¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أسرع لؤي باتجاه المطبخ بعد أن سلم على خالته و زوجها ، بعد أن اخبرته والدته بأن ديما تساعد أم عيشه في تحضير العشاء ..
وقف على باب المطبخ يراقبها مفكرا ” زي النسمه بس اول ما تفتحي بؤك ياااا ساتر”
ابتسم وتمتم ” بس ميمنعش برده ليكي وحشه ”
تنحنح لؤي على باب المطبخ و قال : تحبوا أساعدكو في حاجه….؟
شهقت ديما مخضوضه ، ثم و بسرعه سيطرت على انفعالها حتى لا تحقق له مراده باستفزازها كعادته..و مما زاد الطين بله هو عالفرحة بقائه في البيت و خروجه مع اصدقائه غير عابىء بحضورها ، بالرغم من معرفته المسبقه بذلك…
تمتمت : يعني مش هامه يشوفني بعد الغيبه دي كلها
_
لذا قالت ساخره: معقوله المذيع اللامع هيوسخ ايديه فشغل المطبخ !
قال لؤي غير منتبه لنبرة السخريه التي رافقت كلماتها : لامع ايه بس ، أخجلتم تواضعنا .
عضت ديما على شفتها السفلى و عاودت تقطيع الخضار الخاصه بالسلطه.
قال لؤي : و ايه أخبار الشغل عند يحيى ؟
ردت ديما باقتضاب : تمام ، كويس.
قال لؤي مازحاً : لو دايقك في حاجه قوليلي و أنا هاملصلك ودانه.
قالت ديما بتهكم : بقى انت اللي هتملصله ودانه .
تنهد لؤي وقال : معاكي حق ، واحد فاشل زيي هو اللي تتملص ودانه مش العكس !
و استدار مغادراً المطبخ .
لتجُز ديما بقوه على السكينه و كأنها في معركه مع تلك الخضار….
_
اجتمعت اسرة عبدالرحمن مع اسرة مؤيد على مائدة العشاء ، ليسأل مؤيد بصراحته المعهوده : مفيش اخبار عن ليلى ؟
تشردقت ديما بالطعام ، شاعره بالذنب الشديد ، فوحدها من بين الموجودين من يعرف تماما كل اخبارها ، و لكن تحت ضغط كِنان الشديد لم تبح لاي احد بما عرفته ، الفرحةا على حياة ليلى ، فكما اقنعها كِنان علينا ان نتخذ الحيطه الشديده ، حتى يبرق بصيص من الامل …
ردت خديجه بصرامه : لو تقصد بنتي ، فبنتي ماتت من خمس سنين ..
راويه يعد ان رمقت زوجها بنظره عتاب : قولنا يا لؤي ، هتقبل عرض القناه المصريه هنا ؟
لؤي : احتمال …
راويه : طيب خلي بالك احنا عايزين برنامج هادف و له قيمه ، مش اي كلام ..
لؤي : اكيد يا خالتي ، بعدين القناه دي كبيره و برامجها مسمعه كويسه ، و هما لولا انهم مؤمنين بقدراتي مكنوش عرضوا عليا اشتغل عندهم
عبدالرحمن بسخريه : قدراتك …و لا شعرك الاصفر و عيونك الزرق..
خديجه محاولة كسر حدة كلام زوجها : و يعني هو جابهم منين ، مش منك يا حاج ههههههه
احس مؤيد بالتوتر يلف الاجواء ، فقام بفتح حديث بأحد المواضيع السياسيه …
_
لاحظت ديما تكدر لؤي فقالت بهمس : مش صحيح ، ما هو الواد اللي معاك في البرنامج مُز برده ، اشمعنى اختاروك انت …
لؤي بحنق : موووز ! اشطه.. و الله و كبرنا و بقينا نبصبص اهو…
ديما و قد انزعجت من سوء نواياه : احترم نفسك
راويه لابنتها : ديما ، اغرفيلي شوية رز
دلف يحيى مفاجئا الجميع : الله ، ايه اللمه الحلوه دي…
نهض لؤي من مقعده مسرعا باتجاه اخيه : يحيى ..
يحيى : ياااا ندل ، تيجي و متسلمش عليا ..
لؤي محتضنا اخيه : ملحوقه ، انا اعدلك فيها و تشبع احضان يا عم
ريت يحيى على ظهر اخيه ، ليقول الاخير : طب عن اذنكو ، انا هاخد يحيى و طالعين فوق….
خديجه باعتراض : طب خليه ياكل لقمه الاول..
_
يحيى : انا كلت بره يا ست الكل..
صعدا الى الطابق العلوي بعد ان سلم يحيى على الضيوف..
اما ديما فقد ازداد غيظها من اهمال لؤي لوجودها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ارتمى يحيى بجسده على الفرحة قائلا : اخيرااااااا
ضحك لؤي : ايه من دلوقت الخطوبه هاتهد حيلك !
ضحك يحيى بدوره و قال : الظاهر كده …
جلس لؤي على حافة الفرحة مواجهاً ليحيى و قال بتوتر و بدون مقالفرحةات : هو انت شايفني ازاي يا يحيى…؟
نظر يحيى للحظات يتفرس في وجه أخيه ، ثم قال و هو يغالب ابتسامته : زي القمر يا طعمه انتي …
تأفف لؤي : على فكره أنا بتكلم جد ، يعني انت شايفني بني االفرحة كويس ؟
_
سأل يحيى بدهشه : و ايه اللي يخليني أفكر إنك مش كويس…؟
قال لؤي : أبدا… مش عارف .. كده ساعات بحس إني بني االفرحة مش كويس.
قال يحيى باستغراب : الله ايه الحكايه ، انت قلقتني اوي ، لتكون واقع فمصيبه ، ما أنا عارفك..
قاطعه لؤي : اديك قولتها ، ما أنا عارفك ، عارف عني ايه بقى ، إني بتاع مصايب و مشاكل ، مش ده قصدك…؟
قال يحيى بجديه : لا مش كده …
قاطعه لؤي : معلش أصلي متوتر عشان البرنامج الجديد و كده ..
لؤي: سيبك مني ، مش هتقولي بقى قصة الحب الكبيره ورا الخطوبه المفاجئه دي
يحيى : و لا حب و لا حاجه ، انا اخترت بعقلي و الحب و الموده هتيجي فالجواز باذن الله
لؤي : عارف انا جه فبالي مين دلوقت على سيرة الحب دي
يحيى : مين يا نجم..؟
_
لؤي: فاتن ، فاكرها..اللي كنت..
يحيى مقاطعا : اه فاكرها ..و على فكره انا عمري ما شكرتك على اللي انت عملته معايا
لؤي : ما هو ده اللي نفسي اكلمك فيه..
يحيى : لا ارجوك بلاش نفتح فالقديم ، بس بجد شكرا انا مراية الحب كانت عمياني عن تصرفاتها ، تصدق انه حصل موقفين بعديها بيثبتوا كلامك انت و بابا عنها ، بس يمكن وقتها و من غير مساعدتك كنت حاولت ابررلها ، لكن كل اما افتكر …. صمت ثم أضاف : متشكر بجد ، زماني لحد دلوقتي مخدوع فيها
لؤي : موقفين ايه..؟
يحيى متذكرا الصور و ذهابها الى تلك الشقه : يعني بدون تفاصيل حاجات حصلت كان ممكن التمسلها العذر فيهم او تبررهم بطريقتها وا فضل مخدوع طول عمري
ثم أضاف: لؤي بلاش نجيب سيرتها تاني ، لا بالكويس و لا الوحش
أومأ لؤي ، وقد ازيح عن كاهله عبء ذلك الذنب ، و لن يضطر الى مصارحة اخيه بتلك التمثيليه التي قام بها قبل سنوات مضت، على ما يبدو ان حدس والده ووالدته كانا صحيحين بشأنها فلا داعي لتبرأتها من ذلك الذنب و اعادة الفتور لعلاقته مع أخيه..
ليقول لؤي : لسه فاضل سؤال واحد عنها .
يحيى بتافف : ايه كمان…؟
_
لؤي : انت كلمتها فموضوع ليلى ، يعني معقول جدا تكون عارفه هما فين ..
يحيى : تصدق انا عمر ما خطر فبالي اني اسالها عن ليلى ، مش عارف ليه !
كان يعلم جيدا السبب ، فقد حاول ان يخرجها تماما من حياته ، و لم يرد أن يتقبل وجود اي رابط بينهما ، حتى و ان كان ذاك الرابط سيوصله الى ليلى ..
ثم قال بعد تفكير : بس مظنش اللي زيها هدور على اخ و لا اب .. دي مقضياها و اكيد مبسوطه انه مفيش عليها لا رقيب و لا حسيب..
ثم تمتم : استغفر الله العظيم ، اهو خلتني اجيب سيرتها تاني ، و اكسب ذنوب
لؤي : طب خلاص خلاص يا عم ، معرفش ان عندك عفريت اسمه فاتن
يحيى و قد تكدر مزاجه : طب قوم يله .. عايز انام
لؤي بابتسامه : تنام و لا تكلم المُزه ؟
يحيى : استغفر الله العظيم
لؤي : بيعجبني ايمانك يا ..
_
لم يكمل لؤي جملته ، فلقد أزاحه يحيى عن الفرحة ليقع ارضا ..
لؤي : طيب متزوءش
بعد مغادرة لؤي الى غرفته ، قام يحيى بفتح الدرج المجاور لسريره ، والمحتوي على هاتفه القديم ، ذلك الذي يضم فيديو محبوبته و اخيه … أشعل الهاتف بعد أن وضع شاحنه في مقبس الكهرباء..
شغل الفيديو ، و استمع لكلماتها ، غير قادر كعادته الى النظر الى الفيديو مره اخرى و رؤية مشاعرها الجياشه تجاه اخيه ، و الذي و مع مرور السنوات عاد كما عهده سابقا ذلك الاخ المحب ، و لكن اليوم لا تكمن المشكله باخيه ، بل عنده هو شخصيا ، فمنذ رؤيته لذلك الفيديو بات ناقما من وقت لاخر على اخيه ، فلولاه لربما ما زالت فاتن ….نفض عنه تلك الافكار الشيطانيه فلا ذنب لاخيه بفعلتها تلك …
و ان لم يكن لؤي لكان غيره ، اولم توضح له سلوى بانها كانت على علاقه بأنس و صورها خير دليل…
تنهد مكملا الفيديو حتى نهايته ، ليـ,ـتذكر وجهـ,ـها البشـ,ـع عله هـ,ـذه الليله يحصل على احلاما خاليه منها …
لقد استطاع ان يطردها من حياته ، و الآن عليه أن ينفيها أيضا من أحلامه ، فقريبا سوف تشاركه الفراش امراة اخرى و اسمها ليس بفاتن ، و لن يكون مبهجا لها أن تنصت لزوجها غارقا حتى الثماله في حب فتاه أخرى….
و بعد سويعات من النوم المتقلب ، نهض يحيى من فراشه بعد أن فشل للمره المليون في طردها من احلامه ، بل على العكس استفاق محملا بذنوب جديده …
لم يفهم لِمَ يَستَحل عقله الباطن تلك التخيلات التي تراوده بشأنها ….
اتجه الى الفرحة الداخلي لغرفته ، اغتسل و توضأ ، ليصلي طالبا من الله أن يغفر ذنوبه و ان يلهمه نعمة النسيان ….
_
بعد أن انهى صلاته هدأ عقله قليلا
اما قلبه فكان ينبض بقوه… و كأنه يهتف مستنجدا : ” كيف السبيل الى نسيانِك ” …….
يتبع….