
باك
حور بصدمة :
– ده مجنون لا بجد مجنون .
مي باكية :
– انا مش هنزل البيبي دول هما الي بيعوضوني عن كل حاجة مرة في حياتي .
– عارفة يا حبيبتي اقعدي صري عليه .
– مش هيوافق ده عنيد و الي في دماغه لازم يتنفذ .
حور بتلقائية :
– اخلي آسر يتكلم معاه .
– ياريت يا حور انا خايفة اوي .
صمتت حور بحزن فقالت مي :
– و انتي كنتي بتعيطي ليه .
– لا انا سيبك مني هعرف اتصرف .
– ربنا معاكي يا حبيبتي انا هروح انيم سيف بقي .
– ماشي يا ميوي سلام .
ودعت الصديقتان بعدما شعرت كل منهما براحة من كلام مع الاخري..
صديفتان منذ نعومة اظافرهم..
مي الفتاة من العائلة الفقيرة و حور الفتاة من العائلة الثريه..
احبَا بعضهم بشدة مهما اشتدت الخلفات فلـيس لهم الا بعضهم..
اقتربت الساعة الثالثة صباحاً و لم يعد آسر حتي الأن لم يكن هناك مفر الي ان تتصل به..
اخذت الهاتف و اتصلت به ليرد بأقتضاب..
– عاوزة ايه .
حور بصوت قلوق :
– انت فين يا آسر ايه الزحمة الحوليك ديه .
– في الشغل حصل سرقة في الشركة .
– طب ارجع انا قلقانة عليك .
ليجيب آسر بحدة :
– بقولك في الشغل سلام يا حور انا مش فاضي .
و تسمع صوت انثي تقول له :
– بشمندس اسر لازم تيجي هنا ضروري .
شعرت بغصة في قلبها حتي انها اللقت الهاتف و ذهبت لـغرفتها و اغلقت الباب بـالمفتاح و هي تبتسم بخبث استلقت علي الفراش..منتظرة قدومه فلم يأتي النوم لعينيها الا عندما طمئن علي وجوده..
مرت ساعتين حتي سمعت صوت تصادم مفاتيح الباب..
ارتعشت و اخذت الغطاء لتصطنع النوم..
كانت تسمع سوت تأوه من التعب :
– كان مالي و مال الحرامي ما يسرق و لة يولع بالشركة اه يا ضهري هو كان كسر ضهر بس .
طرق علي باب غرفته..
– حور افتحي الباب مش ناقصك .
ضحكت بخبث فقال :
– يا حور يخربيتك عايز انام .
لم ترد فشعر بالضيق و اتجهة نحو غرفه طفلته نام بجانبها لتفتح عينها و تقول بضجر :
– ايه ده انا بحب انام لوحدي .
– هشش خالص .
سما بخبث :
– مامي قفلت باب الاوضة .
آسر بتوتر :
– لا انا الي مش عايز انام معاها .
سما بمكر :
– كتاب .
– اتخمدي اتخمدي .
لم تمر اكثر من دقيقتين حتي سمعت اصوات والدها المزعجة في النوم..
– مامي عندها حق انها تقفل الباب اوف .
***
في اليوم التالي..
استيقظ و هو يحك شعره ليسمع صوت طفلته و هي تتحدث لوالدتها..
زفر بضيق و خلع رابطة عنقه..ذهب اليهم..
فتلف حور بجسدها عندما تلمحه و تذهب للمطبخ..
سما بخبث :
– تعالي تعالي .
اقترب منها لتأحذ اذنه و تصفر :
– تووووت .
فزع فأبتعد بضيق لتضحك مقهقة :
– خلاث خلاث اخر مرة .
اقترب منها فقالت بحزن :
– مامي زحلانة اوي .
– خلاص ياختي هروح اتصرف .
ذهب لمطبخ و وقف امامها ليمنع المرور..
آسر باسماً :
– انا جعان .
حور بأقتضاب :
– الفطار علي التربيزة .
جذبها لصدره :
– لا انا جعان حـ,ـضنك .
ابتسمت بسعادة فلفت يدها حوله هي الاخري…
رفعت رأسها ليسند ذقنها علي صدره :
– علفكرة لسة زعلانة .
اسر بحنان :
– والله الورق لو كان اتسرق كنا هنخسر مشروع بـ2 مليون جنية .
– انا بكلم انك كنت بتكلمني بأسلوب وحش .
– مشغول و مش عارف اتكلم .
تنهدت بضيق :
– طيب .
داعب خدها بأنماله :
– طب ايه رأيك نصرف البت سما لـمي و نخرج احنا .
– طب علفكرة بقي مي عندها مشاكل .
– ايه خير .
افلتت نفسها من بين يديه و قالت :
– هبقي اقولك بعدين .
– ماشي يا بطة هشوف الزفتة سما و اروح استحمي .
– انت مش هتروح الشغل .
– تعبان مش قادر فكك فكك .
تركها و ذهب لمرحاض..
***
كان يسند رأسه علي فخذيها و هي تقص له قساوة عبدالرحمن علي مي..
آسر :
– هتكلم معاه متخفيش .
– ياريت والله .
حور بألحاح :
– آسورة انا عايزة اخرج مش انت وعدتني .
– احـم انتي ما صدقتي و لة ايه .
– اه و انا عايزة اخرج بقي ..
– ماشي ياختي بس هناخد القردة الصغيرة معانا عشان امي تعبانة ..
– اوكي .
سما بصوت عالٍ :
– انا بلبث اهوة .
حور بصدمة :
– هي لحقت تسمع امتي .
– ما بقولك قردة يلا روحي اللبسي بقي .
***
رنين الجرس يتعالي لتترك طفلها بين اللعابه و تذهب لفتح الباب..
انصدمت و عادت لخلف..
– حسن عاوز ايه .
دخل لمنزلها و هو يحك انفه :
– عايز ادخل بيت اختي و لة هتمنعيني .
مي بخوف :
– لا اتفضل .
دخل بحذاءه القذر و سار علي السجاد النظيف..
– روحي اعمليلي كوباية شاي .
كانت تشعر بشئ من الغرابة في ملامحه،دخلت لمطبخ و اعدت كوب شاي ساخن و قطعة كيك..
عادت و لم تجده فوضعت الغذاء علي الطاولة و سارت لتجده في غرفتها يمسك “المحفظة” الخاصة بها و يبحث عن مال بشغف لتصرخ..
– انت بتعمل ايه .
من خوفه دفعها بقوة لتصتدم بـال”تسريحة” و تقع علي الارض..وضعت يدها علي بطنها و صرخت بألم فركض مسرعاً خارج المنزل..
***
كانَ يسيران في احدي المتاجر الفخمة الكبيرة و طفلتهم تأخذ عربه بلستيكيه من المتجر و تجرها بقدميها امامهم..
حور و هي تسند علي ذراعه و تضم ذراعه لصدرها :
– انا عايزة اشتري بيض و لنشون و جبنة و لبن و لحمة و فراخ و خضـ….
قاطعها مداعباً :
– يا بنتي ما تقولي انك عايزة تفلسيني و تختصري .
ضحكت و تمسكت بذراعه اكثر :
– اتريق هو الاكل لمين اصلاً .
ثم صاحت :
– آسر انا عايزة ايس كريم ..
فوافقتها طفلتها الرأي :
– و انا كمان يا بابي بليز .
– خلاص من عنيا .
ذهب و جاء بعد دقائق و هو يمد يده لكل فرد بالمثلجات..
حور متعجبة :