منوعات

حب تحت الرمال الخامس والاخير

_
بعد ثوان وقف امامها قائلا : انا مش قولتلك تستني تحت ..
فاتن بتلعثم : كان لازم انضف ، احسن يصحى يامن و يتعـ,ـور …
يحيى امرا : لما اكلمك تبصيلي …
فركت فاتن يديها بباطن الفراش ، ليقول : بصيلي …
فاتن بحرج : انت مش هتلبس هـ,ـدومك ..
ضحك يحيى ساخرا : ايه مكسـ,ـوفه مني ..
رفع وجهها بانامله ناظرا لها و الالفرحة المكبوت يستوطن في عينيه، ليقول بسـ,ـخريه : مكسـ,ـوفه ليه ، ها ، تكونيش غيرتي رايك و شايفه راجل ادامك…
فاتن بصدق : انا اسفه …
افلت وجهها و استدار ليدلف الى غرفة الملابس ، صائحا ليوصل صوته الى مسامعها : انا كنت غلطان ،غلطان فكل حاجه ، مكنش لازم اتعب نفسي و ازيح الرمله ، حبنا مش مكتوبله يشوف النور ، مع اول هبة ريح هتيجي الرمله تاني و يدفن من تاني ، حبنا هيفضل طول عمره حب تحت الرمال ، لانه لو تنفس شويه هايبقى عشان يجـ,ـرحك او يجـ,ـرحني ، يبقى خليه مدفون ، بس المرادي هنكون اتعلمنا و محدش فينا يستجـ,ـري يزيح الرمله…
صمتت فاتن و الالفرحةـ,ـوع تنهمر من عينيها بغزاره ، ليس اعتراضا على ما قاله قبل قليل ، و لكن لان قلبها و عقلها اتفقا للمره الاولى ، و لان عقلها و اخيرا اقر بالحقيقه ، اقر بانه يقبع تحت امرة جسد يتحرك بعواطفه ، فالآمر و الناهي في قرارتها هو القلب ، و قلبها انفجر معلنا الليله الماضيه بانها قط لن تشعر بجوار مَن يحتل جدرانه بالامان ، و تمنت لو انها اعلنت ذلك بطريقه لا تجرح محبوبها بها ، و لكن .. نعم لما قاله قبل قليل ، حبهما لن يكتب له النجاح ، لن ينجو يوما و يصحو من تحت الرمال …
_
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
حينما استيقظ يامن ، نزلا سويا لتناول الافطار مع جدته و التي ارسلت بام عيشه لتطلب منهما الحضور..
على السفره سألت خديجه بقلق : و الله يا بنتي انا مش حابه ادّخل ما بينكو ، بس اصل يحيى يعني خرج و كأنه رايح الشركه …
أومأت فاتن : ايوه ، فعلا قالي وراه حاجات مهمه مش هيقدر يأجلها ..
تنهدت خديجه : طيب يا بنتي …
همت خديجه باضافه شيء ما ، حينما رن هاتف فاتن ، لتستأذن منها تاركه اياها برفقة يامن…
في الشرفه ، اجابت على والدتها : ايوه يا ماما …في ايه عالصبح كده خلاكي تكلميني
انجي بتافف : بفكرك ، مش وعدتيني تجيبي فلوس انهارده
فاتن : معلش ، نفسيتي الفرحةه ومش هاقدر ، انا هاديكي العنوان هنا ، فوتي و اديهوملك
انجي بحنق : بقى عايزني اجي مذلوله بيتهم عشان يشمتوا فيا ، انتي معندكيش احساس
_
فاتن بحده : بقى انا اللي معنديش احساس بردو..!
انجي بتلعثم : مش قصدي ، بس انا محتاجه الفلوس جدا ، ومش هاقدر اخرج بوشي الملزق ده ، ارجوكي تيجي و تجيبيهم ، مش هيكلفك نص ساعه من وقتك
فاتن بهدوء لا يعكس الالم الموجود بداخلها : حاضر ، هاجبلك الفلوس
اغلقت الخط غاضبه ، نعم غاضبه من املها في ان تتغير والدتها ، و تحدث المعجزه ، حسنا عليها الان أن تنفث عن الفرحةها من انجي مره واحده و الى الابد ، حتى يهدأ بركان الالفرحة الذي انفجر الليله الماضيه
ستذهب لوالدتها ، لكي تُخمد صوت الطفله بداخلها ، و الذي ما فتأ طوال السنوات الماضيه يبحث عن قلب والدته ، يبحث عن كلمه تعاطف ، لمسه حب ، نظره قلق ، و لكن للاسف لن يأتي أياً منها ،لا في الماضي و لا في المستقبل
عادت الى السفره ، قائله بحرج : انا مضطره اخرج ، عندي مشوار مهم ..
يامن بخيبه : يعني تسيبني انتي كمان انهارده
جلست بجواره ، واضعه يده الصغيره بين كفيها : لو مش عايزني اروح هافضل معاك ، بس انت قولتلي امبارح انك هتبقى بطل و مش هتخاف تاني ، وانا مش هاطول كلها ساعه بالكتير وهارجع ، ها ..ايه رايك؟
يامن بعد تفكير: طب انا هاعمل ايه و انتو مش هنا ؟
خديجه بغبطه : هتقعد معايا يا قلب تيته ، و هنلعب سوا و احكيلك حواديت ياما
_
يامن بابتسامه : انا بحب الحواديت ، خلاص يا عمتو ، انتي اخرجي بس تعالي بسرعه
اومأت فاتن مبتسمه ، ثم شكرت خديجه و صعدت لتتغيير ملابسها ، لتخرج الى شقة والدتها ، عاقده العزم على ان تنفث الفرحةها منها علها تهدأ النار المعتمله في صدرها و تلفظها من حياتها و الى الابد…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
فتحت انجي باب الشقه بعد أن اخذت احتياطها فقد بدت فاتن غاضبه منها على الهاتف و لربما لن تجلس و تحتسي برفقتها الشاي كما خططت ، لذا حاولت رسم ابتسامه على شفتيها : فاتن حبيبتي انا اسفه اتعصبت عليكي على التليفون
دلفت فاتن الى الشقه ، لتقول : اسمعي آدي الفلوس
عبتث في حقيبتها مخرجه النقود ، لتتابع : و دي اخر مره تلجأيلي فيها ..
قاطعتها انجي : طب الاول خشي جوه ، مينفعش كلام كده عالباب ..
فاتن بحسره : احنا مفيش بينا كلام ، كل اللي بيربطني بيكي هو صلة الرحم ، لان ربنا وصانا بامهاتنا ، غير كده مكنتش هاجي و اجبلك الفلوس ، انا بجد معدتش قادره اتعامل معاكي ، فارجوكي انا بمر بظروف صعبه دلوقتي ، ياريت متحاوليش تكلميني الا لو انتي بجد هتتغيري او لو في حاجه طارئه ، اما عشان تطلبي فلوس او خالفرحةات هايفه انا مش مستعده ، مش مستعده انا الفرحةه اوي منك ومن كل الدنيا….
فكرت انجي سريعا ، فتقالفرحةت محتضنه فاتن بشده : يا حببتي يا بنتي ، انا مش عارفه ازاي مكنتش حاسه بيكي..
دفعتها فاتن بالفرحة ، قائله : مش هتمثلي عليا تاني ، عن اذنك …
_
استدارت فاتن مغادره ، لتصرخ بعد قليل متألمه ، فلقد استخالفرحةت انجي الحقنه المخدره و التي خبأتها في جيبها ، ضاربه اياها في عنق فاتن…
فاتن بوجع : انتي عملتي ايه ؟
انجي و هي تسحبها من ذراعها : خشي جوه ..
فاتن : ايه ده …انا مش قادره…. ثم ترنحت بشده
اغلقت انجي باب الشقه بقالفرحةها واسندت فاتن التي اختل توازنها لدقائق حتى غابت عن الوعي …
ثم حاولت حملها و ادخالها غرفة النوم استعدادا لتنفيذ مخططها…
تحاملت على نفسها و حملت فاتن و بصعوبه شديده اوصلتها الى غرفة النوم ، لتُلقي بها على الفرحة ، ثم جلست قليلا لتأخذ نفسها ، ومن بعد اكملت المخطط ، قامت بتجريد فاتن من ملابسها ، ثم رفعت الغطاء لتغطيها به ، ريثما تنتقل للخطوه القاالفرحةه..
خرجت الى الصاله ، و اجرت المكالمه مع بواب البنايه : ها يا عكاشه ، طلعهولي دلوقت
عكاشه : طب مش كنت اطلعلك احمد احسن
انجي : احمد ايه و بتاع ايه ، انا عايزه ابنك ابو عقل خفيف ده
_
عكاشه : حسن ده اهبل ، ميغركيش طوله و عرضه ، و الله اهبل رسمي زي العيال الصغيره ، هتـ,ـعوزي منه ايه بس ؟
انجي : يوووووه طلعه عندي وخلاص ، انت هتاخد فلوس و كمان هتتشرط
عكاشه : حاضر يا ست هانم ، هابعتهولك اها …
بعد دقائق ، صعد عكاشه مع ابنه حسن الى شقة انجي ، لتقول : عن اذنك بقى يا عكاشه ..
عكاشه : طيب لو غلبك كلميني على طول
انجي : اتفضل فلوسك اهي ..
تناول عكاشه النقود و انصرف متمتما : لا حول و لا قوه الا بالله ، الوليه دي الفرحةه رسمي
قالت انجي لحسن و الذي ارتسمت على ملامحه علامات الخجل الشديد : انا جبتلك حاجه حلوه اوي
حسن بلهفه طفوليه : ايه ايه
انجي : تعال اوريك
_
توجهت انجي الى المطبخ يتبعها حسن ، لتريه كيسا كبيرا مملوءا بالحلويات..
مد حسن يده لتناول احداها ، لتالفرحةه انجي بخفه على يده : مش دلوقتي ، الاول تسمع الكلام و تبقى ولد شاطر
اوما حسن ، لتقول انجي : تعال ورايا
تبعها ليدلفا الى غرفة النوم ، و فور رؤيته لفاتن الممده على الفرحة ، قال حسن : خلينا نطلع ، احسن العروسه دي تصحى
ابتسمت انجي مشجعه : لا مش هتصحي ، و لو عايز اديك الحاجات الحلوه ، اقلع هدومك زي العروسه و نام جنبها
طأطأ حسن راسه خجلا ، لتقول انجي : ها هتسمع الكلام و لا اقول لباباك
حسن بالفرحة : لا هاسمع الكلام ، بس دوري وشك
اطاعته انجي ، لتسأل بعد دقيقه : ها قلعت ؟
حسن بخجل : ايوه
قالت انجي : طب روح نام جنب العروسه
_
ثم اضاءت كاميرا الفيديو الموجوده على التسريحه ، و قالت لحسن المستلقي على الفرحة بجوار فاتن : دلوقتي هاقولك تعمل ايه مع العروسه ، و انا هاقف هناك ، ماشي
اوما حسن ، لتبدأ انجي بالتقاط بعض الصور على هاتفها ، لفاتن وحسن الذي امرته باحتضان فاتن و التظاهر بانه نائم هو الاخر ، لتلتقط عدة صور لهما معا ، و كأنهما عاشقين نائمين من شدة التعب بعد ان انهيا لتوها جوله من الحب الملتهب ..
بعد ان انهت التقاط الصور ، قالت امره : يلا قوم عشان اديك الحاجه الحلوه
قال حسن معترضا : بس انا عجبتني اوي العروسه النايمه ، اصلها ناعمه اوي
انجي : الله ، ما تسمع الكلام بعدين معاك
حسن : خليني كمان شويه نايم جنبيها
انجي بتافف ، فبعد قليل ربما افاقت فاتن : اسمع دلوقتي هتفوق و تزعل منك ، ولو سمعت الكلام هوريهالك تاني و تالت متقلقش ….
اوما حسن ، ثم اطاعها مرتديا ملابسه لتعطيه مكافئته و بعد قليل خرج تاركا انجي تستعد لخطوتها القاالفرحةه
اطفأت كاميرا الفيديو ، واخفتها في غرفة اخرى ، ثم جلست على حافة الفرحة ، محاوله ان تُلبس فاتن ملابسها مره اخرى…
بعد قليل بدأت فاتن في التململ ، لتستفيق شيئا فشيئا ، تطلعت حولها باعياء : ايه اللي حصل ؟
_

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل