
رفع رأسه للخلف فظهرت تفاحة آدم خاصتُه، ثم عاد ينظر لها محاوطًا وجنتيها يقول بحنوٍ:
– و غلاوتك عندي الكلام ده محصلش، أنا ملمستش غيرك .. و محضنتش غيرك، محدش قرّب مني غير نور الراوي، محدش إتجرأ يبقى نفسُه في نفَسي غيرك يا نور!!
ثم مال يمسح دمعاتها بشفتيه، يُقبل عيناها و كل إنش في وجهها، ثم يستند بجبينه فوق جبينها هامسًا أمام مُعذبة قلبه:
– معملتش اللي بعملُه ده دلوقتي غير ليكِ!!
ثم إلتقط شفتيها في قـ.ـبلةٍ مُشتاقة لها دامت لكثير من الوقت حتى أبعدتُه تشعر بإستكانة جسدها جراء لمساته، فـ قال بتلعثم أثر نهيج قلبُه:
– شفا.يفي ملمستش غير شفا.يف نور الراوي!!
أغمضت عيناها تقول بـ صوتٍ يرتجف:
– ليه إتجوزتها؟
رفع كفيها لشِفاه ليُقبلهما كأنها صغيرتُه، يقول بهدوء:
– هفهمك!!
دفعها برفق لتجلس على الفراش، ثم جلس جوارها يقول و هو يرفع وجهها له محاوطًا وجنتيها برقبتها:
– غلطت مع واحد .. و سابها، أمها جات وطت تبوس رجلي عشان أتجوزها، و عشان هي من دمي وافقت .. إتجوزتها من حوالي شهرين، أنا مبطيقهاش يا نور، مبروحلهاش أصلًا عشان اللي بتقوليه ده يحصل، و لو بروحلها مباجيش جنبها لإني قرفان منها!! و أنا أصلًا كلها شهر و لا شهرين و هطلقها لإن كدا مهمتي خلصت!!!
طالعت حديثه بصدمة، ثم قالت:
– ليه مقولتليش ده كلُه؟!!!
– عشان مخسركيش!!
قال يميل مُقبلًا جبينها بعُمق و كأنه يتنفسها، ثم تابع و قد إنحدرت شفتيه لـ تجويف عنقها هامسًا بحنو:
– عشان أنا مستعد أخسر أي حد و أي حاجة .. و مخسركيش!!
طبع عدة قبلات فوق عنقها جعلتها تغمض عيناها و قد سارت رجفة بـ جسدها، وضعت كفيها فوق كتفه تحاول دفعه لكنها توقفت عندما شدد فوق خصرها قائلًا و قد لمست الألم في صوته:
– إزاي تسيبيني و تمشي؟
قبّل عظمة الترقوة خاصتها متابعًا بـ نفس النبرة:
– إزاي تعملي معايا كدا؟
دفعها برفق فـ إستلقت، لـ يلقي برأسه بأحضانها محاوطًا خصرها لجسده يهمس:
– كُنتِ فين يا نور؟
– في فندق!
أجابته و هي بالكاد تحاول لملمة شتاتها مما يفعل، أغمضت عيناها و إنكمش جسدها بخجلٍ عندما قبّل بـ شفتيه موضع قلبها أسفل ما كان يستند عليه، و في لحظة كان يجذبها لأسفل له، يغمغم و هو ينظر لشفتيها:
– دي أول .. و آخر مرة تمشي فيها من غير إذني، لو كُنتِ واجهتيني باللي حصل، مكنش زمانك بتتعاقبي مني دلوقتي!!
همهمت بـ خوفٍ:
– أ .. أتعاقب؟
تفاجأت به ينتـ.ـهك عُذرية شفتيها، لا يترك المجال لها لتُضيف شيء، لا يتوانى عن إشباع رغبته الناجمة عن إشتياقه لها، و عشقه لـ كل إنش بها، يُثبت لها أنها الأولى و الأخيرة، و أنها غبية و ساذجة إن قادها عقلها أنها تأتي في المرتبة الثانية، هي أولُه .. و قبلُه هو، و قلبُه، كان يهمس لها وسط قبلاته كم تعذّب في غيابها، كم كان يجوب الطرقات و الزقات بحثًا عن ظلها، يخبرها أن مثلما هي ملكُه بكُل ما بها، فـ هو ملكها بكل ما فيه، ولا يجرؤ أن يجعل فتاة دونها تقترب منه، و هي لا تنكر هدوء قلبها بعدما أخبرها بذلك، و لن تنكر إستكانة روحها في كُل ثانية يثبت لها بها أنها الوحيدة التي وهب لها صلاحيات لم يهبها لأخرى!
• • • • • • • •
إستفاق قبلها، وجدها لازالت نائمة، فطلّ عليها بمكنبُه العريض يستند بمرفق ذراعه جوار رأسها، ينظر لملامح وجهها التي يعشقها، و أناملُه تسير على وجنتها الناعمة و إبهامه يسير فوق شفتيها المُنتفخة أثر قُبلاته، إبتسم و هو يرفع الراية البيضاء و يتحدى كبرياءه وعلن أنه لا يحبها فقط، بل هو عاشقٍ مُتيَّم بها حد النُخاع، أمسك كفها الصغير يحتضنُه بكفه، يُقبل باطنُه .. و يطبع قبلات حنونة فوق أناملها، همهمت هي بعدما فتحت عيناها نصف فتحةً، فوجدته يُقبل باطن كفها و ظهره، غمغمت بتلقائية:
– فريد!!!
رفع عيناه لها ثم همس بحنوٍ:
– روح قلب فريد!!
إستغربت ردُه لكن لم تُعلق، حرّكت جسدها قليلًا لتتآوه فـ جزعت ملامحه عليها هامسًا:
– اسم الله عليكِ!!
قالت و قد تغلغل الألم نبرة صوتها:
– آآه .. جسمي واجعني أوي!!!
مسح على وجنتها بـ باطن إبهامُه يقول بلُطف:
– حبيبتي!!!
ثم تابع بخبث:
– بس إنتِ متتخيليش أد إيه كُنتِ واحشاني!!!
توَّرد وجهها بخجلٍ و إنكمشت تسحب الغطاء لجسدها، فـ نظر لفعلتها و أمسك بكفها القابض فوق الغطاء يترك قبلة فوق رسغها، ثم سألها و هو يُبحر في أنهار القهوة القابعة بعيناها:
– لسه بتتكسفي مني؟
– أنا .. أنا عايزة أقوم!!
قالت مُغيرة مجرى الحديث، فـ تنهد يظفن أنفه بعنقها هامسًا بأذنها:
– بس أنا لسة مشبعتش منك!
شهقت خائفة من تكرار الكرة مرةً أخرى فـ جسدها كأن قد مرت فوقه شاحنة، فـ إبتسم عندما قالت ببراءة:
– لاء مش .. مش هينفع!!!
طبع قبلة فوق عنقها ثم هتف بخفوت:
– أنا لا بشبع .. ولا هشبع منك، حتى و إنتِ في حُضني بحِس إني لسه مشبعتش!!
شعرت بكلماته كالبلسم على أوجاعها، تناست البارحة بما حدث به، تناست زواجه و ذبحها على يدِ خبر لم يكُن بحُسبانُها، أغمضت عيناها و رفعت كفيها لوجهه لتبعده عن رقَبَتِها تحاوط وجنتيه هامسة بحُزن غزى نبرتها:
– فريد!
– روح فريد!
قال بثمالةٍ أمام صوتها و لمسة يدها، فـ همست بألم وكأنها تتوقع إجابته النافية:
– بتحبني؟
أمسك بكفها يُقبل باطنُه قائلًا بحنو:
– جدًا!!
شهقت عندما خالف توقعاتها، فـ إبتسم و هو ينظر لشفتيها اللواتي تفرّقا، ليميل يلتقط قبلة من السُفلى فـ أبعدته تقول بدهشةٍ:
– بجد؟
– بجد طبعًا!!
قال بلُطفٍ فـ إبتسمت إبتسامة خفيفة جعلته هو الآخر يبتسم، ثم ساره بسبابته فوق عنقها يهمس بهدوء:
– و إنتِ؟