
رنيم بانفعال و هى تحاول التحكم فى درجة صوتها : حذارى تدخلى جدو فى كلامنا ، جدو علمنى حاجات كتير اوى لا انتى و لا جوزك تعرفوا عنها حاجة ، فياريت ماحدش فيكم يحاول يحتك بيا خالص و اكيد انتى فاهمة السبب كويس اوى ، و لو مفكرين انكم هتستفزونى و هسكت .. تبقوا لسه ماتعرفونيش
نانسى : يااااه ، ليه كل ده ، بس عموما ماتقلقيش ، احنا عارفينك كويس اوى ، و عارفين دماغك ، ثم نظرت بخبث لداوود و قالت .. ما هو اصل عرفنا و سمعنا عن مغامراتك قبل الجواز و محاولة هروبك لولا جدك لحقك قبل ماتعمليها
داوود و هو يطحن اضراسه : اللى كانت هتهرب دى .. هى نفسها اللى رغم كل اللى حصل ما رضيتش تسجن ابوها و لا تفضحه يا نانسى هانم ، فياريت ترجعى تقعدى مكانك لان لو سيطرتنا على انفعالتنا فلتت هتبقى انتى و جوزك المتضررين الوحيدين من اللى هيحصل ، و متهيالى انتم مش عاوزين فضايح .. و اللا ايه
لتنظر له نانسى باستياء و تلتفت عائدة من حيث اتت ، و لكنها التفتت اليهما مرة اخرى و قالت لداوود : كنت هنسى .. مامتك بتقول لك تروح تسلم على مصطفى درويش و سهام بنته ، احسن بتسأل عليك
ثم تلتفت مرة اخرى و تغادرهم ، بينما ينظر داوود اتجاه مائدة ابيه و سليم فيجد ان مصطفى درويش كان قد انضم بالفعل الى مائدتهم بصحبة زوجته و ابنتهما
رنيم و هى تحاول رسم الابتسامة مرة اخرى على ملامحها : مين اللى عزمهم .. عيلة رغدة مالهاش علاقة بيهم
داوود : اعتقد ان حبيب و رأفت ليهم شغل معاه
رنيم بتحفز : و هو اى حد له شغل معاه و يعزمه على فرحه يروح يحضر كده عادى و كمان بمراته و بنته
داوود ضاحكا : يمكن عاوزبن يتعشوا .. ماتدقيش
رنيم بفضول : و هتروح تسلم عليهم
داوود : مايصحش ما اسلمش
رنيم بغيرة : مش بنته دى اللى مامتك كانت عاوزة تجوزهالك
داوود بخبث : اللا .. ده انتى كنتى مركزة بقى
رنيم : سمعتها مرة و هى بتتكلم مع خالو
داوود : و بعدين
رنيم : و لا قبلين .. تروح تسلم على الراجل و ماتسلمش على بنته ، انا اصلا مابحبهاش و مابستريحلهاش من زمان
داوود : اشمعنى
رنيم باشمئزاز : مغرورة كده و ملزقة ، و دايما تتمحك فى اللى مش ليها
داوود : طب ما تيجى معايا
رنيم : اجى فين
داوود بمرح : تعالى معايا نسلم عليهم ، على الاقل يمكن تنكسف منك و ماتتمحكش فيا
رنيم و كأنها توازن الامر بعقلها : بس نسلم و نرجع على هنا بسرعة تانى ، و ماتديش فرصة لبابا يتكلم معايا
داوود و هو يسحبها معه تحت جناحه : طبعا .. ماتقلقيش
ليقتربا من مائدتهم و يتعمدا الاقتراب من موقع مصطفى .. و ما ان وصلا خلفه وضع داوود يده على كتف مصطفى و هو يقول بترحيب : نورت يا مصطفى بية
ليلتفت مصطفى اليه و ما ان وجد داوود حتى نهض واقفا و قال بدماثة خلق : اهلا يا داوود .. فينك مختفى من زمان
داوود : حضرتك عارف الحمل تقل من وقت وفاة جدى الله يرحمه
مصطفى بمرح : انت هتنصب بقى .. ما السوق كله عارف انك مجرجر رنيم و يقين كمان معاك و صيتهم هم كمان بقى مسمع و واصل
رنيم بابتسامة : شكرا على المجاملة الحلوة دى
مصطفى : لا مجاملة و لا حاجة .. بس انتى فعلا فى كام شهر اثبتتى نفسك و مكانك .. برافو عليكى
رنيم : شكرا
مصطفى : ابقوا خلونا نشوفكم
ليعلو صوت سهام و التى كانت تجلس بجوار ابيها و هى تقول : طب الشغل تقل عليك با سى داوود و عشان كده ما بقيتش تسأل ، لكن كمان مابقيتش تشوف و اللا ايه ، و اللا انت ماشوفتش غير بابا هو بس اللى قاعد
داوود : كنت لسه هسلم عليكى بس انتى سبقتى
سالى و التى كانت وطدت علاقتها بسهام : اصل داوود يا سمسم الظاهر بيخاف من رنيم ، و مابيرضاش يكلم بنات قدامها
مصطفى ضاحكا : و الله بقى في اللى تخاف منه يا سى داوود
لينظر داوود نظرة ازدراء الى سالى ثم ينظر لمصطفى مرة اخرى و يقول : مش حكاية خوف يا مصطفى بية ، بس سالى من كتر ما عاشت برة ، و ماعاشيتش معانا .. ماتعرفش اننا فى مصر اتربينا على الاحترام
سهام و هى توجه حديثها لرنيم التى كانت تقف و كأنها تتابع مشهدا تمثيليا : و انتى يا رنيم
رنيم بانتباه : انا ايه
سهام بسخرية متوارية : تفتكرى الجواز احلى ، و اللا الانطلاق و الهروب برة مصر احلى
لتشعر رنيم و كأنها تلقت صفعة قوية ، لتنظر الى داوود لترى تأثير كلمات سهام المسمو.مة ، و لكنها وجدت وجها باردا و نظرة زجاجية و كأنها بلا حياة ، لتتمنى لو تغادرهم و تختفى من امامهم جميعا ، و دون ان تقصد ادارت عينيها بين وجوههم جميعا لتجد ابيها ينظر اليها بازدراء و عابد بدون اكتراث ، و باقى العيون بشماتة و استهزاء
و لكنها استفاقت على كلمات مصطفى المرحة عندما قال : الانطلاق و الهروب دول للى لسه ما اتجوزوش و ماعندهمش مسئولية ، انما رنيم دلوقتى زوجة و مسئولة و ناجحة كمان ، سيبى الطيش بقى لاصحابه
سهام : خالص يا بابا على فكرة ، طب ده انا اعرف واحد لسه كان متجوز ما كملش سنة ، و طلق مراته و هرب مع صاحبته القديمة اللى لسه على ذمة جوزها ، انا مش عارفة هو بيعمل لهم ايه عشان يقنعهم يسيبوا كل حاجة و يهربوا معاه بالشكل ده
ليلى و كأنها تسأل لمجرد العلم : ده مين ده يا سهام ، حد نعرفه
سهام و هى تنظر لرنيم بكيد : ااه يا طنط طبعا تعرفيه .. ده معتز اللى كانت رنيم عاوزة …..
ليقاطعها داوود بنبرة ازدراء قائلا : انتى فاضية للدرجة دى يا سهام ، ايه يا مصطفى بيه ، مش تحاول تشغلها معاك فى الشغل بحاجة نافعة احسن ، بدل الفراغ اللى هى فيه ده ، على الاقل تتعلم لها حاجة مفيدة تنفعها بعدين
مصطفى : و الله يا ابنى غلبت معاها .. بس هى مش راضية
داوود : ربنا يهديهالك ان شاء الله .. عن اذنكم بقى اما نشوف العرسان
ليستدير ساحبا معه رنيم و التى كانت اوصالها ترتعد غضبا مما سمعته من سالى و من سهام ، و من نظرات الكراهية التى وجدتها بأعبن نانسى و ليلى
و فى طريق عودتهما الى مكانهما مرا بالقرب من العروسين لتناديها رغدة ، و عندما اقتربت منها همست لها بأذنها : انتى مالك .. فيكى ايه النهاردة
رنيم بابتسامة واسعة : فى انى قاعدة رهن اشارتك و انتى مش عاوزة تطلبى حاجة
رغدة : طب قاعدة بعيد ليه .. مش شايفة يقين و حبيب لازقين لنا ازاى
رنيم : حبيب بيحتفل باخوه
رغدة : و انتى مش هتحتفلى بيا
رنيم : هحتفل بيكى طبعا .. اصبرى بس خمس دقايق
رغدة : ماشى اما اشوف
و بالفعل بعد خمس دقائق قال منسق الحفل : الفيديو اللى هيشتغل دلوقتى هدية من مدام رنيم داوود المنشاوى للعروسة
لتميل سالى على اذن ابيها قائلة بسخرية : دى كمان خلت اسمها على اسم جوزها
سليم : سيبيها براحتها .. الحساب يجمع
و عندما نظر الجميع الى شاشات العرض سمعوا صوت رنيم و هى تقول تعليقا على الفيديو : الحقيقة فكرت كتير اقدم لك ايه النهاردة اعبر لك بيه عن حبى ليكى اللى ابتدى و احنا لسه مع بعض فى الروضة و فضل يكبر لحد ما الكل افتكرنا اخوات مش مجرد اصحاب
دى مجموعة صغيرة من صورك على مراحل عمرك فى اوقات كنا نادر اما بنفارق بعض فيها
احتفظى بالفيديو ده مع فيديو فرحك عشان دايما تفتكرى ايامنا الحلوة
كان الفيديو يتكون من لقطات مرحة لرغدة بمراحل عمرية مختلفة ، و لكنها كانت تشترك جميعها فى الابتسامة المرحة التى كانت ترتسم على وجهها
ليقول رأفت : طب ما انتى حلوة اهو و بتعرفى تضحكى ، اومال ليه كنتى مصدرالى الوش الخشب على طول
رغدة : نصيبك بقى ، بس تصدق .. ما كنتش اعرف ان رنيم عندها كل الصور دى
رافت : ليه .. ماشفتيهاش قبل كده
رغدة و هى تتابع الفيدو بسعادة : تصدق مش فاكرة ، بس صور حلوة اوى بجد
و عند انتهاء الفيدو الذي استغرق خمس دقائق .. اقتربت رنيم من رغدة التى احتضنتها بحب قائلة : تسلم ايديكى بجد ، الصور تجنن