راقبها تميم و هي تبعث رساله تلو الأخرى و على محياها الاضطراب الشديد ، لقد أحس منذ فتره بتغيرها الكبير تجاهه ، صحيح أنها دوما ما كانت تعامله بجفاف و برود ، و لكن في الشهور الماضيه لاحظ تبدل أسلوبها معه ، و كأن هناك شيء كبير تخفيه .
_
جز على أسنانه ، و جذب الهاتف منها بالفرحة ، لتقول بارتباك : ايه اللي بتعمله ده …؟
ارتباكها زاد شكوكه ، عبث بهاتفها متنقلا بين الرسائل ، حاولت جذب الهاتف منه ، و لكن دون جدوى فلقد أحكم قبضته عليه قائلا : انتي خايفه كده ليه ..؟
و في نفس اللحظه ، أعلن هاتفها وصول رساله جديده ، لتقول ليلى : لو سمحت هات الموبايل ، دي واحده صاحبتي و عايزني فحاجة طارئه.
لم يعبأ تميم بطلبها ، فتح الرساله و قرأ : ” انتي عارفه انك كده بتموتيني و انتي قاعده معاه ، أرجوكي اتحججي بأي حاجه و امشي ”
غلى الالفرحة في عروقه ، قرأ الرسائل المبعوثه من ذلك المرسل و المسجل على هاتفها باسم الفرحةوع ، ليشتاط الفرحةا فوق الفرحةه .
قال تميم بالفرحة : بتستغفليني يا واطيه .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
شعرت ليلي بالذعر الشديد ، نهضت من مقعدها و همت بالمغادره حتى لا يحدث تميم فضيحه لهم أمام الملأ ، و لكنه أمسك بمعصمها بشده و قال : رايحه فين ، ده أنا انهارده هربيكي من أول و جديد.
نهض بدوره و مازال مطبقا بقبضته على معصمها ، و جرها باتجاه مائدة أخيها لؤي ، الذي ما إن رأى الذعر باديا عليها ، انتفض من مقعده قائلا : مالك يا ليلى حصل ايه ؟
قال تميم : حصل ده ، ثم ناوله الهاتف ، و قال : شوف أختك المحترمه بتعمل ايه..
_
أمسك لؤي الهاتف ، ثم قال لصديقه وائل بحرج : أنا مضطر أمشي .
سارت الثلاثه باتجاه المخرج ، و فور خروجهم قال لؤي : اظن ميصحش اللي عملته ده ..
قاطعه تميم و قال : مش تقرأ المسجات اللي على موبايل أختك الأول ، و بعدين تبقى تقولي ايه اللي يصح و ايه اللي ميصحش.
قال لؤي الفرحة : كلامنا ميبقاش في الشارع و ادام الناس زي ما عملت فالمطعم ، في بيت نتكلم فيه .
قال تميم بحده : عموما أنا كلامي هيكون مع عمي ، و استدار مغادرا المكان .
نظر لؤي لليلى التي وقفت تغالب الفرحةوعها ، و قال : أنا مش محتاج أفتش وراكي ، أنا عارف أختي كويس ، و اتفضلي الموبايل اهو ..
أمسكت ليلى بالهاتف ، و قالت بتلعثم : ده زميل كان بعتلي بيسأل عن حاجه في……
قاطعها لؤي : مش محتاجه تبرري حاجه ، أنا ثقتي فيكي كبيره جدا ، و يلا بينا خلينا نروح و أوعدك هأكلم بابا و أشرحله كل حاجه .
أومأت ليلى مبتسمه لتفهم أخيها للموقف و ووقوفه بجوارها ، و لكنها شعرت بتأنيب الضمير نتيجه لثقته المفرطه بها ، ثقه لا تستحقها بالتأكيد .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
وضعت نوف أكياس المشتروات على سريرها ، و ركضت مسرعه باتجاه الحاسوب الخاص بها ، فالساعه شارفت على السادسه موعد حديثها مع أنس ، فتحت الحاسوب ، و بالفعل وجدته منتظرا على برنامج السكايب .
قبلت طلب المحادثه ، و حيته قائله : هاي .. ازيك يا أنوسي ..
ضحك أنس و قال : أيوه كده ..خليكي دلوعه و فرفوشه ..
ابتسمت نوف بخجل ..
تنهد أنس بشده و قال : وحشتيني يا أحلى نوف فالدنيا..
نوف : ما أنا لسه مكلماك الصبح ، لحقت اوحشك ..
أنس : طبعا ، قوليلي اشتريتي الفستان اللي طلبته منك .
أجابت نوف بتردد : أيوه ، بس …
أنس بحده : مفيش بس ، اوعي تزعليني منك ، أنا نفسي أشوفه عليكي ..
نوف : معلش خليها مره تانيه .
_
أنس متصنعا الزعل : أنا كده عرفت قيمتي و غلاوتي عندك ، و خلاص اعتبري ده آخر طلب مني ، و ربنا يوفقك .
نوف بذعر : لا لا أرجوك متزعلش ..أنا بس مكسوفه منك ..
أنس : في حد يتكسف من حبيبه اللي هيبقى كل دنيته ، طب لو انتي معملتيش الحاجات اللي بحبها ، حاضطر ابص بره ، هتخليني اعمل حاجات حرام و متصحش ..
نوف بتردد : انا مش عايزاك تبص لحد غيري ، ده انا اموت ، خلاص ثوان هألبسه و آجي أوريهولك ..
و بعد دقائق عادت نوف مرتديه ذلك الفستان ، الذي بالكاد يصل إلى ركبتيها ، و يبرز مفاتنها بشكل فج .
جلست نوف أمام الحاسوب غير قادره على رفع عينيها باتجاه أنس ، بقيت على حالها تلك لثوان ..
صفر أنس جاذبا انتباهها : ايه الطعامه دي ، كنتي عايزه تحرميني من الجمال ده كله ..
نظرت نوف له بخجل : بجد …!
أجابها : طبعا ، و استمر يُمطر عليها سيلا من الكلمات المعسوله و الغزل الصريح ، جاعلا قلبها يخفق بشده متناسيا أي منطق ، و لاغيا فطرتها السليمه و التي ترى تصرفها خاطئا جدا .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
ترجلت فاتن من سيارة الأجره بعد أن توقفت أمام البنايه حيث تقطن هي و يحيى ، الذي تبعها قائلا : تحبي أوصلك فوق !
نظرت فاتن له بعالفرحة فهم ، و سألت : ازاي يعني … ثم أضافت : هو انت مش هتطلع بيتكو !
يحيى : لا .. أنا هاروح الشغل .
فاتن : شغل ايه الدوام أكيد خلص .
يحيى :لا مش شغل الحكومه ، أنا رايح شركتي .
ابتسمت فاتن و قالت باعجاب : هو انت عندك شركه ؟
أومأ يحيى مسرورا ، فقد لاحظ نظرة الاعجاب في عينيها .
هتفت فاتن بغبطه : طب ما تاخدني معاك ، أتفرج على شركتك .
فرك يحيى جبينه و قال بحرج : خليها وقت تاني .
أومأت فاتن بخيبه ، ليقول يحيى : أحم ،..أنا هاطلع اوصلك ..
_
نظرت له بطرف عينها ، و التزمت الصمت مغتاظه من رفضه اصطحابها معه إلى شركته ، ألم يعدها قبل قليل أن ينفذ كل طلباتها ، و أن يفعل ما بوسعه لإسعادها ، ربما هو مثل كل الرجال ، و نظريات والدتها تنطبق عليه أيضا ، تمنت لو استمعت لنصائح والدتها ، و عذبته قليلا قبل أن تبدي موافقتها على الارتباط به …
هزت راسها ناالفرحةه ، و أكملت مسيرها إلى داخل البنايه بجواره ، مفكره : ” ماما معاها حق ، اول ما يحس انك معجبه بيه ، يتقل ….امال ليه رفض ياخدني الشركه ، انا فعلا عبيييييييطه “.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في المصعد ، أحس يحيى بانزعاجها لرفضه اصطحابها معه إلى الشركه ، قال محاولا تطييب خاطرها : معلش أصل الشركه فشقه و مكان بعيد عن هنا ، و كمان مفيش بنات بيشتغلوا معانا ، فمش هيكون لطيف لو خدتك دلوقتي معايا .
أومأت له بصمت ، فأكمل : و بعدين هي مش شركه شركه ، احنا يدوب لسه بنبتدي …
قاطعته فاتن بحده : خلاص فهمت …
يحيى بضيق : يا ريت تتكلمي بأسلوب أحسن من كده !
فُتح باب المصعد ، خرجت فاتن مسرعه ، تبعها يحيى قائلا :استني أنا بكلمك …
لم تعبأ فاتن و أكملت سيرها ، اغتاظ يحيى منها بشده ، قبض على معصمها ليوقفها ، لتهتف : لو سمحت شيل ايدك !
أرخى يحيى قبضته ، ثم قال : لما أكون بكلمك ، تقفي تسمعي و متمشيش الا ما اخلص كلامي !
_
نظرت فاتن بتحد ، ثم قالت بسخريه : و ده من ايه إن شاء الله !
جز يحيى على أسنانه و قال الفرحة : قلتلك اتكلمي باسلوب كويس .
عقدت فاتن ذراعيها أمام صدرها : و ماله أسلوبي بقى !
قال يحيى بجديه : انتي لو عايزه علاقتنا تنجح يبقى لازم يكون في بينا احترام اولا ، و أساس الاحترام ده انك مهما حصل متعليش صوتك و احنا بنتناقش ، و لا تسبيني و تمشي ، البنت مهما حصل مش مفروض تعلي صوتها على الراجل .
فغرت فاتن فاهها مصدومه ، ثم انف.جرت ضاحكه : بجد انت تحفةةةةةةة…
قال يحيى بخيبه : الظاهر إني اتسرعت .. من فضلك تنسي اي حاجه قولتها الساعات اللي فاتت .
شاهد يحيى الصالفرحةه تكسو ملامحها الرقيقه ، ثم انف.جرت بالبكاء ، و من ثم هرولت مسرعه إلى الشقه و دلفت إلى الداخل بعد أن أسقطت المفتاح من يدها مرتين ، ووقف هو متفرجا على المشهد الذي لم يتعد الثوان ، و في الثوان التي تلت بقي متسمرا في مكانه ، لقد وقع في حب طفله ، فتصرفاتها ليست مستهتره ، بل طفوليه و عفويه ، و خير دليل على ذلك هو عالفرحة قدرتها على السيطره على مشاعرها و انخراطها في البكاء قبل قليل .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أنهت ليلى مسح جميع الرسائل الوارده من كِنان على هاتفها ، و كذلك أزالت مكالماته من سجل الهاتف ، و تنفست الصعداء ، و لكن ليس لمده طويله ، فلقد رن هاتفها مضيئا برقم كنان .
أجابت بتردد :كنان …
_
كِنان: ليلى ، انتي كويسه ، بقالي نص ساعه بحاول اكلمك و تليفونك مغلق ..
ليلى : معلش مش هاقدر اكلمك دلوقتي ..
قاطعها كنان : يعني ايه مش هتكلميني ، أنا مت مالقلق عليكي ، وائل قال إن الزفت خطيبك عملك مشكله ..
ليلى : أصله شاف المسج بتاعتك ، و دلوقتي هيقول لبابا و يعملي مشكله ..
كِنان الفرحة : اما بني االفرحة معندوش الفرحة ، يعني شاف المسجات و لسه مصر يتجوزك ..
ليلى بضيق : انت بتقول ايه .. مش فاهماك ، أنا فهمت إنه هيتكلم مع بابا و خلاص هيفركش الخطوبه .
كِنان بحده : مظنش ، ده شكله بارد اوي .
ليلى بحزن : طب انت ضروري متكلمنيش و لا تبعتلي اي مسج .
كِنان: انا خلاص قررت اني هاكلم باباكي و اللي يحصل يحصل .
ليلى بفزع : لا اوعى ، خليني الاول اشوف بابا هيعمل ايه ، يمكن تتحل لوحدها .
_
كِنان: مش قادر اصبر اكتر من كده ..
ليلى : معلش ، و انا خلاص حاسه انه تميم هيتكلم مع بابا و يفسخ الخطوبه .
كِنان: مظنش يا ليلى ، مظنش ..
ليلى : بلاش تشاؤم ، ها ، انا مضطره اقفل معاك دلوقتي ، اوك ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
دلفت انجي إلى الشقه حاملة معها العديد من الأكياس المليئه بالملابس من أحدث و أغلى الماركات العالميه ، و التي دفع ثمنها خميس النونو ، ذلك العاشق الولهان لابنتها الصغيره .
انجي :فتوونه ، انتي فين ، تعالي شوفي جبتلك ايه …
خرجت فاتن من غرفتها محمرة العينين ، و ركضت باتجاه والدتها و احتضنتها بشده .
انجي : في ايه يا حبيبتي ، مالك …؟
فاتن بحرقه : عندك حق يا ماما …
_
انجي : طب اهدي عشان أفهم ..
مسحت انجي على شعر ابنتها ، ثم اقتادتها ليجلسا في غرفة المعيشه : ايه اللي حصل ، انا مش فاهمه حاجه .
فاتن بحزن : يحيى …
ابتسمت انجي رغما عنها ، فيبدو أن ابنتها بطريقه أو أخرى على علاقه به، وسألت بلهفه : ماله !
فاتن من بين الفرحةوعها : مبقاش يحبني خلاص …
نظرت انجي لابنتها غير مستوعبه مشكلتها : اسمعي ، انا مش فاهمه حاجه خالص ، واحده واحده فهميني يحيى ده ماله !
تنهدت فاتن : قالي انه عايز يرتبط بيا و يجي يتقالفرحةلي و انه بيحبني ، بعدين شدينا مع بعض ، قام مغير رأيه و قالي انسي كل الكلام اللي قولته .
أرادت انجي أن تنهض من مقعدها و ترقص من الفرحه ، فابنتها و التي طالما رفضت تقرب الرجال منها أصبحت على علاقه بأحدهم ، ربما ليس الشخص المناسب و لكنها البدايه .
انجي بخبث : و انتي ناويه على ايه ..؟
رفعت فاتن كتفيها ، ثم أنزلتهما بخيبه : و لا حاجه .
_
انجي بحده : يعني ايه و لا حاجه ، هو انتي لعبه فايده .
فاتن بحزن : هاعمل ايه يعني ، أنا اصلا مكنتش مستوعبه انه يقولي الكلام ده ، كل حاجه حصلت بسرعه ، حتى قلتله بلاش خطوبه ، خلينا نتعرف على بعض الاول ، بس هو قالي ميصحش و انه الخطوبه معموله عشان نتعرف على بعض …
انزعجت انجي من سذاجة ابنتها ،الواضح أن قلبها متعلق بذلك الشاب ، و لكنها غير مستعده لفعل أي شيء لاستعادته مره ثانيه ، هزت انجي رأسها خائبه من ابنتها ، و في نفس الوقت متفائله بأن يحيى سيكون تجربه جيده لابنتها لتتقن فن التلاعب بالرجال ، فعلى ما يبدو أنه من النوع الملتزم ، فإن استطاعت أن تخضعه لرغباتها سيكون من السهل عليها فيما بعد التعامل مع باقي النوعيات و الوصول إلى احتراف الايقاع بالرجال ، الأثرياء طبعا ، و الحصول على ملذات الحياه ، و على ابنتها و بسرعه أن تتقن تلك اللعبه ، حتى تستطيعا العوده إلى الحياه المرفهه التي اعتادت عليها انجي منذ فتره طويله ، فعلى ما يبدو أن سحر جمالها قد ولى و ما عادت قادره على اصطياد الاثرياء او حتى الحصول على بطولات تمثيليه كما فالسابق ، و أملها الوحيد لانتشالها من هذا الوضع هو فاتن…
انجي : طب احكيلي بالتفصيل ، امتى و ازاي اتقابلتوا و رحتوا فين ؟
روت فاتن ما حدث بالتفصيل كما طلبت والدتها، لتقول انجي محاوله التلاعب بابنتها : معتقدش هو كان جد فكلامه…
فاتن بلهفه : بجد يا ماما ، طب قال كده ليه ؟
انجي بخبث : كان عايز يعرف غلاوته عندك ..
فاتن : ازاي يعني ..
انجي : يعني لما قالك انسي الكلام اللي قولته ، كان فاكر انك هتحاولي تعتذريله و يعني تقوليله كلمتين حلوين ، مش تقومي معيطه و تسبيه و تمشي .
فاتن : لا لا ده كان بيتكلم جد ..
_
قاطعتها انجي : جد ايه بس، بصي تعالي الاول افرجك عالحاجات التحفه اللي جبتهوملك و بعدين هاحللك مشكلة سي يحيى بتاعك ده .
فاتن بحرج : و لا مشكله و لا حاجه ، أنا خلاص نسيت الموضوع اصلا ..
انجي مقلده ابنتها : نسيتيه أصلا ، طب عيني فعينك كده ..
ارجعت فاتن شعرها خلف أذنيها مبتسمه بخجل ، لتقول انجي : متقلقيش الليله هاعملك خطه متخرش الميه ، هتخليه يرجعلك ولهان و نالفرحةان ، و دلوقتي تعالي قيسي الفساتين دي .
أخرجت انجي الفساتين التي أحضرتها لابنتها واحدا تلو الآخر ، ثم سألت : ايه مش عاجبينك .
فاتن بتردد : لا حلوين و شيك اوي ، بس دول مش هينفع أخرج بيهم .
انجي : تقصدي دول ، و أشارت إلى اللانجيريهات .
أومأت فاتن ، لتضحك انجي : طبعا يا عبيطه ، مش هينفع تخرجي بيهم ، دول لانجيريهات ، يعني لاوضة النوم فقط.
فاتن : طب متشكره اوي يا ماما ، تعبتي نفسك ، ما انتي عارفه مش بحب البس الا بيجامة و انا نايمه .
انجي بضيق : لا لا انتي كبرتي و بقيتي عروسه ، و لازم تلبسي الحاجات دي ، عشان لما تتجوزي متتكسفيش من جوزك و تقدري تملي عينه .
_
فاتن بحرج : ماما ..
قاطعتها انجي : بصي اولا ، انا هازعل منك جدا لو مش لبستي الحاجات دي ، طول ما انتي فاوضتك ضروري تلبسي حاجه منهم ، انا مش عاوزاكي تكوني زي البنات العبيطه اللي بتتكسف من جسمها ، لا عاوزاكي تحسي بانوثتك و جمالك ، عشان فالمستقبل ان شاء الله تقدري تنجحي كزوجه ..
فاتن غير فاهمه لمقصد والدتها : حاضر …
أرادت انجي أن تتخلص ابنتها من الخجل الذي يرافقها كلما ارتدت فستانا مثيرا ، و الطريقه المثلى هي اعتيادها على ارتداء تلك الملابس في كل الأوقات ، فالطريق إلى رصيد بنك مفتوح من الرجل يأتي أولا عن طريق الاستحواذ على حاسة البصر لديه بكل ما هو ملفت و جريء .
انجي : حاضر من غير فعل مينفعش ، أنا كل يوم قبل ما أنام هاجي بنفسي و اتاكد .
فاتن : أمري لله ..
ثم أضافت بتردد : ها بقى مش هتقوليلي أعمل ايه مع يحيى …
ابتسمت انجي : طب اعمليلي قهوه عشان الحكايه محتاجه سهر و مخمخمه …
الفصل السابع
¤ صالفرحةه ¤
_
————————–
نالفرحة يحيى على تصرفه المتهور مع فاتن ، أولا لقد تسرع في طلب الارتباط بها ، صحيح أنها حركت بداخله مشاعر قويه و لكن كان عليه أن يتريث قبل أن يصارحها ، و ثانيا وجب عليه أن يكون أكثر صبرا و مقدرة على احتوائها ، نظرا لصغر سنها و قلة خبرتها في الحياه عموما …
قطع عليه حبل أفكاره ، سؤال صديقه مالك : ايه يا يحيى ، سرحان في ايه …
طرقع يحيى أصابعه و أجاب بتردد : مش عارف أقلك ايه …
ابتسم مالك قائلا : مش عارف تقولي ايه ، اوعى تكون الحكايه تتعلق بالجنس الناعم ..
عقد يحيى حاجبيه مفكرا ثم أجاب : مش عارف..
قاطعه مالك مداعبا : هو انت كل شويه هتقولي مش عارف ، انجز …هي مين و فين و ليه و امتى و ازاي …
ابتسم يحيى : قولي الاول ، هو السن بيفرق فالحاجات دي …
سأل مالك : ليه هي عندها كام سنه …؟
أجاب يحيى : أنا بتكلم بشكل عام …
_
اترك تعليقاً