
يسير بالسيارة و الغضب يشعل من عينه لا يستطيع التوقف عن التفكير بها..
تلك الغيرة التي جعلته يكره حياته بسببها..
اتصل به احد اصدقاءه فأغلق الاتصال ليتصل به ثانيا..
آسر بعصبية :
– عايزة ايه يا عليِ .
– ايه يا بني مالك .
– يا عليِ اخلص انا مش طايق نفسي .
– لا لا شكل حالتك صعبة اهدي كده و قولي انت فين و انا هوديك مكان هيعجبك .
استغل اي فرصة فقال :
– انا في ***** .
– خليك مكانك بقي انا قريب منك…هخليك تهيص انهاردة يا عم .
– مستنيك .
وقف بالسيارة لم يهدأ قلبه بعد كان يشعر بأنه يمكن تحطيم جبل من شده غضبه..
لم يمر الكثير من الوقت و جاء صديقه “عليِ” و اخذه لاحدي النوادي الليليه التي يمكث بها الفتايات العاريَا تكشف اكثر مما تستر..
آسر بضيق :
– الله يحرقك يا عليِ يارتني ما قولتلك يا شيخ .
– يا عم اهدي كدة بتشرب .
– لا مبتهببش .
– طب استني جرب .
نادي “النادل” و طلب منه مشروب لم يتذكر آسر اسمه..
تركه “عليِ” و اتجهة لساحة الرقص مع احدي الفتايات الرخيصة..
اعجب آسر بالمشروب و اتجهة لكافتريا الصغيرة و ظل يشرب كثير حتي جاءت فتاة ذات شعر اشقر و عينين خضراء ذات طول ترتدي فستان اسود قصير يصل لنصف فخذها..
– قاعد لوحدك كدة لية .
نظر اليها و لتفاصيل جسدها و لم يرد..
– ايه ساكت يعني انا نادية .
ثم مدت يدها ليصافحها كانت بشعور لمسة يدها لذة اخري يدها الناعمة الصغيرة..
– آسر السملاوي .
نادية بجراءه :
– عرفاك طبعاً .
ثم اكملت :
– نرقص ..
– مش بتاع الكلام التافهة ده .
– عقليه غريبة بس مش مهم .
ظل يتسامرون و يتحاكون في تفاصيل مختلفة تافهة..
***
مذالت تبكي بدأت بالقلق لقد تأخر الساعة مرت السادسة صباحاً..
وجدتها طفلتها و هي تبكي جلست علي ارضية غرفتهت و بكت بشراهة لبكاء والدها و اختفاء والدها تلك الساعات..
حور باكية :
– يارب والله لو حصله حاجة انا مش هسامح نفسي انا ميتعدة بأي عقاب بس الا اذيته والله انا بحبه مقصدتش حاجة يارب .
***
الساعة الثانية صباحاً…
تفتح عينيه ليجد نفسه في غرفة غير غرفته نظر بجانبه مسرعاً ليجد نادية تنام بجانبه علي بطنها..
قام مفزعاً و قال برعب :
– هارسود و منيل .
🔼🔼🔼🔼🔼🔼🔼🔼
الحلقة الثامنة
(8)
الساعة الثالثة عصراً
منذ امس و لم يعد..مستيقظة تبكي فقط حسرة..
اذنبت و لن تكرر خطأها و لكن تريده ان يعود..يعود فقط فقلبها بحاجة لنبض و جسدها ينصهر من عدم استنشاق رائحته..
فجأة رن كرس الباب لتركض فتجده امامها يقف كالجثة الهامدة..جسد بلا روح عيناه تملئها السواد فمه اذا اشممته فقد شمنت رائحة خمور نتيجة امس..حتي رائحة جسده رائحة عطر نادية.
احتضنته بقوة..لتنهار من البكاء و هي تردد كلمات غير مفهومة..
لف يده حولها و هو لا يتكلم شارد بما حدث يسمع بكاءها و شهقاتها المتقاطعة..
حتي يشعر بأنزلَقها بين يديه..نظر فجأة لتكون قد اغشي عليها..من التعب و التوتر و تمزق شراين قلبها..
انحني مسرعاً ليصيح :
– حور..حور..حور فوقي يا حبيبتي…فوقي الله يخليكي خلاص .
لا نتيجة لا رد..حمل جسدها الضعيف و اتجهة نحو الغرفة..اخذ عطر و وضعه عند منحدر انفها الوردي..
بدأت بالافاقة فتحت عينيه ليقترب منها مسرعاً..اكملت بكاء فجذبها اليه و ضمها بقوة..
قبل كل انحاء وجهها بأشتياق و هي ظلت تربت علي ظهره و تعصره بين يده حتي انها لم تلاحظ تلك العطر الانوثي..
ابتعدت عنه لثواني و امسكت كلتا يده و قالت بترجي و الدموع تسيل مسرعة :
– آسر متزعلش مني انا بحبك والله الله يخليك ما تبعد عني كدة دة كله..والله والله ما هزعلك تاني بس خليك جمبي ده..انا اسفة والله اسفة .
قالتها بضعف فأحتل الالم قلبه اتبكي طوال الليل و هو يقضي ليلته مع اخري..
ابعد تلك الدموع اللعينة التي املائت خدها..
– اهدي خلاص حصل خير..عينك ورمت يا حور من العياط .
– انا ندمانة اوي يا آسر انا زعلتك امبارح اوي و انتي عاقبتني اشد عقاب ببعدك عني .
قبل جبهتها و قال بحنو زائد :
– ياحبيبتي خلاص بطلي عياط .
حور بضعف :
– انا بحبك اوي يا آسر متعاقبنيش كدة تاني .
اماء رأسه و ربت علي كتفها..
آسر بحرج :
– انا هدخل اخد دش .
قام و دخل لمرحاض لتمسح بقايا الدموع الخالدة ارتاح قلبها و سعد عندما عاد..
قامت لتحضر لهُ اي طعام ليأكل مسكينة فلم تعرف انه قضي ليلته مع غيرها امس و هي باكية علي خائن..
***
طوال الليل تشعر بشعور غريب لم تعرفه من قبل..اذاب كلِماته قلبها تذكرت مقابلتها امس..المقابلة السرية..
فلاش باك
– تعرفي يا مي انتي لازم كأنثي تستحقي راجل احسن من دة ..
قالها مصطفي بثقة..فأكمل :
– انتي انثي فريدة من كل النواحي جمال و قلب و اخلاق بجد عمري ما شوفت كدة..عبدالرحمن راجل متسلط زي اي راحل عايز يبقي هو الاحسن منك لازم تاخدي حقك .
مررت يدها بين خصلات شعرها الاشقر الجذاب قائلة بثقة :
– عبدالرحمن مش متسلط بالعكس ده اطيب انسان في الدنيا هو غريب حبة لكن هو الوحيد الي بحس مع راحة معاه .
– عشان اتعودتي عليه لكن لو سألتك بتحبيه و لة لا هتقولي ايه..
صمتت بغرابة فكان سؤال غريب “حب” ما هو الحب..لما لم تشعر بهِ ابداً..و لكن عبدالرحمن لا تحبه و بالطبع لا تكره..
ظلت صامته تفكر بما تجيب سؤال بسيط و لكن ليس لها اجابة تحتاج لتفكير اكثر..
قاطعها بثقة :
– مش عارفة تجوبي..
اصمتته بأجابتها الخارقة :
– كفاية اني بحس معاه شعور فريد من نوعه..كفاية انه بيحترم غيابي قبل حضوري..كفاية انه محسسني بشعور مبقدرش اوصفه اني معاه ممكن مكونش عارفة اني بحبه و لة لا بس الي اعرفه اني مقدرش علي بعده…
صمتت و هو ينظر لتلك العينين الرومادية التي تري من خلالها الثقة العمياء..
رأي تغير الموضوع هو افضل حل…
– تعالي نروح نتمشي شوية .
قامت معه و سارَ نحو احد متاجر العصائر..
كان تلاحظ تلامسه ليدها حتي امسكها..
فزعت و حاولت إبعاد يدها و لكنه تشبت بها بقوة..
حتي فزع جسدها من إِتصال تليفوني علي هاتفها المحمول..
ابعدت يدها و ردت بشفتين مرتعشةة..
– ايوة يا عبدالرحمن .
– ايوة يا مي انتي فين .
مي بقلق :
– انا مع واحدة صحبتي ..
– طب ارجعي البيت انا راجع و عايز الاقي الاكل متحضر .
تأففت و،قالت :
– حاضر حاضر .
اغلقت معه ليقول مصطفي :
– عايزك في ايه ايه .
– عايزني ارجع البيت عشان اعمله اكل .
مصطفي بضيق مصطنع :
– ايه الراجل ده المفروض يعيشك ملكة مش خدامة ليه..انتي بالنسباله جسم و خدامة ..
مي بحزن :
– سلام انا راجعة ..
قُبل يدها و اخذ زهرة ورديه ليضعها بين خصل شعرها..
ابتسمت بسعادة فودعها..
بااك
مذال شعور الذنب يراودها بسامحتها له بأن يفهمها عقلية زوجة فعادت من المنزل لتجد “تورتة” شهيه..
فلاش باك
فتح لها الباب لتدخل بخواط انوثية و قالت بدهشة :
– ايه ده انت رجعت من الشغل .
لأول مرة وضع يده علي خصرها و قال بسعادة :
– كل سنة و انتي طيبة يا مي .
اللعنة لقد نسيت انه اليوم..يوم مولدها..
قبلها من خدها برفق فسالت دموع الفرح :
– الله يخليك ليا يا حبيبي .
قالتها تلقائية..لفت يدها حول عنقه وردست رأسها في صدره ليبتسم و يبادلها العناق..
بااك
تنهدت و قد تجاهلت الموضوع من الاساس..
لن يضر اذا كان لي زميل من الجنس الاخر..
قالتها في عقلها لتبعد اي تأنيب ضمير عن قلبها..
***
خرج من حمامه و هو يلف المنشفة حول خصره..وجد حور اتيه بأفطار..
وضعته علي الطاولة و تقتربت منه بحنان :
– انت شكل وشك مخطوف ليه..تعالي كُل..
جلس علي الفراش و اقرب الطاولة لتساعده بتناول الطعام..
كان يشعر برغبتها الجامحة بالنوم و لكن تنكر لتكون معهُ..
اقترب منها و قبل جبهتها بحنان :
– نامي انتي و انا شوية كدة و هنام ..
اماءت رأسها و استلقت علي الفراش لتدخل في بضع ثواني بـغيبوبة نوم..
رن هاتفه برقم غير معروف فرد قائلاً :
– مين معايا ..
صوت انوثي يتكلم بنبرة دلال :
– توء كدة تنساني ازعل منك ..
– مين؟!!
– انا نادية يا آسورة .
صمت قليلاً و قال بجدية :
– عاوزة ايه يا ست نادية .
– كدة اصحي من النوم و مقلكش جمبي .
آسر بتهديد :
– بت اتعدلي انا متجوز و عندي بنت .
– طب محفظتك مش عاوزها .
ظل صامتاً لتكمل هي بلوعة :
– تعالالي البيت و هديهالك ..
– تمام بكرة ..
اغلق معها لتفتح سما الباب..
نظرت إليه بحدة ثم اتجهت لوالدتها..
و وضعت بجانبها ورقة ملونة..
آسر بأشتياق :
– تعالي يا سما .
– متكلمث معايا تاني .
قالتها بضيق ليقول متعجباً :
– ليه بس .
سما بدموع :
– مامي كانت بتعيط بسببك امبارح ..
لم يعرف الرد :
– ما هو..
– متكلمث انت كنت فين بقي ..
اقترب منها و حملها في حضـ,ـنه لتبكي هي الاخر و تقول بدموع :
– وحثتني يا بابي كنت انا و ماما خايفين عليك من العو .
قبل خدها بحب و قال :
– بابا معاكي اهوة متعيطيش .
لفت يدها حول عنقه و غرست رأسه عند عنقه ليربت علي ظهرها بحنان..
***
ظل يرن حتي ردت..
مي :
– ايوة يا مصطفي اسفة عبدالرحمن كان عايزني اللمع الجزمة ..
مصطفي بضيق :
– تلمعي الجزمة !!
– اه .
– ازاي يرضي ان واحدة زيك تتعامل كدة .
– عادي يعني ده جوزي .
– ده بيهينك لا مترضيش كدة .
صمتت قليلاً فقال :
– نتقابل ..
– لا انا مقولتلهوش اني خارجة ..
مصطفي بخبث :
– و مين هيقوله ؟
– طب خلاص تمام .
– بحب فيكي رقتك .
ضحكت بلطف و قالت بخجل :
– ميرسي يا مصطفي ..
– يلا بقي اشوفك .
اغلقت معهُ و قامت و ارتدت كامل ملابسها خرجت من غرفتها لتجد عبدالرحمن يفتح الباب و يدخل بتعب..
مي بصدمة :
– عبدو ..
– اه في ايه..انتي لبسة ليه .
مي بتربك :
– انا انا كنت رايحة لحور ..
– طب روحي انا تعبان اوي .
كانت ستذهب و لكن عندما سمعته يتأوه من التعب اللقت حقيبتها و ركضت إليه..
– لا انا هقعد معاك..تعالي مالك .
***
طوال اليوم يشعر بألم في قلبه..
استلقي بجانبها و ضم جسدها الصغير لصدره سمعها تردد :
– متبعدش عني .
مسح علي شعرها بلطف..
تلك عشيقته الانانية بقلبه..لا تريد مشاركته كالطفلة عندما تغار..هو لها فقط..
قبل يدها بقوة و لفجأة سالت الدموع من عينه من كثرة الألم .
***
يستلقي علي فراشه و هي بجانبه تداوية..
مي :
– انت لازم تروح لدكتور يا عبدو .
– ملوش لزوم ..
– طب افتح بوقك تشرب الشوربة بقي .
– لا مبحبهاش .
– يلا افتح بقي .
فتح ثغره لطعمه بيدها..
يشبه طفلة كبير في تصرفاته مهما كان رجلاً و لكنه طفل..
انتهي من الطعام و انحنت لتقبل جبهته فأخذ يدها و قبلها و هو يقول :
– ربنا ميحرمنيش منك يا مي .
***
استيقظت ثاني يوم لتجده امام الخزانة…
قامت و طوقت خصره بيدها و قبلت ظهره..
اللتفت اليها بجسده و احتضنها بقوة..
رفعت رأسها إليه :
– تحب تأكل ايه انهاردة علي العشي .
– اي حاجة من ايدك حلوة .
قبلت خده حتي تشوكت من ذقنه..
ابتعدت عنه بضحك و قالت بمرح :
– دقنك .
ضحك قائلاً :
– هحلقها متخفيش ياختي .
ثم قبلها من شفتيها..
– يلا انا هروح بقي الشغل هتوحشيني ..
– و انت كمان يا بيبي سلام .
داعب خدها و قبل طفلته..
سما بهمس :
– هاتلي ثوكلاتة ..
– من عنيا ..