اسرة زي ما كنا.. تهتمي بالبيت والاولاد
= وهو انا دلوقتي مش بهتم بيهم؟
– مش هنكر انك مهتمة ومظبطة امورك.. بس..
= بس ايه.. ايييييييه؟؟ عايز تحطني ف البيت تااااني؟ وتعيد عليا الخيانة تااني.. انا مش ضد ان الست تقعد ف البيت ابدا.. لكن ضد ان الراجل يشوف انه بشغله احسن منها.. لا يا استاذ.. انت غلط… اللي ف البيت دي شايلة البيت حرفيا… جرب انت اقعد ف البيت وهي تخرج تشتغل… هي هتقدر ع الشغل وانت مش هتقدر ع البيت… لما يمـ,ـوت الراجل غالب الستات بتعيش ست وراجل تشتغل وتعلم وتربي وتكبر… بتطبخ وتغسل وتطبطب وتهون… الراجل مش بيستحمل. مش بيتحمل حياته لوحده مش بيقدر على مسئولية بيت كامل بكل طلباته… الست تقدر تبقى اب وام لكن عمر الراجل ما هيكون ام واب.. فهمت؟
– خلصتي؟
= اه
– مفيش شغل يا منى..
= ولو صممت؟
– هتعيشي مطلقة
= عمر في حاجة انت ناسيها… اختك مطلقة.. مش فاهمة مالها المطلقة… لو تقدر تحرم الطلاق حرمه لكن مش هتقدر… المطلقة هي ست مقدرتش تتأقلم مع جوزها ف اتطلقت.. يقوم مجتمع عقيم يحسسها بالنقص لانه ناقص… يا عمر الطلاق مش عيب…
– مفيش شغل 😊
= طيب يا عمر… انا مش هقدر اقول الكلام ده لاستاذ احمد
– هاجي معاكي واقوله انا.
= امري لله.. تمام
– بحبك
******************
– عمر… ومنى؟؟
= ايوة يا استاذ احمد.. وانا جاي النهارده عشان اقلك حاجة بخصوص منى
– ايه؟… منى انتي قولتيله ايه
= مقلتش حاجة يا استاذ احمد… بس هقول… يا عمر استاذ احمد عايز يقلك حاجة
– في ايه!!!
= انا خطبت منى وهي وافقت🙈🙈
– ايييييييييييييه!!!! منى؟؟؟؟؟؟؟؟
= ها بقى يا عمر.. كنت عايز استاذ احمد ف ايه؟؟… استنى بس رايح فين
– ده مشي يا منى
= عمر استنى الشربات جاااي… خسارة… مشي!

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل