منوعات

رواية بقلم سارة الحلفاوى الرابع والاخير

تستلقي على الفراش .. بل على صدرُه، عيناها شاردة أمامها لا تعلم أهي مُحقة فيما تفعل أم لا .. كيف ستكون محقة و هي التي بـ كُل قسوةٍ تمنعه من حق الأبوة؟ كلماته التي ألقاها الآن على مسامعها جعلتها تنتفض ظنًا منه أنه يقرأ أفكارها:
– لو جيبنا بنت .. عايزها تطلع شبهك، عشان يبقى عندي نُسخة منك على صغير!!!

إرتعش كامل بدنها، حتى رفعت عيناها تنظر له بإبتسامة ظهر الحُزن بها، ثم همست بخفوت:
– بس أنا .. مش عايزه أخلف!!!

إستغرب جملتها لينظر لها للحزات ثم قال بأعين غامت بضيق:
– ليه؟!

نهض تلُف الغطاء حول صدرها تجلس على ركبتيها أمامه قائلة بهدوء:
– حاسة إني مش مستقرة نفسيًا .. و لو جبت طفل دلوقتي هظلمُه معايا!!!

– طيب بلاش تفكيرك الأهبل ده!!
قالها بضيقٍ حقيقي من كلماتها، فـ بينما هو يتوق للحظة التي سيحمل بها وليدُه منها، تخبرُه هي أنها لا تريد تلك اللحظة، عندما وجدها صمتت ظنها حزنت من كلماته، فـ أقبل عليها بصدرُه العريض يُبعد خصلاتها يواريهم خلف أذنيها هامسًا بحُب:
– لسه صُغيرة .. و مش فاهمة إحساس إنك تبقي أم .. فيه كتير يتمنوا يعيشوا الإحساس ده و إنتِ مش عايزاه؟

نظرت له و الدموع لمعت في عيناها و لم تجيبُه، فـ تسلل القلق لعيناه يقول و عيناه تتشرب ملامحها:
– إنتِ فيكِ حاجه مش مظبوطة يا نور!!

ألقت بنفسها بين أحضانه تشهق ببكاءٍ عنيف و جسدها يرتجف بين ذراعيه، حاول تهدأتها و قلبه جزع عليها، بمسح فوق جسدها و خصلاتها يهمس بحنوٍ:
– بس يا حبيبتي .. ششش بس إهدي!!!

خفّ بكائها أثر لمساته و كلماته و لم يتبقى سوى شهقاتٍ خفيفةٍ تلَت بكائها، ضمها له أكثر قائلًا:
– قوليلي إيه اللي مزعلك أوي كدا؟

رفعت رأسها له .. أتخبرُه؟ هل سيتفهّم شعورها؟ نفت برأسها مغمضة عيناها تستند بأذنها محل قلبه فوق صدره الصلب تهمس لذاتها بأنه لن يفعل، تنهد و لم يشأ الضغط عليها، فـ تركها نائمة بأحضانه و كفُه يبعد ذلك الغطاء الأحمق عن ظهرها الناعم ليتحسسه بلمساتٍ جعلتها تغفو بإرتخاءٍ!!!

• • • • •

كانت جالسة أمام المسبح تغطس قدميها بـ ميائه الدافئة، شاردة أمامها تنتظر قدومُه من شركتُه لتخبرُه بكل شيء، فهي قد إتخذت قرارها أن تزيح تلك الأنانية جانبًا و تشاركه القرار، و إن لم يقتنع ستمتنع عن أخذ تلك العقاقير لإرضاؤه فقط، فهو لا يستحق منها ذلك الفعل أبدًا، علت إبتسامة مشرقة وجهها عندما سمعت صوت مكابح سيارته، فنهضت فورًا تُنزل أطراق بنطالها على ساقيها، وجدته يدلف بالسيارة إلى الحديقة فـ ركضت له تفتح هي الباب، ترجل من السيارة بإبتسامة عند رؤيتها و نزع عن عيناه تلك النظارة فأسرعت تحاوط عنقه قائلة بإبتسامة أسفرت عن إبتسامة ثانية تعلو شفتيه هو:
– وحشتني أوي، حاسة إني مش هقدر أتحمل بُعدك تاني و هروح الشغل معاك بجد!!!

ضمها له يحاوط خصرها قائلًا بعشق:
– و إنتِ وحشتيني أوي أوي!!!

إبتسمت ثم إبتعدت عنه ليحاوط وجنتيها بكفيه قائلًا:
– كنتِ بتعملي إيه!!!

أشارت بإصبعها ببراءة قائلة:
– كنت قاعدة قُدام البسين شوية!!!

أمسك بذلك الإنمل الصغير و قبلُه قائلًا بحُب:
– تصدقي فكرة، أنا هطلع أغيّر هدومي عشان ننزل شوية!!!

– إتفقنا!!
قالتها بحماسٍ مُتناسية تمامًا أمر إخبارُه، قبّل جفنها الأيمن و تركها صاعدًا لجناحهما، جلست هي أمام المسبح تنتظر نزوله حتى تتشبث به و تسبح معه، فـ هو إن تركها .. تغرق!

ظلت جالسة تعبث بالمياه بيدها بفرحةٍ، حتى سمعت خطواته خلفها فإلتفتت له تواري الشمس عن عيناها واضعة كفها على جبينها، وجدته واثب أمامها و مِحياه تخلو من أي تعبير .. إنقبض قلبها فـ نهضت واقفة أمامه و همّت بالحديث لولا كفه الذي إرتفع بالشريط بجانب وجهه يقول بهدوءٍ زاد من قلقها:
– إيه .. ده؟

أغمضت عيناها تُطبق عليها بقوة، حتى إنهالت الدموع منهما لتعود تفتحها فتجد عيناه تشتعل بإحمرارٍ أرعب فرائصها، حاولت التحدُث فـ لا مفر من المواجهة:
– ده شريط حبوب منع حمل!!!

– ليه؟!!
لم يقُل سواها، و كأنه يسألها ماذا فعلتُ لكِ حتى تفعلي بقلبي هذا! صمتت .. و طال صمتها حتى عادت للخلف أثى هدرُه بوجهها:
– رُدي عـــليـــا!!!!!

انت في الصفحة 2 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل