قاطعه مالك منزعجا : هو انت مش بتثق فيا و لا ايه ، بلاش اللف و الدوران ، أصلك مفضوح اوي و باين انك وقعت وقعه جامده ..
تنهد يحيى ، ليقول مالك : هي ايه المشكله فسنها ، اكبر منك …
يحيى : لا العكس ، أنا حاسس إنها لسه طفله ..
مالك : طفله ازاي ، كام سنه يعني …
يحيى : اعتقد سبعتاشر تمناشر سنه يمكن ..
مالك : هي صغيره فعلا ، بس عادي يعني فرق السن ما بينكو مش كبير هما خمس سنين بالكتير..
أومأ يحيى ، ليعود مالك بالسؤال : ايه لسه في مشاكل تاني …
يحيى بضيق : أنا عكيت الدنيا خالص…
مالك : لا دي الحكايه محتاجه قعده و تفكير قوم بينا نروح ميدنايت ..
أومأ يحيى ثانيه ، و خرج برفقة صديقه إلى مقهى ميدنايت ، عل الحديث معه يخفف قليلا من الضيق الذي يجثم على صدره ..
_
وفي المقهى ، وضع مالك قهوته على المنضده بعد أن رشف القليل منها وقال : ها احكيلي ، عكيت الدنيا ازاي؟
مط يحيى مرفقيه إلى الامام و قال غير راغب في ابداء الكثير من التفاصيل : ابدا اعجبت ببنت ، بس هي مختلفه عني فكل حاجه ، و اهلها متحررين بزياده و هي كمان ، بس معرفش ليه قلبي اتعلق بيها بصوره مكنتش اتوقعها و بالسرعه دي..و لئيت نفسي بعرض اني اتقالفرحةلها بس حسيت اني اتسرعت …
ليقول مالك : فعلا انت اتسرعت ، بس هي اسمها ايه ؟
يحيى بعصبيه : هيفرق معاك اسمها فايه …
مالك بعد تنهيده طويله و محاولا اغاظة يحيى : بلاش اسمها ، طب ممكن أعرف لون عينيها ايه !
يحيى : أنا الحق عليا اللي حكتلك ، و نهض من مقعده عازما على المغادره ، ليوقفه مالك قائلا من بين ضحكاته : اعد يا بني ، بهزر …
جلس يحيى بعد محايلات عديده من مالك ، الذي بادر بالحديث : لو عايز الحق ، انت اتسرعت فعلا ، و معتقدش ان اللي انت فيه ده حب ..
يحيى : ايوه أنا عارف إني اتسرعت ، بس أنا فعلا شكلي حبيتها بجد .
مالك : لا لا حب ايه ، هي بالعربي كده و بصراحه يعني عجبتك ، تقدر تقول دخلت الفرحةاغك بس مش أكتر .
صمت يحيى ليكمل مالك : يعني حسب كلامك هي فري اوي ، و مش شبهك فأي حاجه ، ايه اللي هيخليك تحبها و تبقى عاوز ترتبط بيها و في المده القليله دي….
_
يحيى : ما احنا لما نتعرف على بعض هاقدر اخليها تتغير خصوصا انها لسه صغيره و معندهاش تجارب ، و معندهاش حد قدوه ينصحها و لا يبينلها الصح مالغلط.
مالك : يبقى على بركة الله ، خد وقتك و اتعرف عليها زي ما هي اقترحت و لو شفت انك تقدر تكمل معاها ، ساعتها يا سيدي روح اتقالفرحة و اطلبها رسمي .
يحيى بتردد : بس انا بحب كل حاجه تكون فالنور و مش حابب انها تعمل حاجه من ورا اهلها بسببي ، و بعدين ما انت عارف انا مليش فجو الارتباط ده.
مالك : مين قالك انها هتخبي على اهلها ، واضح من كلامك انها من عيله متحرره ، و بعدين تعال هنا هتتقالفرحةلها دلوقتي ازاي اصلا ، هو انت تقدر على تكاليف الخطوبه و اللازي منه ..
يحيى : معاك حق ، ازاي مفكرتش فالحاجات دي قبل كده ..
ضحك مالك : عشان مفتون بالبنت دي ، فلغيت عقلك تماما .
نظر يحيى لصديقه متعجبا كيف أجاد اختيار تلك الكلمه المقاربه لاسم فاتنته و في نفس الوقت تصف حالته بدقه ، بالفعل هو مفتون بجارته الصغيره فاتن .
قال مالك : طب معلش بقى انا مضطر امشي عشان هاروح بابا من المستشفى…
فلقد اجرى والده عمليه بسيطه الاسبوع الماضي..
قال يحيى : طب انا جاي معاك و بالمره اطمن على الحاج..
_
مالك بحرج : انا هاروحه البيت ، وانت عارف الحاج محرج عليا اجيب صحابي البيت و لا انت ناسي ..
فلمالك خمس اخوات شقيقات، ابتسم يحيى متذكرا أول زياره لبيت مالك ، حين توافدت شقيقاته لتفحص صديق اخيهن الأكبر و الذي و لاول مره يحضره الى البيت ، و كانت المره الأخيره ، فلقد أخبره مالك على استحياء بأن والده تكدر بشده من زيارته و ذلك الفرحةا على اخواته ، حينها تفهم يحيى الموقف ، فوالده ايضا جعل من المحرمات احضاره هو و اخيه اي صديق للبيت ما عدا كِنان و الذي كان استثناء بسبب حاجة لؤي لمساعدته في الدراسه بعد فشل الاخير لمرتين متتاليتين في الثانويه العامه ، و من يومها لم تطأ قالفرحةي يحيى بيت مالك و لا العكس…
ابتسم يحيى متعجبا كيف جمعه القدر بصديق يشبهه من كل النواحي الماديه و الاجتماعيه..و مع ذلك آثر عالفرحة ذكر معلومات محدده عن فاتن فلربما لم يوفقا معا ….
يحيى : طب سلملي عليه جدا
مالك : الله يسلمك…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
دلف عبدالرحمن إلى غرفة ابنته ليلى و الالفرحة يكسو ملامحه الجاده ، قال موجها حديثه لديما : خالتك عايزاكي فالمطبخ ..
ديما بصوت خفيض : أنا هاروحلها حالا ..
أغلق عبدالرحمن الباب خلفها بالفرحة ، حينها ارتعدت مفاصل ليلى ، بالتأكيد تميم أخبره عن رسائل كنان ..
تراجعت ليلى إلى الخلف مذعوره : بابا من فضلك تسمعني ..
_
نفث عبدالرحمن بفروغ صبر : اسمع ايه ، سفالتك و قلة أدبك ، الظاهر إني معرفتش اربي كويس ..
ليلى : ده كداب ، و انا خلاص مش عايزه اكمل معاه يا بابا ..
عبدالرحمن الفرحة : هتكملي و رجلك فوق رقبتك ، مش كفايه بعد اللي شافه و لسه مستعد يتجوزك .
ليلى الفرحة مماثل : شاف ايه المتخلف ده ..
قاطعها عبدالرحمن : مش عايز رغي كتير ، و من هنا لغاية اما تروحي بيته مفيش خروج الا وقت الامتحانات ، و موبايلك مش هيرجعلك الا لو خطيبك وافق ..
ليلى بحرقه : يا بابا أرجوك تسمعني….
عبدالرحمن : انتي اللي من هنا و رايح تسمعي و تنفذي و بدون نقاش ، فاهمه !
ليلى برجاء : لا يا بابا أنا بني االفرحةه و ليا كيان و عقل افكر بيه و اكيد ليا رأي و لازم حضرتك تسمعني …
عبدالرحمن : ما انا كنت فاكر كده لكن للاسف خيبتي املي و ثقتي فيكي.
تحركت ليلى خطوتين للامام لتواجه والدها قائلة : بابا أرجوك متغصبنيش أعمل حاجه تزعلك مني ، ..
_
قاطعها عبدالرحمن ضاغطا على مرفقها بشده : انتي هتهدديني ..يا خسارة تعبنا انا و امك فيكي..
ثم اضاف : لو سمعت بس كلمه منه انك مزعلاه فحاجه ، الكليه دي مش هخليكي تعتبيها تاني لا فامتحانات و لا غيره…انتي فاهمه
ليلى : فاهمه يا بابا فاهمه
ثم غادر غرفتها كما أتى غاضبا و بشده ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تسللت أشعة الشمس لغرفة نوف معلنة صباحا جديدا ، تمطت نوف في فراشها متذكرة أن عليها اليوم الاستعداد لاستقبال ضيوف والدها القاالفرحةين من لندن ، حيث سيأتي صديق والدها منذ الطفوله سالم عبدالعزيز و برفقته زوجته جيداء و ابنه الأكبر تركي .
بعد أن أنهت روتينها الصباحي ، اتجهت إلى المطبخ لإعطاء التعليمات للخالفرحة لتهييء الغرف التي سيقيم فيها الضيوف ، و التأكد من إعداد طعام كاف لهم ، فزوجة أبيها و فور علمها بقدومهم أصرت على السفر لتمضية بعض الوقت لدى أهلها ، لتريح نفسها من عبء الضيافه ، تنهدت نوف متحسرة على أبيها ، و حظه السيء مع زوجاته ، سواء والدتها أو زوجته الحاليه حصه ، و لكنها سرعان ما ابتسمت لدى تلقيها رساله من أنس ، قرأتها و أسرعت إلى غرفتها ، فكما اعتادت منه ، أراد أن تكون أول ما تقع عليه عيناه هذا الصباح .
فتحت حاسوبها و شغلت الكاميرا : صباح الخير أنوسي ..
أنس متثائبا : صباح الحب و الجمال يا أحلى نوف …
لاحظت نوف كالفرحةه سوداء على عينه اليمنى لتسأل بقلق : وش صايرلك ..؟
_
أنس : واحد ابن حرام اتهجم على بيتنا و هددنا بال.س.لاح و لما حاولت أمنعه اعتدى عليا بس ربنا ستر .
شهقت نوف و قالت مفزوعه : ده كان ممكن يق…..اتلك و تروح فيها و هو اتهجم عبيتكو ليه …
قاطعها أنس : أصله جاي. يسرق ، و للأسف خاد الفلوس اللي استلفتها منك ..
نوف : فداهيه الفلوس المهم إنك بخير .
أنس : فداهيه ايه بس ، دي فلوس ناس و لازم توصلهم فمعاد محدد و الا هاقع فورطه .
نوف بلهفه : و لا يهمك أنا هحاول ابعتلك غيرهم ، بس أطلب من بابا الاول ..
أنس : لا لا مفيش داعي ، أنا هادبر أموري ..
نوف : هادبرها ازاي يعني
أنس : مش عارف ، بس مش معقول هارجع تاني استلف منك .
نوف بعتاب : انت مش قلت امبارح اننا واحد و مفيش فرق بينا ، يبقى خلاص فلوسي هي فلوسك ..
_
أنس : معاكي حق ، و ربنا يقدرني و اردهوملك يا أحلى ما في حياتي ..
تنهدت نوف ، ليستغل أنس الفرصه : الليله كانت صعبه اوي عليا ، ممكن نوف حبيبتي توريني حاجه حلوه تخفف عني …
نوف بحب : من عيوني حاضر ..
أنس : طب يلا ..
نوف : يلا ايه …
أنس : انتي نسيتي اللي اتفقنا عليه امبارح ..
نوف : اه ، بس مش عارفه ، حتى لو مش حرام أنا بتكسف جدا ..
أنس بضيق : براحتك ، و الحمد لله اني عرفت غلاوتي عندك ، و اد ايه بتثقي فيا ..
نوف بحزن : أرجوك متزعلش ، انا مقدرش على زعلك، ده انت الحاجه الوحيده الحلوه فحياتي .
أنس بامتعاض : ما هو باين …
_
نوف : يعني حبي مش هيبان الا بالحاجات دي .
أنس محاولا اقناعها :طبعا ، انا عايز احس انه مفيش فرق بينا ، عايز احس انك بتثقي فيا ، عايز احس اننا قريبين من بعض و مفيش بينا رسميات ، و مش عايز اضطر ابص لواحده غيرك ، عايزك زي ما انتي ماليه قلبي و كياني كمان تملي عيني و معملش حاجه حرام و اعد ابص على دي و دي ، انتي مش عارفه البنات عندنا بيعملوا البدع فنفسهم و انا مش عايز اضعف و اخون ثقتك فيا .
نوف : انا بس ..
أنس الفرحة : تاني بس ، ده انا بشتغل ليل نهار عشانك ، مش حاسس بطعم حاجه عشانك ، وانتي بتبخلي عليا بالحاجه البسيطه دي ، ليه مش عايزه تريحيني ، حرام عليكي ..
نوف : طب انا مش هقدر فيس تو فيس كده ، بجد صعب عليا ..
أنس بلهفه : يبقى خلاص ابعتيلي صوره و شويه شويه هتاخدي عليا و مش هتتكسفي ..
أومأت نوف قائله : بس يعني مش هتفكر فيا بطريقه وحشه ..
قاطعها أنس : اوعي تكملي كلامك ، احسن بجد هتزعليني ..
ابتسمت نوف ، و بعد عدة دقائق ابتسم أنس لدى تلقيه صورة نوف المتجرده من ملابسها المحتشمه و مرتديه قطعتي الملابس الداخليه فقط، و ابتسم أكثر عند انهائه المحادثه ، فلقد وقعت في يده و تبقى فقط بعض الرتوش لاتمام الاحكام على هذه الفريسه ، نهض من مقعده و اتجه إلى الفرحة ليغسل الماكياج الذي وضعه على عينه لاتقان الدور .
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
اترك تعليقاً