منوعات

قلب يأبي العشق بقلم فرح طارق 1

– أوقات كلامهم بيكون جـ,ـارح يا عمر.

صُوبت أنظاره نحوها، لترتسم ابتسامة على شفتيه، قائلًا
– وأوقات تانية الحقيقة بتبقى أقوى من الجرح اللي بيسببه شوية وهم.

– كلامك جميل، شكل خبراتك كتير ف الحياة.

– جدًا يا ريم، هبهرك بخبراتي.
قالها بمرح، لتشاركه ريم الضحك.

ابتسم عمر قائلًا بشرود
– تعرفي إن ضحكتك حلوة ؟ أوي كمان يا ريم.

نظرت ريم حولها بتوتر، ثم نهضت من مكانها قائلة بنبرة متوترة خجولة
-, عن اذنك لازم امشي دلوقت.

غادرت سريعًا، ليهرول عمر خلفها قائلًا
– هشوفك تاني ؟

استدارت لهُ قائلة قبل أن تختفي من أمامه
– هكون خيالك متقلقش.

لم يستمع للجملة بسبب بُعد أقدامها عنه، وكاد أن يقترب ليجدها اختفت من أمامه.

قلب يأبى العشق
الفصل الثاني.

جلس عمر بالشرفة وصديقه حسن يجلس أمامه، يتناول القهوة التي اعدتها زينب لهم..

حسن بتركيز
– قولي بقى، ياسمين بتعمل ايه هنا ؟

عمر بملل
– ما نتكلم ف الشغل أفضل! ثانيًا أظن انت شوف الحوار اللي حصل بينها وبين ماما ولا ايه ؟

– أيوة بس مستغربك يا عمر، أصلك.

قاطعه عمر وهو ينهي الحديث
– حسن، ياسمين أبوها عمل فيا جميل عمري ما هنساه، واتوفى وسابها لوحدها واكيد عمري ما هسيبها وهي بنت لوحدها كدة!

– عندك حق.

وضع عمر بعض الأوراق على المنضدة الصغيرة الموضوعة بينهم، قائلًا بجدية
– نركز ف الشغل شوية ؟

– تمام يلا بينا.

أخذ عمر نفسًا بداخله ليبدأ الحديث بجدية
– ف خلال سفري ف الـ ٣ سنين قدرت أجمع مبلغ قادر إنه يخلينا نفتح مشروع هنا ف مصر يا حسن، هنفتح مكتب صغير، هيتقسم لـ اتنين واحد ليك والتاني ليا، هندير كل حاجة فيه سوى لحد ما الدنيا تكبر شوية، هتكون مدير الاستشارات القانونية الخاصة للمكتب، وانا ف خلال الفترة اللي فاتت عملت تصميم لبرنامج، جمعت فيه كل شيء ممكن يحتاج المصمم من حيث تصميم ورسم خرائط وجميع التصاميم باحتياجها بدل ما يتنقل بين برنامج والتاني، البرنامج اشتغلت عليه فترة وعملت كذا تصميم عليه كـ تجربة وكل مرة عملت تعديل أفضل من اللي قبليه وقدر ينجح و وصلته للصورة اللي انا عاوزهها و راسمها.

ارتشف بضع قطرات المياه ليبتلع ريقه ويكمل حديثه بحماس
– فيه شركة كبير إسمها *** للهندسة المعمارية، البرنامج هيحتاجوه فيها بشكل كبير لأي تصميم خاص بالمعمار، هعرض عليهم البرنامج، و ف خلال الوقت لحد ما نكبر البرنامج ده هكون عملت برنامج جديد غيره، لسة هفكر هيمشي على أي أساس وايه الهدف منه بس المهم إني لازم اشتغل على تصاميم كتير عشان تبقى فرصتي ف التوسع بشكل أكبر، وده لازم يكون لينا مكتب وهحتاج وجودك معايا فيه عشان أخد التصاريح الكافية لتشغيل البرنامج لكل الأجهزة، ومنتعرضش لأي مسألة قانونية فيما بعد، وغير كدة لما يكون فيه مكتب لينا هنقدر نعمل إسم بشكل اكبر ولما حد يعوزنا هتكون الفرصة ف إنه يلاقينا ويوصلنا اكبر.

حسن بإعجاب وحماس لحديث عمر عن بداية عملهم
– الفكرة جميلة يا عمر، ومتحمس اوي ليها.

مر الوقت عليهم وهما يتفقان معًا على بدء العمل بينهم، لينظر عمر للساعة بجانبه قائلًا بتنهيدة منهكة من كثرة التفكير
– الوقت خدنا اوي، بقالنا اكتر من ساعة بنتكلم.

ابتسم حسن لصديقه وهو يربط على قدمه
– وإن شاء الله يجي بفايدة يا عمر، والساعة كلام تتحول للفعل والواقع.

استدر حسن حديثه وهو يحك رأسه بتردد، ليفهم عمر صديقه قائلًا
– قول يا حسن عاوز ايه ؟

– يعني انا ودينا، انت عارف إني بحبها بس كدة كتير يا عمر، نعمل خطوبة وكتب كتاب والحارة كلها تعرف أنها خلاص بقيت بتاعتي وليا، بدل ما انا كل شوية اعمل مشكلة مع حد تحت مسمى صاحبي سايبهم ليا أمانة !
دا انا خللت يا عمر! ولا انت مش شايفني عريس مناسب لأختك ؟, قول متتكسفش!

عمر بتسرع
– لأ طبعًا يا حسن، انت راجل وابن بلد وصاحب صاحبك، معايا انا ودينا من واحنا لسة بنعرف يعني ايه صاحب! ومش هأمن على أختي مع حد غيرك، بس الفكرة ف دينا موافقة ولا لأ ؟

نهض حسن بسعادة قائلًا
– لأ دينا أنا هكلمها يا عمر متقلقش..
ثم استرد حديثه
-, ده بعد إذنك طبعًا.

ابتسم عمر لصديقه ثم أخبره بهدوء
– ماشي يا حسن كلمها انت.

– حبيبي يا أبو الصحاب كلهم.

بينما على الجانب الآخر..
دلف دينا للشقة سريعًا لتتجه لغرفتها وسط أنظار زينب وياسمين المندهشة من هرولتها نحو غرفتها وهي تبكي..

زينب بقلق على ابنتها
– مالها البت!

نهضت ياسمين من مكانها لتخبرها بهدوء
– هكلمها أشوفها فيها ايه بعد اذن حضرتك.

– طبعًا يا بنتي ادخلي شوفيها.

دلفت ياسمين للغرفة لتجد دينا تمسك هاتفها ويديها ترتعش من كثرة البكاء، لتهرول نحوها بقلق
– مالك يا دينا !

اندفعت دينا لاحضانها وهي تشهق بكثرة مما سمعته للتو بين شقيقها وصاحب عمره، مردفة
– حسن عايز يتجوزني يا ياسمين، وعمر موافق.

ياسمين بعدم فهم
– طب بتعيطي ليه ؟ ده طلب جواز يترد بـ آه أو لأ ! ومظنش عمر من التفكير الراجعي لدرجة إنه يجبرك على حاجة مش حباها، خاصةً إنه بيحبك جدًا وبيعتبر إنك بنته مش أخته.

رفعت دينا رأسها وهي تنظر لـ ياسمين، لتكمل حديثها
– وبعدين العياط ده كلوا عشان ده ؟

طالعتها دينا بتردد، لتنظر لها ياسمين وهي تنتظر أن تخبرها ما تفكر به..

دينا بنبرة مترددة
– أنا بحب حد تاني يا ياسمين.
ثم أكملت بتسرع
– بس بالله عليكِ اوعي تقولي لعمر!

ياسمين بمعاتبة
– وانا هقول ؟ آه لسة داخلة بيتكم امبارح بس انا اعتبرت اننا بقينا صحاب، صحوبية خارج علاقتي بعمر يا دينا.

ثم أكملت والإبتسامة ترتسم على شفتيها
– وبعدين كملي يلا، مين هو ؟ وهيكلم عمر امتى ؟

– وحسن ؟

– شيلي حسن من دماغك، عمر مستحيل يجبرك على حاجة، ممكن يحاول يقعنك، بس اكيد لما تقوليله حسن ايه بالنسبالك مش هيقول حاجة وهيحترم ده! بس المهم دلوقت، الشاب ده كويس ؟ صادق ف كلامه ؟ هيكلم عمر امتى ؟

جلست دينا على الفراش وياسمين بجانبها
– مش عارفة، هو قالي نتقابل أنا وهو ف مكان، نتفق ونشوف هيقول ايه لعمر وعرفنا بعض ازاي وكلام من ده.

– انتِ عمرك قابلتيه يا دينا ؟

– لأ والله دي أول مرة.

ياسمين بشك
– طب ما تتفقوا ف التليفون! وخلي مقابلتكم دي لما عمر يعرف بالموضوع، وبعدين انتِ عرفتيه امتى و ازاي ؟

– هو إسمه حليم، عرفته عن طريق لعبة بابجي من حوالي ٣ شهور، هو من محافظة تانية عشان كدة متقابلناش خالص.

– طب وايه اللي مخليكِ واثقة فيه فعلًا يا دينا ؟ طب الأفضل تشوفيه أما يتقدم، وكمان عمر لو عرف..

دينا بخوف من حديثها
– انتِ ممكن تقولي ؟

– لأ مش قصدي ده! أي صدفة ممكن تحصل تتقفشي ولا حاجة ؟ بصة عمر ليكِ ايه لما يعرف إن أخته اللي مديها كل الثقة وسافر واتغرب عشان يوفر ليها افضل عيشة راحت تخون ثقته وتقابل واحد ؟

– انا بس هنتقابل ف مكان عام، هنتفق هيقول ايه لعمر عشان يجي يتقدم يا ياسمين، لأن مش هقدر أقول لعمر أنا عرفته عن طريق ايه ؟

ياسمين بقلة حيلة من اقناعها، وتتمنى أن تكون صادقة وذلك الشاب صادق معها حقًا
-, ماشي يا دينا، بس تعرفي هتتقابلوا فين وتشوفي المكان كويس ولا لأ ؟ والافضل يبعتلك اللوكيشن بتاع المكان قبل ما تروحي وتخليه معايا.

– ليه ؟

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل