منوعات

حب تحت الرمال ( جارتى الصغيرة ) الثالث

في قسم الفرحة ، قال الضابط : شوفي الراجل ده شكله مش سهل خالص و احنا منقدرش نغامر و نقولك روحي معاه الشقه لوحدكو ، انا هابعت معاكي زميلتنا هدى و دي متخصصه في التنكر لحالات شبه كده ، و ضروري تصري انها تدخل معاكي الشقه ، و دلوقتي هي هتيجي و تفهمك دورها وا زاي هتقدروا انتو الاتنين تتلاعبوا بيه و تخلوه يكشف نفسه بدون ما يمس شعره منكم …
فاتن بريبه : يعني كده احنا هنروحله الشقه ديه..؟
_
الضابط : مفيش حل تاني عشان نوقعه فشر أعماله ، لكن اطمني هتكون في قوه من الفرحة قريبه من المكان ، و اي حاجه طارئه او فيها خطر عليكو ، هدى هتدينا اشاره من خلال جهاز التنصت و احنا هنتدخل و فورا ، متقلقيش ، الحثاله ده لازم يتوقف عند حده ، ياما بنات كملوا فطريق الغلط بسبب الفرحةهم ، انا بحييكي على جرأتك و ياريت الجرأه دي تستمر عشان نقدر فعلا نجبلك حقك و حق بنات كتير ممكن يكون خدعهم…
لم تكن فاتن بالجرأه التي وصفها بها الضابط قبل قليل ، و لكنها اصبحت يائسه تماما من كل الظروف المحيطه بها ، لذا تمتمت : معدش في حاجه اخاف عليها ، خليني على الاقل اساعد نوف…
دلفت الشرطيه هدى الى المكتب ، لتتفق مع فاتن على الخطه التي سيوقعان بها أنس…
و في الموعد المحدد اتجهتا للعنوان ، تحرسهما بخفيه قوه تابعه للشرطه…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
استوقف انس احد المتسولين في الشارع و قال : انا هاديك المية جنيه دي في مقابل تعمل مكالمه للرقم ده و تقول نفس اللي هاحفظهولك …
الرجل المتسول : عنيا يا بيه ، انا احفظ فوريره ..
لقن أنس الرجل الكلام و حفظه عن ظهر قلب ، ثم طلب رقم يحيى من احدى الهواتف العموميه ..قائلا : امسك ، و لو غلطت فالكلام مش هتاخد و لا مليم ، زي ما اتفقنا ..
أومأ الرجل ليقول عبر الهاتف: حضرتك يحيى عبدالرحمن رضوان..؟
يحيى على الطرف الاخر : ايوه ، اي خالفرحةه ؟
_
الرجل : بشمهندس يحيى ، اانا شخص مقرب جدا من عيلتك و يصعب عليا اشوفك مخدوع بالشكل ده ، البنت اللي حضرتك مرتبط بيها ، فاتن، كمان نص ساعه هتكون في شارع عبدالعزيز ، عمارة الخلوصي ، شقة 14 ، و الشقه دي فيها تصرفات مشبوهه ، روح و اتاكد بنفسك لو مش مصدقني …
و اغلق الخط بعد أن كرر العنوان مره أخرى ..
قال الرجل : ايدك يا بيه عالمية جنيه ..
أنس : لا لسه شويه ، دلوقتي هاطلبلك رقم بوليس الاداب و تبلغ عن الشقه دي….
اوما الرجل قائلا : عنيا ، بس اوعى تكون بتشتغلني
انس : طب خود ادي نص المبلغ والنص التاني بعد ما تبلغ البوليس
قام الرجل باجراء المكالمه و تبليغ شرطة الاداب عن الشقه التي ستتوجه اليها فاتن بعد نصف ساعه ، ثم انصرف مغادرا بسرور بعد أن تحصل على الخمسين جنيها المتبقيه من الاتفاقيه …
تنهد انس بعد ابتعاد الرجل بغنيمته : و كمان حبيب القلب هيشوف بعينه فضيحتك…
الفصل التاسع عشر
¤ أتحيا أم تموت حَيَّة ! ¤
_
——————————————————-
لم يتعرف يحيى على صوت المتكلم في الهاتف و الذي أخبره بنية فاتن الذهاب الى تلك الشقه ، و تساءل اي حظ هذا الذي ساق إليه كل تلك الأدله ضد محبوبته و في فترة بسيطه ، لم يكن يحيى بالشخص الغبي أو المسلم بالأمور بظاهرها فقط ، لذا أثارت تلك المكالمه الريبة في نفسه …
و بدون تردد قرر الذهاب الى الشقه ، ليس لرؤية فاتن بالجُرم المشهود ، ولكن لتيقنه من أن هناك خطأ ما ، أو محاوله للاذيه ، تجاه فاتن تحديدا ، و بالرغم من كل ما حدث بينهما ، لم يكن يحيى ليصدق بأنها انحدرت إلى ذلك المستوى الحقير ، صحيح أنه عزم على قطع كل صلة بينهما ، و لكنه لن يتردد في مد يد العون لها الآن ، على الأقل حتى يعود أخاها و يتحمل مسئوليتها ، فلقد وعدها و عليه أن يفي بوعده ، خاصه انها ما زالت صغيرة السن و على ما يبدو لا تفكر بعقلانيه بتاتا ، و الا كيف تورط نفسها بالذهاب الى شقه مشبوهه كما قال المتصل ، هناك مَن قام بخداعها بالتأكيد ، لذا اسرع بالذهاب الى العنوان لانقاذها من تلك الورطه
خرج من الشركه ، مستقلا أول سيارة اجره ، حاول محادثتها عبر الهاتف ، و لكن لم يتلق ردا ، بالتأكيد لن تجب على اتصاله بعد الذي دار بينهما في اخر مره تقابلا فيها…
وصل إلى الشارع المقصود ، و اقترب من أحد الباعه المصطفين على الرصيف في تلك المنطقه الشعبيه ..
سأل يحيى : تعرف عماره الخلوصي فين بالظبط ؟
البائع : لا ده لسه كتير ، انت تنك ماشي لقدام لحد اول لفه عاليمين ، ساعتها تحود هناك و هتلاقي عمارتين او تلاته ههههه مش فاكر يا بني ، بس عموما هي انضف واحده فيهم..
أومأ يحيى شاكرا و انطلق حيث أشار البائع…
وصلت فاتن و برفقتها الشرطيه المتخفيه هدى الى الشقه المقصوده ، لتقول هدى : خليكي هاديه زي ما اتفقنا ، انا على اتصال مباشر مع القوه تحت ، متقلقيش…
دقت فاتن الجرس ، لتفتح الباب سيده تبدو في الخمسينيات من عمرها ، و ترتدي ملابس فاضحه للغايه..
_
قالت السيده بضيق : خير عايزين ايه انتو الجوز…!
فاتن بريبه : هو انس موجود هنا ؟؟؟
السيده : اه ، هو انتو اللي من طرف انس ، اتفضلوا اتفضلوا ، لمؤاخذه اصله قالي بنوته واحده اللي هتيجي
دلفت فاتن و برفقتها هدى الى الشقه ، لتقول فاتن : ممكن تدي انس خبر لو سمحتي…!
أومأت السيده ، ثم قالت : هوكلمنى قبل شويه و قالي اعمل الواجب و زمانه على وصول ، مش هيعوق …
تعالت اصوات الضحكات من احدى الغرف ، لترتبك فاتن مقتربه من هدى و التي بدورها أحست بأن هناك شيء مشبوه في هذه الشقه…
قالت هدى بعد انصراف السيده الى المطبخ : طب انتي ضروري تكلمي انس دلوقتي و تشوفي هيوصل امتى.
أخرجت فاتن هاتفها لتقوم بالاتصال ، ولكنها توقفت حين دق احدهم الجرس ، لتقول : بينله جه اهو…
خرجت السيده من المطبخ ، و بعد ثوان فتحت الباب ، لتفاجىء و معها فاتن و هدى ، بدخول قوة الفرحة ، لتقول هدى : الله هما ايه اللي طلعهم دلوقتي احنا لسه معملناش حاجه…
قال الضابط آمرا : فتشوا الشقه حته حته ..
_
دلف العساكر الى الشقه ، مقتحمين جميع الغرف ، لتصعق فاتن بمنظر الرجال و النساء الملفوفين بالملاءات، و الذين ساقهم العساكر خارج الغرف…
تقالفرحةت هدى من الضابط و تبعتها فاتن مرعوبه ، لتقول هدى : حضرتك مش تبع القسم عندنا …؟
ابتسم الضابط ساخرا : و الله ، ده انتي متعوده بقى و عارفانا نفر نفر …
هدى بتصحيح : يا فنالفرحة انا هاوريك البطاقه حالا..
قاطعها الضابط : خدوهم عالبوكس ، كل الموجودين ..!
هدى باعتراض : لو سمحت …
الضابط : اتفضلي من غير شوشره و في القسم قولي كل اللي نفسك فيه يا حضرة المالفرحةزيل
فاتن ببكاء و قد اقتيدت خلف مجموعة الرجال وا لنساء العرايا : الله يا استاذه ما تعملي حاجه ..
هدى بغيظ : متقلقيش ، كلها كام دقيقه ، و هيجي البقف ده و يعتذرلنا ، ومش بعيد ياخد لفت نظر لانه بوظ الكمين كله …
فاتن منهاره : ربنا ينتقم منك يا أنس …
_
حاولت هدى طمأنتها ، و لكن الصالفرحةه و مناظر الممسوك بهم اخلت بتوازن فاتن و جعلتها تهذي ببكاء..
وصل الجميع الى بوابة البنايه ، ليخرجوا منها تحت قيادة العساكر ، و من ثم استلقوا سيارة الحجز ..
لتقول هدى : اهو الظابط امير جاي علينا دلوقتي ، متقلقيش…
نظرت فاتن حيث تركزت عيني هدى ، و لكنها لم تهتم بقدوم الضابط ، ما لفت نظرها فعلا هو تقالفرحة شابا يشبه في طلته الى حد كبير من أتعب قلبها و روحها في الايام الماضيه…
تمتمت بخفوت حين تلاقت نظراتهما : يحيى !
ثم سقطت مغشيا عليها …..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تنفس كِنان عبق الصحراء الممتده على جانبي الطريق ، باعثه الهدوء و الريبه الى نفسه في الوقت ذاته و لكنه ابتسم ، فأخيرا عاد لالفرحة وطنه ، و تمنى أن يعود قريبا و يتواصل مع ليلى …
قال سائق السياره التي أقلته من معبر رفح و ستوصله الى القاهره : احنا هنريح فالاستراحه الجايه ان شاء الله
كِنان : تمام ، و يا رب يكون عندهم نت المرادي…
_
ابتسم السائق : انتو جيل ما يعلم بيه الا ربنا ، ما احنا كنا عايشين من غير نت و لا موبايلات ، و انتو لو قعدتو ساعه من غير الحاجات دي تبقوا هتولعوا زي حالات ساعتك كده…
ابتسم كِنان بمراره و قال : انتو زمن غير زمانا خالص…
تمتم السائق : كل و قت و له ادان فعلا …
أوقف السائق السياره أمام احدى الاستراحات ، ليترجل كِنان بسرعه ، دلفا الى الاستراحه ، و لكن بعد سؤاله لم يجد هناك أي اتصال بالانترنت مما أثار ضيقه ..
تمتم قائلا : هانت كلها كام ساعه و نوصل ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
استفاقت فاتن لتجد نفسها مستلقيه على سرير في احد المشافي ، اعتدلت في جلستها لتلاحظ جلوس الضابطه هدى على مقعد في زاوية الغرفه ، و حين لاحظت استفاقتها تقالفرحةت منها قائله : حمد الله عالسلامه ، خضتينا عليكي اوي ، ايه يا بنتي لازم تجمدي قلبك شويه…
فاتن بخفوت : و انس قبضتوا عليه …
تنهدت هدى بضيق و قالت : ابن ال… عرف يلعب علينا ، بس جت سليمه و القوه ادخلت و فهمنا بتوع الاداب انك كنتي معانا صمن مأموريه تبع القسم عندنا ، عموما مش وقته الكلام ده
ثم تابعت بمرح : دلوقتي خليني اخرج و اطمن المُز اللي بره ده عليكي ….
_

انت في الصفحة 7 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل