قال لؤي مندهشا : هو ايه اللي ميصحش !
قالت ديما مبتسمه بخجل : مش انت او يحيى لازم تخرجوا مع ليلى و خطيبها ، عشان ميصحش ، و انا و انت كمان ميصحش نخرج لوحدنا …
ضحك لؤي بشده ، و قال : هو في حد هايفكر إني ممكن ابص لواحده مفعوصه زيك ، ده انتي طلعتي تحفه.
قالت ليلى التي دلفت لتوها إلى الصاله : أنا جهزت اهو .
خرج لؤي برفقة ليلى لملاقاة خطيبها في المطعم ، تاركا ديما لأفكارها ، عادت مره أخرى إلى غرفة ليلى ، نظرت في المرآه ، متسائله لما نعتها لؤي بالمفعوصه ، ربما بسبب بيجامتها المليئه برسوم الكارتون ، و تذكرت ما فعلته البطله في أحد المسلسلات الاجنبيه لجذب البطل إليها ، و على الفور أغلقت باب الغرفه بالمفتاح ، ثم بحثت في الأكياس الموضوعه في طرف الغرفه و الخاصه بجهاز ليلى ، التي رفضت إطلاعها على محتواها متحججه بأنها تخص الفتيات اللواتي على وشك الزواج .
فتحتها كيسا تلو الآخر ، محتاره أي تلك القطع تختار ، فجميعها فاضحه للغايه ، و في النهايه انتقت بيبي دول أسود اللون ، نعم ، فالألوان الداكنه تظهرها أنحف ، أعادت الكيس إلى مكانه ، و من ثم خبأت البيبي دول في الرف المخصص لملابسها .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
مرر مالك سهم الماوس على مربع إضافة صديق ، ثم أبعده ، ليعود و يمرره مره أخرى على نفس المربع الأزرق ، و لكن ما الجدوى من إضافتها ، حتى و إن كان قلبها خاليا ، ستظل مشكلة الفرق في المستوى المادي بينهما ، فوالدها ملتي مليونير ، و بالتأكيد لن يقبل بمصاهرة شاب في بداية حياته ، و خاصه إن كانت أسرته من الطبقه الوسطى ، أغمض عينيه قليلا ، ليعود و يفتحهما على صوت أنس : اهو ضفتهالك يا عم .
نظر مالك إلى شاشة الحاسوب ليصيح قائلا : ايه اللي انت هببته ده .!
جلس أنس على مكتبه و قال : بسرعلك المسائل ، و لو تحب اديك دروس كمان ازاي توقعها، بنت الباشا دي.
_
مالك الفرحة : أنا غلطان أساسا إني حكتلك .
أنس مبتسما : أنا عارف إنك انت و يحيى سركو مع بعض ، الا الحاجه دي يا جدع .
ضحك و أضاف : هتقوله أنا بحب البنت اللي كانت راميه نفسها عليك و انت مش معبرها ، الصراحه شكلك هيبقى وحش جدا .
قال مالك بعصبيه : متتكلمش عنها كده ..
قاطعه أنس : ليه عشان دلوقتي اتحجبت و بقت تدي البنات مواعظ و حكم ، يا بني مش بعيد تكون بتعمل كده على أمل إن يحيى يديها ريق حلو .
مالك بحسره : ده مش صحيح ، احنا بقالنا فتره ملناش أي احتكاك بزمايلنا فالكليه .
لؤي بخبث : طب أنا عندي فكره تقربك منها .
مالك بتردد : أنا خلاص شلتها من الفرحةاغي .
أنس : بامارة ايه ، ده انت بتخش البيج بتاعها مية مره فالدقيقه ، اسمع ..ايه رايك تطلب منها تيجي تشتغل معانا ، يعني مش شغل شغل ، مثلا تقولها ممكن تيجي تساعدنا ساعه كل يوم ، تطوع يعني ، بما اننا مش قادرين نوظف حد ، و هي كده كده مش هتفرق معاها الفلوس .
قال مالك بعد تفكير : احنا فعلا محتاجين حد يساعدنا ، خاصه انه يحيى عنده شغل الحكومه و مش بيكون موجود على طول .
_
أنس : يعني هنالفرحة عصفورين بحجر واحد .
مالك : بس يا ريت انت اللي تعرض عليها الموضوع .
أنس : و لا يهمك ، دلوقتي هاكلمها .
أومأ مالك معيدا نظره إلى شاشة الحاسوب ، و في قلبه أمل كبير بنجاح فكرة أنس ، و متمنيا ان يصبح حبه لها متبادلا وليس من طرف واحد فقط …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لم يفهم يحيى سبب تكدرها ، فقبل قليل كانت تشع فرحا ، قال الفرحة : ممكن أفهم واخده فوشك و رايحه فين؟
فاتن بلامبالاه : أبدا زهقت و عايزه أروح .
يحيى : طب مش كنتي تقوليلي ، عشان أوصلك .
ضحكت فاتن و قالت بتهكم : توصلني بايه ، عربيتك الB M!
يحيى بضيق : انتي ايه اللي حصلك …؟
_
قاطعته قائله : مصدعه و عايزه أروح ، عن اذنك !
يحيى بعصبيه : أنا مبحبش الأسلوب ده ، لو في حاجه دايقتك يا ريت تكوني صريحه و تقولي ، أما شغل العيال ده مش بفهمه و لا بطيقه.
تأففت فاتن و قالت : و المصحف مصدعه ، عايزني أقولك ايه ، اخترع حاجه عشان تصدق .
قال يحيى : أولا بلاش تحلفي بغير الله ، ثانيا صحيح أنا معنديش بي أم ، بس الأصول بتقول زي ما جيتي معايا ، ملزوم أروحك .
ضحكت فاتن برقه ، و قد تبدل مزاجها بعد أن رأت الاهتمام الصادق في عينيه ، ثم قالت : طب يا أستاذ ملزوم ، اتفضل روحني .
أومأ يحيى ، و خرجا من القاعه لتقول فاتن مذكره إياه بكلماته: مش صاحبتك و لا حاجه !
نظر يحيى لها مستفهما ، لتقول: سلوى منصور ، اللي كانت واقفه معاك قبل شويه.
ابتسم يحيى و قال : انتي شاغله نفسك بيها ليه !
قالت فاتن : أبدا ، بس مش عارفه كده جالي إحساس إنها كانت تقصدك بكلامها .
قال يحيى مبتسما بخبث : يعني انتي شايفاني فارس من زمن الفرسان زي ما قالت .
_
قالت فاتن مداعبه : تؤ تؤ أنا أقصد مجهول .
ضحك يحيى و قال : بقى كده ، طب مجهول ده حسب كلامها اتجوز ، ثم رفع كفيه و قال : و انا زي ما انتي شايفه سنجل .
الفرحةت فاتن جبينها بأناملها و قالت بطريقه مسرحيه : فاتتني ازاي ، ده أنا ذكيه جدا .
ضحك يحيى و قال بعد أن توقفت إحدي سيارات الأجره لتقلهم : معلش مش BM بس هتقضي الغرض .
سألت فاتن بعد أن ركبا السياره : هو انت زعلت …؟
يحيى : لا ابدا ، هازعل ليه ، انتي من حقك ترتبطي بواحد عنده بي ام ، و يعملك كل اللي نفسك فيه ، و أنا إن شاء الله هاشتغل بايدي و سناني عشان أحققلك كل اللي بتتمنيه …
قاطعته فاتن مصدومه : مش فاهمه ، هو انت عايزنا نرتبط !
يتبع…
الفصل السادس
¤ حب مُتَسَرِّع ¤
_
————————————————-
نظر يحيى لفاتن التي فغرت فاهها مصدومه ، فمعرفتهما لا تتعدى أيام ، أحس فيها بمشاعر لم يختبرها من قبل تجاه أي فتاه ، مشاعر جعلته بدون وعي يتلفظ بما قاله قبل قليل ، لم يستطع الاجابه على سؤالها العفوي فورا ، عليه البوح لها بمشاعره بطريقه مقنعه .
قال يحيى محدثا السائق : لو سمحت ، على جنب يا اسطى .
أوقف السائق السياره ، ناوله يحيى الأجره ، ثم قال : احنا محتاجين نتكلم .
ترجل من السياره و تبعته فاتن ، و التي بدا عليها الاحراج الشديد .
يحيى : تعالي نقعد هنا …
سارا في صمت حتى جلسا على مقعد في أحد الحدائق العامه ، تنحنح يحيى قائلا : أنا مش عارف ابتدى ازاي ، بس من يوم ما شفتك و في حاجه شدتني ليكي جدا ، ومش عارف ليه قلبي اتعلق بيكي بسرعه ، بس اللي أعرفه إني عمري ما حسيت بالمشاعر دي قبل كده .
صمت لحظه ، ثم أضاف : فاتن أنا عارف إننا يمكن مش شبه بعض في حاجات كتير ، بس أوعدك إننا خطوه خطوه هنفهم بعض ، و نوصل لمكان نبقى احنا الاتنين واحد .
راقبها و هي تفرك يديها بتوتر ، ليقول : آسف ، مش عارف أرتب الكلام بس باختصار أنا بحبك و عايز آجي و أطلب ايدك من باباكي .
نظرت له بارتياب و قالت : انت بتتكلم جد !
_
قال يحيى بجديه : طبعا .. قاطعته فاتن قائله : هو انت لحقت تعرفني عشان تحب…
لم تكمل جملتها ، ربما بسبب الحرج ، قال يحيى : أيوه بحبك ، ثم أضاف بمرح : ايه مسمعتيش عن الحب من النظره الأولى .
حينها نهضت فاتن من مقعدها قائله بسرعه : أنا لازم أمشي دلوقتي .
أمسكها يحيى من مرفقها قائلا برجاء : أنا عايز اسمع ردك .
تسمرت في مكانها للحظات ، ليقول يحيى : أرجوكي ، متسبنيش متعلق كده .
عادت للجلوس مره أخرى ، قالت و هي تزيح خصلات من شعرها خلف أذنيها : مش عارفه أرد أقلك ايه .
يحيى بتوتر : تقولي اللي حاسه بيه .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أحست فاتن بالاحراج الشديد ، و الحيره ، هل تخبره باحساسها كما طلب منها أم تستمع لنصائح والدتها ، و التي تحثها على إخفاء مشاعرها و اللجوء للمناورات .
قالت فاتن : انت فاجئتني ، ثم أضافت بثقه : أنا لسه معرفكش كويس .
_
يحيى بحرج : معاكي حق ، بس الخطوبه معموله عشان نتعرف على بعض ..
قاطعته فاتن : و خطوبه ليه ، احنا نتعرف على بعض الاول ، و بعدين نقرر لو حابين نكمل و نتخطب .
يحيى بتكدر : بس كده ميصحش ، ثم أضاف : هو انتي ارتبطتي بحد قبل كده ….؟؟؟
أجابت فاتن : لا عمري ، ثم سألت : و انت ؟
رد يحيى مبتسما : لا عمري ، ابتسمت فاتن و قالت : و لا سلوى منصور؟
ضحك يحيى و قال : يادي سلوى منصور ، خلاص مش هاخدك هناك تاني .
قالت فاتن على الفور : لا أرجوك أنا نفسي أروح تاني .
يحيى بجديه : أنا لو عليا هاخدك تحضري كل ندوه ، و أعملك أي حاجه بتحبيها ، بس انتي تديني فرصه.
عادت فاتن لتزيح شعرها خلف أذنيها ، ليعود و ينسدل مخفيا وجهها مره أخرى ، قال يحيى بعد أن طال الصمت بينهما : أنا كده فهمت ، و يلا بينا هاروحك .
قالت فاتن بحرج : فهمت ايه …
_
قال يحيى بضيق : اللي انتي حاسه بيه ، و آسف إني أحرجتك .
نهض من مقعده ، لتقول فاتن بتلعثم : انت شكلك فهمت غلط .
استدار يحيى ناظرا لها و الأمل يملأ عينيه : يعني انتي مستعده تديني فرصه ….؟
أومأت فاتن برأسها ، و نظرها مصوب إلى الأرض من فرط إحراجها ، قال يحيى : طب خلاص اديني رقم باباكي و أنا هاكلمه .
قالت فاتن بحزن : بابا …بابا …مسافر ومش بيسأل عني ، يعني علاقتنا مش زي اب ببنته .
صمت يحيى محتارا هل يسألها عن السبب ثم آثر أن يؤجل هذا الحديث لوقت آخر عنالفرحةا يشعر بأنها تستطيع الوثوق به ، قال : أنا آسف ، بس أوعدك إني هاكونلك كل حاجه ، أب و أخ و صديق ، و عمري ما هاخذلك أبدا .
حاولت فاتن جاهده السيطره على مشاعرها ، وضعت يدها على فمها لتسترد أنفاسها، فحديثه الرقيق و مشاعره الواضحه أربكتها ، كما أنها تأكدت من عالفرحة صدق تلك الفتاه ، فا هو يطلب ان يتقالفرحة لها رسميا ، اي انه لا ينوي التلاعب بها او جعلها مشروعا او تحديا خاصا به كما اشارت زميلته …
قالت فاتن بعفويه : أنا عمر ما حد كلمني كده .
ابتسم يحيى و قال : و إن شاء الله عمر ما حد هيكلمك كده ، ثم أضاف بمرح : الحاجات دي هتسمعيها مني أنا و بس .
ضحكت فاتن برقه ، ليقول يحيى : طب دلوقتي محتاج تحدديلي معاد مع ماما عشان آجي و أطلب ايد حضرتك .
_
أومأت فاتن ، ثم قالت : يلا بقى أنا لازم أروح.
قال يحيى بتردد : طب أنا لازم آخد نمرتك ، عشان أعرف احدد المعاد.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
دلفت ليلى برفقة لؤي إلى المطعم حيث كان بانتظارهم خطيبها تميم ، الذي قام باختيار مائدة في المنتصف ، جلست في المقعد المقابل له بعد أن استأذن لؤي ليجلس مع صديقه .
قال تميم بعد أن ترك النادل قائمة الطعام : متطلبيش حاجه غاليه ، أنا وسطي اتقطم من المصاريف بتاعتك .
قالت ليلى بحنق : مصاريف ايه دي، و بعدين هو أنا طلبت منك تعزمني ، أما حاجه غرييه .
قال تميم : اتكلمي عدل أحسنلك .
أومأت ليلى برأسها و آثرت الصمت على أن تدخل في جدالاته السخيفه ، ثم ابتسمت عند حضور النادل .
و قالت : أنا عايزه الطبق السبيشل بتاع النهارده ، و كمان هاتلي أغلى طبق حلو عندكو .
لاحظت نظرات تميم الحانقه تجاهها ولكنها لم تأبه ، أرادت أن تغيظه بطلبها ذاك ، و قررت من الآن فصاعدا ستتعمد فعل كل ما يُكدره ، و ربما سيدفعه ذلك إلى فسخ الخطبه .
_
قال تميم بعد انصراف النادل : أنا فاهمك كويس ، العبي غيرها .
انزعجت ليلى بعض الشيء لفهمه خطتها ، و سألت : انت مطلبتش حاجه ليه …؟
قال تميم مبتسما : كفايه اللي طلبتيه ، و لقمه هنيه تكفي ميه .
قالت ليلى بضيق : تقصد ايه !
قال تميم بنشوة المنتصر : يعني هنآكل أنا و انتي من نفس الطبق السبيشل الغالي اللي طلبتيه يا خطيبتي العزيزه.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
و على مائدة قريبه من أخته و خطيبها جلس لؤي برفقة صديقه وائل منشغلين في الحديث عن آخر مشروع لهما في الكليه ، ليباغتهما صديقهما كِنان بحضوره ، و الذي جذب أحد المقاعد و جلس بجوارهما قائلا : طلبتو الاكل و لا لسه.
أجابه لؤي : هو انت مش قلت مش جاي معانا.
كِنان : غيرت رأيي ، عندكو مانع .
وائل مازحا : مانع ايه بس ، طالما هتدفع الحساب اتفضل اهلا و سهلا.
_
قال كِنان مدعيا الضيق : هو انا خلفتكو و نسيتكو ، كل واحد يدفع عن نفسه.
لؤي مبتسما : يا ساتر .
استمر الثلاثه في المزاح ، إلى أن لاحظ كِنان ليلى الجالسه على بُعد مائدتين منهم ، و الأدهى أنها كانت برفقة خطيبها .
قال كِنان لصديقيه : أنا هاروح الفرحة ، و نهض مسرعا من مكانه .
و في الطرقه المؤديه إلى الفرحة ، أمسك هاتفه و كتب ” هي دي المذاكره اللي وراكي !” ، ثم وقف و الالفرحة يتآكله .
أتاه الرد سريعا : ” أعمل ايه ، غصب عني ، أرجوك متزعلش”.
كتب بسرعه : ” لو خايفه على زعلي ، يبقى تروحي و دلوقتي حالا “.
أرسلت ليلى : ” مقدرش ، هاستنى لؤي يخلص الأول و هاروح معاه ” .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
اترك تعليقاً