_
و لكن ما لم تعرفه ، بأن قطار الحياه سيمضي مسرعا ، و بأن تلك اللحظه ستأتي على عُجاله ، فالليله تجلس مترقبه ماذا سيحل بها غدا ، هل ستُنسى بسهوله ، هل ستضيع كل تلك النجوميه و الشهره هباء ، هل ستبقى فاتن هي متابعتها الوحيده ، تتابع ما سيفعله الزمن بها ، لا.. لم تأتي تلك اللحظه بعد ، لا زالت في اوج عطائها ، و على فاتن مساعدتها ، نعم ، عليها أن تجني شيئا من وراء تربيتها ، من وراء قرارها باعطائها حق الحياه.. عليها أن تفهم أن هناك ثمنا لتلك الحياه ، كما حدث مع …
ابنتها من الثري الخليجي ….نوف ، و التي اصر والدها على انجي ان تحتفظ بالجنين و عالفرحة اجهاضه ، فلقد راى في ذلك حرمانيه كبيره ، كما أن موافقتها على ولادتها زادت من حسابها البنكي بضعا من الالوفات..
اما كِنان ، ابن ذلك الرجل صاحب القلم و المبدأ ، لقد ادركت بحملها متأخره و بعد أن طلقها زوجها ، لم تدرِ كيف تتصرف هل تخاطر بحياتها و تجهضه ولكن لم تحتر كثيرا فحين أعلمت والده بالخبر تهلل فرحا ووعدها بانه سيتولى مسئوليته و ليس عليها ان تقلق ، ذلك العجوز المهترىء ، أراد طفلا ليعطيه سببا للعيش ، ليشعره بانه ما زال شابا …
تنهدت : يلا الله يرحمه هو وابنه …
تابعت النظر فيما يدورحولها في المدينه ، فكلٌ اختط له طريقا ، و الطريق الذي سلكته هو طريق المجد والنجوميه ، و لن ترضى باقل من الصفوف الاولى ، و لن يكلف ذلك فاتن سوى ليله واحده مشابهه لعشرات الليالي التي قضتها هي شخصيا في كنف ذلك البغيض خميس ، و مع غيره…!
تمتمت : ليله واحده ، ولا من شاف و لا من دري ، ده حقي ، حقي اللي مش هتنازل عنه و لازم تدفعيه
رن هاتفها بالمكالمه المنتظره ، اجابت بلهفه : ها يا موكا ، عندك الstuff اللي طلبته
موكا : عندي و على انواع كمان
انجي : ازاي ..
موكا : فيه اللي طلبتيه يتحط فاي مشروب ، و في حُقنه
_
انجي : حلو اوي ، اوي ، انا عايزه مالاتنين ، متتاخرش
موكا : متقلقيش ، قبل ما اروح البيت هامر عليكي وادهوملك
انجي : و انا في الانتظار…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قال عمرو بابتسامه : بص يا البي ، لو سمعت الكلام مش هامس شعره واحده من مراتك و بنتك
نظر انس باتجاه صاحب الصوت ، ليهتف غير مصدق : عمرو ، ايه اللي حصل ؟؟؟
نظر عمرو باتجاه مساعديه : بينله مفقشِ مالخبطه..
انس و الذي رُبط الى كرسي و غير قادر على تحرير نفسه : ايه اللي بيحصل هنا ، ايه الهزار البايخ ده؟
عمرو : هزااار ، يا راجل ، بقى انا مكلف نفسي ومأجر الاربع شحوطه دول و تقولي هزار
نظر انس بريبه تجاه الاربع رجال الواقفين خلف عمرو ، و تبدو على ملامحهم علامات الاجرام و البلطجه ..
_
ليقول برعب : فكني و بعدين فين مراتي وبنتي..؟
عمرو: اها فوقنا اهو ، اسمع يا جميل ، مراتك وبنتك في الحفظ والصون ، و في شحطين زي دول مستنيين بس اشاره مني ، و يعملوا ما بدالهم معاهم ، و النوعيه دي لا بيفرق عندها ست او طفله و لا حتى بقره ..
ضحك عمرو: كله عندهم مزاااج و كيف ، فلو مش عايز حد يتعرضلهم ، تخليك حلو و تسمع الكلام ،ها..
انس برعب : انت بتعمل كده ليه ، كنت اذيتـ,ـك فايه و لا مراتي و بنتي عملولك ايه ..!
عمرو الفرحة : شهد ، اختي يا حقير…
امتقع وجه انس ، ليقول عمرو : عرفت ليه …
انس : انا انا …مكنش قصدي حاجه وحشه ، بس الانسان ضعيف …
قاطعه عمرو : ضعيف و فهمنا ، لكن كمان ندل و حقير ، بعد ما وسخت اختي بقذراتك كمان بتهددها تفضـ,ـحها و تنشر صورها…
انس مدافعا : بس هي لسه زي ما هي بنت ..و الله ما جيت جنبها ، بس صور و ..
صفعه عمرو : اخرس يا كلب ، اخرس …
_
ثم استدار قائلا : هاتوله مراته هنا ، عايزها تتفرج ..
انس : بلاش ، اعمل فيا ما بدالك ، بس مراتي لا ، خلود ملهاش ذنب ، ارجوك
عمرو : انا مش حقير زيك ، و هاخد حقي فواحده ملهاش ذنب ، بس ان حكم الامر هاخده منها ، لو مطلعتش راجل و فديتها بنفسك ، هاضطر للاسف اوسخ ايدي لاول مره فحياتي ، و اخد حقي من واحده ست …
انس متوسلا : انا افديها بروحي ، قول اعمل ايه و انا مستعد ، بس ابعد الكلاب دول عنها و عن بنتي…
عمرو مفكرا : جميل …يلا قلعوه هدومه…
تقالفرحة الاربعه منه ، فاكين قيده ، و تدافعوا على تمزيق ملابسه ، ليتوقع انس ان يتلقى الفرحةا مبرحا ..
قال عمرو : اتمدد عالكنبه اللي هناك..
نظر انس بريبه الى الرجال الواقفين على اهبة الاستعداد للفتك به ، ثم توجه الى الكنبه وعليها تمدد
اغلق عينيه ، مستعدا لتلقي الالفرحةات ، و لكنه فوجيء بعمرو امرا : يلا يا زيكو عاوزك تعمله مساج هادي…
فتح انس عينيه و هب واقفا ، ليعيده المدعو زيكو الى الكنبه مره اخرى ، جاثما فوقه …
_
ليضحك عمرو ساخرا : على فين يا حلوه ، ده التقيل لسه جاي ..
انس : يا حقير ..
عمرو : بقى انا اللي حقير ، خلاص حقك عليا ، روح يا زيكو هات مراته و اتكيف بيها …
انس صارخا : لا اااااا..
عمرو : يبقى تسمع الكلام …
اوما انس : بس اتاكد الاول أنهم بخير ..
عمرو: و هو كذلك ، خود كلمهم ..اهما فالاوضه اللي جنبينا على فكره …
فتح عمرو مكبر الصوت على الهاتف ، لتخبره خلود بانها محبوسه مع ديجا في غرفة مغلقه و لكن لم يتعرض لهما احد …
بعد انهاء المكالمه ، قال عمرو : يلا شغلوا الكاميرا ..
انس : انت هتعمل ايه ، حرام عليك
_
عمرو : يووووه ، انت هتسمع الكلام و نخلص فليلتنا المهببه دي ، و لا نخلّص الليله مع مراتك و المحروسه بنتك
قال انس باستسلام : هاسمع الكلام بس سيبوهم ابوس ايدك..
ضحك عمرو : مش ايدي اللي هتبوسها ، انت هتبوس حاجه تانيه خااالص..
عاد المدعو زيكو ليجثم فوق جسده بعد ان تجرد من ملابسه هو الاخر ، ليصرخ انس متقززا و معترضا ..
اقترب عمرو منه ، ثم انحنى قليلا ليقول له امرا : الوش ده مينفعش عالكاميرا ، انا عايز وش الاكستاسي ، عايز وش الانبساط فاهمني يا هندسه ..
انس و الالفرحةوع تملا عينيه : حرام عليك
عمرو بهدوء : لا مش حرام عليا و لا انا بظلمك ، انا هاعمل فيك اللي كنت ناوي تعمله مع اختي ، لا اكتر و لا اقل ، العين بالعين يعني ، و لو فكرت تروح تشتكي او اي حاجه مالنوع ده ،اهو شايف اللي حواليك دول شويه فلوس و يشيلوا الليله ، انت لعبت مع الكبار و افتكرت نفسك هتنفد منها ، وتطلع بقرشين ، و مين عالم مع كام واحده عملت عملتك دي ، عموما لو استمر وش القرف ده مراتك و بنتك موجودين و يقضوا الغرض..ولو بعد الليله دي فكرت مجرد تفكير تاذي اختي ، بسهوله هاوصل لحبايبك و المره الجايه لو بكيت الفرحة مش هيشفعلهم عندي ، فاهمني يا هندسه
اوما انس شاعرا بالقهر الشديد
ليقول عمرو : شايف احساس الظلم و القهر صعب ازاي ، عموما انا قلت العين بالعين و مش هاعمل اكتر من اللي انت كنت ناوي تعمله فاختي ، هافضحك بكام صوره و كام بوز ، و فيديو متاخد بزاويه معينه يصور ان الموضوع تم و كانه حقيقي ، انا هامشي على كلام ربنا و مش هاظلمك ، مع ان فايدي اخليك ..و لا بلاش …لان الحق كله مش عليك ، الحق كمان علي صدقت و رخصت نفسها ….
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
بعد ان ادت صلاة الفجر ، نزلت الى الطابق السفلي ، لتبحث عن مكنسه لتُلملم بقايا المراه التي حطمها يحيى بقبضته…
و في المطبخ فوجئت بمن لم تتوقع مكوثه هنا اصلا ، وجدته يجلس على الطاوله يحتسى فنجانا من الشاي ، وقفت على الباب متردده اتدخل و تقطع عليه خلوته ، فعلى ما يبدو لم يلحظ وجودها بعد ، اتخذتها فرصه لتدرس مزاجه ، كان يبدو عليه الارهاق و كانه لم يذق للنوم طعما كحالها ، و لكن ما خفف عنها هو الشاش الموجود على كفه ، لقد اوقف النزيف و الحمد لله ، فلقد قضت ليلتها ما بين هدهدة يامن و ما بين تخيلها لتلك الصور المزعجه عنه بانه صار هائما في الشوارع نازفا متالما او كتلك الافلام حينما يلجا البطل لاقرب ملهى ليلى ليثمل مداويا الامه ، و لكن ها هو هنا يقبع في المطبخ مرتديا ملابسه من الليله الماضيه ، اذن لم يخرج …..
رفع راسه لتتلاقي عينيه الغاضبه بنظراتها الناالفرحةه ، تقالفرحةت منه : اسفه … انا معرفش كنت بقول ايه اصلا..
قاطعها : انا طالع الاوضه ، هاغير هدومي و رايح الشركه ، ياريت تفضلي هنا لغاية اما اخلص…
قال ذلك واضعا فنجانه على الطاوله ببطء لا يضاهي العاصفه الكامنه في عينيه…
نهض مارا بجوارها ، لتتشبث بذراعه قائله : يحيى ، ارجوك تسمعني …
ابعد يدها بهدوء مستفز و سار مكملا طريقه للاعلى ..
وقفت محتاره ، هل تطيعه و تبقى هنا ريثما يتنهي من تغيير ملابسه او تصعد و تحاول البدء في اصلاح ما افسدته الليله الماضيه …
التقطت المكنسه و الى غرفتهما اتجهت …. في الداخل سمعت صوت المياه تتدفق في الفرحة ، جيد ، ستنظف المكان ريثما ينتهي من حمامه …
بعد دقائق انهت التنظيف ، كما على ما يبدو انه انهى حمامه ، فلم تعد تسمع صوت تدفق المياه من الحـ,ـمام ، جلست على الفرحة تنتظر خروجه ، لتشاهده خارجا من الفرحة من خلال بقايا المراه المحطمه ، اخفضت بصرها محرجه ، فلقد خرج مرتديا منشفه صغيره على خصره فقط…
اترك تعليقاً